يا نسمة من أرض وادي النيل

يا نسمة من أرض وادي النيلِ

​يا نسمة من أرض وادي النيلِ​ المؤلف وردة اليازجي


يا نسمة من أرض وادي النيلِ
وردت فأَطفت بالسلام غليلي
نفحت بلبنانٍ ففاح أريجها
سَحَراً بأشهى من نسيم أصيل
هي نسمة من روح أكرم روضةٍ
يُحيى شذاها روح كل عليلِ
أفدي كريمة معشرٍ سادت على
كل الكرائِم في عُلًى وأصولِ
عَلِقَ الفؤاد بها على بعدٍ فلم
ينفك ذا وجدٍ بها موصولِ
عزَّ اللقآءُ على المَشُوق وللمُنَى
عندي حديثٌ ليس بالمملولِ
وعلامَ لا أهوى عُلاكِ وما الذي
بهوايَ فيك ترى يقول عذولي
أنتِ الفريدة في النسآءِ فكيف لا
أهوى حبيباً بات دون مثيلِ
علَّمتني قول النسيب وهجت بي
ماهاج حبُّ بُثَينةٍ بجميلِ
شوقي لمجلسكِ الكريم وأنهُ
شوق الطَرُوب إلى كؤوس شَمُول
أهوى مناقبكِ الحسان وما أنا
ممَّن يهيم بما ورا المنديلِ
فمن الصفات حويتِ كل جميلةٍ
ومن الفعال أتيتِ كلَّ جميلِ
ولكِ السجايا الطيّبات وإنها
أبداً لطيب الأصل خيرُ دليل
شَرُفَت بمنصبكِ العقائل مثلما
شرَّفتِ قدرَ الشِعر بعد خمولِ
فغدوتِ أشعر من لبيدٍ دون أن
يُزرِي بقدرٍ من علاكِ جليلِ
عِقدٌ لبستِ جمانهُ لك حليةً
وعقدتِ منهُ ايَّما اكليلِ
ولقد أَفَضتِ عليَّ منهُ لآلئاً
حَسَدَت بها جِيدي كرائمُ جيلي
من كل قافيةٍ كأبكار الدُمَى
ترنو إليَّ بناظرٍ مكحولِ
وافت تحيّيني فأحيت مهجةً
طابت بلثم المرشف المعسول
بَذَلت ليَ الودَّ الذي استتمنحتُهُ
فهتفتُ يا بُشرى بأكرم سُولِ
واليك يا ذات الكمال وصيفةً
حلمُ الكرام لها شفيع قبولِ
حمَّلتُها شوقي وطيبَ تحيَّتي
وجعلتُها لحِمَى علاكِ رسولي
فإذا مننتِ لها بإعلان الرضى
كرماً فذلك غاية المأمولِ
لا زلتِ عائشةً بخيرٍ وافرٍ
أبداً وحظٍّ بالهنآءِ جزيلِ