يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت

يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت

​يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت​ المؤلف ابن النبيه


يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت
نزحتم فهي بعد البعد قد نزحت
لهفي لظبية إنس منكم نفرت
لا بل هي الشمس زالت بعدما جنحت آ
بيضاء حجبها الواشون حين سرت
عني فلو لمحت صبغ الدجى لمحت
يقتص من وجنتيها لحظ عاشقها
إن ضرجت قلبه باللحظ أو جرحت
من لي بسلم وفي أجفان مقلتها
للحرب بيض حداد قط ما صفحت
يهتز بين وشاحيها قضيب نقا
حمائم الحلي في أفنائه صدحت
وأسود الخال في محمر وجنتها
كمسكة نفحت في جمرة لفحت
لها جفون وأعطاف عجبت لها
بالسقم صحت وبالسكر الشديد صحت
وروضة وجنات الورد قد خجلت
فيها ضحى وعيون النرجس انفتحت
تشاجر الطير في أشجارها سحرا
ومالت القضب للتعنيق فاصطلحت
والقطر قد رش ثوب الدوح حين رأى
مجامر الزهر من أذياله نفحت
باكرتها وحمام الروض نافرة
عن البروج بكف الصبح إذ وضحت
ما بين غدران ماء كاللجين صفت
وأكؤس كنضار ذائب طفحت
بكر إذا ابن سماء مسها لبست
ثوب الحباب حياء منه واتشحت
تشعشعت في يد الساقي وقد مزجت
كأنها بنصال الماء قد ذبحت
يسعى بها أهيف خفت معاطفه
لكن روادفه من ثقلها رجحت
للحسن ماء ومرعى فوق وجنته
ربيع عيني فيه كلما سرحت
قالوا تعشق سوى هذا فقلت لهم
لي همة لدني قط ما طمحت
في أحسن الناس أشعاري إذا نسبت
وفي أجل ملوك الأرض إن مدحت
يا طالب الرزق إن سدت مذاهبه
قل يا أبا الفتح يا موسى وقد فتحت
لله كم روضت يمناه من زمن
جدب وراضت جياد الجود إذ جمحت
يخفي عطاياه والأيام تظهرها
هيهات تخفي رياح المسك إن نفحت
سامى السماك علوا فاستطال ولو
ناوت ندى يده الأنواء لافتضحت
ملك إذا التطمت أمواج عسكره
سبحت والخيل بالأبطال قد سبحت
ريح إذا ركضت رعد إذا صهلت
برق سنابكها في الصخر قد قدحت
جرد إذا لاعبت أعطافها ملئت
تيها وإن لمحت أقرانها مرحت
تلقى الأسنة عن فرسانها كرما
فكل جارحة منها قد انجرحت
يحملن أسدا لها سمر القنا أجم
في معرك الموت لا أقعت ولا كلحت
يصلى أمامهم نار الوغى ملك
ضاقت بأعدائه الأرض التي انفسحت
إن كان أضحكهم وعك ألم به
فلتبكهم بعد هذا صحة صلحت
أصبحت كالشمس ما شينت بمنقصة
بعد الكسوف إذا أنوارها وضحت