يا دار مية بالجرعاء حياك
يا دارَ ميَّة بالجرعاءِ حيَّاك
يا دارَ ميَّة بالجرعاءِ حيَّاك
صوب الحيا الرائح الغادي وأحياك
ولا أغبك من دمعي سواجمه
إن كان يُرضيكِ ريَّا مدمعي الباكي
سَقياً ورَعياً لأيَّامٍ قضيتُ بها
عيش الشبيبة في أكناف مرعاك
ما هينَمَتْ نسماتُ الرَّوض خافقةً
إلا تنسمت منها طيب رياك
ولا تغنى حمام الأيك في فننٍ
إلاَّ تذكرتُ أيَّامي بمغناكِ
أصبو إلى الرمل من جرعاء ذي إضمٍ
وما لقلبي وللجرعاءِ لولاكِ
يخونُني جَلَدي ما حنَّ مكتئِبٌ
وينفذُ الصبرُ مهما عنَّ ذكراكِ
لله طيبُ ليالٍ فيكِ مشرقةٍ
مرت فما كان أحلاها وأحلاك
إذ النَّوى لم تُرْع شملي ولا عرِيَتْ
من اصطياد الظباء الغيد أشراكي
ياظبيةً بالكثيب الفرد راتعةً
أوحشتِ عيني وفي الأحشاءِ مثواكِ
رميتِ قلبي بسهمٍ من رَناكِ وقد
سكنت فيه فما أبعدت مرماك
الغصنُ يُعرب عن عِطفيك مائسُهُ
وطلعة البدر تنبي عن محياك
وكاد يَحكيكِ ضوءُ الصُّبح مبتسِماً
لكن ثناه وميضٌ من ثناياك
وقيل شمسُ الضُّحى تَحكيكِ مشرقةً
وما حكتكِ ولكن أوهِمَ الحاكي