يرى من ستور الغيب حتى كأنما

يرى من ستور الغيب حتى كأنما

​يرى من ستور الغيب حتى كأنما​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


يرى من ستور الغيب حتى كأنما
يطالع في سفرٍ جليل المراقم
له خاطرٌ يقظان ليس بنائم
يجيش بأصداف اللآلي الكرائم
صقيلٌ كخد الصبح سمحٌ كنوره
نقيٌّ كصوب العارض المتراكم
وروحٌ كأن الكون منفرط رحبها
بها قطرةٌ في زاخرٍ متلاطم
ولحظٌ كأن البرق ريش سهامه
يضيء حواشي كل أغبر قاتم
ولفظ كضوء الشمس في مثل سيرها
يسح بفيض العقل سح الغمائم
كأن رياضاً في مثاني حروفه
أرجن بأنفاس الثغور البواسم
يحمل خفاق النسيم حديثه
ويركبه ظهر الرياح الهواجم
فتجريه في أنواف كل خميلةٍ
وتنشده بين الربى والمخارم
وتلقيه أنداءً على الزهر سحرةً
وتوحيه سجعاً في صدور الحمائم
ونرسله في الجو صرخة آيسٍ
يجاوبها قصف الرعود الغواشم
وتطلعه فجراً على الناس واضحا
يريم سبيل الحق بادي المعالم
وما الشعر إلّا صرخة طال حبسها
يرن صداها في القلو الكواتم
يرقرق أنداء العزاء على الأسى
ويضرم طوراً خامدات العزائم
فيا روضة الحب التي طلها ندي ال
جمال ووشاها بنور المباسم
دعيني أنشق في ظلالك عرفه
فإن حياتي ملؤه للخياشيم
وإن شفائي عبرةٌ لو هرقتها
ولكن جفني كالبطون العقائم
فإن لم يغثن اللَه فيك بسجعة
شقيت بجمات العيون الظوالم
وفي الشعر للمفؤود سلوى وأنه
ليغنيه عن صوب الدموع السواجم