الآراء والمعتقدات (1926)/الفصل الرابع: الذات العاطفة والذات العاقلة
الفصل الرابع
الذات العاطفة والذات العاقلة
١ – الذات العاطفة والذات العاقلة.
یرشدنا البحث عن العوامل التي هي سبب آرائنا ومعتقداتنا الى كون هذه الآراء والمعتقدات تابعة لأنواع المنطق المختلفة، وقبل درس هذه الأنواع أقسم العناصر النفسية تقسيماً أساسياً هو أصل كل تقسيم، فهذه العناصر النفسية قسمان : العناصر العاطفة و العناصر العاقلة. و بهذا يسهل فهم فصول كثيرة نبحث فيها عن أنواع المنطق الختامية.
تمييز المشاعر عن العقل أمر وقع حديثاً في تاريخ البشر، فقد كان أجدادنا الاقدمون بحسون و يتأثرون كثيراً ولكنهم كانوا لا يعقلون الا قليلاً، غير أن الإنسان لما بلغ شأواً بعيداً في تطوره أخذ يتفلسف ويتحذق فظهر الفرق حينئذ بين المشاعر والعقل، وأما العهد الذي ثبت فيه كون المشاعر تخضع لأحكام منطق خاص يختلف عن المنطق العقلى اختلافاً كبيراً فقريب الى الغاية.
وجهل هذا التفريق هو أحد أسباب الخطإِ في ظنوننا وأفكارنا، فقد أرادت كتائب كثيرة من المشتغلیں بالسياسة أن يقيموا بالعقل ما لا يتم أمره الا بالمشاعر، وقد رآی کثر المؤرخين الذين قل اطلاعهم على دقائق الأمور أن يشرحوا بالمنطق العقلى حوادث لم يملها العقل قط، وهذا هو السبب في أن تكوين اكثر العوامل المهمة في التاريخ – کنشوء المعتقدات وانتشارها – ظل معروفاً قليلاً.
وهنالك فلاسفة عظام خلطوا مخطئين المنطق العاطفي بالمنطق العقلي، فقد حاول ( كانت ) تشييد دعائم علم الأخلاق على أساس العقل مع أنه لا شأن للعقل في أكثر منابع الأخلاق، ولا يزال اکثر علماء النفس يتمادون في الضلال المذكور، وقد أصاب ( ريبو) في إشارته إلى ذلك حيث قال : « يريد علماء النفس بأوهامهم العقلية المتأصلة أن ينسبوا كل شيء الى العقل وأن يشرحوا به كل أمر جاهلين أن الحياة النباتية جاءت قبل الحياة الحيوانية وأن هند تستند الى تلك وأن الحياة العاطفة أتت قبل الحياة العاقلة وأن هذه تستند الى تلك.»
ومن الضروري أن أطنب في البحث عن الفرق بين العاطفي والمعقول لأبلغ الغاية التي توخيتها في هذا الكتاب، إذ الغفلة عنه تقضي علينا بأن نجهل تكوين الآراء والمستندات، ومع ذلك يصعب أن نفرق بين العاطفي والمعقول تفريقاً دقيقاً لأن التقسيمات اللازمة في مباحث العلم تُفْضِى الى ما تجهله الطبيعة من قطع في سلسلة الأشياء، الا أن العلم لا يتكون إذا لم نعلم كيف نفصل ما اتصل.
إن انفصال العاطفي عن المعقول وقع في دور بلغ فيه الانسان درجة راقية مندرجات التطور، وظن أن المعقول نشأ عن العاطفي لكون العاطفي أقدم منه ثم ان الحيوان يكون في الغالب ذا مشاعر نامية مثل مشاعرنا، فالانسان لا يمتاز من الحيوان الا بتقدم عقله.
