يا صاح حب الوطن

يا صاحِ حبُّ الوطنْ

​يا صاحِ حبُّ الوطنْ​ المؤلف رفاعة الطهطاوي


يا صاحِ حبُّ الوطنْ
حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ
من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان
آية كل مؤمن
يا صاح حبُّ الوطن
حلية كل فطن
مساقطُ الرُءوسِ
تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ
عنّا وكلَّ حرنَ
ومصرُ ابهى مولدِ
لنا وأزهى محتدِ
ومربعٍ ومعهدِ
للروح أو للبدنْ
شُدتْ لها العزائمُ
نِيطتْ بها التمائمُ
لطبعنا تُلائمُ
في السر أو في العَلنْ
مصرُ لها أيادِي
عُليا على البلادِ
وفخرهُا يُنادي
ما المجدُ إلا ديْدني
الكونُ من مصرَ اقتبسْ
نوراً وما عنه احتبسْ
وما فخارها التبس
إلا على وغدٍ دَنيِ
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ
عن سادةٍ ويُنْشَر
زهورُ مجد تنثر
منها العقول تَجْتنِي
دارُ نعيم زاهيَهْ
ومعدان الرفاهيَهْ
آمرةٌ وناهيهْ
قِدماً لكل المدنْ
تحنو على القريبِ
تحلو لدى الغريبِ
ترنو إلى الرقيبِ
شرراً بسهم الأعينْ
طُول المدا وَلودُ
وللهُدى ودودُ
ما أمَّها جَحودُ
إلا انثنى بالوهنْ
قوةُ مصرَ القاهره
على سِواها ظاهره
وبالعمارِ زاهِره
خُصّتْ بذكرٍ حَسنْ
منازلٌ رَحيبه
وبالمنى خَصِيبه
وللهَنا مُجيبه
وهي أعزُّ موطن
علومها حقائقُ
فهومها رقائقُ
رموزها دقائق
تحلو لأهل الفِطن
أما ترى الأهالي
ترقَى ذُرى المعالي
هم سادةٌ موالي
جمال وجه الزمن
أبناؤها رجالُ
لم يثنهم مجالُ
ولا بهم أوجال
في ليل وقعٍ دَجُن
وذوقهم مطبوعُ
وقدرهم مرفوعُ
وصيتهم مسموع
بشرف التمدن
وجندهم صنديدُ
وقلبه حديدُ
وخصمه طريد
بل مُدرجٌ في كفن
كل فتىً جليلْ
يعشق وادي النيلْ
كم فيه من نزيلْ
يقول مصر وطني
فإن تَرُمْ إسعادا
يا سعدُ دعْ سعادا
ولذْ بمنْ أعادا
لمصرَ فخرها السَّني
صادقُ وعدٍ محسنُ
وذكرُهُ يُسحتسنُ
ولا تزال الألسنُ
تشدو بذكرِ المحسن
ربُّ عُلاً وحسبِ
عن جده وعن أبِ
فقلْ لمصر انتسبي
إلى جريلِ المننْ
أدامُه ربُّ العلا
أميرَ عِزٍ وولا
بجاه طه مَن علا
بالعدلِ جورَ الفتنْ