الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف العين


حرف العينۡ

۱۸٣۰ - «الْعَاجِزْ فِي التَّدْبِيرْ يِحيلْ عَلَى المَقَادِيرْ»
معناه ظاهر، وأية حيلة للعاجز سوی الإحالة على القدر؟ وهو من قول الشاعر1:
وعاجز الرأي مضياع لفرصته
حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
۱۸۳۱ - «عَادْتِكْ وَٱلّا اشْتَرِيتيهَا قَالِتْ عَادْتِي وِطُولْ عُمْرِي فِيهَا»
يضرب للخلق القديم الذي نشأ عليه الشخص، والخطاب في المثل لمؤنث، وبرویه بعضهم: (ومأبّده فيها) بدل وطول عمري فيها.
۱۸۳۲ - «إلْعَادِمْ عَادِمْ وَلوْ كَانْ فِي السَّنْدُوقْ»
السندوق: هو الصندوق أي الشيء الذي سيعدم فإنه يعدم ولو حفظ في الصندوق
١٨٣٣ - «إلْعَادِمْ يِنْطبّْ وِالْمَالِحْ يِنْكَبّْ»
العادم وقد يقولون فيه: الدلع أيضا، يريدون به الطعام الذي لا ملح فيه، أي التافه، وينطبّ: يريدون به يطبب من الطبّ، أي يصلح. وينكبّ أي يلقي ويطرح، فمعنى المثل الشيء التافه الطعم الذي لا ملح فيه في اليد إصلاحه بشيء من الملح، وأمّا المالح، أي الكثير الملح لا إصلاح له فيلقی.
١٨٣٤ - «إلْعَادَهْ يَا سَعَادَهْ»
سعادة: اسم من أسماء النساء. يضرب لمن اعتاد على شيء لا يرجع عنه، أي ليس ما وقع من سعاد بمستغرب فقد تعودت أن تأتي مثله.
۱۸۳٥ - «عَادِي أَمِيرْ وَلَا تْعَادِي غَفِيرْ»
الغفير: هو الخفير، والمراد أن معاداة العظيم لا تضرّ لأنّ له نفسه ومظهره ما يمعنه من إتيان ما يعاب عليه، بخلاف الحقير فإن معاداته البلاء الأعظم. وانظر في الفاء: (الفاجرة واديها والحرة عاديها).

۱۸۳٦ - «الْعَارْ أَطْوَلْ مِ الْعُمْرْ»
لأنه لا يمحى بعد الموت، فلذلك كان أطول من العمر.
۱۸۳۷ - «الْعَارِفْ لَا يُعَرَّفْ»
أي العارف بالمراد والقصد لا يعرّف به فله بالحال يغني عن السؤال، ومثله قولهم: (الشكوى لأهل البصيرة عيب). يضرب عند التلطف في السؤال، فهو كقول المتنبي:
وفي النفس حاجات وفيك فطانة
سکوتي بیان عندها وخطاب
۱۸۳۸ - «عَاشِرْ عَاشِرْ مِسِيرَكْ تِفَارِقْ»
تکرار عاشر يريدون به إطالة المعاشرة. ومسيرك صوابه مصيرك، أي مهما تعاشر من تعاشره، ومهما يطل زمن ذلك فإن مصيرك الفراق.
۱۸٣۹ - «عَاشِرْتِ مِينْ يَا سَلِيم كَانْ مُبْتَلی وِعَدَاكْ»
المبتلى (بكسر اللام): اسم مفعول يأتون به في صيغة اسم الفاعل، والصواب المبتلى يفتح اللام، أي عاشرت مَنْ من المرضى يا سليم فأعداك بمرضه. يضرب للقويم الأخلاق الخير تفسده محبة الأشرار.
۱۸٤۰ - «عَاشُمْ مَارَيَّحُونَا مَاتُمْ مَا وَرُّثُونَا»
يضرب لمن يكلف أناساً بما يتعبهم في حياته ولا يوصي لهم بشيء بعد مماته.
١٨٤١ - «الْعَافْيَةْ هَبْلَةْ»
أي القوة بلهاء. يضرب لقوي البدن يكلف بمعالجة شيء فيعتمد فيه على قوته فيفسده وإنما تعالج الأشياء بالمعرفة والتحايل عند تقويمها وإصلاحها.
١٨٤٢ - «الْعَاقِلْ تَعْبَانْ»
لأنه ينظر في العواقب ويفكر في الأمور ويتحمل ما لا يتحمله غيره، فهو تعب من هذه الجهة، ولا تناقض بين هذا المثل ويين قولهم: (أصحاب العقول في راحة) لأنهم يقصدون به أنهم في راحة مما يفعله الحمقى ويجهدون فيه أنفسهم بلا فائدة لأن العقلاء تمنعهم عقولهم عن الاشتغال بالعبث. وفي معنی ما هنا قول العرب في أمثالها: (استراح من لا عقل له) قال الميداني: (أول من قال ذلك عمرو بن العاص لابنه)
۱۸٤۳ - «الْعَاقِلْ فِي غِفَارِةْ نَفْسُهْ»
الغفارة (بكسر الأول): الخفارة لأن العاقل يعلم ما يضره فيتجنبه وما ينفعه فيأتيه، فهو غير محتاج لن يخفره ويدفع عنه الضرر.
١٨٤٤ - «الْعَاقِلْ مِنِ اعْتَبَرْ بِغيرُهْ»
معناه ظاهر، ويرادفه من الأمثال العربية: (السعيد من اتعظ بغيره).
١٨٤٥ - «الْعَاقِلْ مِنْ غَمْزَةْ وِالْجَاهِلْ مِنْ رَفْصَةْ»
يرادفه: العبد بقرع بالعصا والحر تكفيه المقالة. وقد جمعوا فيه بين الزاي والصاد في السجع وهو عيب. وأورده مؤلف «سحر العيون» ص ۱۳۳ بلفظ: (العاقل من غمزة والمجنون من لكزة) وانظر: (العبد يقرع بالعصا) في مجمع الأمثال ج ۱ ص ٤٠٦، وراجع اختلاف قافية هذا البيت في خزانة البغدادي.
۱۸٤٦ - «الْعَاقْلَةْ وِالْمَجْنُونَة عَنْدِ الرَّاجِلْ بِالْمُونَةْ»
المونة (بضمّ فسكون): المؤونة، أي سواء عند الزوج العاقلة والمجنون لأنّ كلتيهما تأكل وتحتاج للنفقة فلا فرق.
۱۸٤۷ - «عَامِلْ أَمِيرْ فِي جِلْدِ خَنْزيرْ»
أي جاعل نفسه أميراً وهو في إهاب خنزير، أي هو خنزير في نفسه ولكنه يظهر نفسه غير مظهرها.
۱۸٤۸- «عَامِلْ عَايِقْ وِمِدَّايِقْ»
عامل أي جاعل نفسه. والعايق عندهم: المتأنق في ملبسه وهيئة العجب بنفسه. ومدایق معناه متضايق، أي مظهر الانقباض من الناس لتميزه عنهم في نظره.
۱۸٤۹ - «عَامِلْ عِنَبْ وِالْبَاقِي فْرَاطَةْ»
الفراطة (بضمّ الأول): العنب المفروط من عناقيده. يضرب للمعجب بنفسه المتعاظم على غيره، أي كأنه جعل نفسه عنباً في عناقيده وظن غيره من العنب المفروط الساقط من العناقيد المبيع بأبخس الأثمان.
۱۸٥۰ - «عَامِلْ فَارْ مِقَيلَطْ»
أي جاعل نفسه كالفأر الذي له ادْه وهم يسمونها: القليطة (بفتح فكسر) أي متعاظم بما ليس فيه عظمة، ويظنها تكبره في نظر العالم.
۱۸٥۱ - «عَامِلْ لَمُونَةْ فِي بَلَدْ قَرْفَانَةْ»
يضرب للمعجب بنفسه، المتظاهر بالانفراد عن الناس بمزايا، كأنه جعل نفسه ليمونة في بلد أهله متقززة نفوسهم، فهم محتاجون الليمون ليسكنها.
۱۸٥۲ - «عَاوِزْ الْحَقْ وَالَّا ابْنْ عَمُّهْ»
أي أتريد الحق أم تريد ما يشبه الحقّ وليس به. يقوله أحد المتخاصمين عند الاختلاف في أمر وكثرة اللجاج فيه.
۱۸٥۳ - «عَايْبَةْ بِتْعَلِّمْ في خَايْبَةْ قَالْ جَتْ لِلاتْنينْ نَايْبَةْ»
العايبة: الفاجرة السفيهة والخايبة: المرءة الخرقاء البليدة التي لا تحسن شيئاً، وهذه إذا تولت العائبة تعليمها وإرشادها لا يبعد أن تعلمها أيضاً ما هي عليه، فالأولى أن يقيض الله لهما نائبة تذهب بهما.
۱۸٥٤ - «اِلْعَايِزْ أَهْبَلْ»
العايز: طالب الشيء، وأهبل: أبله، أي من يطلب شيئاً ويرغب فيه فهو لرغبته كالأبله يقبله على علاته ولا ينظر لعيوبه ويسخو فيه بالثمن الغالي، وهو قريب من قولهم: (صاحب الحاجة أرعن) وإن كان المراد أرعن في الإلحاح وطرق الطلب.
۱۸٥٥ - «عَايِزْ جَنَازَةْ وِيِشْبَعْ فِيهَا لَطْمْ»
أي يريد اللطم على خديه فهو يبحث عن جنازة حتى يفعل فيها ما يشتهي. يضرب للشخص يقوم بالأمر لا لنفس الأمر بال لشغفه بالحركة والشهرة بها.
۱۸٥٦ - «اِلْعَايِزْ يِقْلِبْ عَ النِّقَاشَةْ»
النقاشة: المراد بها نقش حجر الطاحون، لأنه عقب نقشه لا يخلو من غبار و بقایا مما يخرجه النقش منه، فالذي يطحن عليه قمحه وهو كذلك يكون دقيقه غير نظيف
لما يمتزج به من ذلك، والمراد المضطرّ للطحن يقلب قمحه على الحجر الحديث النقش وأمّا غير المضطرّ فإنه ينتظر حتى يطحن غيره وينظف الحجر.
