الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف اللام


حرف اللام

٢٤٦٨ - «لَا اِجَّوِّزْتْ وَلَا خِلي بَالِي وَلَا أَنَا فِضِلْتْ عَلَى حَالِي»
أي لا تزوّجت وخلى بالي من الهموم، ولا بقيت على حالتي القديمة. يضرب للشخص يغير حالته بحالة أشقى منها.
٢٤٦٩ - «لَا أَحِبَّكْ وَلَا أَقْدَرْ عَلَى بُعْدَكْ»
يضرب للشخص يتعلق بالشيء وهو غير راضٍ به. ويرويه بعضهم: (لا أحبكم ولا أطيق فرقتكم).
٢٤٧٠ - «لَا إِحْسَانْ وَلَا حَلَاوةْ لِسَانْ»
أي لا إحسان ينال منه، ولا قول بمعروف، ويرويه بعضهم: (لا إنسان) بدل لا إحسان، أي لا هو إنسان رضي الأخلاق والأصح ما هنا، وقريب منه قولهم: (لا ودّ ولا حديث يلدّ) وقالوا أيضاً: (ما عندك إحسان ما عندكش لسان). ومن أمثال العرب: (كسفاً وإمساكا) والكسف من قولهم: وجه كاسف، أي عابس، يضرب للبخيل العبوس، أي أتجمع كسفاً وإمساكا ويجوز أن يكونا منسوبين على المصدر، أي اتكسف الوجه كسفاً ونمسك المالي إمساكا، وكذا في أمثال الميدانيّ.
٢٤٧١ - «لَا أَلْفْ لِيْ وَلَا أَلْفْ لَكْ»
أي كلانا يفخر بما ليس عنده فلندع هذا الكذب إذا خلا أحدنا بالآخر.
٢٤٧٢ – «لَا إِنْسَانْ وَلَا حَلَاوِةْ لِسَانْ»
انظر: (لا إحسان) الخ.
٢٤٧٣ - «لَا بِإيدُهْ وَلَا بِالْمَنْجَلْ»
يضرب للعاطل الأخرق الذي لا يحسن عمل شيء لا بيده ولا بما يستعين به، أي لا يعمل ما يعمل باليد ولا هو ماهر في صناعة.
٢٤٧٤ - «لَا بِرّْ وَلَا هْدُوّْ سِرّ»
أي لا برّ يصلنا ولا نحن في راحة بال. يضرب لمن هذا حاله.
٢٤٧٠ - «لَا بَصَلْتَكْ وَلَا عينِيْ تِدْمَعْ»
البصل إذا أكل أو شم تدمع العيون من رائحته، أي إني في غنى عن معروفك الذي تتبعه بما يبكيني.
٢٤٧٦ - «لَابِطِ الْبَدَوِي وَلَا تْجَارِيهْ»
ویروي بعضهم: (العرباوي) بدل البدوي والمعنى واحد. ولابطه بمعنى صارعه واعتنقه فإنك تقلبه ولكن لا تجاره لأنّ البدو مشهورون بسرعة العدو.
٢٤٧٧ - «لَا بْمَالَكْ تِرَغّبْنِي وَلَا بْحَلَاوْتَكْ تِعْجْبْنِي»
أي لست طامعاً في مالك فأرغب فيك بسببه ولا جمالك مما يعجبني فلأيّ شيء أتهافت عليك.
٢٤٧٨ - «لَا بيتْ مِلْكْ وَلَا طَاحُونَةْ شِرْكْ»
أي لا يملك شيئاً.
٢٤٧٩ - «لَا تَآمِنْ لِلْمَرَةْ إَذَا صلّتْ وَلَا لِلْخِيلْ إِذَا طَلِّتْ وَلَا لِلشَّمْسِ إِذَا وَلّتْ»
أي لا تأمن للمرأة وإن صلت فاحجبها وراقبها، ولا للخيل وإن أطلت عليك فإن فرارها قريب فاعقلها، ولا للشمس وإن غابت فدم على التوقي منها، وكله من المبالغات في الاحتراس.
٢٤٨٠ - «لَا تَاخُدِ اللِّي يِبْقَى وَلَا اللِّي كانْ»
أي لا تشتري من الماشية الضعيف أو المريض الذي يقال فيه سيكون جيداً إذا عوج أو اعتنى به، ولا تشتر أيضاً المسنّ الذي يقال فيه كان قوياً فيما مضى؛ بل اشتر الفتي القويّ.
٢٤٨١ - «لَا تْخَلِّي نَدَى الْوَرْدِ يْفُوتَكْ وَلَا طَلّ بَابَةْ يِنْزِلْ عَليكْ»
هو من النصائح التي جرت مجرى الأمثال. أي لا تبت في شهر بابة في العراء
فينزل عليك الطلّ ويضرّ بك لأنه من أشهر الشتاء، ولا يفتك ندى الورد، أي اخرج في الصباح زمن الورد وذلك في توت، أي أواخر الصيف، واستنشق النسيم العليل.
٢٤٨٢ - «لَا تْدِمْ وَلَا تُشْكُرْ إلّا بَعْدَ سَنَة وْسِتُّ أشْهُرْ»
أي لا تذم ولا تمدح إلا بعد سنة وستة أشهر، أي إلا بعد تجربة. ومن أمثال العرب في ذلك: (لا تحمد أمة عام شرائها ولا حرة عام بنائها) ومن أمثالهم أيضاً: (لا تهرف بما لا تعرف) قال الميدانيّ: (الهرق الإطناب في المدح. يضرب لمن يتعدى في مدح الشيء قبل تمام معرفته) وفي لسان العرب: (وفي رواية قبل أن تعرف، أي لا تمدح قبل التجربة).
