يا قلب ما لك خافقا وجلا
يا قلب ما لك خافقاً وجلا
يا قلب ما لك خافقاً وجلا
أعراك خطبٌ في الحشا نزلا
أم بات فيك من الشّقا عللٌ
قل لي لعلّي أدفع العللا
يا قلب إنّ لديك أفئدةً
تحميك إن خفت القنا الذّبلا
ولئن خبت دقّاتك اضطربت
كلّ القلوب فلا تكن وجلا
خفّ الخفوق وصاح قلبي
يا صاح استمع قولي وكن رجلا
ما كنت قبل اليوم مضطرباً
بل كنت مرتاح الحشا جذلا
مرّ الزّمان كما يمرّ على
غيري فكنت أسوقه ثملا
إن طاب قلت الدّهر طاب معي
أو خاب قلت الصّبر خير حلى
حتّى رأيت الخير منقلباً
شرًّا بأرضٍ تنبت الحيلا
فالعالم السّامي الشّعور هوى
والجاهل الخالي الشّعور علا
ورأيت أبناء الحمى انصرفوا
للّهو لا عزًّا ولا شغلا
وأتى الغريب يجدّ مكتسباً
يحيي الدّجى لا يعرف المللا
وبنو الحمى يتسابقون إلى
هجر الحمى حتّى غدا طللا
قالوا لنا امتثلوا الأمور فلا
يلقى الهنا إلا ّمن امتثلا
قالوا ثقوا فوراء كم دولٌ
والله بتنا نكره الدّولا
فأجبت يا قلب اتّئد فلقد
غاليت خلّ الطّعن والعذلا
ما الذّنب ذنب الأجنبيّ وهل
يجني امرؤٌ من حنظلٍ عسلا
إنّ الضّعيف بكلّ ناحيةٍ
يحيا ذليل النّفس مبتذلا
والشّعب عانى من غوائله
ما لم يكن من قبل محتملا
سحقت قواه الحرب واستلبت
من خلقه الشّرقيّ ما جملا
فاعذرهم الضّعيف إلى القويّ
لكي يحيا ويدرك بعض ما حصلا
فأجاب قلبي وهو مضطرمٌ
غيظاً رويدك واترك الجدلا
ولد ابن آدم عارياً جسدًا
أفلم يخط ثوباً أجبت بلى
وفقير حالٍ كان مولده أفلم
يصب مالاً فقلت بلى
وعلى الثّرى قد كان مرقده
أفما بنى بيتاً أجبت بلى
وحليف جهلٍ كان منطقه
أفلم ينل علماً فقلت بلى
بالحزم والإقدام أصبح ذا
مجد وضارع بالعلى زحلا
لا ترج خيراً يا رفيقي من
شعبٍ على الغربا قد أتكلا
ما عاش شعبٌ لا شعور به
ألف الونى والنّوم والكسلا
بل عاش شعبٌ ناهضٌ يقظ
حرّ يحبّ العلم والعملا
صدّقت قلبي في روايته
وعرفت أنّ الحقّ ما نقلا
ولكم ذممت الانتداب وكم
قبّحت ما أبدى وما فعلا
حتّى رجعت إلى الصّواب
وقد كان الحجاب عليه منسدلا
وبحثت عن أسباب خيبتنا
حتّى غدونا في الورى مثلا
فوجدت أنّ النقّص في وطني
فبنوه قد أولوه ذا الفشلا
لو كان في أعيانهم شمم
صانوا البلاد وأبعدوا الدّخلا
أو كان في فقرائهم همم
دكّوا الصّعاب وقوّضوا الجبلا
لا يخدم الأوطان غير فتىً
بمحّبة الأوطان قد جبلا
م لم يكن في صدره أمل
عبثً يرى في غيره أملا