يوم قفت حمولهم فتولوا

يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ فَتَوَلّوا

​يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ فَتَوَلّوا​ المؤلف الأعشى


يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
قطعوا معهدَ الخليطِ فشارقوا
جاعلاتٍ جوزَ اليمامةِ بالأشـ
ـمُلِ سَيْراً يَحُثّهُنّ انْطِلاقُ
جازعاتٍ بطنَ العتيقِ كما تمـ
ضِي رِقَاقٌ أمَامَهُنّ رِقَاقُ
بَعْدَ قُرْبٍ مِنْ دَارِهِمْ وَائْتِلافٍ
صرموا حبلكَ الغداةَ وساقوا
يومَ أبدتْ لنا قبيلةُ عنْ جيـ
ـدٍ تليعٍ، تزينهُ الأطواقُ
وَشَتِيتٍ كَالأقْحُوانِ جَلاهُ الـ
ـطّلُّ فِيهِ عُذُوبَةٌ وَاتّسَاقُ
وأثيثٍ جثلِ النّباتِ تروّيـ
ـهِ لَعُوبٌ غَرِيرَةٌ مِفْنَاقُ
حُرّةٌ طَفْلَةُ الأنَامِلِ كَالدُّمْـ
ـيةِ لا عانسٌ ولا مهزاقُ
كخذولٍ ترعى النّواصفَ منْ تثـ
ـلِيثَ قفْراً، خَلا لهَا الأسْلاقُ
تنقصُ المردَ والكباثَ بحملا
جٍ لطيفٍ، في جانبيهِ انفراقُ
في أرَاكٍ مَرْدٍ، يَكَادُ إذَا مَا
ذرّتِ الشّمسُ ساعةً، يهراقُ
وَهيَ تَتْلُو رَخْصَ العِظامِ ضَئِيلاً،
فَاتِرَ الطّرْفِ في قُوَاهُ انْسِرَاقُ
ما تعادى عنهُ، النهارَ، ولا تعـ
ـجُوهُ إلاّ عُفَافَةٌ أوْ فُوَاقُ
مشفقاً عليهِ، فما تعـ
ـدوهُ قدْ شفّ جسمها الإشفاقُ
وإذا خافتِ السّباعَ منَ الغيـ
لِ وَأمْسَتْ وَحَانَ مِنْهَا انْطِلاقُ
روحتهُ جيداءُ ذاهبةُ المر
تَعِ لا خَبّة وَلا مِمْلاقُ
فاصبري النّفسَ، إنّ ما حمّ حقٌّ،
لَيْسَ للصّدْعِ في الزّجاجِ اتّفَاقُ
وفلاةٍ كأنها ظهرُ ترسٍ،
ليسَ إلا الرّجيعَ فيها علاقُ
قدْ تجاوزتها وتحتى مروحٌ،
عَنْتَرِيسٌ، نَعّابَةٌ، مِعْنَاقُ
عِرْمِسٌ تَرْجُمُ الإكَامَ بِأخْفَا
فٍ صلابٍ منها الحصى أفلاقُ
وَلَقَدْ أقْطَعُ الخَلِيلَ، إذَا لَمْ
أرجُ وصلاً، إنّ الإخاءَ الصِّداقُ
بِكُمَيْتٍ عَرْفَاءَ مُجْمَرَةِ الخُـ
ـفِّ، غذتها عوانةٌ وفتاقُ
ذاتِ غرْبٍ ترمي المُقَدَّمَ بالرّدْ
فِ إذا ما تَدافَعَ الأرْوَاقُ
في مَقِيِل الكِنَاسِ، إذْ وَقَدَ اليَوْ
مُ، إذا الظّلُّ أحرزتهُ السّاقُ
وَكَأنّ القُتُودَ وَالعِجْلَةَ وَالْـ
وفرَ لمّا تلاحقَ السُّواقُ
فوقَ مستقبلٍ أضرّ بهِ الصّيـ
فُ وَزَرُّ الفُحُولِ وَالتَّنْهَاق
أوْ فريدٍ طاوٍ، تضيّفَ أرطا
ةَ يَبِيتُ في دَفّهَا وَيُضَاقُ
أخْرَجَتْهُ قَهْبَاءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ
قِ، رجوسٌ، قدّامها فراقُ
لمْ ينمْ ليلةَ التّمامِ لكي يصـ
بحَ، أضاءهُ الإشراقُ
سَاهِمَ الوَجْهُ مِنْ جَدِيلَةَ أوْ لِحْـ
ـيَانَ، أفْنَى ضِرَاءَهُ الإطْلاقُ
وَتَعَادَى عَنْهُ النّهَارَ، تُوَارِيـ
ـهِ عِرَاضُ الرّمَالِ وَالدَّرْدَاقُ
وتلتهُ غضفٌ طواردُ كانحـ
ـلِ، مغريثُ همُّهنّ اللّحاقُ
ذاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي، إذْ تَرَامَتْ
بي عليها بعدَ البراقِ البراقُ
فعلى مثلها أزورُ بني قيـ
سٍ، إذا شطّ بالحبيبِ الفراقُ
وهمُما همُ، إذا عزّتِ الحمـ
ـرُ، وقامتْ زقاقهمْ والحقاقُ
المهينينَ مالهمْ لزمانِ السَّـ
وءِ، حتّى إذا أفاقَ أفاقوا
وَإذَا ذُو الفَضُولِ ضَنّ عَلى المَوْ
لَى، وَصَارَتْ لخِيمِهَا الأخْلاقُ
وَمَشَى القَوْمُ بِالعِمَادِ إلى الرّزْ
حى، وأعيا المسيمُ أينَ المساقُ
أخَذُوا فَضْلَهُمْ هُنَاكَ، وَقد تَجْـ
رِي عَلى فَضْلِهَا القِدَاحُ العِتَاقُ
فإذا جادتِ الدُّجى، وضعوا القد
حَ، وَجُنّ التِّلاعُ وَالآفَاقُ
لمْ يزدهمْ سفاهةً شربةُ الكأ
سِ، ولا اللّهو بينهمْ والسّباقُ
وَإذَا مَا الأكَسُّ شُبّهَ بِالأرْ
وَقِ عِنْدَ الهَيْجَا وَقَلّ البُصَاقُ
ركبتْ منهمُ إلى الرّوعِ خيلٌ،
غيرُ ميلٍ، إذْ يخطأُ الإيفاقُ
واضعاً في سراةِ نجرانَ رحلي،
ناعماً غيرَ أنّني مشتاقُ
في مطابا أربابهنّ عجالٌ
عَنْ ثَوَاءٍ، وَهَمُّهُنّ العِرَاقُ
درمكٌ لنا غدوةً ونشيلٌ،
وَصَبُوحٌ مُبَاكِرٌ وَاغْتِبَاقُ
وندامى بيضُ الوجوهِ كأنّ الـ
شَّربَ منهمْ مصاعبٌ، أفناقُ
فيهمُ الخصبُ والسماحةُ والنجـ
ـدةُ فيهمْ، والخاطبُ المصلاقُ
وأبيّونَ، ما يسامونَ ضيماً،
وَمَكِيثُونَ وَالحُلُومُ وِثَاقُ
وَتَرَى مَجْلِساً يَغَصُّ بِهِ المِحْـ
رَابُ، كَالأُسْدِ وَالثّيَابُ رِقَاقُ