ومن صفات المشاعر كونها معلومة من قبل صاحبها مع انه يصعب تعر يفها، واذا عُبِّر عنها فبعبارات عقلية، فبالعقل نعرف و بالمشاعر نشعر، ولا يمكن الاعراب عن المعرفة والشعور بلسان واحد، نعم قد استطاع العقل أن يجد له لساناً متقاً محكماً ولكن لسان المشاعر لا يزال مبهماً غير صريح.
ومع تأثير الذات العاطفة والذات العاقلة الواحدة في الأخرى فان لهما كيانين مختلفين، لأن الذات العاطفة تتطور على رغم أنفنا وكثيراً ما تتطور ضدنا، وهذا سر ما في الحياة من تناقض، فاذا أمكن أن نزجر أحياناً مشاعرنا فلا تقدر على ايجادها أو محوها.
اذاً ليس من الصواب أن نؤنب المرء إذا تغير، ذلك لأن هذا التأنيب ينم على المبدأ الباطل القائل إن العقل يستطيع أن يهيمن على المشاعر، فمتى ينقلب الحب الى ضده فان العقل يلاحظ هذا الانقلاب فقط دون أن يكون علته، ولا علاقة للأسباب التي يتخيلها العقل عند ما يفسر مثل ذلك الانقلاب بالاسباب الأصلية التي نجهلها، وفي الغالب لا نعرف مشاعرنا الحقيقية اكثر من أن نعرف العوامل الموجبة لها. قال ریو : « كثيراً ما يتصور المرء أنه يشعر بحبه لآخر حباً جماً، فالغياب أو ضرورة انقطاع أخرى قد يثبت لنا أن هذا الحب سريع العطب كما أنهُ قد يثبت لنا صدق حب لا يكون بادياً بتأثير العادة. »
وعلى ما تقدم يتعذر إدراك سير الذات العاطفة عن طريق الذات العالقة كما لاحظ المؤلف المشار إليه أيضاً، ومع ما بين الحياة العاطفة والحياة العاقلة من تباین واختلاق فاننا لا نبالى في سلوكنا بالفرق بين المشاعر والذكاء، يؤيد هذا القول طرق تربيتنا اللاتينية. من أباطيل جامعاتنا الخطرة هو اعتقادها أن إنماء الذكاء بالتعليم يؤدي الى نمو المشاعر التي هي أساس الخلق، وهي في ذلك على خلاف التربية الانكليزية التي أدركت منذ زمن طويل أن تهذیب الخلق لا يتم بمزاولة الكتب.
وبما أن الذات العاطفة تختلف عن الذات العاقلة فاننا لا ندهش إذا سمعنا أن رجلاً ذا ذكاء عالي قد يكون نذلاً في أخلاقه.1 لا ريب في أن الذكاء والتعليم – باثباتهما أن عدم الاستقامة يضرّ الانسان اكثر ممّا يفيده – يجعلاننا لا نصادف سوى قليل من المتعلمين يتخذون اللصوصية مهنة، ولكن اذا وجدت في المتعلم روح الص فانه يتمسك بها على رغم ما ناله من الشهادات العلمية وبها يستعين في أعماله غير الشريفة.
