أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/قتل الأسود العنسي


قتل الأسود العنسي

من سخافة عقل الأسود استخفافه بقائد جيشه وبفيروز وداذويه وهم الذين أعانوه على إخضاع اليمن له في مدة قصيرة. ثم إنه بعد أن قتل شهر بن باذان تزوج امرأته آزاد وهي ابنة عم فيروز. فلما علم المسلمون تغيره على رئيس جنده دعوه وأنبأوه بكتاب رسول الله بقتل الأسود ففرح فيروز لذلك النبأ وكلموا آزاد زوجته في قتله، وكانت تبغضه لأنه قتل زوجها ولأنه كان سيء الخلق فاسقاً.

تمكن فيروز، وداذويه، وقيس من دخول القصر بالرغم من وجود الحراس وذلك بواسطة نقب نقبوه بإشارة من آزاد ثم انقضوا عليه وقتلوه وحزوا رأسه. ولما طلع الفجر نادوا بشعار المسلمين وهو الأذان. ولما اجتمع المسلمون والكفار ألقوا إليهم الرأس، وبذلك خلصت صنعاء والجَنَد 1 من هذا الشر المستطير، واتفق الناس على تولية معاذ بن جبل فكان يصلي بالناس، وعاد عمال رسول الله إلى أعمالهم وكتبوا إليه بالخبر، فوصل الرسول المدينة صبيحة اليوم الذي توفي فيه رسول الله، وكان بين خروج الأسود ومقتله نحو أربعة أشهر.

وقد جاء في أسَدِ الغابة عند ترجمة باذان أن باذان كان له أثر كبير في قتل الأسود مع أنه لم يكن له أي أثر في ذلك لأن باذان مات في عهد رسول الله وفرق أمراءه على اليمن فكان شهر بن باذان على صنعاء2 ثم استولى عليها الأسود الذي قتل غيلة كما تقدم.

  1. الجند بالتحريك: قال أبو سنان اليمامي: اليمن فيها 33 منبرا قديما و40 حديثا وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة: فوال على الجند ومخاليفها وهو أعظمه. ووال على صنعاء ومخالفيها وهي أوسطها، ووال على حضرموت ومخالفيها وهو أدناها. والجند مسماة بجند بن شهران بطن من المعافر.
  2. صنعاء هي أم اليمن وقطبها لأنها في الوسط منها وكان إسمها في الجاهلية ازال وقيل سميت باسم الذي بناها وهو صنعاء بن أزال. قال الياقوت : صنعاء منسوبة إلى جودة الصنعة وهي مشهورة بجودة فواكهها. وبنى أبرهة بصنعاء كنيسة يقال لها القليس وقد ذكرناها في كتاب «محمد رسول الله»