الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الكاف


حرف الكاف

٢٢٩٥ - «الْكَارْ مِحْنَهْ»
الكار: الصناعة، وكونها محنة لأنّ من اشتغل بصناعة أصبح مغرماً بها لا يستطيع تركها
٢٢٩٦ - «كَانْ عَلَى نُخّ وِصَبَحْ عَلَى حَصِيرْ فَضْلْ مِنْ رَبِّنَا اللِّي مَا يْطِيرْ»
النخ (بضم الأول): نوع غليظ ينسج من الحلفاء يتخذ جوالق ثم يستعمله الفقراء كالحصير، أي إنه كان يقعد على نخ فأصبح يقعد على حصير فإن لم يطر من فرحه فذلك فضل من الله. يضرب لمن ينتقل من حالة إلى أعلى منها. وبعضهم يروى بدل الجملة الأخيرة: (دا شيء من شيء كثير).
۲۲۹۷ - «كانْ فِي جَرَّهْ وِخَرَجْ بَرَّةْ»
يضرب في الشيء يظهر فجأة ولم يكن معلوماً كأنه كان مخبوءاً في جرة.
۲۲۹۸ - «كانِتْ خَالْتِي وْخَالْتكْ وِاتْفَرَّقِتِ الْخَالَاتْ»
يضرب للعلاقة تكون موجودة بين شخصين ثم يحدث ما يقطعها فتزول، أي كانت خالتي وخالتك تجمعاننا ثم افترقنا ولم يبق بيننا ارتباط الآن ولا صلة.
۲۲۹۹ - «كانِتْ الْقِدْرَةْ نَاقْصَةْ بدِنْجَانَةْ صَبَحِتْ طَافْحَة وْمَلْيَانَةْ»
البدنجان: البادنجان. والقدرة: القدر، وهم لا يقولون في غير الأمثال إلا حلة. يضرب لمن يغتنى بعدمة، ويقصد به غالباً التهكم بالشيء الزائد الطارئ، وهو ليس بذاك.
٢٣٠٠ - «كَانِتْ مِرْتَاحَةْ جَابِتْ لَهَا حَاحَةْ»
المراد بالحاحة: صوت الحيوان كالمعز والدجاج والأوز، أي كانت في راحة فجلبت لنفسها شيئاً يشغلها ويتعبها، وسفهم يرويه للمتكلم، أي (كنت مرتاحة جبت لي حاجة) والأكثر ما هنا.
۲۳۰۱ - «كَبِّبْ وِرَبّنَا الْمِسَبّبْ»
التكبيب هنا: وضع أشياء على أشياء حتى تتراكم، يقال للتاجر: تتراكم عنده السلع تسلية له، أي دعها تتراكم والله سبحانه يهيء الأسباب لبيعها. وقد يراد بالتكبيب: تكبيب اللحم المدقوق لقليه وبيعه، أي واصل العمل والله ييسر لك من يشتري.
۲۳۰۲ - «كِبِرِ الْبَصَلْ وِأدوَّرْ ونِسِي حَاله الأَوَّلْ»
يضرب لمن يغتني بعد فقر أو يعظم بعد ضعة فينسى ما كان فيه للؤم طبعه. وقد جمعوا فيه بين الراء واللام في السجع وهو عيب.
۲۳۰۳ - «اِلْكِبَرْ عِبَرْ»
يضرب في كبر السنّ وما فيه، وهم يفتحون أوّل (الكبر) وكسروه هنا للازدواج.
٢٣٠٤ - «اِلْكِبَرْ كِبِرْنَا وِالْعَقْلْ مَا كْمِلْنَا»
أي أمّا السنْ فقد بلغنا منه عتياً ولكنا لم نكمل بالعقل، فهو في معنى قولهم: (شابت لحاهم والعقل لسه ما جاهم) وتقدم في الشين المعجمة.
۲۳۰٥ - «كُبْرِ الْكُومْ وَلَا شَمَاتِة الإِعْدَا»
يقرأ (لعدا) أي الأعداء والمراد بالكوم: العرمة في البيدر، أي لأن تكون كبيرة ولو كان أكثرها تبناً خير من شماتة الأعداء بصغرها ولو كان أكثرها حباً.
٢٣٠٦ - «كُبْرِ النَّفْسْ قَطْعِ نْصِيبْ»
أي التكبر يقطع نصيب المرء.
۲۳۰۷ - «كِبيرِ الرَّاسْ فَارِسْ وِأَفْكَحِ الرِّجْلينْ صَبِي»
انظر: (أفكح الرجلين صبي) الخ في الألف.
۲۳۰۸ - «كِبيرِ الْقُومْ خَادِمْهُمْ»
أي سيد القوم خادمهم.