والفرق بين الذات العاطفة والذات العاقلة الذي يشاهد في اكثر الأفراد شاهد أيضاً في بعض الشعوب، فقد أشارت ( مدام دوستائیل ) الى انه لا ارتباط بين المشاعر والذكاء في الالمان، و يشاهد هذا الفرق في الجماعات الموقتة على وجه اكثر وضوحاً، لأن العناصر التي تملى على الجموع أمر حركتها هي المشاعر لا الذكاء وقد بينت علل ذلك في كتاب آخر، فلنتذكر أن الذكاء الذي يختلف باختلاف الاشخاص ولا ينتقل كالمشاعر بالعدوى النفسية لا يكون ذا شكل جموعی أصلاً، وأما الأشخاص الذين ينتسبون إلى عرق وأحد فهم ذوو مشاعر متجانسة لا تلبث أن تتحد عندما يصبحون جماعة
والعنصر الأساسي في الانسان هو الذات العاطفة، فلما تم نضج هذه الذات ببطء على مر الأجيال فانها تتطور في الأفراد والشعوب بسرعة أقل من السرعة التي يتطور بها الذكاء، نعم يظهر أول وهلة أن التاريخ يناقض هذا الفكر، لأن التاريخ بدلنا على أن مشاعر جديدة تتولد مختلفة عن التي جاءت قبلا اختلافاً عظيماً، فالأمة التي ظهرت في وقت بمظهر المحب للحرب لا تلبث أن تصبح مسالمة، وكثيراً ما تجيء الحاجة الى المساواة بعد الحاجة الى التفاوت، وطوراً تحل الزندقة مكان الإيمان، إلا أن تحليل هذه الأمور يثبت لنا أن تطور تلك المشاعر ليس إلا ظاهرياً، فالحقيقة هى أن المشاعر لا تبدل سوی توازنها، وعلة هذا التبدل هو كون الانسان في المجتمع يضطر الى تكييف مشاعره حسب مقتضيات الوقت التي يلجىء إليها تعاقب الأحوال، فتستولى حينئذ بعض المشاعر التي كانت مزجورة على البعض الآخر
وقد يبدو أنا أحياناً أن المشاعر تغيرت مع أن هذا التغير لم يكن إلا موضعياً، فالأمل الجاذب الذي يقود العامل في الوقت الحاضر الى الحانات حيث يعده رسل الانجيل الجديد بجنة مقبلة هو عين المشاعر التي كانت تسوق آباءنا إلى الكنائس حيث كان يتراءى لهم من بخار لبُانها تفتحُ أبواب السعادة الأبدية.
٢ – مظاهر الحياة العاطفة : الانفعالات والمشاعر والحرص
يطلق المؤلفون على مظاهر الحياة العاطفة اسم الانفعالات أو اسم المشاعر، وعندى أن وصف تلك المظاهر يتطلب تقسيمها إلى ثلاثة أنواع : الانفعالات والمشاعر والحرص، فاما الانفعالات فهي مشاعر موقتة غير ثابتة وهي تنشأ عن احدى الحادثات الفجائية كالنازلة والمنعاة والوعيد والشتيمة، وتعد الغضب والخوف والهول من فصيلة الانفعالات، وأما المشاعر فهى حال عاطفية مستمرة كالحلم والرفق والدماثة الخ، وأما الحرص فصادر عن مشاعر شديدة قادرة على إبطال تأثير الأخرى كالحقد والحب الخ.
و يقابل هذه الأحوال النفسية تغير في وظائف الأعضاء مع أننا لا نعرف سوى بضع نتائج دالة على وقوع تلك التغيرات کاحمرار الوجه واضطراب الدورة الدموية الخ، فما يقع في الخليات العصبية من تبدل طبيعي أو كیماوی وما ينشأ عن هذا التبدل من مشاعر يثبتان لنا وجود صلة بين الطرفين لا نعرف عنها شيئاً سوی طورها النهائى، ومما يتعذر علينا في الوقت الحاضر هو أن نبين كيف ينقلب تطور خليات الاعضاء تطوراً كيماوياً الى مشاعر.
وقد تختلف المشاعر والانفعالات باختلاف ما يطرأ على الاعضاء من أحوال صادرة عن بعض المهيجات كشرب القهوة والمسكرات الخ
وأبسط المشاعر هو كثير التعقيد بالحقيقة، ولكن عندما نعجز عن تحليله نصفه بالبسيط تقريباً للذهن، فنحن في ذلك كالكيماوي الذي يعتبر بعض الاجسام بسيطة حين لا يقدر على تحليليا.
ويبحث علماء النفس أحياناً عن المشاعر الذهنية، فقد قال (ريبو) ان هذا التعبير « يدل على أحوال عاطفية طيبة أو ذات لثوب هي من عمل الذكاء »، إني لا أرضى بهذه النظرية التي لا تفرق بين العلة و معلولها، فأحد المشاعر و إن جاز أن يحدث بتأثير طعام شهي إلا أنه يبقى من نوع المشاعر على الدوام.
