يا أيها الشهم الكريم نجاره
يا أيها الشهم الكريم نجاره
يا أيها الشهم الكريم نجاره
والماجد الراقي إلى أوج العلا
لك في البيان بديع معنى زهره
يجنى وأنجمه الزواهر تجتلى
ألفت شمل الفضل وهو مبدد
حتى غدا عقداً عليك مفصلا
ولقد وصفت وأنت أبلغ واصف
أحد الحسامين المشرّف محملا
ينضو به يوم الخصام عميده
سيفاً يصيب إذا استسل المقتلا
مر إذا أغضبته حلو إذا
لاطفته شهداً يريك وحنظلا
تجني لأهليه عذوبة لفظه
ضرباً وقد يجني لهم ضرب الطلى
تخشى الجوارح من غرار كلامه
كلماً تعذر جرحه أن يدملا
ويبين كنه المرء فيه وإنه
نعم الدليل على الفتى إن اشكلا
وعليه من صدق اللسان طلاوة
تكسوه حسناً كاملا وتجملا
والصدق رونق حده وصقاله
واليف بهجة حسنه ان يصقلا
لسن إذا استنطقته ألفيته
حسن البيان مفوها مترسلا
ويمدّه سيل الفصاحة والحجا
فيفيض في روض الفضيلة جدولا
ما إن رأيت على امرئ من حلية
أزهى وأبهى من بيان قد حلا
فإذا سعدت به فعلق مضنة
رخصت به درر العقور وقد غلا
وإذا الفصاحة أقبلت لك فارتقب
فوزاً فقد لاقيت جداً مقبلا
ما ضرّ من اضحى به متحلياً
إن عاد من حلي الثراء ومضللا
يصف العقول وينشر العلم الذي
تطوى الصدور مخافة أن يجهلا
نصف الفتى لكنه ببيانه
كل الفتى وبه يعود مفضلا
وإذا وراء القلب كان محله
متروياً فهو المهذب مقولا
وإذا أمام القلب جاء مشمراً
أودى العثار به وخرّ مجدلا
وبهاؤه في صمته وسكوته
مالم يكن عي الكلام مغفلا
مفتاح أسرار القلوب يضمها
طوراً ويفتح تارة ما أقفلا
هو بضعة لكنه بمضائه
يفري الجسام المشرفي الفيصلا
ينتاش من أبدي الحوادث ربه
ويكون حصناً في الخطوب ومعقلا
وإذا استنزلته الشقاوة عاثراً
حم البلاء وكان خطباً معضلا
إن يستقم يسلم وإن لم يستقم
يندم وكان به البلاء موكلا
كم حومة أورى وأثقب نارهغا
فذكت على الأبطال ناراً تصطلى
ولكم أسير عاد فيه مطلقاً
وطليق سرب عاد فيه مكبلا
فقد العكوك باللسان لسانه
وحوى أبو دلف الثناء الأفضلا
وابن المقفع قطعت أوصاله
بشبالسان سل منه منصلا