١٨٥٧ - «الْعَايِطْ فِي الْفَايِتْ نُقْصَانْ فِي العَقْلْ»
أي البكاء على شيء فات ومضى ليس من العقل في شيء لأنه لا يردّه:
فلا تكثرن في إثر شيء ندامة
إذا نزعته من يديك النوازع2
ومثله للمتنبي:
فما يدوم سرور ما مررت به
ولا يردّ عليك الفائت الحزن
وقول الآخر: * ولن يرجع الموتى حقين المآتم *3.
۱۸٥۸ - «عَبْدِ مَا هُو لَكْ حُرّْ مِثْلَكْ»
أي إذا لم يكن العبد مملوكا لك فهو في حكم الحرّ بالنسبة إليك فلا سيطرة لك عليه. ومن أمثال العرب: (عبد غيرك حرّ مثلك) وقالوا أيضاً: (ساواك عبد غيرك) قال الميدانيّ: «يعني أنه بتعاليه عن أمرك ونهيك مثلك في الحرية».
۱۸٥۹ - «العَبْدْ يَا بْأَوِّلْتُهْ يَا بْآخِرْتُهْ»
المراد بالعبد: المخلوق، و«يا» هنا معناه «إمّا» أي أن الإنسان إما أن تحسن حاله في أوّل عمره ثم تسوء في آخره فيبوء بالخسران، وإما أن يختم الله له بالسعادة فتحسن في آخره. وأمّا إذا حسنت في المبتدأ والمنتهى فقد فاز بالحسنيين. ويرويه بعضهم: (ناس بأوّلهم وناس بآخرهم).
۱۸٦۰ - «إِلْعِتَابْ هِدِيِّةْ الأَحْبَابْ»
معناه ظاهر.
١٨٦١ - «الْعَتْبْ عَ النَّظَرْ»
يقال في الاعتذار عما يقع من ضعيف النظر، کتركه السلام على بعض الحاضرين، أو إفساده شيئاً لم يره، أو غير ذلك والمراد إذا عتبتم فاعتبوا على نظري فالذنب ذنبه لا ذنبي.
۱۸٦٢ - «عَتَبَةْ زَرْقَةْ تُرُوحْ فِرْقَةْ تِجِي فِرْقَةْ»
ويروى: (تخش فرقة وتخرج فرقة) ومعنى تخشّ: تدخل. والمراد إننا مستغنون عنكم فإن ذهبتم جاء غيركم. وقولهم: عتبه زرقة، أي زرقاء، ويريدون بها المشؤومة التي لا تبقي على أصحاب الدار.
۱۸٦۳ – «عَجَّانْ الصَّبْرْ بِيْدُوقْ»
أي من يعجن الصبر لا بدّ أن يذوق منه. والمراد من باشر أمراً كان أعرف به.
١٨٦٤ - «اِلْعِجْبْ قَاتِلْنَا مُوشْ بِخَاطِرْنَا»
العجب (بكسر فسكون): الإعجاب بالنفس، أي إنّ إعجابنا بنفوسنا بلغ منا مبلغاً عظيماً ولكن ليس ذلك باختيارنا بل هو خلق فينا طبعنا عليه يضرب لشديد الإعجاب بنفسه الذي لا يستطيع الإقلاع عن ذلك ويرويه بعضهم: (الكبر قاتلنا) بدل العجب والعرب تقول في هذاالمعنى: (قاتل نفس مخيلّها) أي خيلاؤها. يضرب في ذم التكبر.
١٨٦٥ - «اِلْعَجَلَةْ عطَلَةْ»
هو من الحكم البالغة، فقد يقع من المستعجل بسبب عجلته من الارتباك أو السهو ما يحوجه إلى استئناف ما شرع فيه فيتعطل عمله ويضيع وقته. والعرب تقول في أمثالها: (رب عجلة تهب ريثاً) هكذا في أمثال الميداني. والذي في العقد الفريد: (رب عجلة تعقب ريثاً)4.
١٨٦٦ - «اِلْعَجَلَةْ مِنِ الشِّطَانْ»
يضرب في ذمّ العجلة.
١٨٦٧ - «عَجُورَة وْقَطَعْهَا جَحْشْ»
أي الأمر قد ظهر ولم تعد فائدة من الاختلاف فيه فإنها عجورة قطعها جحش، وهذا كل ما في الأمر يضربونه في معنى: (قامت جهيزة قول كل خطيب) والعجورة: يريدون بها البطيخة الفجة من البطيخ العبدلي المعروف.
(٢٢)
١٨٦٨ - «عَدَاوْةِ الْأَقَارِبْ زَيّْ لَسْعِ الْعَقَارِبْ»
معناه ظاهر، والمقصود أنهم يكونون أشد نكاية للشخص إذا عادوه.
۱۸٦۹ - «الْعَدَاوَةْ فِي الْأَهْلْ»
انظر: (الحسد عند الجيران والبغض عند القرايب).
۱۸۷۰ - «عَدُوِّتِي وعَمَلِتْ مِغَسِّلْتِي»
هو على لسان أنثى. يضرب للشماتة العظيمة لأن العدوّة إذا تولت غسل عدوتها قد شهدت موتها وزيادة.
۱۸۷۱ - «عَدُوّْ زَمَانْ مَالُوشْ أَمَانْ»
أي لا أمان للعدو القديم.
۱۸۷۲- «عَدُوّْ قَرِيبْ وَلَا حَبیبٍ بِعِیدْ»
يضرب في تفضيل القرب على البعد ولو أن القريب عدوّ. وهو من المبالغة. ومرادهم أنه ربما عطف عليه وساعده في بعض شؤونه.
١٨٧٣ - «اِلْعَدِيمْ مِنِ احْتَاجْ إلَى لَئِيمْ»
أي لا يعد عديماً إلا إذا ألجأه الزمان إلى لئيم.
۱۸۷٤ - «عَرَایا مْقَفْقَفِينْ جَابُوا بْعشَاهُمْ يَاسْمِينْ»
القفقفة عندهم: الارتجاف من البرد، أي أنهم لا يملكون الثياب ومع ذلك يشترون بثمن طعامهم ياسميناً يتمتعون بشمه. يضرب لن ينفق ثمن ما هو في حاجة إليه فيما لا يغنيه من الجوع. وانظر: (عرايا يقفقفم) الخ
۱۸٧٥ - «عَرَايَا وْيُطْلُبُوا السَّجَاجِيدْ»
أي لا لباس يسترهم وهم يطلبون الطنافس ليجلسوا عليها، وكان الأولى بهم أن يطلبوا الثياب. يضرب للعمل الذي ليس في موضعه.
۱۸۷٦ - «عَرَايَا يِقَفْقَفُمْ وِجَايْبِينْ طَارْ وِيْسَقّفُمْ»
القفقفة: الارتجاف من البرد. وجاب، أي جاء بكذا. والطار: الدف. والتسقيف
التصفيق، أي لا يملكون من الثياب ويرتجفون من البرد وهم مع ذلك ينقرون على الدف ويصفقون، أي في لهو وفرح. انظر (عرايا مقفقفين) الخ.
۱۸۷۷ - «اِلْعَرَبِ الرَّحَّالَةْ تِعْرَفْ طَرِيقِ المَيَّةْ»
معناه ظاهر يضرب في أن المزاول للشيء لا تخفى عليه غوامضه.
١٨٧٨ - «اِلْعَرَبِي اللِّي مَنْسَفُهْ عَ الْبَابْ»
المنسف عندهم: وعاء من الخشب كالقصعة إلا أنه أكبر منها، يثرد فيه في القرى في الأعراس أو الأعياد. ومعنى المثل العربي المفتخر بنسبته للعرب: من يتخلق بأخلاقكم في الكرم وإطعام الناس. يضرب لمن يقتصر في الافتخار على نسبته دون العمل المشرف.
۱۸۷۹- «عُرْجِ الْجَمَلْ مِنْ شِفُتُهْ»
الشفة (بتشديد الفاء) معروفة. وصوابها (التخفيف وفتح الأول)، أي إنما سبب عرج البعير أكله من المزارع وضربهم له. يضرب لمن يجني على نفسه ويسبب لها الضرر.
۱۸۸۰ – «اِلْعِرْسْ بِزَوْبَعَةْ وِالْعَرُوسَةْ ضُفْدَعَةْ»
الزوبعة فصيحة إلا أنها (بفتح الأول) وهي الإعصار، أي العرس أعلن وشهر وأثيرت له زوبعة، مع أن العروس كالضفدع في القبح والقماءة لا تستحق كل هذا. يضرب للشيء الحقير يهتم به. وانظر: (العرس والمعمعة) الخ.
۱۸۸۱ - «اِلْعِرْسْ وِالْمَعْمَعَةْ وِالْعَرُوسَةْ ضُفْدَعَةْ»
يضرب للاهتمام والجلبة حول ما لا يستحق. وفي معناه: (الجنازة حارّة والميت کلب) وقد تقدم في الجيم فإن مؤداهما واحد وإن اختلف التعبير. وانظر: (العرس بزوبعة) الخ.
۱۸۸۲- «اِلْعِرسْ يْبَانْ مِنْ لَمِّ الْجِلَّةْ»
هو من أمثال القرى، والجلة: الروث يخلط بالتين ويجعل أقراصاً تجفف للوقود. والمعنى العرس يظهر من جمع الوقود له إن كان تافهاً أو فخما بحسب قلة ما جمع وکثرته. يضرب في أن النتائج تعرف من مقدماتها.
۱۸۸۳ - «عِرْقْ جَنْبْ وِدْنُهُمْ مَا يْحِبِّشِ امْرَاةِ ابْنُهُمْ»
الودن (بكسر فسكون): الأذن، أي كأنّ لكل حماة عرقاً جنب أذنها يحثها على كراهة زوجة ابنها وإنما خصوا بذلك هذا العرق لأنهم يريدون أنه يکلمهن في الأذن.
۱۸۸٤ - «اِلْعِرْقْ يِمدَّ لْسَابعْ جِدّ»
وبعضهم يقول: (لأربعين جدّ) والأول أكثر، أي لا بد من مشابهة الإنسان في خلقه لأحد جدوده ولو بعدوا.
۱۸٨٥ - «الْعَرُوسَةْ فِي صَنْدِفَا وِأَهْلِ الْمَحَلَّةْ مِتْحَفَّفَة»
صندفا والمحلة: قريتان متقاربتان. والتحفيف: نتف النساء الشعر عن وجوههن بالحلوى أو اللبان، أي العروس في صدفا فما بال نساء المحلة تزين وتبرجن والعرس ليس في قريتهن.