٢٤٨٣ - «لَا تِرْحَمْ وَلَا تْخَلِّي رَحْمِةْ رَبِّنَا تِنْزِلْ»
أي لا رحمة منك ولا تترك رحمة الله عزّ وجل تحف بنا، أي لم تقتصر على المنع وحسب، بل مانعت فيما ينالنا من غيرك، وهو قريب من قولهم: (لا منه ولا كفاية شره) وسيأتي.
٢٤٨٤ – «لَا تْشَارِكْ أَبُو دَوَايَةْ وَلَا اللِّي حْزَامُهْ خيط»
الدواية هنا: الدخان الذي يجعل في آخر القصبة، أي لا تشارك هذا فإنه مشغول بالتدخين فيهمل العمل، وكذلك من كان حزامه من الخيط فإنه سريع القطع فيشتغل عند قطعه بإبرام غيره ويهمل العمل أيضاً، أي لا تشارك المشغول بغير ما شاركته فيه.
٢٤٨٥ - «لَا تْعَايِرْنِي وَلَا أَعَايْرَكْ دَا الْهَمْ طَايِلْنِي وِطَايْلَكْ»
يضرب للمتساويين في مصيبة أو أيّ أمر سيء، وأورده الأبشيهيّ في المستطرف برواية: (لا تعيرني ولا أعيرك، الدهر حيرني وحيرك1).
٢٤٨٦ - «لَا تِمْدَحْ يُومَكْ إلّا بَعْدْ مَا يْفُوتْ»
لأنك لا تدري ماذا يكون بآخره فاصبر حتى يمضي ثم امدحه.
٢٤٨٧ - «لأَجْلْ عينْ تُكْرَمْ أَلْفْ عين»
أي لأجل شخص واحد يكرم ألف (انظر نظم هذا المثل بحاشية ص ١٥٧ من كناش الشيخ يوسف الحسيني رقم ٤٥٨ أدب، وانظر الريحانة ص ٩١، وانظر نظمه لابن الشهيد في المنهل الصافي ج ٤ ص ٥٤٨، وانظر نظمه في سحر العيون ص ۲۸۸).
٢٤٨٨ - «لأَجْلِ الْوَرْدْ يِنْسقِي الْعُلّيقْ»
لأجل ينطقون بها: لجل، والعليق (بضم أوله وإمالة اللام): نبات يتعلق بالورد وغيره، أي يسقى العليق لأجل الورد لأنه بجواره، وبعضهم يزيد فيه: (ولأجل الصقر تشرب أمّ قويق) وهي البومة. يضرب للوضيع يحيى ويعتنى به إكراماً لآخر رفيع لا لنفسه. وفي المعنى لبعضهم:
رأى المجنون في البيداء كلباً
فجرّ عليه الإحسان ذيلا
فلاموه على ما كان منه
وقالوا لم منحت الكلب نيلا
فقال دعوا الملام فإن عيني
رأته مرة في دار ليلى
٢٤٨٩ - «لَا خيرْ فِي زَادْ يِجِي مَشْحُوطْ وَلَا نِيلْ يِجِي فِي تُوتْ»
أي لا خير في زاد يكون قليلاً، ولا في النيل إذا فاض في شهر توت لأنه يكون متأخراً فيفوت سقي الذرة ومعوّل الزرّاع عليها في قوتهم.
٢٤٩٠ – «لَادُرَّةْ وَلَا سِلْفَةْ دِي دَاهْيَةْ مِخْتِلْفَةْ»
الدرة (بالضم) يريدون بها الضرة (بالفتح). يضرب فيمن تلازم أخرى وتلتصق بها لأذاتها والإضرار بها، أي ليست في قربها مني بضرّة لي ولا بسلفة «وهي امرأة أخي الزوج» تؤذيني كما تؤذياني بل هي داهية عظمى يخالف أذاها كل أذى في عظمه وكثرته.
٢٤٩١ - «لَا الزَّيَ زَيَ وَلَا اللّفْتَاتْ لَفْتَاتْ ميَّ»
أي لا الهيئة والشبه كهيئة ميّ ولا اللفتات كلفتاتها. يضرب للبعيد الشبه عن الآخر أو لمن يقلد إنساناً في أمر فلا يحسنه مثله.
٢٤٩٢ - «لا سدِّتْ كرّ وَلَا طَاقِيَّة»
الكرّ ويسمى عندهم بالشدّ أيضاً: ما تلف به العمامة. والطاقية: قلنسوة خفيفة من البزّ، أي هذه القطعة من النسيج لم تسدّ أي لم تصلح ولم تكف للقلنسوة ولا العمامة، يضرب الشيء لا ينفع لهذا ولا لذاك
٢٤٩٣ - «لَا شُفْتِ الْجَمَلْ وَلَا الْجَمَّالْ»
أي لم أر هذا ولا ذاك. يضرب في شدة كتمان المرء لأمر. ويرويه بعضهم بلفظ: (شفتش الجمل قال ولا الجمال) وقد تقدّم في الشين المعجمة.
٢٤٩٤ - «لَا صَاحِبْ بَقِينَا وَلَا عَلِيلْ دَاوينَا»
أي لا أبقينا على صاحبنا وصحبته، ولا داوينا العليل. وأصله: أنّ أحدهم رأى عليلاً ولكنه عدوٌّ لصاحبه فأشفق عليه وأخذ في مداواته فلم ينجح فيها، وأضاع بذلك صحبة صاحبه.
