يا غادة الحي هاتي منك أفكارا
يا غادة الحيّ هاتي منك أفكارا
يا غادة الحيّ هاتي منك أفكارا
حتّى أنظمها للقوم أشعارا
يا غادة الحيّ نور الفجر منبثق
من وجهك المزدهي بشراً وأنواراً
يا غادة الحيّ يا روح البلاد ويا
معنى الحياة أزيحي عنك أستارا
تقلّص الوهم عن ربع الشّقاء ولم
يبرح عليك حجاب الوهم غرّارا
أراك غاضبةً هل ذاك من حنقٍ
على الزمان وأرباب الخنا جارى
أم إنّ داء الونى واليأس حلّ على
أهليك فاستأت مذ صار الذّي صارا
دعي الأسى وانظري عطفاً إليّ
ففي صدري ترين من الأيام أسرارا
أنت الحقيقة إن لم تنطقي فأنا
أروي لهم عنك أمثالاً وأخبارا
إني لآسف أن ألقى بني وطني
يهاجرون زرافات وأنفارا
شطّ المزار بهم عن عقر دارهم
وقلّمت لهم الأيام أظفارا
غابوا عن الحيّ إجبارا وما برحوا
يصبون للحي تحناناً وتذكارا
يا حبذا يوم تحويهم منازلهم
ويستظلون وادي المنحنى دارا
ويستعيدون ماضي مجدهم علناً
ويستقلّون بالأحكام أحرارا
ما الحرّ من للدواهي لان جانبه
ومالأ الحاكم المحتلّ مكّارا
ألحرّ من ظاهر المظلوم مضطرباً
وجداً ومدّ يد الإسعاف مختارا
ألحرّ من قال قولاً ثمّ يعمله
لا من تراه قليل الخير ثرثارا
ألحرّ من ذاد عن أوطانه وله
قلبٌ تلامس فيه النّور والنّارا
بالنّور يهدي الّذي ضلّ السّبيل
على جهلٍ وبالنّار يصلي كلّ من جارا
لا ترهب الخطب مهما اشتدّ واقعه
فالعمر كالحظّ إقبالاً وإدبارا
إذا انتصرت رعاك المجد مفتخراً
وإن قتلت دعاك النّاس جبّارا
وفي مدى حادثات الدّهر كن يقظاً
لأنّ في الشّعب أخيارا وأشرار
وللوشاية أعوان ذوو سفهٍ
لا يأمن الجار من إفسادهم جارا
والشّعب إن لم يكن للمخلصين
به كرامة ماد ركن المجد وأنهارا
إليكم مجلس النّواب مرجعه
فأنكروا سعي أهل الذّلّ إنكارا