۱۸۸٦ - «الْعَرُوسَةْ لِلْعَرِيسْ وِالْجَرِي لِلْمَتَاعِيسْ»
أي نتيجة العرس للعروسين وليس للقائمين به والجارين فيه إلا التعاسة والخيية. يضرب للمتهم بأمر مزاياه عائدة على غيره.
۱۸۸۷ - «اِلْعُرُوقْ تجْمَعْ بَعْضَهَا»
أي يجمع بعضها بعضاً: يضرب في تآلف المجتمعين في أصل واحد طيباً كان أو خبيثاً.
۱٨۸۸ - «الْعِرِيِ يْعَلِّمِ الْغَزْلْ»
العري (بكسر الأول) وصوابه الضم: خلاف اللبس، أي من عري ولم يجد ما يلبسه اضطر إلى تعلم الغزل والحياكة لستر جسمه. يضرب في أن الحاجة تعلم الجاهل.
١٨٨٩ - «عِرْيَانْ بِيِجْرِي وَرَا مْقَشَّطْ»
المقشط: الذي سلبه اللصوص ما معه ولم يتركوا له شيئاً وإذا كان كذلك فلا فائدة للعريان من الجري وراءه لأنه لا يناله منه شيء. يضرب للطامع في غير مطمع.
۱۸۹۰ - «عِرْيَانْ التِّيْنَة وِفِي حْزَامُهْ سِكِّينَةْ»
التينة: أي الدير. وبعضهم يروي فيه (التنة) ويريدون بها البطن، وأصلها من
تن التركية، أي البدن ولكن الأول أشهر. والمقصود لا يملك ثياباً يستر بها جسمه وتراه رشق في حزامه سكيناً إظهاراً للعظمة والشجاعة. يضرب لن يتظاهر بما هو فوق قدره. وبعضهم يرويه: (عريان التينة وفي إيده سكينه ويقول طريق الخمارة فین). وبعضهم يقول: (عريان التينة وسكران طينة ويقول طريق الخمارة فین). وهو مثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف بالرواية الأولى5.
١٨٩١ - «اِلْعِرْيَانْ فِي الْقَفْلَةْ مِرْتَاحْ»
لأنه لا أحمال له يتعب في تحميلها ولا شيء معه يخشى عليه من السرقة. والقفلة يريدون بها القافلة فقصدوا كعادتهم. وانظر: (مريح العرايا من غسيل الصابون) وقولهم: (ربنا رح العريان من غسيل الصابون).
۱۸۹۲ - «عِزَالْ يُومْ خَرَابْ سنَةْ»
وذلك لأن في الانتقال من دار لدار تلفاً للأثاث ولكل ما ينقل مهما يحافظ عليه.
۱۸۹۳ - «إِلْعُزّْ بَعْدِ الْوَالِدِينْ هَوَانْ»
ویروی (مذلة) بدل هوان: يضربه النساء في الغالب إذا فقدن الوالدين.
۱۸۹٤ - «إِلْعُزُوبِيَّةْ وَلَا الْجَوازَة الْعرَّةْ»
أي العزوبة خير من الزواج الذي يعر ويشين. والعرة (بالكسر) مصدر وصف به، يقولون: (جوازه عرة، ومره عرة، وراجل عرة) الخ والعرب تطلق العرة (بالضم) على الرجل يشين القوم. يضرب في احتمال أخف الضررين. ومثله قولهم: (قعاد الخزانة ولا الجوازة الندامة).
١٨٩٥ - «عَسَاكِرْ الكِرَا مَاتِضْرَبْشْ بِارُودْ»
أي ليس الجندي الذي يحارب دفاعاً عن حوزته فهيهات أن يتقدم أو يطلق بارودة إذا ترك وشأنه: يضرب للفرق بين عمل المدفوع بالرغبة وعمل المدفوع بالترغيب. وفي معناه قولهم: (غزّ الكرا ما يحاربوش) وقريب منهما قولهم: (كلب يجروه للصيد ما يصطاد)
۱۸۹٦ - «إِلْعِشَرْ تِخَاْف مِ النِّطَاحْ»
العشر (بكسر ففتح): الدابة العشراء، وهي تخشى من النطاح طبيعة إشفاقاً على ما في بطنها. وفي معناه قولهم: (البهيمة العشر ما تناطحش) وقد تقدم في الباء الموحدة وتكلمنا عليه هناك.
١٨٩٧ - «إِلْعُشْرْ کَلَافْ»
العشر: هو حمل البهيمة. والكلاف: علاف الماشية الذي يعتني بها ويطعمها ويقوم بخدمتها، أي إذا حملت سمنت فيقوم لها الحل مقام کلاف يطعمها، وذلك لأنهم يزعمون أن الحل يقويها.
۱۸۹۸ - «عَشَرِةِ اللّيلْ تِسْعِينْ»
أي الليل لا تكشف فيه حقيقة الشيء فيرى أعظم مما هو عليه.
١٨٩٩ - «الْعِشرَةْ مَا تْهُونْشْ إلَّا عَلَى قَلِيلْ الأَصْلْ»
العشرة: مباشرة الأصدقاء، أي لا يستهين بعهد الصداقة وينساه إلا الوضيع.
۱۹۰۰ - «عَشَمْ إبْليسْ فِي الجَنَّةْ»
العشم (بفتحتين): الرجاء. يضرب لمن يعلق آماله بأمر لن يناله، فهو في رجائه کابليس في رجائه دخول الجنة.
۱۹۰۱ - «عَشِّمْتِنِيْ بِالْحَلَقْ تقَّبْتَ أَنَا وْدَانِي»
أي وعدتني وأوسعت لي الرجاء بحلق أتحلى به فثقبت أنا أذني، يضرب للشخص يتهيأ للشيء قبل حصوله عليه. وبعضهم يزيد فيه: (لا الحلق جاني ولا كلام الناس كفاني).
۱۹۰۲ - «عَشْوِةْ لَيلةْ قُرَيِّبةْ مِنِ الْجُوعْ»
انظر: (أكلة ليلة) الخ.
١٩٠٣ - «عَشِيقِكْ مَا تَخْدِيهْ وطَلِيقِكْ مَا تْرُدِّيهْ»
ما تخديه أي لا تأخذيه والمراد التزوج، أي لا تتزوجي بعشيقك لانقلاب العشق
إلى بغضاء بعد التزوج في الغالب، وكذلك لا تعودي لمن طلقك ويكفيك أنه فارقك فلست بعد ذلك بآمنة من أن يفارقك مرة أخرى.
۱۹۰٤ - «عَصْبَةْ حَرِيرْ عَلَى غَطَا زِیرْ»
العصبة (بفتح فسكون) يریدون بها خماراً مخططا بهيّ الألوان له هذاب في طرفه يوضع على الرأس ويرسل باقيه على الظهر ولا يستعمله إلا نساء القرى. والزير (بكسر أوله): خابية الماء يضرب للثوب الفاخر يلبسه من لا يستحقه فيظهر فيه بمظهر فخم ولكن لا طائل تحته.
۱۹۰٥ - «عَصْبَةْ وْبُرْدَةْ عَلَى رَاسْ قِرْدَةْ»
العصبة (بفتح فسكون): خمار مخطط تختمر به نساء القرى - والبردة (بضم فسكون): ملاءة تستعملها نساء الصعيد يتلففن بها على الكتفين ويلففن رءوسهنّ بأحد طرفيها. وهو في معنى: (عصبة حرير) الخ المتقدم.
۱۹۰٦ - «الْعَصْفُورْ بِيتْفَلّي وِالصَّيَّادْ يِتْقلّی»
أي هذا غير مهتم مشتغل بتفلية ريشه وهو مطمئن، وذاك كأنما يقلى على الجمر لعدم تمكنه منه وانتظاره الفرصة فيه. يضرب للاثنين لا يعرف كلاهما ما في قلب الآخر.
۱۹۰۷ - «عَصْفُورْ فِي إِيدَكْ وَلا كُرْكِي طَايِرْ»
أي الصغير في اليد خير من الكبير الخارج عنها. وهو قريب من قولهم: (عصفورة في اليد ولا عشره في السجر). ومن الأمثال التي أوردها الراغب الأصفهاني في محاضراته العامة في زمنه قولهم: (عصفور مهزول على خوانك خير کركي على خوان غيرك)6.
۱۹۰۸ - «عَصْفُورَةْ فِي الْيدّْ وَلا عَشَرَةْ فِي السَّجَرْ»
لأن التي باليد مملوكة والانتفاع بها حاصل، وأما العشرة التي في الشجر لا فائدة منها وإن كثرت يضرب في أن الشيء القليل المملوك خير من الكثير البعيد عن
اليد، وقريب منه قولهم: (عصفور في إيدك ولا كركي طاير) وانظر في الجيم: (جرادة في الكف ولا ألف في الهوا).
۱۹٠٩ - «اِلْعَضْمَةْ النِّتْنَةْ لأَهْلَهَا»
أي العظمة إذا أنتنت لا يقبلها غير أهلها. والمراد المحتاج الذي أضاع ثروته ليس له من يكفله غير أهله يرجع إليهم ويأوي إلى كنفهم. ويرويه بعضهم: (اللحم أن نتن له أهله) ويرادفهما من الأمثال القديمة: (أنفك منك وإن كان أجدع) على أن العامة قالت في أمثالها أيضاً: (أنفك منك ولو كان أجدم وصباعك صباعك وكان أقطم) وقد سبق ذكره في الألف.
۱۹۱۰ - «اِلْعَطَّارْ الزِّفْتْ يِضَيَّعِ المِسْتِكَةْ وِيِسْتَحْرَسْ عَلَى الْوَرَقْ»
الزفت (بكسر فسكون): القار. والمراد بالعطار: الصيدلي. والمستكة (بکسر فسكون فكسر) المصطكا، وهو العلك الرومي المعروف، أي الصيدلي الجاهل يتهاون في بيع العقاقير ويحرص على الورق الذي تلف به. يضرب لمن يفرط في الجوهر ويحافظ على العرض.
۱۹۱۱ - «اِلْعَطْشَانْ يكسَّرِ الْحْوضْ»
لأن الظمأ يدفعه فهو معذور فيما أتلف، يضرب للمضطر يأتي ما يحاسب عليه، وإما عذره اضطراره ولولاه لكفّ.
۱۹۱۲ - «عِفَّهَا مَا تاكُلْ إلّا نَصِبها»
أي النفس والمعنى ظاهر.
