يا غياث العباد إن بخل المزن
يا غياث العباد إن بخل المزن
يا غياث العباد إن بخل المزن
سقاهم وبلا وما استمطروه
والذي أمن العباد ببيض
مرهفات لقاؤهن كريه
شهد الناس أمس ما لم يروه
في الذي أدركوا ولا شهدوه
قتل المشركون منا شهيدا
فتمنوا بأنهم أنشروه
سفكت بالدم الكريم دماء
وكذا يوبق الحليم السفيه
قتلوه مصفدا فودوه
لو علا ظهر طرفه لم يدوه
لقي الموت في الرصيف رجال
كلهم في بني أبيه وجيه
غادرتهم صوارم الهند والزرق
حصيدا يا بؤس يوم لقوه
ورأينا الوزير كالليث أنى
غير هذا والعامري أبوه
أيقنوا بالحمام لما رأوه
مقبلا نحوهم وسيئت وجوه
ورأيناه كالحسام مضاء
فشهدنا أن الحسام أخوه
زرق العلج زرقة تركته
حرضا قد أظله المكروه
ولكم أيما له وقتيلا
صم عن أن يجيب من يدعوه
وأسيرا مصفدا في وثاق
وغياثا لطارق جف فوه
ذاك حتى إذا اللقاء دعاه
عاين الناس منه ما استعظموه
أسدا ساقطا لزرقة شبل
لو دروا حيث أوغلت عذروه
وقفوا يذعرون منه فلما
عاينوا الفضل ماثلا أملوه
وكذا العامري ما دام طفلا
ولعمري لنعم ما شبهوه
فإذا جاز تسعة وثلاثا
جل عن أن يحده تشبيه
قد حباني دهري بإدراك دهر
ما به ناجه ولا منجوه
لو حباني بذاك عصر شبابي
لرآني على العباد أتيه
ورجائي ما قد علمت وشكري
وثنائي في الناس ما علموه
غير أن الزمان ثقل ظهري
فهو ثقل علي صعب كريه