ومتى زادت المشاعر قوة واستعصت تصبح حرصا كما بينا ذلك آنفًا، ولم يستطع علماء النفس أن يُعَرّفوا المشاعر و يصنفوها، فقد قسمها ( سبینوزا ) إلى الرغبة والفرح والحزن واستخرج من هذه الأقسام بقية المشاعر، وأما ( دیكارت ) فقد قال بوجود ستة أنواع أصلية هي العجب والحب والحقد والرغبة والفرح والحزن، فهذه التقسيمات إن هي إلا أوضاع لغوية لا توضح شيئا ولا تقف أمام سلطان النقد.
قد يتكون الحرص كالصاعقة فجأة وقد يتكون على مهل، وعندما يتم نشوءه يستولى على الذهن أو العاطفة دون أن يكون للعقل الذي يخضع لحكمه تأثير فيه، والحرص الكبير بندر وقوعه، فلما كان الحرص الذي يقع في الغالب موقتا فانه لا يلبث أن يزول بعد أن ينال صاحبه مبتغاه، وهذه قاعدة ثابتة في مسائل الحب، فلابطال الحب الشديد هم على الأكثر أناس تحول الاحوال دون التقائهم كثيرا، والحرص الذي يستمر زمنا طويلا هو الذي يضطرم على الدوام الاحقاد السياسية مثلا، و يغيب الحرص في أغلب الأوقات منطفئا وفي أقليا متبدلا، وحينئذ تتحول الآراء التي كانت سبب ظهوره، قال ريبو: « قد ينقلب حب الانسان من حب بشری إلى حب الهي وقد يتحول التعصب الديني الى تعصب سیاسی و اجتماعي والعكس بالعكس، مثال ذلك ( ايغناس دولوايولا ) الذي عدل عن خدمة أحد الملوك إلى خلية المسيح مؤسسا طريقة اليسوعيين »
والعقل لا يؤثر في الحرص الا بعد أن يطرأ على الحرص ضعف ، وأما تأثيره فيكون بتسليطه أحد المشاعر على الآخر ، وما يقع وقتئذ من عراك فبين المشاعر لا بين المشاعر والعقل .
٣ – ذاكرة المشاعر
للمشاعر ذاكرة كذاكرة العقل وان كانت أدنى منها كثيراًً، فهي لا تلبث أن تهن بفعل الزمان، وأما ذاكرة العقل فهي على جانب عظيم من الثبات عندما يستعان بها حتى أن آثاراً كبيرة ككتب الهندوس المقدسة المسماة (فيدا) وأغاني (هوميروس) انتقلت الينا جيلاً بعد جيل عن طريق ذاكرة العقل ، وقد كان طلاب العلم في القرن الثالث عشر - حيث كانت الكتب نادرة ثمينة - يحفظون عن ظهر القلب ما يملى عليهم من الدروس . قال ( اتكينسون ): « إن كتب الصين التقليدية لو محقت في هذه الايام لاستطاع أكثر من مليون صيني أن يجمعوها بفضل ذاكرتهم »
ولو كانت ذاكرة المشاعر کذاكرة العقل ثباتاً لجعل ما نحفظه من آلام حياتنا لا تُطاق، غير أنه يعترض على عدم رسوخ ذاكرة المشاعر بدوام احقاد الطبقات والشعوب دواماً مستمراً مع تعاقب السنين، نجيب عن هذا الاعتراض قائلين إن ذلك الاستمرار الظاهري لم ينشأ الا عن علل واحدة تكررت تكراراً متصلاً. حقاً إن الحقد اذا لم يُنَبَّه لا يدوم أبداً، فلولا الصحف الألمانية التي كانت توقد نار الحقد في قلوب الألمان ضد الإفرنسيين إيقاداً غير منقطع لزال ذلك الحقد ، واذا بقى الكره يغلي في صدور الهولنديين للانكليز الذين سلبوهم في الماضي مستعمراتهم فذلك لأن حوادث كثيرة كحرب الترنسفال أحيت ذلك الكره ولأن هولندا تعتقد على الدوام أن انكلترا تهددها ، وتثبت المحالفة الروسية والائتلاف الفرنسوی الانكليزي كيف أن شعوباً متعادية في الماضي لا تلبث أن تنسى أحقادها اذا لم تحافظ عليها، واغرب ما في ذلك هو أن انكلترا أصبحت صديقتنا في وقت غیر بعيد من حدوث مذلة ( فاشودا ).
