يا ليت شعري هل تدرين موضعنا
يا ليت شعري هل تدرين موضعنا
يا ليت شعري هل تدرين موضعنا
وهل لديك رجال أهل ارصاد
وهل رأوا ركبنا النوري منطلقاً
في ليلهم بين تصويب واصعاد
وهل أقاموا لنا مثل الذي رفعت
آباؤنا لك من تكريم عباد
فذي هياكلك الشماء قد شخصت
هاماتها في الذرى أمثال أطواد
رأوك للحسن معبوداً وما وهموا
فالحسن معبود عشاق وزهاد
لعل للأرض هذا الحظ عندكم
وأنها لو علمتم دار افساد
وعلك اليوم خلو من مفاسدها
وأن نكن قد خلقنا خلق انداد
أنت الفتية لا تدرين مفسدة
أين المفاسد من أخلاق أولاد
ضل الجميع وتاهوا في غوايتهم
فما أهتدى حاضر منهم ولا باد
وأصبح الزور مرفوع اللواء بهم
وقائل الحق موصوفاً بالحاد
قام الخصام بما لا يعلمون له
كنها ولم تره أبصار أشهاد
شغب تفاقم في الأجيال واضطرمت
به العداوة دهراً بين أكباد
أما كفاكم بني الإنسان شقوتكم
وأنكم للمنايا جد وراد
وما تعانون من جهد الحياة وقد
أمست كوقر ثقيل فوق اكتاد
ومن تقلب أطوار الزمان بكم
كإنما هو حرباء بأعواد
ومن مراغمة الأقدار طاردة
لكم كتيار يم حول طراد
ومن مزاولة الأرزاق بغيتها
تزاحمون بأقدام واعضاد
ومن مكابدة الأدواء ساطية
ومن نوازل لا تحصى بتعداد
فما لكم تسعدون الدهر بعضكم
لكيد بعض به يا شر اسعاد
وإنما أرضنا دار السلام لمن
يبغي السلام ودار الحرب للفادي
وكلنا فوقها رهن الزوال فلا
أضل بعد الكفى من سعي مزداد