يدعوك معتل وأنت بعيد
test
يدعوك معتل وأنت بعيد
يدعوك معتل وأنت بعيد
بالأمس كنت تعوده وتعيد
عز العزاء على السقيم يلج في
نسماته التصويب والتصعيد
أأبا المروءة إن خطبك خطبها
أو لم تفارقها وأنت شهيد
تشفى الجسوم وبعد نأيك أنفس
لا النوح يشفيها ولا التنهيد
رزأتك طائفة يحار محبها
أنى يعزيها وأنت فقيد
كانت بعهدك أسرة قومتها
فنمت وما بفروعها تأويد
وبكى بك الأردن أحصف عامل
لرقيه ما يستزاد يزيد
راع تخير خطة فغدا بها
ومثاله بين الرعاة فريد
علامة بحاثة متضلع
من دأبه التصويب والتسديد
في كتبه للعرب تاريخ به
يجلى العتيد ولا يغيب عهيد
ترثي صروح الخير بانيها الذي
لم يدخر فيها له مجهود
والى رعايتها وفي أيامه
لم يبطل التأسيس والتشييد
فاليوم إن لم يبكه عقب له
فمن الأولى ربى بكاه عديد
كم نشأ النشء الضعيف ورصانه
فأعد جيل للبلاد جديد
ترثي الحصافة والثقافة والتقى
من عاش لا ذم ولا تفنيد
هيهات أن تنسى مناقبه التي
في كل ناد فاح منها عود
أين الصداقة لا مداجاة بها
والجود أنفع ما يكون الجود
آداب حبر ملكته بلينها
ما ليس يملك والمراس شديد
أخلاق حر لا يخالف عهده
وعن السبيل القصد ليس يحيد
تلك الفضائل بلغته مكانة
عزت وكان بها له تمهيد
أدناه عبد الله منه فبات في
نعمى وطالعه لديه سعيد
هل مثل عبد الله في أهل النهى
ملك بصير بالأمور رشيد
بحسامه وبرأيه بلغ الذرى
فخرا فما يسمو إليه نديد
وببأسه في الحرب أثبت أنه
بطل الجهاد الباسل الصنديد
كائن له ولآله دين على
أوطانهم والعالمون شهود
لو لم ينل اسمى الفخار بنفسه
لكفاه آباء سموا وجدود
يا أيها المحبون ذكرى بولس
هذا التحدث بالحميد حميد
هل ضم حفل من أكابر أمة
ما ضم منهم حلفه المشهود
وبه الائمة والولاة وكل من
في قومه هو سيد وعميد
وافوا ليقضوه الوداع فما ترى
إلا وفود تلوهن وفود
في المسلمين وفي النصارى ماله
إلا ولي صادق وودود
يا من نودعه أنجزع للنوى
والأمر أمر الله حين يريد
من خص مثلك بالمروءة عمره
فلذكره الإكرام والتخليد
جزعت لعبد الله ينعى ببكرة
ولا عوض عنه وليس له ند
تفرد في مصر أديبا وعالما
فوا حربا أن يهوي العلم الفرد
فجعنا به لا يحمد العيش بعده
فرحماك يا ربي له ولك الحمد