٢٤٩٥ - «لَا صَلَّى الله عليهْ وَلَا سَلَّمْ»
يضرب لمن لا يؤبه له. وانظر قولهم: (لا فوق ولا تحت) وقولهم: (لا فيش ولا عليش) وقولهم: (لا هنا ولا هناك).
٢٤٩٦ - «لَا صَنْعَةْ وَلَا اسْتَادِيَّةْ»
أي لا هو ذو صناعة متقن لها فيعمل، ولا هو أستاذ حاذق يرشد غيره إلى العمل. يضرب لمن لا يحسن شيئاً.
٢٤٩٧ - «لَا طَارْ وَلَا طَبْلَةْ»
الطار: الدف. يضرب للذي لا يصلح لشيء: وفي معناه قولهم: (لا للبيت ولا للغيط) وانطر: (لا للسيف ولا للضيف). وقد تقدّم في الألف: (اللي ما ينفع طبلة ينفع طار) وهو معنى آخر.
٢٤٩٨ - «لَا طَالْ تُوتِ الشَّامْ وَلَا عِنَبْ الْيَمَنْ»
يضرب للشخص الذي يتعلق بأمرين فيحرم منهما معاً.
٢٤٩٩ - «لَا طَيَّارْ وَلَا نَافِخْ نَارْ»
جملة جرت مجرى الأمثال عندهم، يراد بها التعبير عن المكان القفر الخالي من الأنيس، ويفسرون الطيار بالطير يصاد ويشوى، أي لم نجد بالمكان ما يشرى ولا من يشوى، والذي يظهر أن الطيار محرَّف عن الديار، فهو من بقايا الفصيح عندهم ولكنهم حرّفوه لما لم يعرفوا معناه.
۲٥۰۰ – «لَا فَرَحْ وَلَا زَفَّةْ وإيهْ دِي الْخِفةْ»
يضرب للمتزين بلا سبب يدعو له، أي لا أنت في عرس ولا في موكب عروس، فما هذه الهيئة الجميلة الخفيفة على النفوس.
۲٥۰١ - «لَا فُوقْ وَلَا تَحْتْ»
يضرب للساقط الهمة والنفع أي لا شيء، وانظر قولهم: (لا صلى الله عليه ولا سلم) وقولهم: (لا فيش ولا عليش) وقولهم: (لا هناك ولا هنا).
۲٥۰۲ - «لَا فِي السُّنَّةْ وَلَا فِي الْفَرْضْ»
يضرب للشيء لا يؤبه له، ولا يهتم عمله أو تركه.
٢٥٠٢ - «لَا فِيَّ وَلَا فِيكْ مِنِ التَّلَ وَادِّيكْ»
أدّى: بمعنى أعطى، وبعضهم يروي فيه: (آخذ من التلّ) أو (من الحيط) أو (من الهوا) والمراد أن المشائمة لا تضر بالمتشائمين، وإذا كانت كذلك فليكل كلاها ما يشاء للآخر.
٢٥٠٤ - «لا فيْش وَلَا عَليشْ»
أي لا في شيء ولا على شيء. يضرب للمساقط الذي لا يؤبه له، وفي معناه قولهم: (لا فوق ولا تحت) وقولهم: (لا صلى الله عليه ولا وسلمّ) وقولهم: (لا هناك ولا هنا). وعادتهم في تركيب فيش أن يكسروا الفاء وإنما أمالوا هنا للمزاوجة.
٢٥٠٥ – «لَا فِيني وَلَا تْغدّينِي»
أي لقاء حسن، خير من طعام مع العبوسة. وفي معناه قولهم: (وش بشوش
ولا جوهر بملو الكف) وسيأتي في الواو وانظر: (بلاش توکلني فرخة سمینة وتبيتني حزينة) وقولهم: (المبشة ولا أكل العيش).
٢٥٠٦ - «لَا لِلْبيتْ وَلَا لِلْغِيطْ»
الغيط: المزرعة، أي لا يصلح لهذا ولا ذاك. يضرب للشخص الذي لا يرجى نفعه لأمر من الأمور، ويضرب أيضاً للشيء العديم النفع. ومثله قولهم: (لا طار ولا طبلة) وانظر: (لا للسيف ولا للضيف).
٢٥٠٧ - «لَا لَلسِّيفْ وَلَا لِلضِّيفْ»
يضرب للشخص العديم النفع أي لا هو شجاع يردّ الغارات عنا ولا كريم يضيف من ينزل بنا، وهو مثل قديم في العامية ذكره ابن تغري بردي في المنهل الصافي2 في ترجمة برد بك الإسماعيليّ الظاهري فقال فيه: (وكان شيخاً قصيراً مهملا لا للسيف ولا للضيف سامحه الله) وقال قطب الدين الحنفي في كتابه الإعلام بأعلام بلد الله الحرام في مدح السلطان عثمان أول سلاطين الدولة العثمانية: (وكان للسيف وللضيف كثير الإطعام فاتك الحسام3) وفي معناه قول بعضهم:
إذا كنت لا نفع لديك فيرتجى
ولا أنت ذو دين فنرجوك للدين
ولا أنت ممن يرتجى لملمة
عملنا مثالاً مثل شخصك من طين
ويرويه بعضهم: (لا للصيف ولا للضيف) ويضربه للشيء العديم النفع، وكأنه يريد لا يصلح أن يكون حصيراً ونحوها يجلس عليها في الصيف، ولا غطاء للضيف في الشتاء، فهو كقولهم في مثل آخر: (لا للبيت ولا للغيط) وقولهم: (لا طار ولا طبلة) وعندي أن الرواية الأولى هي الصحيحة وهذه محرَّفة عنها.