۱۹۱۳ - «عُقَالِ الْبِهِيمْ رُبَاطُهْ»
المراد بالمقال ما يحفظه ويمنع من فراره ولا شيء أحفظ له من ربطه في مكانه لأنه يقوم له مقام المقال للبعير، وهو ربط ساقه بفخذه. وانظر: (إللِّي ما يربط بهيمة ينسرق).
١٩١٤ - «اِلْعُقْدَةْ تِغْلِبِ النَّجَّارْ»
أي إذا صادف النجار عقدة في الخشب غلبته وأوقفت عمله. يضرب فيمن تصادفه مشكلة يعجز عن حلها وفي معناه قولهم: (عند العقدة يوحل النجار).
١٩١٥ - «الْعَقْرَبَةْ أُخْتِ الْحَيَّةْ»
أي في الأذى. يضرب للمتساوين في ذلك إذا حاول بعضهم تفضيل أحدهما على الآخر.
۱۹۱۹ - «الْعَقْلْ زِينَةْ لِكُلّْ رَزِينَةْ»
يضرب في مدح الرزانة والعقل.
۱۹۱۷ - «عَلَامْةِ القِيامَة لَمَّا تِشْرَبْ مِنْ الْحِيطْ وِتْشُوفْ النُّورْ فِي الْخِيطْ»
هو من الأمثال القديمة عند العامة سمعناه ممن أدركناه من الشيوخ المسنين وهم سمعوه من قبلهم، أي قبل أن يوزّع الماء في القنيّ، ونور الكهرباء في الأسلاك.
١٩١٨ - «إِلْعَلَامَةْ انكَبِّتْ وِالنُّخَالَة قَبِّتْ»
العلامة: الدقيق الحوّاري. وانكبت بمعنى طرحت وألقيت. والنخالة: القشور الخارجة من الدقيق بعد نخله، ومعنى قب العجين ارتفع لاختماره، أي طرح الدقيق الحواري واعتنى بعجن النخالة حتى قبت وارتفعت. يضرب في إهمال الأصيل المستحق والعناية بالدون الخسيس حتى يعلو. ويرويه بعضهم: (النخالة قامت والعلامة نامت) أي ارتفع السافل وانحط العالي وسيأتي في النون.
۱۹۱۹ - «عَلْقَةْ وِتْفُوتْ مَاحَدّْ بِيمُوتْ»
العلقة (بفتح فسكون): الوجبة من الضرب، أي أضرب هذه العلقة وتمر كأن لم تكن فلا أحد يموت من مثلها. يضرب للضرر الذي لا يتلف النفوس وأنه يمر وينسی وينقضي أمره فلا ينبغي الاهتمام له ما دام لا بد منه.
١٩٢٠ - «الْعِلْمْ بِالشَّيء وَلَا الجَهْلْ بُهْ»
معناه ظاهر لأن العلم بالشيء لا يضرّ ولو لم يعمل به بخلاف الجهل به لاحتمال أن يحتاج يوما لمعرفة ذلك الشيء أو الاشتغال به.
١٩٢١ - «اِلْعِلمْ فِي الصُّدورْ مُوشْ فِي السُّطُورْ»
معناه ظاهر: وهو كقول الراجز:
ليس بعلم ما حوى القمطر
ما العلم إلا ما وعاه الصدر
ومثله:
ما دخل الحمام من علیمي
فذاك ما فاز به سهمي7
أي ما صحبني عندما أتجرد من كل شيء.
۱۹۲۲ - «اِلْعِلْمِ فِي كُلّْ زَمَنْ لُهْ قِيمَة وْتَمَنْ»
معناه ظاهر.
١٩٢٣ - «عَلِّمْ فِي الْمِتْبَلِّمْ يِصْبَحْ نَاسِي»
المتبلم: الغبيّ الأبله، أي مهما تعلمه في الليل وتجهد نفسك معه فإنه ينسى ما علمته إياه إذا أصبح. يضرب لمن لا يصلح للتعليم ولا يساعده عقله عليه.
۱۹۲٤ - «عَلِّمْتُهْ السِّرْقَةْ حَطّْ إِيدُهْ فِي الْخِرْقَةْ»
المراد بالخرقة هنا: الثوب، ومعنى حط: وضع، أي علمته السرقة فكان أول شيء فعله أن وضع يده في ثوبي وسرق مني، وهو قريب من قول الشاعر:
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
۱۹۲٥ - «عَلَّمْنَاهُمْ عَ الشِّحَاتَةْ سَبَقُونَا عَلَى الِأبْوَابْ»
الشحاتة: الشحاذة، وهي الكدية، أي علمناها لهم فسبقونا إلى أبواب الناس يستجدون وزاحمونا ولم يراعوا فضلنا عليهم، وبعضهم يرويه بلفظ المفرد، أي علمناه الشحاته. الخ، يضرب لمن يرشد إنسانا لصناعة له فيزاحمه فيها.
۱۹۲٦ - «عَلَى رَأْيِ الْحرَّاتْ الله يِلْعَنِ الْجُوزْ»
الجوز: الزوج. والمراد الثوران يقرنان في المحراث للحرث، أي فليكن حكمنا فيهما كحكم الحراث في ثوريه فلعنة الله عليهما فكلاهما لا يستحق غير ذلك. يضرب للشخصين الرديئين يراد تفضيل أحدهما على أخيه فلا يعثر له على حسنة.
۱۹۲۷ - «عَلَى رَاسُهْ صُوفَةْ»
أي معروف بين الناس مفضوح أمره، فهو كقولهم: (صوفته منوّرة) وقد تقدّم: (الحرامي على راسه ريشة). (في الروض الأنف ج ۱ ص ۸٥ شيء ربما كان أصل هذا).
۱۹۲۸ - «عَلَى شَانْ بَطْنُهْ حَلَقُوا دَقْنُهْ»
أي لأجل احتياجه للقوت رضي بحلق لحيته وتعرَّض لاستهزاء الناس به. يضرب لمن يرضى بالإهانة جنب إشباع بطنه للحاجة.
۱۹۲۹ - «عَلَى شَانْ کَبَابَكْ أَكُبِّ أَنَا عَدْسِي»
أي لأجل كبابك ألقي أنا بعدسي من الإناء لتضعه فيه. يضرب في أنه لا ينبغي للفقير أن يفسد ما عنده على تفاهته لأجل إصلاح ما عند غيره وإن عظمت قيمته.
۱۹۳۰ - «عَلَى عَينَكْ يَا تَاجِرْ»
يضرب للشيء الظاهر الذي يراه كل أحد. وبعضهم يرويه: (على عينك يا هوا) وانظر (یا بدر شمسك نص الليل) وانظر في الكنايات: (أشكره خبر) في ص ۱۰۸ من الكتاب رقم ٦٤۸ شعر نظم هذا المثل. وأورده في سحر العيون أواخر ص ۱۳۳. مراتع الغزلان ص ۷٣ مقاطع فيها على عينك يا تاجر) بحاشية ص ۲۹ من الحسن الصريخ في مائة مليح للصفدي: (على عينك يا تاجر) قطف الأزهار رقم ۹۰۳ أدب أول ص ۳۰٦ مقطوعان فيهما هذا المثل. (وانظر نظمه لابن الوردي في ج ۲ ص ۱۸٤ من تاريخه).
١٩٣١ - «عَلَى قَدّْ حِجْلَكْ مِدّْ رِجْلَكْ»
يضرب في النهي عن تجاوز المرء حدّه. ويفسرون الحجل هنا بالخلخال. وانظر قولهم: (على قدّ لحافك مد رجلك).
۱۹٣٢ - «عَلَى قَدْ زیتُهْ خَايلْ لُهْ»
أي على قدر ما أعطي من الزيت إلعب له، والمقصود اللعب بخيال الظلّ لأنهم يوقدون به القطن بالزيت لإظهار الخيال، أي أخدمه على قدر ما يعطى من الأجر، فهو في معنى قولهم: (على قدّ فوله قدّفوا له).
۱۹۳۳ - «عَلَى قَدْ فْلُوسَكْ طَوحْ رِجْليكْ»
القدّ: القدر. والفلوس: النقود. والمراد طوّح رجليك في الأرجوحة بقدر
ما أعطيته لصاحبها من الأجرة. أي لكلّ إنسان أن يتمتع بالشيء بقدر ما أنفق من المطلوب عليه.
۱۹۳٤ - «عَلَى قَدْ فُولُهْ قَدِّفُوا لُهْ»
أرادوا به التجنيس والفول: الباقلاء. وقدف معناه: جذف بالمجذاف، أي على قدر ما أعطى من الأجر خدموه. وفي معناه قولهم: (على قدّ زيته خايل له).
۱۹۳٥ - «عَلَى قَدِّ لْحَافَكْ مِدّْ رِجْلَكْ»
اللحاف (بكسر الأول): غطاء مضرّب معروف، والمراد مدّ رجلك على قدر طول غطائك: يضرب في النهي على تجاوز المرء حدّه في كل شيء ولا سيما في مصرفه. ويروى (حصيرتك) بدل لحافك وانظر قولهم: على قدّ حجلك مدّ رجلك).
(انظر في اليتيمة ج ۱ ص ۱۱۷ قول المتنبي: * على قدر الرجل فيه الخطى * وقد ذكر أنه مثل عاميّ) وفي أواخر ص ٦٦ من الكتاب رقم ٦٤٨ شعر: * على قدر الكساء أمدّ رجلي * وانظره في محاضرات الراغب ج ۲ ص ٤۲۲ أنس الوحيد في المحاضرات ص ٤۲ نظم * على قدر الكساء فمدّ رجلك * المجموع رقم ٦٤٧ أدب ظهر ص ۹۸ من أرجوزة الشهاب الخفاجي: * وامدد على قدر الكساء رجلكا * مسامرات ابن العربي ج ۲ ص ۳٦۳ أبيات فيها: * يمدّ رجليه على قدره * إنشاء العطار طبع بولاق رقم ٥٣٤ أدب ص ۱۰۷ بیت:
لا خير فيمن لم يكن عاقلا
يمدّ رجليه على قدره
وانظر في مجمع الأمثال ج ۱ ص ۳۸۲ (اطمئن على قدر أرضك).
۱۹۳٦ - «عَلَى قَلْبَهَا لْطَالونْ»
أي على قلب السفينة. وطالون: محلة فيها مسجد أحمد بن طولون، سموها باسمه ثمّ حرفوه وقالوا: طالون وبعضهم يقول: طيلون. وقائل هذا المثل مغربي. وسببه أن فقراء المغاربة كانوا ينزلونهم بهذا المسجد ولا سيما وقت مرورهم بمصر للحج، فلما ركب المغربي سفينة في النيل من الإسكندرية كان يظنّ أنها ترسو على
هذا المسجد ولا يتحمل كراء الانتقال إليه على الدواب فرست السفينة على الشاطئ وأشار له الملاح بالنزول بعد ما تقاضاه الأجر فأبى وقال: (على قلبها لطالون) أي لا أزال فيها حتى توصلني إلى المكان المقصود فذهبت مثلاً.
