يا بالغا من بلاغة العرب

يا بالغاً من بَلاغَة ِ العربِ

​يا بالغاً من بَلاغَة ِ العربِ​ المؤلف ابن معصوم المدني


يا بالغاً من بَلاغَةِ العربِ
أقصى الأماني ومُنتهى الأربِ
ويا بليغاً حوَتْ بلاغتُه
دُرَّ المعاني وجَوهر الأدبِ
ويا إماماً سَمتِ فصاحتُه
قيساً وقُسّاً في الشعر والخُطبِ
ما الراحُ في صَفوها ورقَّتِها
مفترَّةً عن مَباسمِ الحَبَبِ
ولا العَروسُ الكَعابُ ضاحكةً
تبسمُ عن لؤلؤٍ من الشَّنبِ
أشْهى وأبْهى من نظم قافيةٍ
أهدَيتَها للمحبِّ من كثَبِ
أفادت النفسَ من مَسرَّتِها
ما لم تُفدهُ سُلافةُ العِنبِ
ألبستَها نظمكَ البديعَ وقد
وافتْ بليلٍ عِقْداً من الشُّهب
فبتُّ منها في نَشوةٍ عجَبٍ
مُغتبقاً للسرورِ والطَّربِ
وفزتُ منها بوصلِ غانيةٍ
ترفلُ في حُلَّة من الذَّهبِ
فأيُّ قلبٍ لو تولهِ طَرباً
وأيُّ عقلٍ دَعتهُ لم يُجبِ
ضمَّنْتَها العذرَ فاسْتلبتَ بها
فُنونَ همٍّ من قلبِ مُكتئِبِ
إن لم تُجبْ دَعوتي فأنتَ فَتىً
يَملأُ دلوَ الرِّضا إلى الكَربِ
سبحانَ مُوليكَ فِطرةَ اللَّعب
بالنَّظم والنَّثر أيَّما لَعبِ
دمتَ من العيش في بُلَهْنيةٍ
تجرُّ أذيالها مَدى الحِقَب