٢٥٠٨ - «لَا لُهْ فِي الطُّورْ وَلَا فِي الطِّحِينَ»
أي هو جاهل بهذا الأمر فلا تسألوه عنه، أو لا يعنيه هذا الأمر فلا يتداخل فيه.
٢٥٠٩ - «لَا مِنُّهْ وَلَا كْفَايِةْ شَرُّهْ»
أي لا معروف منه تناله، ولا هو بكافينا شره فليته إذ كفى الناس خيره كفاهم شره أيضاً. وانظر: (لا ترحم ولا تخلي رحمة ربنا تنزل).
۲٥۱۰ - «لَا نْحِبُّكُمْ وَلَا نْطِيقْ فُرَاقْكمْ»
معناه ظاهر، وهو حكاية قول من يقول ذلك أو يدل فعله عليه. يضرب للمتعنت الجامع بين المتناقضين في معاملته للناس.
۲٥۱١ - «لَا هْنَاكْ وَلَا هِنَا»
هو في معنى: (لا فوق ولا تحت) و(لا فيش ولا عليش).
٢٥١٢ - «لَا وِدّ وَلَا حَدِيْث يِلِد»
أي لا وداد في قلبه يجذب الناس ولا حديثه بالحديث اللذيذ فلأي شيء يحتمل، وقريب منه: (لا إحسان ولا حلاوة لسان).
٢٥١٣ - «لَا يِنْسَرَّى وَلَا يْبَاتْ بَرَّا»
يضرب للشخص المستقيم، أي لا هو متخذ سرية، أي حظية، ولا ممن يبيت في غير داره.
٢٥١٤ - «لَا يِضْرَبِ الدِّيْب ولَا يْجوَّعِ الْغَنَمْ»
يضرب لمن يصانع عدوين لمصلحة له في ذلك، أي في بقائهما وبقاء العداوة بينهما، فهو كمن لا يضرب الذئب ولا يقتله حتى يكف شره ويريح الغنم منه، ولا في الإضرار بالغنم وإجاعتها، بل يجتهد في الإبقاء عليهما ليدوم له هذا الحال. وفي معناه قولهم في كتاباتهم: (مسك العصاية من الوسط) أي لم يتركها تميل إلى أحد الجانبين.
٢٥١٥ - «لَا يْفوتُه فَايِتْ وَلا طَبِيخْ بَايِتْ»
يضرب للجشع الحريص على ألّا يفلت منه شيء حتى ينال منه.
٢٥١٦ - «لَبِّس الْبُوصَةْ تِبْقَى عَرُوسَةْ»
جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع وهو عيب والبوصة (بضم الأوّل) يريدون بها القصبة، أي العود من نبات الذرة، أي إذا ألبستها وزيتها صارت مثل العروس. يضرب في أنّ اللباس والزينة يجملان القبيح. وبعضهم يزيد فيه: (وكل درهم
دهب بدرهم زين) وقالوا في معناه: (لبس الخنفسة تبقى ست النسا) وقالوا (لبس الخشبة تبقى عجبة) وفي عكسه: (لبس الطوبة تبقى كركوبة) انظر في كتب الأمثال: (ألبس العود فيجود) فقد وجدناه في بعض العبارات. (وانظر نظم المثل العامي في مجموعة أزجال التجار ص ٢٣).
۲٥١٧ - «لَبِّسْ الْخَشَبَةْ تِبْقَى عَجَبَةْ»
هو في معنى: (لبس البوصة) الخ المتقدم قبله.
۲٥۱٨ - «لَبِّسْ الْخُنْفِسَةْ تْبقَى سِتِّ النِّسَا»
أي إن ألبست الخنفساء وزينتها صارت سيدة النساء، وهو في معنى: (لبس البوصة) الخ و(لبس الخشبة) الخ.
٢٥١٩ - «لَبِّسْ الطُّوبَةْ تِبْقَى كَرْكُوبَةْ»
الطوبة: اللبنة أو الآجرّة. وتبقى: تصير. والكركوبة: العجوز التي أكل الدهر عليها وشرب، أي إدا ألبست الآجرة وزينتها فهيهات أن تحسن بذلك أو يفيدها. يضرب في أن اللباس لا يجلب حسناً ولا يستر قبحاً، فهو بعكس قولهم: (لبس البوصة تبقى عروسة).
٢٥٢٠ - «اللِّبْسْ مَا يِنْطِلِي إِلَّا عَلَى أَصْحَابُه»
أي لكل إنسان لباس يوافقه ويحسن عليه، فإذا لبسه غيره قبح وسمج. وقالوا أيضاً: (كلّ هدمة تنادي لباسها) وذكر في الكاف. يضرب في غير اللباس أيضاً.
٢٥٢١ - «اِللَّحْمِ إِنْ نَتِّنْ لُهْ أَهْلَهْ»
انظر: (العضمة النتنة لأهلها) في العين المهملة.
۲٥۲۲ - «لزْقَة بْغرَا»
أي كأنما ألصق فيه بالغراء. يضرب لمن لا ينفك عن ملازمة شخص. وفي معناه من أمثال العرب: (تعلق الحجن بأرفاغ العنس) والمراد بالحجن هنا: القراد. والعنس: الناقة. وأرفاغها: بواطن فخذيها وأصولها: يضرب لن يلصق بك حتى ينال بنيته ونصب (تعلق) على المصدر، أي تعلق تعلق الحجن.