(انظر في ص ۲۱ من رحلة ابن جبير تخصيص صلاح الدین مسجد ابن طولون لفقراء المغاربة. وفي خطط المقريزي ج ۲ ص ۲٦۸ نزول المغاربة بمسجد ابن طولون عند مرورهم بمصر للحج).
۱۹۳۷ - «عَلَى لْسَانِي وَلَا تِنْسَانِي»
أي لا تنسى من معروفك ولو تطعمني شيئاً قليلاً يؤخذ على طرف اللسان.
۱۹۳۸ - «عَلَى مَا تِتْكَحَّلِ الْعَمْشَةْ يُكُونِ السُّوقْ خُرُبْ»
(على ما) يريدون بها (إلى أن)، يضرب للسييء الحظ لا يفارقه حظه في كل ما يحاول وقريب منه قولهم: (على ما يسعد المتعوس يفرغ عمره).
۱۹۳۹ - «عَلَى مَا يِجِي التِّرْيَاقْ مِنْ الْعِرَاقْ يُكُونِ الْعَلِيلْ مَاتْ»
على ما يجي، أي إلى أن يأتي. وبعضهم يقول: (على بال ما يجيء) والمعنى واحد. يضرب للأمر المعلق على أمر بعيد يحتاج في حصوله إلى زمن. وانظر في الميم: (موت يا حمار لما يجيك العليق) ففيه شيء من معناه. وأنشد التنوحي في نشوار المحاضرة لسيف الدولة الحمداني:
وقالوا يعود الماء في النهر بعدما
عفت منه آيات وسدّت مشارع
فقلت إلى أن يرجع الماء جاريا
وتتعشب جنباه تموت الضفادع
والمثل قديم عند العامَّة أورده الأبشيهيّ في المستطرف برواية: (بينما يجيء الدرياق من العراق يكون الملسوع مات)8.
۱۹٤۰ - «عَلَى مَا يِسْعَدْ الْمَتْعُوسْ يِفْرَغْ عُمْرُهْ»
(على ما) يريدون بها (إلى أن) ويريدون بالسعد في الغالب الغنى. يضرب للسيء الحظ يدركه الموت وهو في انتظار الغنى. وانظر قولهم: (على ما تتكحل العمشه يكون السوق خرب).
۱۹٤۱ - «عَلَى مَا يِنْقِطِعْ الْجِرِيدْ يِفْعَل الله مَا يْرِيدْ»
وبعضهم يقول: (على بال ما ينقطع) الخ والمعنى واحد إذ المراد إلى أن يقطع. يضرب للشيء يخشى منه ولكن أمام حصوله وقت قد يغير الله فيه من حال إلى حال. وهو قديم عند العامة أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (بينما يقطع) بدل: (على ما ينقطع)9.
۱۹٤۲ - «عَلَى وِشَّكْ يِبَانْ يَا مَدَّاغْ اللِّبَانْ»
الوش (بكسر الأول وتشديد الثاني): الوجه. والمدغ: المضغ، أي مضغك للبان لا يخفى ويظهر على وجهك بتحريك فكيك. يضرب للخلق أو الأمر لا يمكن إخفاؤه. ومثله من أمثال العرب: (تخبر عن مجهوله مرآته) أي منظره يخبر عن مخبره10. وفي معناه قول سلم الخاسر:
لا تسأل المرء عن خلائقه
في وجهه شاهد من الخبر11
۱۹٤۳ - «عَليكْ يَا صْعِیدِي وَلَوْ بَاتْ»
أي عليك العمل فأنت مطالب به ولو لم تنهه في نهارك، وإنما خص الصعیدي بالمخاطبة لأن أكثر العمال يجلبون للأعمال الكبيرة من الصعيدة. يضرب للشيء لا بدّ من أدائه ولا يفيد التفريط فيه ولا التواني.
۱۹٤٤ - «عَلِیلْ وِعَامِلْ مِدَاوِي»
عامل، أي جاعل نفسه، ولو فطن لحاله لنظر في علته وداواها قبل أن يشتغل بمداواة الناس. يضرب فیمن يهمل نفسه ويهتم بالناس. وانظر قولهم: (يا مداوي خيل الناس حصانك من عند زره خايب) والعرب تقول في أمثالها: (يا طبيب طبَّ لنفسك).
۱۹٤٥ - «عُمْرِ ابْنِ شَهْرْ مَا يِبْقَی ابْنِ شَهْرينْ»
يضرب فيما يستحيل وقوعه.
١٩٤٦ - «الْعُمْرْ تَدْبَرَهْ»
أي العمر محتاج للتدبير. والمراد الاحتياط وعدم إلقاء النفس في التهلكة، وهو كقولهم: (العمر موش بعزقه) وسيأتي. يضرب عند الإقدام على أمر فيه خطر تحذيرا. ويضرب للاعتذار عن النكوص في مثل هذه الحالة. ويرادفه من أمثال العرب: (ليس يلام هارب من حتفه).
۱۹٤۷ - «عُمْرِ التشْفِيطْ مَا يِمْلَاشْ قِرَبْ»
التشفيط: مص الماء قليلا قليلا، وبعض الريفيين يقول فيه التشفيت بالتاء في آخره. والمراد به في المثل: نزح الماء القليل من هنا وهناك وأنه لا يملأ القرب وإنما تملأ من الماء الغزير. يضرب في أن الشيء القليل البصر لا يجدي جمعه من هنا وهناك ولا يسعف في القيام بالأمور. ويرويه بعضهم بغير لفظ عمر في أوله وما هنا أصح.
۱۹٤۸ - «عُمْرِ الْحَدِيدْ الرِّدِي مَا تِشْتِرِي نَسْلُه لَوْ كانْ مِبَيَّضْ قَوي يِرْدِي عَلِيهْ أَصْلُهْ»
النسل بریدون به الجنس والنوع، أي لا تشتري الحديد الرديء ولا يغرنك بياض ظاهره فإن رداءة نوعه لابد أن تغلب وتظهر عليه. يضرب اللئيم الأصل وعدم الاغترار بظاهره، والمثل موزون كأنه قطعة من مواليا. وبعضهم يروي فيه (النحاس) بدل الحديد، ولعله الأصح لأنه هو الذي يبيض بالقصدير.
١٩٤٩ - «عُمْرِ الحَسُودْ مَا يْسُودْ»
أي هيهات أن يسود الحسود لأن الحسد لا يتأتى إلا من صغر الهمة وضعة النفس فكيف يسود صاحبه؟
۱۹٥۰ - «عُمْرِ الدمّْ مَا يِبْقَى مَيَّةْ»
أي الدم لا يتحول إلى ماء. والمراد مهما يكن بين الأقارب من شقاق فالدم الذي يجمعهم واحد ولا بد لهم يوماً من الائتلاف. وانظر: (الضفر ما يطلعش من اللحم والدم ما يبقاش میه).
۱۹٥۱ - «عُمْرِ الدوَّارَةْ مَا تْرَبِّي كَتَاكِيتْ»
الكتاكيت جمع كتكوت (بفتح فسكون): وهو عندهم الفروج. والمراد بالدوارة التي لا تستقر في دارها المكثرة من غشيان الدور والسير في الأزقة، ومثلها لا تربي الفراريج ولا غيرها ولا تعتني بتدبير أمورها.
۱۹٥۲ - «عُمْرِ الرَّايِبْ مَا یِرْجَعْشْ حَلِيبْ»
أي هيهات أن يعود الرائب حليباً، وبعضهم يرويه بلفظ (عمر) وقد ذكر في الراء.
١٩٥٣ - «عُمْرِ الشَّقِي بَقِي»
وبعضهم يقول: (بقي) بكسرتين. وبعضهم روی بدله: (بطي) أي بطيء. وبعضهم بكسر أول الشقي إذا كسر أول ما بعده. والمراد أن عمر الشقي طويل، ولعلهم يستطيلونه لانتظارهم موته ليستريحوا مما يلاقونه منه.
١٩٥٤ - «عُمْرِ الطّمَع مَا جَمَعْ»
يضرب في ذم الطمع. وقد تقدم في الطاء المهملة: (الطمع يقل ما جمع).
۱۹٥٥ - «عُمْرِ الْعَدُو عَلِيهْ»
أي على المريض وهو دعاء له بأن يوهب عمر العدو لأنه لخبثه طويل العمر في زعمهم.
۱۹٥٦ - «عُمْرِ الْعَدُو مَا يِبْقَى حَبِيبْ وعُمْرِ شَجَرِةِ التِّينْ مَا تِطْرَحْ زِبيبْ»
أي لا يصير العدو حبيباً كما أن شجرة التين لا تثمر زبيبا. ومعنى الطرح عندهم الإثمار، وهو من أمثال العامة القديمة، وكانت الرواية فيه: (العدو ما يبقى حبيب حتى يصير الحمار طبيب) على ما أورده الأبشيهي في المستطرف.
۱۹٥۷ - «عُمْرِ الْغَابْ مَايْصَحّْ مِنُّه أَوْتَادْ»
الغاب: القصب: والأوتاد لا يصح اتخاذها منه لأنه أجوف لا يتحمل. وفي معناه: (سجرة البامية ما يصحش منها أوتاد) وقد تقدم في السين المهملة. يضرب للشيء لا يصلح لما يراد اتخاذه منه.
۱۹٥۸ - «عُمْرِ الْفَلَّاحْ إِنْ فَلَحْ»
أي لا يفلح ما عاش، وهو من تندير أهل المدن بالفلاحين والواقع خلافه. وقالوا فيهم
أيضاً: (إن طلع من الخشب ماشة يطلع من الفلاح باشا) و(الفلاح مهما اترقى ما ترحش منه الدقة) وذكرا في الألف والفاء.
۱۹٥۹ - «عُمْرِ الْمَالِ الْحَلَالْ مَا يْضِيعْ»
أي ما اكتسب من حل لا يضيع. يضرب غالباً عند وجود شيء مفقود.
