أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/طليحة الأسدي


طليحة الأسدي
 

طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة كان كاهنا فأسلم ثم ارتد وادعى النبوة في حياة رسول الله، وظهر في بني أسد واتبعه أفاريق 1 من العرب ونزل سَمِيراء 2 بطريق مكة، فوجه إليه النبي ضرار بن الأزور عاملاً على بني أسد، وأمرهم بالقيام على من ارتد فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه فضربه به بسیف فلم يصنع فيه شيئاً ، فاعتقد الناس أن السلاح لا يؤثر فيه فكثر جمعه ، ومات النبي وهم على ذلك وأكثر من تبعه من أسد، وغطفان ، وطيء، وفزارة وغيرهم ، وفر ضرار ومن معه إلى المدينة . وكان طليحة يدعي أن جبرائيل يأتيه ، وكان يسجع للناس الأكاذيب ، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة يقول : إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم ، وتقبيح أدباركم شيئا فاذكروا الله قيامة فإن الرغوة فوق الصريح . وأنفذ طليحة وفوده إلى أبي بكر في الموادعة على الصلاة3 وترك الزكاة ، فأبی أبو بكر ذلك وكان لطليحة أخ يدعي حِبَال جعله على فريق من أتباعه. ولما عرض الوفد على أبي بكر ترك الزكاة قال : «والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه» 4.


  1. في الحديث: أفاريق العرب، وهو جمع أفراق وأفراق جمع فرقة.
  2. سميراء بفتح أوله وكسر ثانيه بالمد وقيل بالضم: ماء بين ثور والحاجز في طريق مكة.
  3. الموادعة : المصالحة
  4. لو منعوني عقالا : قيل المراد الحبل. وإنما ضرب به مثلا لتقليل ما عساهم أن يمنعوه . وقيل المراد بالعقال نفس الصدقة