٢٥٢٣ - «اِللِّسَانْ عَدُوِّ الْقَفَا»
لأنه قد يعثر بكلمة تسبب الصفع. ومثله قولهم: (لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا) وانظر: (لسانك حصانك) الخ.
٢٥٢٤ - «لِسَانَكْ حُصَانَكْ إِنْ صُنْتُهْ صَانَكْ وِإِنْ هِنْتُهْ هَانَكْ»
أي لسانك كفرسك إن صنته عن مواقع الزلل فقد صانك أنت أيضاً، وإن أوردته تلك المواقع فقد أوردت نفسك معه. والمراد صن لسانك مما يجلب لك المكروه تصن نفسك. وانظر: (لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا).
٢٥٢٥ - «لِسَانُهْ زَيِّ مْقَصِّ الإِسْكَافي مَا يِفْتَحْ إِلَّا عَلَى نَجَاسَةْ»
لا يستعملون الإسكاف إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فيقولون فيه: العتقي لأنه يصلح النعال العتيقة. والمعنى أن لسان ذلك الشخص كمقص الإسكاف لا يفتح إلا على النعال القديمة المستعملة النجسة. يضرب للوقح السباب.
٢٥٢٦ – «اِللَّعْبْ بِالْقُطَطْ وَلَا الْبِطَالَة»
أي العمل خير من البطالة ولو كان لعباً بالقطط، وكأنه ينظر إلى قولهم: (الإيد البطالة نجسة) المتقدّم في الألف.
۲٥۲۷ - «لِفّ سَنَة وَلَا تْخَطِّي قَنَةْ»
لفّ معناه طوّف ودر سنة في البر ولا تعبر المـاء ولو كان جدولا ضيقاً، والأكثر في هذا المثل: (امشي سنة) الخ وقد تقدّم في الألف.
٢٥٢٨ - «اِللُّقَمْ تِمْنَعْ النِّقَمْ»
أي الإحسان وإطعام الفقراء يردّ المصائب، وهو في معنى المثل العربي: (اصطناع المعروف يقي مصارع السوء).
٢٥٢٩ - «لُقْمِةِ الْبُيُوتْ مَا اتْقُوتْ وِإنْ قَاتِتْ مَا بَاتِتْ»
أي طعام الغير لا يقوت وإذا قات لا يمرأ، وذلك لما يتبعه من المنّ غالباً فيؤثر في النفس، أو لما يتوهم من ذلك في المطعمين وإن لم يصرحوا بشيء فالأولى الابتعاد
عن موائد الناس والقناعة بما قسم فإنه أهنا وأمرأ. وفي معناه قولهم: (لقمة جاري ما تشبعني وعارها متبعني).
۲٥۳۰ - «لُقْمَةْ تَحْتْ حيطَةْ وَلَا خَرُوفْ بِعيطَةْ»
الحيطة (بالإمالة): الحائط. والعيطة (بالإمالة أيضاً): الصياح والجلبة، أي لأن أصيب كسرة من خبز في ظل حائط خير لي من خروف شهيّ محاط بقيل وقال. يضرب في تفضيل القليل مع راحة البال على الكثير المحاط بما يزعج.
٢٥٣١ - «لُقْمَةْ جَارِي ما تْشَبَّعْنِي وِعَارْهَا مِتْبَّعْنِي»
هو في معنى: (لقمة البيوت) إلخ المذكور قبل.
۲٥۳۲ - «لُقْمِةِ الرَّاجِلْ مِقَمَّرَةْ مَا تَاكلْهَا إلّا الْمِشَمَّرَةْ»
تقمير الخبز: تليينه على النار. وأصله التجمير. والتشمير: رفع الثوب، والمراد بالمشمرة هنا النشيطة المتهيئة للخدمة. والمعنى ما ينفقه الرجل على داره وزوجه لم لم يأته عفواً. بل ناله بجدِّه وكده فلا سبيل للمرأة إليه إلا بقيامها بما يستحق من الخدمة. يضرب في أن نوال الأجر إنما يكون بحسن العمل.
٢٥٣٣ - «اللُّقْمَة الْكِبِيرَةْ تُقَفْ في الزُّورْ»
أي لكبرها تقف في الحلق فيغص بها آكلها. يضرب للشيء العظيم يحوزه غير مقتدر عليه فيسبب له الارتباك.
٢٥٣٤ - «اللُّقْمَة الْهَنِيَّةْ تقضِّي مِيَّةْ»
أي الطعام الهنيء وإن قلّ فإنه يكفي مئة شخص، والمراد يكفي الكثيرين وبعضهم يرويه: (تكفي) بدل تقضي والمعنى واحد. وانظر: (أكل واحد يكفي عشرة).
۲٥۳٥ – «لَكْ قَرِيبْ لَكْ عَدُو»
يضرب في عداوة الأهل. وفي معناه قولهم: (العداوة في الأهل) وانظر: (الحسد عند الجيران والبغض عند القرايب).
٢٥٣٦ - «لِليَهُودْ وِالنَّصَارَى وَلَا وِلَادْ الْحَارَةْ»
الحارة الطريق، والمراد هنا المحلة. وأصل المثل للمرأة البغيّ فإنها تخالل البعداء، ولو كانوا من غير دينها، ولا تخالل أهل محلتها كتماً لأمرها بينهم.
