يا بين ويحك هل أبقيت في البشر

يا بينُ ويحَكَ هل أَبقيتَ في البشرِ

​يا بينُ ويحَكَ هل أَبقيتَ في البشرِ​ المؤلف وردة اليازجي


يا بينُ ويحَكَ هل أَبقيتَ في البشرِ
عيناً بلا دمعةٍ حَرَّى ولا كَدَرِ
وهل تركتَ بذي الدنيا لنا كَبِداً
سليمةً وفؤَاداً غيرَ مُنفَطِرِ
قطفتَ زهرةَ بُستانٍ ستنبتُ في
روضِ الجنانِ نظيرَ الأَنجُمِ الزُّهُرِ
ويحي على غصنِ بانٍ مالَ منكسراً
وأيُّ قلبٍ عليهِ غيرُ منكسرِ
يا مَن مضت وهي عني غيرُ غائبةٍ
وشخصُها لم يَفُت سَمعي ولا بَصَرِي
تبكي على فقدكِ الأَترابُ دمعَ دمٍ
أغنت ثراك بهِ عن مدمعِ المَطَرِ
قد كنتِ بين بناتِ العصر جوهرةً
عظيمةَ الشأنِ تُزرِي أفضلَ الدُّرَرِ
أينَ اللغاتُ وأينض العلمُ وااسفا
لم يتركِ البين من عينٍ ولا أَثرِ
يا ويحَ قلبِ أَبٍ يبكي ووالدةٍ
حزينةٍ تستعيضُ النومَ بالسَّهَرِ
إن كنتِ سرتِ عن الأبصارِ نازحةً
فإن شخصكِ في الأكبادِ لم يَسِرِ
لبستِ ثوبَ بياضٍ في النعيم كما
ألبستِ كلَّ حزينٍ أَسوَدَ الحَبِرِ
يا قبرُ أَكرِم فتاةَ فيكَ قد نزلت
كريمةً من ذوات الطُّهرِ والخَفَرِ
سارت بغير وداعٍ سارةٌ عجلاً
فهل سلامٌ لها يأتي من السفرِ
يا نومةً ما لها من يقظةٍ أبداً
وغيبةً ما لها في الدهرِ من حَضَرِ
إن لم تَعُذ نحوَنا يوماً فنحنُ غداً
نسعى اليها ولو كنا على حَذَرِ