۱۹٦۰ - «العُمْرِ مُوشْ بَعْزَقَةْ»
البعزقة: البعثرة، أي العمر ليس ما يفرط فيه ويبعثر. يضرب للتحذير من الإقدام على أمر فيه خطر. ويضرب للاعتذار عن النكوص في مثل هذه الحالة. ومثله قولهم: (العمر تدبره) وقد تقدّم وتقدّم أن العرب تقول في هذا المعنى: (ليس يلام هارب من حتفه).
۱۹٦۱ - «عُمْرِ النِّسَا مَا تْرَبِّيْ عِجْلْ وِيِحْرِتْ»
معناه أن العجل الذي تربيه المرأة لا يصلح للحرث لسوء تربيته وتدريبه. يضرب في أن من تربية النساء وتقوم بتهذيبه لا يفلح، ولاعتقادهم ذلك جعلوا من ألفاظ السباب والتعبير قولهم: (فلان تربية مرة).
١٩٦٢ - «عَمْشَةْ وِعَامْلَةْ مِكَحَّلَةْ»
مكحلة (بفتح الحاء) بصيغة المفعول والمراد هنا الفاعل فالصواب كسرها. والمعنى تكون هذه عمشاء ضعيفة النظر ثم تجد نفسها مكحلة للعيون. يضرب لمن يقدم على عمل مع عجزه عما هو أسهل منه.
۱۹٦۳ - «عَمَلْ لُهْ شَرْدْ فِي غَلِّينِي»
الشرد (بفتح فسكون): الريح الحارّة وعند الفلاحين الريح الشديدة والغليني (بفتح مع كسر اللام المشدّدة): الريح الساكنة، أي أظهر شيئاً من لا شيء وأوجد شقاقا بلا سبب.
۱۹٦٤ - «عَمَلْ مِنْ طَبّْ لِمِنْ حَبّْ»
هو مثل عربيّ قديم أورده الميداني برواية (صنعة من طب بن حب). يضرب في إتقان العمل ومعناه صنعه صنعة حاذق لمن يحبه. ولفظ (طبّ) غير مستعمل في
(٢٣)
كلام العامة بمعنی حذق في عمله ولكنهم استعملوه هنا إبقاء على ألفاظ المثل ولم يغيروا فيه إلا الصنعة بالعمل.
١٩٦٥ - «عَمَلَكْ عَمَّالَكْ»
أي ما يصيبك من خير أو شر فمن عمله.
۱۹٦٦ - «عَمَلُوكْ مِسَحَّرْ قَالْ فِرِغْ رَمَضَانْ»
المسحر: الذي يطوف على الدور في رمضان ليوقظ الناس للسحور، ومن عادته أن يغني أزجالاً ويقرع على طبل صغير في يده، أي لما جعلوه مسحراً انتهى رمضان ولم تبق حاجة إليه. يضرب لمن يشتغل بأمر فينتهي المقصود منه حين اشتغاله به ويستغنى عنه، وهم يقصدون بذلك سيء الحظ وغيره؛ فإن كان ذلك لسوء الحظ فقط فقد قالوا فيه أيضاً: (جا يتاجر في الحنة كترت الأحزان) أي قلّ السرور أو انتهى، وقد تقدم في حرف الجيم، وأورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (سموك مسحر قال فرغ رمضان)12.
۱۹٦۷ - «عَمَلُوهَا الصُّغَارْ وَقَعُوا فِيهَا الْكِبَارْ»
يضرب للشيء يفعله الصغار فيعود ضرره على الكبار ويؤخذون به. وفي معناه: (فتحوها الفيران وقعوا فيها التيران) وسيأتي في الفاء
۱۹٦۸ - «عَمِيَة تْحَفِّفْ مَجْنُونَةْ وِتْقُولْ حَوَاجِبْ مَقُرُونَةْ»
أورده الأبشيهي في المستطرف في أمثال النساء برواية: (تقول حواجبك سود مقرونة) ج ۱ ص ٤۹ وأورده صاحب سحر العيون في أواخر ص ۱۱١ الجزء الأول منه فقط. والعمية: العمياء. والتحفيف: نتف ما على وجه المرأة من الشعر الدقيق بوسائل تعمل. والمراد أن العمياء على ما بها من العمى قامت بتحفيف وجه امرأة مجنونة يعجز عن تحفيفها البصراء لعدم ثباتها ولم تكتف بذلك بل أخذت تقرّظ جمالها وتذكر حاجبيها المقرونين كأنها مبصرة كل شيء. يضرب للعاجز عن الأمر يحاول عمله ويتعرض لأدق ما فيه.
۱۹٦۹ - «عَمْيَةْ وْعَرْجَةْ وِكِيعَانْهَا خَارْجَةْ»
أي هي عمياء عرجاء بارزة الكوعين من النحافة والسقم، يضرب لمن تجمعت فيه عيوب خلقية كثيرة. والكيعان عندهم جمع کوع (بالضم ويريدون به طرف المرفق، والصواب أنه طرف الزند ما إلى الرسغ الذي تسمية العامة: (خنقة الإيد) وسيأتي في الكاف قولهم: (الكوع مدبب والوش مهبب) الخ.
۱۹۷۰ - «الْعَمَى يَا بَدْرْ»
يضرب لمن يخفى عليه الشيء الظاهر فلا يراه إما ذهولا أو لسبق نظره إلى شيء، وهو مخاطبة للبدر في السماء، أي اعذرهم يا بدر في عدم رؤيتهم لك مع ظهورك وسطوع نورك فإنه العمى منعهم من ذلك.
۱۹٧۱ - «اِلْعنَايَةْ صُدَفْ»
أي العناية مصادفة فمن صادفته سعد ونال ما یرید.
۱۹۷۲ - «اِلْعِنَبْ إِنْ صَحّْ فَسَدْ وِإنْ فَسَدْ صَحّْ»
المراد بعد عصره فإنه إن صح صار خمراً ضررها أكثر من نفعها، وإن فسد صار خلا غير ضار. يضرب في الشيء الضار يحول فينقلب نافعاً، وقد يراد به الشخص الصالح الشرير يصاب بما يجعله صالحاً خيراً، كأن تعجزه العاهة عن ارتكاب الشر فيميل إلى الخير، أو يراها عقاباً له فيعتبر وينزجر.
۱۹۷۳ - «عَنْدِ الْإِبْرَةْ تُتُوهِ السُّلُوكْ»
السلوك: بريدون بها هنا الخيوط التي يخاط بها، وهي كذلك في اللغة، والعامة لا تستعمل السلك إلا لما كان من حديد أو فضة ونحوها. وتاء معناه عندهم فقد. والمراد عندما نجد الإبرة تفقد الخيوط وتخفى فلا نجدها، يضرب في الأمر إذا تهيأت بعض أسبابه لا تهيأ الأخرى.
۱۹۷٤ - «عَنْدِ الِامْتِحَانْ يُكْرَمِ الْمَرْءْ أَوْ يُهَانْ»
معناه ظاهر. وهو مثل عربي أورده الميداني في مجمع الأمثال ولم تغير العامة ألفاظه فليس فيه ما يصحح غير اللحن.
۱۹۷۰ - «عَنْدِ الْبُطُونْ تِضِيعِ الْعُقُولْ»
صوابه: (وقت البطون) انظره في الواو.
۱۹۷٦ - «عَنْدِ الرِّضَاعْ اِلْعِجْلْ يِعْرَفْ أُمُّهْ»
أي عند الحاجة يقبل الشخص على من كان يعرف عنه ويرويه بعضهم: (العجل يعرف أمه) ويضرب في معنى آخر، راجعه في السين المهلة.
١٩٧٧ - «عَنْدِ السَّعْدِ النَّمْلَةْ تِقْتِلِ التِّعْبَانْ»
أي عند إقبال السعد يقوى الضعيف على القوي.
۱۹۷۸ - «عَنْدِ الطَّعْنْ يِبَانْ اِلْفَارسْ مِ الْجَبَانْ»
معناه ظاهر، وهو قديم أورده الأبشيهي في المستطرف13 برواية: (الطعان) بدل الطعن.
۱۹۷۹ - «عَنْدِ الْعَطَا أَحْبَابْ وِعَنْدِ الْطَلَبْ أَعْدَا»
أي عندما نعطيكم ما تريدون ونقرضكم نكون أحبابكم، وحينما نطالبكم بمالنا تتخذوننا أعداء لكم. وفي معناه قولهم: (الأخذ حلو والعطا مرّ) وقد تقدم في الألف
۱۹۸۰ - «عَنْدِ الْعُقَدْ يِوْحَلْ النَّجَّارْ»
ويروى: (وقف) و(یوقف) والمقصود وقف حمار الشيخ في العقبة. وانظر قولهم: (العقدة تغلب النجار).
۱۹۸١ - «عَنْده بْضَاعَةْ وِالنَّاسْ جَواعَةْ»
البضاعة (بضم الأول) عندهم: السلع التي تباع. يضرب للمتعاظم على الناس المعجب بما عنده كأن بيده أقواتهم وهم جميعاً جائعون محتاجون إليه.
١٩٨٢ - «اِلْعَنْزَةْ الجَرْبَانَةْ مَا تِشْرَبْ إلّا مِنْ رَاسِ الْعينْ»
يضرب للفقير المبتلى بالأمراض يسير بنفسه يسابق القوم.
١٩٨٣ - «عَنْزَةْ وَلَوْ طَارِتْ»
سببه أن أحدهم رأى شيئاً فظنه عنزاً وحققه آخر فعلم أنه حدأة وصمم الأول على قوله حتى طارت الحدأة فلم يرجع بل قال: عنزة ولو طارت. يضرب للمتشبث برأيه بعد ظهور الخطأ فيه.
۱۹۸٤ - «عُودْ فِي حِزْمَةْ يِعْمِلْ إيهْ»
أي ما يفعل وماذا يؤثر الفرد في الجماعة.
۱۹۸٥ - «عُورَةْ وِبِنْتْ عبْدْ ودُخْلِتْهَا لِيْلَةِ الْحَدْ»
انظر: (تبقى عورة) الخ في المثناة الفوقية.
۱۹۸٦ - «اِلْعُونَةْ يَا فَلَّاحِينْ قَالْ مِنْ كُلِّ بَلَدْ رَاجِلْ»
العونة وتسمى السخرة: يريدون بها اجتماع أهل القرى وخروجهم للعمل بلا أجرة كحفر الخلجان أو إصلاح الجروف وقد أبطلت الآن، أي قيل هلموا إلى العونة أيها الفلاحون، فقال قائل منهم: يخرج من كل بلد رجل فليس من العدل جمع العدد المطلوب من بلد واحد.