٢٥٣٧ - «لَمَّا أَنَا أَمِيرْ وأنْت أَمِيرْ مِيْن يُسُوق الْحِميرْ»
أي ما دام كلانا متعاظماً فمن يسوق الحمير إذن، أي ما دمنا كذلك تعطلت مصالحنا. ويرويه بعضهم: (أنا كبير وأنت كبير ومين يسوق الحمير) والأصح ما هنـا.
وانظر: (لما أنا ست، وانتي ست مين يكب الطشت).
٢٥٣٨ – «لَمَّا أَنَا سِتّ وِإِنْتِي سِتّ مِينْ يُكُبِّ الطِّشْتْ»
أي إذا كنت أنا سيدة وأنت سيدة فمن يريق الماء المجتمع في الطشت إذن، (لما أنا أمير وأنت أمير) الخ.
٢٥٣٩ - «لَمَّا إِنْتَ عَامِلْ جَمَلْ بَعْبَعْتْ ليْه أُمَّال»
أمال (بضم الأول وتشديد الميم) أصلها: إما لا، والمراد بها هنا إذن، أي ما دمت جاعلاً نفسك جملاً يتحمل الأثقال فلماذا ترغو وتزيد بالشكوى إذن. وانظر في الألف (اللي يعمل جمل ما يبعبعش من العمل) وهي رواية أخرى في المثل.
٢٥٤٠ - «لَمَّا اتْفَرَّقِتْ الْعُقُولْ كلّْ واحِدْ عَجَبُهْ عَقْلُهْ وِلَمَّا اتْفَرَّقتْ الأَرْزَاقْ مَا حَدِّشْ عجبُهْ رِزْقُهْ»
يضرب في أن عادة الناس الإعجاب بعقولهم وآرائهم وعدم الرضا عن أرزاقهم.
٢٥٤١ - «لَمَّا تِتْخَانِقِ الْحَرَامِيَّةْ يِبَانِ الْمسْرُوقْ»
الحرامية: اللصوص أي إذا تشاجروا دلّ بعضهم على بعض وظهر المسروق فاختلافهم رحمة.
٢٥٤٢ – «لَمَّا تُقَعِ الْبَقَرَةْ تِكْترْ سَكاكِينْهَا»
أي إنما تكثر السكاكين للتقطيع حينما يوقعون البقرة للذبح. يضرب للشخص
يقع في ورطة فيكثر وقتئذ قاموه أو الواشون به لأنهم لم يعودوا يخشونه بعد، أي ارتباك المرء يجرئ عليه الناس. ويرويه بعضهم: (إن وقعت البقرة تكتر سكاكينها).
٢٥٤٣ - «لَمَّا يِبْقَى الزِّرّ عَلَى عينِي مَا قُولْشِ لْغيري يَا أَعْوَرْ»
الزر (بكسر أوله): يريدون به العين تتلف وينعقد عليها شبه الزرّ؛ أي إذا كنت أمور لا أعيب غيري بالعور. والمراد لا ينبغي لمن به عيب أن يعير سواء إذا كان فيه.
٢٥٤٤- «لَمَّا يِشْبَعِ الْحمَارْ يِبَعْزَقْ عَلِيقُهْ»
أي إذا شبع الحمار بعثر علفه. يضرب للشخص تكثر نعمته فيسيء استعمالها بطراً.
٢٥٤٥ - «لَمَّا يْطِيبِ الْعَلِيلْ يِنْسَى جَمِيلِ الْمِدَاوِي»
أي حينما يشفى المريض لا يتذكر جميل مداويه وينساه. يضرب في عدم وفاء الإنسان.
٢٥٤٦ - «لَمَّا يْفَلِّسْ الْيَهُودِي يِدَوَّرْ فِي دَفَاتْرُهْ الْقَدِيْمَةْ»
أي إذا أفلس اليهودي بحث في دفاتره القديمة المهملة رجاء أن يعثر على دين قديم يطالب به لأنه في حالة الرواج يكون مشغولاً بما هو أهم، وإنما خصوا اليهود بالذكر لأن أكثر المقرضين منهم. وفي معناه قول الشاعر:
من أمارات مفلس أن تراه
ملحقاً في اقتضاء دين قديم4
ومن أمثال فصحاء المولدين: (إذا افتقر اليهودي نظر في حسابه العتيق).
٢٥٤٧ - «لُهْ عُمْرْ في السُّوقْ وِعُمْرْ في السَّنْدُوقْ»
أي كأنه له عمران، عمر ظاهر، وعمر آخر مخبوء في الصندوق يخرجه متى أنتهى الأول. يضرب للبخيل يكنز المال ولا يمتع نفسه به كأن له عمراً ثانيا سيتمتع فيه فيما بعد. وبعضهم يرويه: (لها عمر) الخ.
٢٥٤٨ - «لهْ فَرُّوجْ مَا يْمُوتْ»
الفروج لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، وأما في غيرها فيقولون كتكوت: يضرب لمن له ما يستمد منه من غير انقطاع.
٢٥٤٩ - «لهْ فِي كلْ خَرَابَةْ عَفْرِيتْ»
الخرابة (بفتح الأول): الخربة والمقصود له في كل مكان ضدّ يعاكسه. ويرويه بعضهم: (كل خرابة لنا فيها عفريت).
