يا شمس خدر ما لها مغرب

يا شمس خدر ما لها مغرب

​يا شمس خدر ما لها مغرب​ المؤلف ابن الزقاق البلنسي



يا شمس خدر ما لها مغرب
 
أرامة دارك أم غرّبُ
ذهبتِ فکستعبرَ طرفي دماً
 
مُفَضَّضُ الدمعِ به مُذْهَبُ
الله في مهجة ذي لوعة
 
تَيَّمَهُ يومَ النَّقا الرَّبرب
شام بريقاً باللّوى فامترى
 
أضواءه أم ثغرك الأشنبُ
أشبه غَمّاً يومُهُ ليلَهُ
 
حتى کستوى الأدهمُ والأشهب
سُرورُهُ بعدَكُمُ تَرْحَة ٌ
 
وصبحه بعدم غيهبُ
ناشدتكَ اللَّه نسيمَ الصَّبا
 
أين استقرت بعدنا زينبُ
لم تسر إلا المزن ما بالنا
 
يشوقنا ذيلك إذ يستحبُ
هات حديثاً عن مغاني اللّوى
 
فعهدُكَ اليومَ بها أقرَبُ
إيهٍ وإن عذَّبني ذِكرُها
 
فَمِنْ عذابِ النَّفسِ ما يَعْذُبُ
هل لَعِبَتْ بالعَرَصاتِ الصَّبا
 
فمحّ منها للصّبا ملعب
أمرضها سقياك إذ جدتها
 
كم غصَّ ظمآنٌ بما يشرَبُ
يا مَن شكى من زمنٍ قسوة ً
 
أين السُّرى والعيسُ والسَّبسَبُ
أفلح من خاض بحار الدجى
 
وصهوة ُ العزِّ له مركبُ
أليس في الابيداء مندوحة
 
إن ضاق يوماً بالفتى مذهبُ
لأخبط الليل ولو أنه
 
ذو لبد أو حية تلسبُ
من همّتي حادٍ، ومن عزمتي
 
هاد، ولو ضلّ بي الكوكبُ
تحملُ كوري فيه عَيْرَانَة ٌ
 
إلى سوى مَهْرة َ لا تُنْسَبُ
أسري إلى العليا بها في الدُّجَى
 
وَفَوْدُهُ من شُهْبِهِ أشْهَبُ
وإنما تُعْرَفُ سُبْلُ العُلى
 
يسلُكها الأنجبُ فالأنجب
إن كان للفضل أب إنه
 
يخل بني عبد العزيز الأبُ
المُنْتَضَى من جَمَراتِ الأُلى
 
على السّماكين لهم منصبُ
من أسرة إن شهدوا ناديا ً
 
زانَ بهم أو وَلدوا أنجبوا
تنحطُّ قحطانٌ وساداتُها
 
عنهم وتمشي خلفهم تغلبُ
بيضٌ مصاليتُ قضى سَرْوُهُم
 
أنّ جداهم مطر صيّبُ
لم تخل من نار لهم في الدجى
 
تثنيَّة ٌ علياءُ أو مَرقَبُ
جنابُهُمْ أحوى، وأبياتُهُمْ
 
تُوسَعُ بالإكرامِ أو تَرْحُبُ
حيثُ قبابُ المجدِ مضروبة ٌ
 
تُعْمَدُ بالعلياءِ أو تُطْنَبُ
والأسل السّمر وبيض الظّبا
 
دونَ العِدَا والضُمَّرُ الشُزَّبُ
والعز معقود الحبا أقعس
 
والبأس مطرور الشّبا مغضبُ
هل شيَّدَ العلياءَ إلا فتى ً
 
راقَ به المحْفَلُ والمركبُ
لا يرغب الدهر وأيامه
 
والسَّعدُ إلا في الذي يَرغبُ
يرى العلا من خيرِ ما يُقْتَنَى
 
والحمدَ من أفضل ما يكسبُ
فاليُمْنُ عن يُمناهُ لا ينثني
 
واليُسْرُ عن يُسْرَاهُ لا بَعْزبُ
نجم نجيب بدرها شمسها
 
عمّارها حوّلها القلّبُ
في الدَّستِ منه علمٌ أصيدٌ
 
وفي الوغى ضرغامة ٌ أغلبُ
كم خطبَ المجدَ له صارمٌ
 
في منبر من كفّه يخطبُ
ذو ظمأ يشرب ماء الطّلا
 
وليس يرويه الذي يشربُ
تخاله منصلتاً بارقاً
 
أو كوكباً وقَبَساً يلهبُ
أَرسلَ في الحرب شُواظاً له
 
يصلى لظاه البطل المحربُ
تساجلُ الماءَ له صفحة ٌ
 
ويعدل النار له مضربُ
كُلِّلَ من إفرندهِ جوهراً
 
ينهب أرواحاً ولا ينهبُ
كلُّ شهابٍ عنده خامدٌ
 
أقرَّ بالسيفِ لها يَعربُ
يفترّ عن صفحته غمده
 
كما انجلى عن مائِه الطُّحلُبُ
ويضربُ الهامَ به أروعٌ
 
سرادق الفخر به يضربُ
يخترقُ النقعَ على أشقرٍ
 
ينقضُّ منه في الوغى كوكبُ
يطير في الحضر به أربع
 
يُطْوى لها المشرقُ والمغربُ
صهيلُهُ عن عِتقِهِ مُفْصِحٌ
 
وخَلْقُهُ عن سَبْقِهِ مُعْربُ
لو طلب العنقا على متنه
 
راكبه ما فاته مطلبُ
الريحُ تكبو خلفَهُ من ونى ً
 
والبرق من سرعته يعجبُ
يُزْهَى به كلُّ زُهَا جحفلٍ
 
ويا سحابَ المُزنِ ما بالُنا
له تليل مثل ما ينثني
 
غصن به ريح الصّبا تلعب
وحافرٌ إن يكُ ذا خُضرة ٍ
 
فالجو من عثيره أكهب
يحمل في صهوته ضيغماً
 
ليس سوى السيفِ له مِخلب
قرَّبَهُ من كلِّ أُكرومة ٍ
 
مهند أو سابح مقربُ
أو صعدة سمراء أو مثلها
 
يراعة ٌ تطعنُ إذ تَكتُب
تمجّ سماً وجنى نحلة
 
فريقُها يُرجى كما يُرْهَبُ
تريك من سبغتها جوهراً
 
يُنْظَمُ في الطِّرْس ولا يُثْقَبُ
تلك بنان خلقت للنّدى
 
فما تني أنوارها تسكبُ
ذي همة ٍ علياءَ لا تُرْتَقَى
 
وعزمة صمّاء لا تغلبُ
وفطنة قصّر عن نعتها
 
أو بعضها المطنب والمسهبُ
حظّي من الأيام ندب به
 
يُرأبُ ما يُصْدَعُ أو يُشْعَبُ
ومعقلي طود علاه الذي
 
يزاحم النجم له منكبُ
أوفت على الأفق له ذروة
 
لاذتْ به الجوزاءُ والعَقرَبُ
سنّيت أبراد ثنائي على
 
عطفيه من حوكية ما تسلبُ
 
شقَّ بساطَ الروضة ِ المِذنَبُ
فالطرس مذ ألبس منها حلى
 
تحسده العذراء والشيبُ
راغبة ٌ فيهِ على أنها
 
عن كلّ بيت في العلا ترغبُ
والغادة الحسناء مخطوبة
 
وكفؤها أول من يخطبُ