يطمع الناس في البقاء وتأبى

يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى

​يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى​ المؤلف ابن حيوس



يطمعُ الناسُ في البقاءِ وَتأبى
 
نوبٌ تسلبُ النفوسَ اغتصابا
وَمَتَى تَرْعَوِي حَوَادِثُ دَهْرٍ
 
دأبها أنْ تفرقَ الأحبابا
يذهبُ اللومُ وَالعتابُ هباءً
 
في خطوبٍ لاَ تعرفُ الإعتابا
ـابَ وَلَوْ صَافَحَ
 
تْ حَدِيداً لَذَابَا
وَإذا ما سطتْ فمنْ ذا يداجى
 
منْ جميعِ الأنامِ أمْ منْ يحابا
إِنَّ رَيْبَ الْمَنُونِ أَلْوَى بِمَلْكٍ
 
داً وَلكنَّ صرفهُ لنْ يهابا
عمَّ نصراً وَصالحاً وَمنيعاً
 
وَشَبِيبَاً وَلَمْ يَهَبْ وَثَّابَا
أينَ تلكَ الأملاكُ زادوا على الخلقـ
 
ـقِ وَزَانُوا الأْحْسَابَ وَالأْنْسَابَا
إِنْ دَعَاهُمْ إِلى الْكَرِيهَة ِ دَاعٍ
 
جَعَلُوا الطَّعْنَ وَالضِّرابَ جَوَابَا
وَلقوا الحربَ دارعينَ منَ الصبـ
 
ـرِ دروعاً ليستْ تحلُّ العيابا
نزلوا مكرهينَ عنْ ذروة ِ العـ
 
ـزِّ وَكَانٌوا قِدْماً لَهُ أَرْبَابَا
فَكَأَنْ لَمْ يُصَاقِبُوا أَرْضَ حَرَّا
 
نَ وَلاَ حَلَّ حَيُّهُمْ جُلاَّبا
قصدتهمْ بوائقُ الدهرِ حتى
 
أَسْكَنَتْهُمْ بَعْدَ الْقُصُورِ التُّرَابَا
وَاستزادتْ أبا سلامة لما
 
تمَّ ملكاً وَقدرة ً وَشبابا
حادثٌ عمَّ عامراً بالرزابا
 
فاستكانتْ لهُ وَخصَّ كلابا
 
لَوْ رَمَاهُ غَيْرُ الرَّدَى مَا أَصَابَا
لَمْ يُغَالِبْ فَضَاءَ ذِي الْعَرْشِ إِذْ وَا
 
فى وَما زالَ للعدى غلابا
لاَيَخافُ الأْمْلاَكَ مُذ فَارَقَ الْمهَـ
 
ـدَ وَهلْ ترهبُ الأسودُ الذئابا
منْ أناسٍ توارثوا البأسَ وَالنخو
 
ة َ وَاسْتَحْقَبوا الْعُلَى أَحْقَابَا
يَكْرَهُ الْوَعْدَ وَالْمِطَالَ فَتَنْثَا
 
وَحلوا منهُ الربى وَالهضابا
لهفَ نفسي على المسافرِ لاَ يرْ
 
جُو لَهُ طَالِبُ النَّوالِ إِيَابَا
أكرمُ العالمينَ نفساً وَأخلا
 
قاً وَأماً وَوالداً وَنصابا
كانَ فِي ذَا الْوَرى غَرِيباً وَوَافى
 
قَدَرٌ لَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ اغْتِرَابَا
جَازَ حَدَّ النَّدى وَآمَنَ سِرْبِي
 
فَكَفى أَنْ أَرْتَادَ أَوْ أَرْتَابَا
عَقَلَتْنِي فِي ظِلِّهِ فَعَلاتٌ
 
تمنعُ الإنتجاعَ وَ الإظطرابا
بَيْنَ جُودٍ يَسِيرُهُ يَطْرُدُ الْفَقْـ
 
ـرَ وَ قربى تعلمُ الأدابا
وَعَطَايَا لَمَّا تَعَالَمَها الْعَا
 
لَمُ لَمْ يُنْكِرُوا لِبَحْرٍ عُبَابَا
وَكَسَانِي مَلاَبِساً أَلْبَسَتْنِي
 
مُذْ تَوَارى مِنَ الأَسى جِلْبَابَا
يا ابنة َ الأكرمينَ قدركِ في النا
 
سِ عَظِيمٌ وَإنْ عَظُمْتِ مُصابَا
فَکسْتَرَدَّ الْوَهَّابُ ما كَانَ أَعْطا
 
كِ وَمنْ ذا ينازعُ الوهابا
لمْ تسودي ذا الخلقَ إلاَّ بفضلٍ
 
فقتِ فيهِ الأشكالَ وَ الأضرابا
فدعي رأيَ أمة ٍ لستِ منهمْ
 
وَافْعَلِي فِعْلَ مَنْ يَخافُ الْحِسابَا
وَتَأَسَّيْ بِرَأْيِ دَاوُدَ فِي الْفِتْـ
 
ـنة ِ إذْ خرَّ راكعاً وَأنابا
لاَ تعاصي مولاكِ فيما قضاهُ
 
وَذَرِي الْحُزْنَ إِنْ أَرَدْتِ الثَّوَابَا
قدرُ اللهِ لاَ يدافعُ إنْ حمَّ
 
فصبراً لحكمهِ وَاحتسابا
أَيُّ عُذْرٍ وَقَدْ أَحَطْتِ بِصَرْفِ الدَّ
 
لُ يَدَاهُ بالعكْرُمات اقْتِضَابَا
وَحَقِيْقٌ بالصَّبْرِ مَنْ لَزِمَ الْمُصْـ
 
ـحَفَ دِيناً وَوَاصَلَ الْمِحْرَابَا
وَلعذرٍ تأخرتْ هذهِ الخدْ
 
مة ُ لاَ أنني عدمتُ الصوابا
نابتِ العينُ بالبكاءِ وَأفحمـ
 
ـتُ فَما أَحْسَنَ اللِّسانُ الْمَنابَا
زَالَ لُبِّي فِي عِلَّة ٍ جَمَعَتْ لِي
 
فَقْدَ تاجِ الْمُلُوكِ وَالأْوْصابَا
ليتني لمْ أفقْ فقدْ جاءَ منْ فقـ
 
ـدِيْهِ ما سَهَّلَ الْحِمامَ فَطابَا
لاَ يوازي معشارَ ما كانَ يولي
 
قطعيَ العمرَ حسرة ً وَاكتئابا
سرني حاضراً وَ أدنى وَ أغنى
 
فعدمتُ السرورَ لما غابا
وَبرغمي أنْ أجعلَ المدحَ تأييـ
 
ـناً وَأَدْعُو مَنْ لَوْ وَعى لَأَجابَا
بمقالٍ لاَ أستزيدُ بهِ زلـ
 
ـفى وَلاَ أبتغي عليهِ ثوابا
سائِرٍ لاَ يَزَالُ يَشْكُرُ نُعْما
 
هُ كَمَا تَشْكُرُ الرِّياضُ السَّحابَا