۲٥٥۰ - «لَوْ اطَّلَّعْ الْكَلْبْ لِحَالهْ مَا كانْ يهزِّ وْدَانُهْ»
جمعوا بين اللام والنون في السجع وهو عيب. والودان: الآذان، والمعنى لو نظر الكلب لحاله أي قيمته وعرفها لما تاه وحرك أذنيه إعجاباً. يضرب للشخص الحقير يعجب بنفسه ولا ينظر لحالته، ويرويه بعضهم: (الكلب إن بصّ لحاله ما يهزّش ودانه) ومعنى بصّ نظر.
٢٥٥١ - «لَوْ شَافْ الَجَمَلْ حَدَبْتُهْ لَوِقِعْ وِانْكَسرِتْ رَقْبِتُهْ»
أي لو اطلع الشخص على ما به من العيوب لمـات من استنكاره لها وهو مبالغة. وانظر: (الجمل إن بص لصنمه كان قطمه) وقد تقدم في الجيم.
۲٥٥۲ - «لَوْ كَانِ الْحُبْ بِالْخَاطِرْ كنْتْ حَبّيتْ بِنْتِ السُّلْطَانْ»
معناه ظاهر.
٢٥٥٣ - «لَوْ كَانْ الدُّعَا بْيجُوزْ مَا خَلَّى صَبِي وَلَا عَجُوز»
انظر: (إن كان الدعا) الخ في الألف، ورواية (لو) أكثر.
٢٥٥٤ - «لَوْ كَانْ دِي الطَّهْيْ عَلَى دِي النَّهْي لَا رَمَضَانْ خَالِصْ وَلَا الْعيدْ جَيّ»
أي لو كان هذا الطبخ على هذا الوجه الذي نراه فليس شيء بمنته. يضرب في الشيء الذي يبطئ الناس في عمله، ويروون في أصله أن جحا المضحك المعروف نصحه أحد أصحابه أن يصوم رمضان ولعدم معرفته بعدد أيامه أعطاه ثلاثين فولة ليفطر كل يوم على واحدة وبانتهائها ينتهي الشهر ففعل، ثم بعد مضى بضعة أيام تفقد الفول الذي معه فوجده قد زاد فتكدّر وقال هذا المثل. والسبب في ذلك أن أمه لما رأت معه الفول ظنته يحب أكله فزادته له بغير علمه.
۲٥٥٥ - «لَوْ كَانْ فِيهْ خيرْ مَا رَمَاهِ الطِّيرْ»
وذلك لأنَّ الطائر كالغراب ونحوه لا يرى إلا ما ذهبت فائدته. يضرب للشيء
العديم الفائدة يجود به البخيل وهو مثل عامي قديم أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (فيها) و(ما رماها)5.
ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (من شر ما ألفاك أهلك) إلا أنهم يضربونه للبخيل يزهد فيه الناس، وهو غير بعيد عن معنى المثل العامي.
٢٥٥٦ - «لَوْ كَانْ لِلْبِيضَةْ وِدْنينْ كَانْ يِشِيلْهَا اثْنينْ»
انظر: (إن كانت البيضة) الخ في الألف.
۲٥٥۷ - «لَوْ كَانِتْ نَدِّتْ كَانِت نَدِّت مِ الْعَصْر»
انظر: (إن كانت ندت) الخ في الألف.
٢٥٥٨ - «لوْ لَمِّينَا الْقُشَاشْ كُنَّا مَلينَا الْفُرَاشْ»
القشاش والقش: حطام العيدان ونحوها، أي لو كنا ممن يجمع من هنا وهناك لملأنا فراشنا وحشوناه، والمراد لملأنا الدار بالمغانم ولكن نفوسنا تأبى علينا ذلك.
۲٥٥٩ - «لوْ يِعْطُوا الْمَجْنُون مِيْة عَقْل عَلَى عَقْلُهْ مَا يِعْجِبُهْ إلّا عَقْلُهْ»
لأنه لو كان ممن يتخير العقول الراجحة لم يكن مجنوناً. يضرب لمن لا يعتد إلا برأيه.
٢٥٦٠ - «لُولَا اِخْتِلَافِ النَّظَرْ لَبَارِتِ السِّلَعْ»
معناه ظاهر وهو مما بقي من الفصيح عندهم.
٢٥٦١ - «لُولَا أُمَّكْ وَأَبُوكْ لَأَقُولِ الْغُزّ رَبُّوكْ»
يضرب لذي الأخلاق العالية، أي لولا أني أعرف أمك وأباك لقلت لم يربيه ويؤدبه إلا الترك، وبعضهم يروي: (ولدوك) ويضرب هذا للأبيض اللون الجميل الطلعة.
٢٥٦٢ - «لُولَا جَارتِي لَانْفَقَعِتْ مَرَارْتِي»
أي لولا مواساة جارتي لي لا نفجرت مرارتي، أي لمت من غيظي وكمدي، ويرويه بعضهم: (لولاكي يا جارتي كانت طقت مرارتي) والمعنى واحد.
٢٥٦٣ - «لولَا الْجَرَبْ كُنْتُ تِضْرَبْ بِالْقلَّةْ»
القلة (بضم الأول وتشديد الثاني): شقشقة البعير التي يخرجها من فمه عند نشاطه وغضبه، أي لولا أنك أجرب أيها البعير لأسمعتنا رغاءك وأريتنا شقشقتك. يضرب للشخص لا يمنعه عن الشر إلا عاهة به.
٢٥٦٤ - «لَولَا الْحَاجَةْ مَا مِشِتِ الْرِّجْلِينْ»
أي لولا الاحتياج ما سعينا والعرب تقول في أمثالها: (الحمى أضرعتني لك) ويروى: (الحمى أضرعتني للنوم) يضرب للذل عند الحاجة تنزل.