۱۹۸۷ - «عوِيلْ بِلَادُهْ عَوِيلْ بِلَادِ النَّاسْ»
العويل: الوضيع العالة على الناس، أي من كان كذلك في بلده فإنه يكون كذلك في البلاد التي يرحل إليها فلا فائدة في انتقاله.
۱۹۸۸ - «عوِيلْ شَتَمْ أَصيلْ قَالْ نَهَارْ نَادِي»
العويل: الوضيع، أي وضيع شتم أصيلاً فلم يغضب بل قال إنه نهار ند. والمراد سعید مبارك لأنّ الشتم والذمّ من مثل هذا دلالة على كرم أصلي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
ولله درَّ الطرمّاح حيث يقول:
لقد زادني حباً لنفسي أنني
بغيض إلى كلِّ امرىء غير طائل
وإني شقيّ باللثام ولن تری
شقياً بهم إلا كريم الشمائل14
وقال أبو تمام:
لقد آسف الأعداء مجد ابن يوسف
وذو النقص في الدنيا بذي الفضل مولع
وقال آخر:
ما عايني إلا اللثا
م وتلك من إحدى المناقب15
وانظر قولهم: (العيب من أهل العيب ما هوش عيب).
۱۹۸۹ - «عَوِيلِ الشُّغْلْ شاطر الْكِرَا»
العويل (بفتح فكسر). يريدون به الوضيع العالة على الناس، ويريدون به أيضا: الشيء الضعيف، وهو المقصود هنا، أي ضعیف العمل مع أنه كثير الأجر. يضرب لمن كان كذلك، وليس المراد أنّ كلَّ من كان ضعيفاً في العمل يكون أجره كثيراً.
۱۹۹۰ - «عَوِيلْ قَالْ لُهْ كَفُّهْ اللِّي تْفَرَّقُهْ سِفُّهْ»
العويل (بفتح فكسر): الوضيع العالة على الناس، والمقصود بالمثل أنه أولى يأكل ما يعطيه للناس ويتصدق به. وانظر: (اللِّي يفرّقه العويل يسفه) في حرف الألف.
۱۹۹۱ - «العَوِيلْ لِسَانُهْ طَوِيلْ»
العويل: الوضيع السفل، ومثله يكون طويل اللسان في السفاهة لما هو فيه من النقائص.
۱۹۹۲ - «العَوِيلْ مَا يِفْتَحْ بَابُهْ»
أي الوضيع الدنيء لا يفتح بابه للضيوف وإنما يفتحه السمح الكريم.
۱۹۹۳ - «عَوَيلْ يِكْرَهْ عَوِيلْ وِصَاحِبْ الْبيتْ يِكْرَهْ الاتْنِينْ»
العويل (بفتح فكسر): الوضيع الخسيس العالة على غيره، أي إذا اجتمع عويلان في دار فكلاهما يكره الآخر لأنه يشاركة في تطفله وصاحب الدار يكره الاثنين. وبعضهم يرويه: (شحات يكره شحات) والأول أعرف وأشهر.
١٩٩٤ - «اِلْعَيَا مِنْ جَبَلْ وِالْعَافْيَةْ مِنْ خُرْمْ إِبْرَةْ»
أي المرض كالجبل ينيخ بككله على شخص بخلاف البرء فإنه يدخل إليه من سمّ خیاط، أي لا يأتي دفعة واحدة بل شيئاً فشيئاً.
۱۹۹٥ - «اِلْعَيَاقَةْ الْمَخْفِيَّة فِي الدِّكَّةْ وِالطَّاقِيَّةْ»
العياقة معناها: التألق في اللباس والهيئة. والدكة: التكة. والطاقية: الكمة، وهي قلنسوة خفيفة تعمل من البزّ، أي أنّ التأنق الخفي يكون في التكة واتخاذها من الحرير الملون و نحوه وهي لا تظهر لأحد وكذلك في الطاقية. والمراد هنا التي تلبس تحت العمامة لتقيها من العرق فهي غير ظاهرة أيضاً.
۱۹۹٦ - «اِلْعَيَّانْ مَا حَدّْ يِعْرَفْ طَرِيقْ بَابُهْ وِالْعَفِي يَا مَكْتَرَ أَحْبَابُهْ»
العيان: المريض. والمنى المراد: السليم من الأمراض. يضرب في أنّ أكثر الناس لا يواسون المرضى ويهملونهم. وانظر: (طول ما أنت طيب تكتر أصحابك).
۱۹۹۷ - «عَيبِ الرَّاجِلْ جيبُهْ»
المراد بالراجل: الزوج. والجيب: هنة كالكيس تخاط في الثوب لحمل النقود وغيرها، أي إنما يعاب الرجل بقلة الإنفاق على أهله وعياله.
۱۹۹۸ – «عَيبِ الرِّجالْ قِلّتْهُمْ»
أي لا يذمون وإما الذموم قلتهم والمقصود فقدهم. يضرب للزوج يظهر فيه ما يذم تسلية وتعزية للزوجة، وقد تقوله الزوجة لمن يذم زوجها إذا لم تستطيع تكذيب ما يقال فيه.
۱۹۹۹ - «عَيبِ الرَّدْ عَلَى صَاحْبُهْ»
الردّ (بكسر الأوّل) يريدون به الشيء المردود بعد شرائه لظهور عيب فيه، فالمعنى أننا لا نعاب في ردّه وإنما العيب على من يبيع ما به عيب وهو الملزم بقبوله ثانية.
۲۰۰۰ - «عيبْ الْكَلَامْ تَطْوِيلُهْ»
يضرب في ذمّ التطويل في الكلام وغيره: وانظر في الكاف: (كتر القول دليل على
قلة العقل) و(كتر الكلام خيبة) وقالوا أيضاً: (قصر الكلام منفعة) وسيأتي في القاف.
۲۰٠١ - «اِلْعيبْ مِن أَهْلِ الْعِيبْ مَاهُوشْ عيبْ»
لأنه إن وقع من أهله لا يستغرب منهم لتعوّدهم له واشتهارهم به، وقد يراد بالعيب: السب ونهش الأعراض، فيكون المراد صدوره ممنّ تعوّده لا يؤبه له ولا يؤلم من قيل فيه لأنّ تعوّد هذا الخلق الذميم من دلائل الضعة وانحطاط النفس، ومن المعنى قولهم: (عويل شتم أصيل قال نهار نادي).
۲۰۰۲ - «عَيْبِ الْوَلَدْ مِنْ أَهْلُهْ»
لأن الولد سرّ أبيه يحذو حذوه في الغالب، ولأنّ البيئة التي نشأ فيها بين أهله تؤثر في أخلاقه فيقتبس منهم الصالح والفاسد فإذا رأيت عيباً فيه مما ورثه منهم ونتيجة سوء تربيتهم له في الكثير الغالب.
۲۰۰۳ - «عَيبَكْ يِعيبْنِي يَا رَدِيِّ الْفَعَايِلْ»
يضرب للقريب المسيء، أي إن أردت أن أسيء إليك كما تسيء إليّ آلمني ما يؤلمك والتصق بي ما يعيبك لأنك قريبي، فهو في معنى قولهم: (إن تفيت لفوق جت على وشي) الخ وقد تقدّم في الألف وذکرنا هناك ما في معناه من أشعار العرب.
۲۰۰٤ - «عَيبُهْ في وشُّهْ منينْ يِدسُّهْ»
يدسه، أي يخفيه و يستره، والمعنى إذا كان العيب في وجهه من أين له إخفاؤه وستره والوجه لا يستر. يضرب للعيب الظاهر لا يستطاع إحفاؤه، وقد جموا فيه بين الشين والسين في السجع.
۲۰۰٥ - «عَيبْهُمْ قِلِّتْهُمْ»
المراد النقود وأضمروا لها ولم يجر لها ذكر، أي ليس في النقود ما يعاب إلا قلتها.
۲۰۰٦ - «اِلْعيشْ إِنِ اِتْفَتِّشْ مَا يِتَّاكِلْشْ»
أي الخبز إن بولغ في تفتيشه والبحث عما فيه لا يؤكل لأنه قد لا يخلو من وجود شيء لا تقبله النفس. يضرب في أن شدة التدقيق تعطل سير الأمور.
۲۰۰۷ - «عِيشْ فِي الْعِزّْ يُومْ وَلَا تِعيشْ فِي الذُّلِّ سَنَةْ»
معناه ظاهر لأنّ البقاء القليل مع العزّ خير من طول العمر في الذلّ.
٢٠٠٨ - «الْعَيشْ مَخْبُوزْ وِالْمَيَّةْ فِي الْكُوزْ»
يضرب للامر تهيأ وتمت أسبابه، أي إذ كان خبزنا خبز وکوزنا مليء ماء فقد كفينا المؤونة واستعددنا للعمل أو السفر.
۲۰۰٩ - «الْعَيشْ مِنِ الْعَيشْ والدَّنَاوَةْ لَيشْ»
أي الخبز من الخبز. والمراد مثله لا يمتاز عنه في الجودة فلأيّ شيء هذه الدناءة بالتطفل على طعام الناس. بضرب للدنيء النفس لا يقنع بما عنده ويتطلع لما عند غيره لا لجودته بل لخسة نفسه وضعته.
۲۰۱۰ - «عِيشْ نَهَارْ تِسْمَعْ أَخْبَارْ»
أي كلما عشت يوماً سمعت خبراً جديداً.
۲۰۱۱ - «عِيشْ يَا حَبِيبِي وَلَا تْبَكِّينِي حسَّكْ فِي الدُّنْيَا يكَفِّينِي»
الحسّ: الصوت. والمراد هنا وجودك، أي عش أيها الحبيب ولا تبكي على فقدك فإنّ مجرّد وجودك يكفيني وإن لم ينلني منك شيء.
۲۰۱۲ - «عِيشْ يَا كْدِیشْ لَمَّا يِطْلَعِ الْحَشِيشْ»
الكدیش: البرذون. والحشيش: الكلأ الرطب، أي الخلأ. ولما معناها حتى، أي ابق أيّها البرذون بلا علف حتى يثبت الخلأ. يضرب في الإحالة على أمر لم يقع بعد.
۲۰۱۳ - «عَيشكْ يِحْلَى لِي يَا خَالِي قَالْ مِنْ سُوءْ بَخْتِي يَا ابْنُ أخْتِي»
أي قال لخاله: خبزك يا خالي يحلو لي، فقال: هذا من سوء حظي يابن أختي فليته لم يحل لك حتى لا تشاركني فيه وتحملني الإنفاق عليك. يضرب لمن يظهر المحبة ويكثر من المدح في شيء نفعه عائد عليه.