بوضح المبدأ القائل بقلة استمرار ذاكرة المشاعر كثيراً من الحوادث الماسة الحياة الشعوب، فيجب أن لا يُعتمد على شكرها كما أنه يقتضى أن لا يُفْزَعَ من من حقدها.
٤ – اشتراك المشاعر واشتراك الأفكار
سنبحث عن بعض عناصر الذكاء الأساسية في الفصل الذي خصصناه في هذا الكتاب لفحص المنطق العقلى، واذا أشرنا هنا الى تلك العناصر فذلك لبيان كيفية اشتراك العناصر العقلية والعناصر العاطفية وتأثير بعضها في البعض الآخر.
ان صفة الذكاء البارزة في التأمل والتعقل أى إدراك علائق الأشياء الظاهرة والمستترة حسب بعض القواعد والسنن، وكذلك المنطق العاطفى فله قواعده وسننه ولما كانت منطقة اللاشعور مرتع هذه السنن فانها لا تبدو للشعور الا كمعلولات.
بينا أن حياتنا النفسية تتآلف من مشاعر ومعقولات، فكيف يؤثر أحد هذين الطرفين في الآخر؟ نعلم من نظريات علم النفس أن الأفكار تشترك على وجهين : اشتراك بفعل المحاكاة والمشابهة واشتراك بفعل الاتصال والملاصقة، فاما الاشتراك بفعل المحاكاة والمشابهة فهو أن يذكرنا الانطباع الحاضر بانطباعات سابقة متشابهة، وأما الاشتراك بفعل الاتصال والملاصقة فهو أن يذكرنا الانطباع الحاضر بانطباعات أخرى وقعت معاً دون أن يكون بينها وجه شبه، ويظهر لنا أن المشاعر تشترك كما تشترك الأفكار، وقد يشترك الطرفان بالسوية بحيث نتذكر باحدهما الطرف الثاني.
والفرق بين اشتراك المشاعر واشتراك الأفكار هو أن الأول يقع في الغالب على وجه لاشعوری بعید من تأثيرنا، وسنرى على رغم هذا الفرق أن الذات العاطفة والذات العاقلة قد تؤثر أحداهما في الأخرى بفعل الاشتراك الذي أشرنا اليه في هذا المطلب.
- ↑ نذكر من بين الأمثلة الكثيرة التي حكى عنها التاريخ مثال الوزير ( بیکن ) البارز : لم يكن في زمن هذا الوزير من يدانيه ذكاء، ولكن لم يكن أيضاً من أبدی مثله دناءة، فقد كانت باكورة أعماله في الحياة أن خان (الكونت دیسکسر) الذي أحسن اليه اكثر من كل انسان فأوجب قطع رأسه طمعاً في نيل منصب عند الملكة (اليصابات )، و بد أن جلس الملك جاك الأول على العرش نال منصب نائب عام ثم منصب وزير بناء على رجاء الدوك دو بکنغام الذي خانه أيضاً، وفي أيام وزارِته بلغت جرأته على سرقة بیت المال والناس مبلغاً جعل القضاء يتتبعه، وقد حاول عبثاً أن يستعطف قلب القضاة باعترافه كتابة بذنوبه، اذ حكموا عليه بالسجن مؤبداً.