٢٥٦٥ - «لُولَا حَالَكْ يَا مْغَنِّي مَا سَأَلْتْ عَنِّي»
أي لولا أنك احتجت إلي أيها المغني ما سألت وبحثت عني. يضرب لمن يهتم بشخص لحاجته إليه لا محبة فيه.
٢٥٦٦ - «لُولَا عِلْبِةْ مَكِّيْ كَانْ حَالْنَا يْبَكِّي»
مكي من أعلام الرجال والعلبة: يريدون بها الحقة، أي لولا حقة مكي العطار وما فيها من الدهان والمعطر لظهرت حقيقة وجوهنا وحالتها المبكية. يضرب لمن يخفي قبحه بالتجمل والتزين.
٢٥٦٧ - «لُولَا الْكَاسورَةْ مَا كَانِتِ الْفَاخُورَةْ»
أي لولا ما يكسر من الأواني ما وجد معمل المخار لاكتفاء الناس بما عندهم.
٢٥٦٨ - «لُولَاكْ يَاكُمِّي مَا كلْتْ يَا فُمي»
أي لولا لباسي الفاخر وكمي الطويل ما دعيت إلى الوليمة وأكل فمي. يضرب في أن الناس إنما ينطرون للباس لا للأشخاص، وهو قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (ما أكلت) بدل ما كلت6.
٢٥٦٩ - «لُولَاكْ يَا لْسَانِيْ مَا انْسَكِّيْت يَا قَفَايَا»
أي لولا عثرات لساني ما صفع قفاي وهو مثل قديم في العامية رواه الأبشيهي بلفظه
في المستطرف7 وقريب منه: (اللي يقدّم قفاه للسـك ينسك) وإن اختلفت وجهة الكلام وانظر أيضاً: (لسانك حصانك) الخ وانظر: (اللسان عدوّ القفا) و(طاعة اللسان ندامة). والعرب تقول في أمثالها: (رب رأس حصيد لسان) وتقول: (إياك وأن يضرب لسانك عنقك).
٢٥٧٠ - «لُولا الْمَجْنُونْ مَا كَانُوش الْعُقَلَا كَلُوا بَلَح»
أي لولا المجنون المتهور المجازف بصعوده على النخل ما أكل العقلاء تمراً. يضرب في أن المجازفة والتهور ليستا شراً محضاً، بل قد يستفيد الناس من المتصف بهما وينفعهم فعله.
۲٥۷۱ - «لُولا النَّقْر وِالنِّشَارَةْ كَانَتِ النِّسْوَانِ اِتْعَلِّمتِ النِّجَارَةْ»
أي لولا ما في النجارة من الأعمال الدقيقة لتعلمها كل أحد حتى النساء. يضرب في عدم الجراءة والإقدام على عمل شيء ما لم يعرف ما فيه.
۲٥۷۲ - «لُولاکي يَا جَارْتِي كانِتْ طَقِّتْ مَرَارْتِي»
انظر (لولا جارتي) الخ.
٢٥٧٣ - «اِللِّيل بِآخْرُهْ»
المراد أن الأمور لا يظهر طيبها ورداءتها إلا في أواخرها كما أن الليل لا يعلم ما فيه إن حسناً أو قبيحاً إلا إذا انقضى. والغالب ضرب هذا المثل في ليالي الأعراس إذا لم تكن سارة في أولها، أو لم يجد فيها المغنون. وقالوا في عكس معناه: (الليلة النيرة من العصر بينة).
٢٥٧٤ - «اللّيلْ مَاهُو قصِير إلَّا عَلَى اللِّي يْنَامُهْ»
قصير بالتكبير لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوه، وفي غيرها ويقولون: قصير (بالتصغير) وسكن بفتح الياء كعادتهم، ومعناه ظاهر وبعضهم يزيد فيه: (والشخص ما دام فقير ما حد يسمع كلامه) وانظر قولهم: (السهران ليله طويل والنايم ليله غمضه).
٢٥٧٥ - «ليْلْتَكْ سَعِيْدَةْ يَا ضيفْ قَالْ عَليكْ وَعَلَى وْلَادَكْ»
أي إنه حيى ضيفه بذلك فقال: إنما هي سعيدة عليك وعلى أولادك لأنكم ستشاركونني في معظم العشاء. ويروى: (عيالك) بدل ولادك والمعنى واحد.
٢٥٧٦ - «اِللّيلَة النَّيِّرَةْ مِنِ الْعَصْرْ بَيِّنَةْ»
جمعوا فيه بين الراء والنون في السجع، وهو عيب والمعنى الليلة المنيرة بالأنس والسرور تظهر طوالعها من وقت العصر، أي الشيء تدل عليه أوائله، وبعضهم يروي فيه: (تبان من العصر) وقالوا في عكس معناه: (الليل بآخره) وفي معناه من الأمثال العامية في القرن الحادي عشر قولهم: (اليوم المبارك أوله يبين) أورده الشهاب الخفاجي في الريحانة ص ٣٦٧.
۲٥۷۷ - «اِللَّيِّنْ مَا يِنْكِسِرْشْ»
انظر: (الخشب اللين) الخ في الخاء المعجمة.

  1. ج ۱ ص ٤٧
  2. ج ۲ أواخر من ۹۳.
  3. أوائل ص ۲٥۲ من النسخة رقم ١٣٣٥ تاريخ.
  4. الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٢٠.
  5. ج ۱ ص ٤٦.
  6. ج ۱ ص ٤٦
  7. المستطرف ج ۱ ص ٤٦