۲۰۱٤ - «اِلْعِينْ بَصيِرَةْ وِالْيَدّْ قَصِيرَةْ»
يضرب في عدم القدرة على نوال الشيء. وقد قالوا هنا: اليدّ، أي اليد ولا يقولونها إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فهي عندهم: الإيد بكسر فسكون.
۲۰۱٥ - «اِلْعينْ بَعْدْ مَا تِبْقَى مَيَّةْ تِبْقَى حَجَرْ»
المية الماء، أي بعد ما تكون العين الماء في السهولة لا يبعد أن تكون كالحجر في الصلابة. والمراد الحياء وعدمه. يضرب في أن المستحي المؤدب إذا أحرج اضطره الحال إلى قلة الحياء وانظر: (العين لما تقوى تبقى حجر).
۲۰۱٦ - «عَين الْحُبّْ عَمْيَةْ»
أي عمياء ويرادفه الشطر الأول من قول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين البغض تبدي المساويا
وبعضهم يرويه: (مراية الحب عمية) والمراية (بكسر الأوّل) المرآة.
انظر في ما يعوّل عليه ج ٣ ص ۲۲٧ عين الرضا، وانظر الأبيات التي منها هذا البيت في الجزء الذي عندنا من ربيع الأبرار للزمخشري آحر ظهر ص ۱۲ - ۱۳، وانظر في مجمع الأمثال ج ۱ ص ۱۷۳ (حسن في كل عين من تودّ) مثل حبك الشيء الخ. في الآداب لابن شمس الخلافة ص ٥۷: (حبك الشيء يعمي ويصمّ).
۲۰۱۷ - «عَين الْحَبِيبْ تِبَانْ وِلَهَا دَلَايِلْ وِعينِ الْعدُو تِبَانْ وِلَهَا دَلَايِلْ»
معناه ظاهر لأن ما في النفس لا بدّ من ظهوره في النظرات مهما يبالغ في كتمانه. (وفي الأغاني ج۱۳ ص۱۹ إن العيون تدلّ بالنظر المليح على الدخيل في بيت. وفي الأغاني ج ۱۷ ص ۱٥۹ أبيات أولها: العين تبدي الحبّ والبغضاء. وفي ابن أبي الحديد على نهج البلاغة ج ٤ ص ۲٥۳ حكمة لسيّدنا علي وأبيات الشعراء في معنى ذلك. وفي الاستدراك على المآخذ الكندية لابن الأثير أول ص ۱۱ معنی أن العيون تترجم ما في القلوب. وفي سحر العيون ص ١٤٤ مقطعات في المعنى). (نهاية الأرب للنویري ج ۲ ص ۱۹) العين ترجمان القلب وبعده (رب عين أنمّ من لسان) وفي آخر كلمة في ص ٥۳ من الآداب لابن شمس الخلاقة (العيون طلائع القلوب): آخر كلمة في ص ٦۸ من الآداب لابن شمس الخلافة. (رب طرف أفصح لسان أو يذكر في مثل آخر) وانظر قولهم: (عين العدو تبان ولها زبان) وانظر في مجمع الأمثال ج ۱ آخر ص ۱٤۰ (جلي محب نظره) العقد الفريد ج ۱ ص ۳٥۲ (جلي محب نظره ومقطوعاته) وانطر في مجمع الأمثال شاهد البغض اللحظ.
٢٠١٨ - «عَينِ الْحُرّْ مِيزَانُهْ»
وبعضهم يقول: (میزان). لأن الحرّ يكفيه النظر في الأمور لتدبير شؤونه مع غيره وعمل ما يحب، فهو غير محتاج لتنبيه منبه ولا إرشاد مرشد.
٢٠١٩ - «اِلْعِينْ السُّودَةْ مَا تِحْمِلْ دُخّانْ وِالشِّفَة الْحَمْرَةْ مَا تِغْزِل كتَّانْ»
أي العين السوداء الجميلة لا تتحمل الدخان فإنه يؤلها. والشفة الحمراء الرقيقة لا تتحمل إمرار الخيط عليها وقت الغزل فإنه يدميها. والمراد الجميل المترفه لا يتحمل العمل الشاق.
٢٠٢٠ - «عِينِ الْعَدو تْبَانْ وِلَهَا زَبَانْ»
تبان تظهر. والزبان (بفتح أوّله) يريدون به إبرة الزنبور والعقرب ونحوها. والمراد النظرة تظهر ما في نفس العدوّ من البغضاء مهما يحاول الكتمان، وقد شبهوا عينه وما في نظراتها من الإيلام المغنوي بعقرب تضرب بحمتها. وانظر: (عين الحبيب تبان) الخ. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (وجه عدوّك يعرب عن ضميره) وهو كقولهم: (البغض تبديه لك العينان)
٢٠٢١ - «اِلْعِينْ عَلِيْهَا حَارسْ»
يضرب عند إصابة العين بمكروه يلطف الله فيه. وقد قالوا في معناه: (كل عين قصادها حاجب) وسيأتي في الكاف.
۲۰۲۲ - «اِلْعِينْ لَمَّا تِقْوَى تِبْقَى حَجَرْ»
المراد إذا عدم الحياء من الشخص قویت عينه فصارت كالحجر وأصبح لا يغضها استحياء بل يحملق فيمن ينظر إليه. وانظر: (العين بعد ما تبقى مية) الخ.
٢٠٢٣ - «اِلْعِينْ مَا تِعْلَاشْ عَ الْحَاجِبْ»
يضرب للوضيع يحاول أن يعلو على من هو أفضل منه، وذلك لا يكون، فهو كالعين لا يتأنى أن تعلو على الحاجب.
۲۰۲٤ - «اِلْعِينْ مَا تِكْرَهْشِي إلَّا أَحْسَنْ منْهَا»
ويروى: (إلا أعلى منها) والمراد بالعين الشخص لأنه ينظر بعينه، أي أن الشخص
لا يكره ولا يغتاظ إلا ممن هو أعلى منه مقاماً وأحسن حالاً، فلا يغضبك بغضه لك، فإنك إن لم تكن أعلى منه ما أبغضك.
۲۰۲٥ - «عِينْ مَا تُنْظُرْ قَلْبْ مَا يِحْزَنْ»
أي إذا لم تر العين ما يبهرها ويشوقها فإن القلب لا يحزن لفواته. (والظاهر أن المثل قديم، أي من القرن التاسع فقد ذكره ابن سودون في مضحك العبوس ص ۱۲۳ في نوع من الزجل سماه بالجزل وراجع النسختين المخطوطتين. وأورده في سحر العيون ص ۱۳٣ بلفظه ولم يغير إلا ما بلا فقط. ورأيته أيضاً في مجموع مخطوط بلفظه كما هنا. وانظر الآداب لابن شمس الخلافة أواخر ص ۱٤۹ (وما لاتراه العين لا يرجع القلبا) وليس للمتنبي.
۲۰۲٦ - «عَينَّا فِيهْ وِنْقُولْ إخِّيهْ»
عيننا فيه: أي تشتهيه نفوسنا وتطلع إليه. وإخيه (بكسر الأول والخاء المشددة) كلمة تقال عند الاشتمزاز من الشيء علامة لذمه. يضرب لمن يشتهي الشيء و يتظاهر بذمه أمام الناس، وفي معناه (عیني فيه وإتفو عليه) وسيأتي:
۲۰۲۷ - «عَينَكْ الصََافيَةْ مَا خَلِّتْ عَافِيَةْ»
يضرب للمائن العظيم التأثير في غيره. والصافية: الظاهر أنهم يريدون بها الزرقاء لأنهم يقولون للأبيض الضارب للزرقة صافي، وكذلك لون السماء عندهم صافي، ولأنهم لا يمدحون زرقة العين ويتشاءمون من صاحبها.
۲۰۲۸ - «عَيْنُهْ فِي الْجَنَّةْ وْعيْنُه فِي النَّارْ»
يضرب للتردد عند تخييرهم له بين شيئين.
۲۰۲۹ - «عَيْنُهْ فِي الطَّبَقْ وودْنُهْ لِمِنْ زَعَقْ»
أي عينه محدقة في طبق الطعام حتى يظن من رآه أنه منصرف الذهن إليه ولكنه مع ذاك ملقي سمعه ومرهف أذنه لكل من يتكلم لالتقاط الأخبار، يضرب لمن دأبه التقاط أخبار الناس لا يشغله شاغل عن استراقها.
۲۰۳۰ - «عَينِي فِيهْ وِتْفُو عَليهْ»
عيني فيه معناه عندهم: نفسي تشتهيه وتتطلع إليه، وإتفو: مشتق عندهم من التف ومعناه البصق، إنما يبصق الشخص على الشيء إذا اشمأز منه و کرهه. يضرب لمن يشتهي الشيء ويتظاهر بذمه. وفي معناه قولهم: (عينا فيه وقول إخيه) وقد تقدم.
۲۰۳۱ - «عُيُوبِي لَا أَرَاهَا وعْيُوبِ النَّاسْ أَجْرِي وَرَاهَا»
معناه ظاهر وهو خلق ذميم طبع أكثر الناس عليه. وقال فيه بعضهم:
أرى كلّ إنسان يرى عيب غيره
ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وقال آخر:
ومطروقة عيناه من عيب نفسه
فإن بان عيب من أخيه تبصراً16
وقال آخر:
ما بال عينك لا ترى أقذاءها
وترى الخفي من القذى يجفوني16

  1. المحلاة ص ٢١١
  2. الآداب لابن شمس الخلافة ص ۱۰۸
  3. منه ص ۱٤۸
  4. ج ۱ ص ۲۳۲
  5. ج ١ ص ٤٥
  6. محاضرات الراغب ج۲ آخر ص ٤۱۷.
  7. البيان في الآداب لابن شمس الخلافة ص ۱٥٤.
  8. ح ١ ص ٤٣
  9. ج ١ ص ٤٣.
  10. نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٢٢.
  11. فيه في آخر ص ٨١ ومجمع الأمثال ج ١ ص ١٠٩.
  12. ج ۱ ص ٤٤
  13. ج ١ ص ٤٥.
  14. نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٤٧
  15. الآداب لابن شمس الخلافة ص ۱۱۱
  16. 16٫0 16٫1 الآداب لابن شمس الخلافة ص١٣٢.