يا نار أشواقي لا تخمدي

يا نار أشواقي لا تخمدي

​يا نار أشواقي لا تخمدي​ المؤلف ابن النبيه


يا نار أشواقي لا تخمدي
لعل ضيف الطيف أن يهتدي
حسبته ماء فصادفته
لمع سراب ليس يروي الصدي
تكلفت عيني له هجعة
كنغبة الطائر في المورد
صور في مرآتها صورة
تجل عن لمس فم أو يد
إن نعمت في الليل روحي به
فسوف يشقى جسدي في غد
الصد والهجران قد جمعا
بالله قل لي فبمن أقتدي
أشكو إلى الله ملولا إذا
قلت انتهى في هجره يبتدي
البدر في مكسر شربوشه
حف بليل الشعر الأسود
ريان في قرطقه جدول
لكن له قلب من الجلمد
كأنما هيمانه برزخ
يمنع موج الردف أن يعتدي
غازلنا من نرجس ذابل
وافتر عن نور أقاح ندى
وقام يلوي صدغه قائلا
لا تغترر بي فكذا موعدي
فقلت يا لله مات الوفا
فقال موسى لم يمت خذ يدي
الملك الأشرف شاه ارمن
رب المعالي والندى والندي
ملك له الفضل على آدم
والفضل لا يكسب بالمولد
لو لم تر الأملاك في صلبه
غرته الغراء لم تسجد
الطاعن النجلاء مكحولة
ناب لها النقع عن الإثمد
والضارب الفوهاء مفترة
عن صارم كالمبسم الأدرد
يصدى إذا أرواه ماء الطلى
وأعجب الأشياء ري الصدي
تقول للخرصان أسيافه
بنا كفيت الطعن لا ترعدي
نحن بسد الثغر أو فتحه
أدرى وقد قمنا به فاقعدي
سله تجد أفتى جميع الورى
فليهتد السائل أو يجتد
يزري على قبح عبوس الحيا
حياؤه الطلق الجميل الندي