٢٣٠٩ - «اِلْكتابِ انْكَتَبْ وِالْمَهْر عَلَى الله»
الكتاب، أي عقد الزواج، والمعنى عقد العقد واتكلنا في المهر عليه تعالى فعسى أن ييسره، يضرب في الأمر يتم بعضه ويبقى أصعب ما فيه.
٢٣١٠ - «كُتْرِ الْأَسِيَّةْ تِقْطَعْ عُرُوِق المُحَبَّةْ»
الأسية، يريدون بها الإساءة والقسوة، وهي إذا كثرت أزالت المحبة طبيعة.
٢٣١١ - «كُتْرِ التِّكْرَارْ يِعَلِّمِ الحُمَارْ»
معناه ظاهر، والصواب في التكرار (فتح أوله) والعامة تكسره. وفي كتاب الآداب لابن شمس الخلافة: (إذا تكرّر الكلام على السمع تقرر في القلب1).
۲۳۱۲ - «كُتْرِ التَّنْخِيسْ يِعَلِّمِ الْحِمِيرِ التَّقْمِيصْ»
التقميص في الحمير شبه جماح يركب فيه الحمار رأسه ويرفس برجليه، وفي هذه الرواية الجمع بين السين والصاد في السجع وهو عيب، والأكثر في المثل: (كتر النحس يعلم الحمير الرفس) وسيأتي.
٢٣١٣ - «كُتْرِ الْحُزْنْ يِعَلِّمِ الْبُكَا»
معناه ظاهر. ويرويه بعضهم: (كتر النوح) والمقصود كثرة سماع النوح.
٢٣١٤ - «كُتْرِ الدَّلَعْ يِكَرَّهْ الْعَاشِقْ»
أي كثرة الدلال تورث البغض في نفس العاشق، والمقصود ذم الإفراط في الشيء.
۲۳۱٥ - «كُتْرِ السَّلَامْ يِقِلِّ الْمِعْرِفَةْ»
المعرفة، يريدون بها الصحبة والصداقة، يضرب في أنَّ الإفراط في الشيء يقلبه إلى ضدّه.
٢٣١٦ - «كُتْرِ الشَّدّ يِرْخِي»
أي الإفراط في الشدة قد يؤدي إلى عكس المقصود منها. (انظر نظمه في ص ۷۹ من الكتاب رقم ٦٤٨ شعر).
٢٣١٧ - «كُتْرِ الضَّرْبْ يِعَلِّمْ الْبَلَادَةْ»
لأنّ الشخص يتعود عليه فلا يفيد فيه بعد ذلك.
۲۳۱۸ - «كُتْرِ الْعِتَابْ يِفَرَّقْ الْأَحْبَابْ»
معناه ظاهر. والعرب تقول في أمثالها: (كثرة العتاب تورث البغضاء) ومن الحكم المروية: (أسوأ الآداب كثرة العتاب2) وفي المخلاة لبهاء الدين العامليّ: (الإفراط في العتاب يدعو إلى الاجتناب3) وقال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وقال البحتري:
أعاتب الحب فيما جاء واحدة
ثم الســـــــلام عليه لا أعاتبه
۲۳۱۹ - «كُتْرِ الْقُولْ دَلِيلْ عَلَى قِلّةِ الْعَقْلْ»
لأن العاقل الرزين لا يتكلم إلا حيث يحسن الكلام، وانظر: (كتر الكلام خيبه).
۲۳۲۰ - «كُتْرِ الْكَلَامْ خَيبَةْ»
الخيبة (بالإمالة): الخيبة، ويريدون بها هنا عدم الفائدة وعجز المتكلم عن غير الكلام. ويقولون في معناه: (قصر الكلام منفعة) وقد تقدّم في القاف. وانظر: (كتر القول دليل على قلة العقل). وقالوا أيضاً: (عيب الكلام تطويله) وتقدّم ذكره في العين المهملة.
۲۳٢١ - «كُتْرِ الْكَلَامْ يِعَلّمِ الْغَلَطْ»
معناه ظاهر لأنّ من يكثر كلامه تكثر عثراته وسقطاته، وهو من قول القائل: (من كثر لغطه كثر سقطه) ومن أمثال العرب قول أكثم بن صيفي: (المكثار كحاطب ليل).
۲۳۲۲ - «كُتْرِ الْكَلَامْ يِقِلِّ الْقِيمَةْ»
لا ريب في أن كثرة الثرثرة تقلل قيمة المرء وتذهب بهيبته وكرامته بين الناس.
۲۳۲۳ - «كَتَّرِ مِنِ الْفُرُوشْ تِمْلَا السُّرُوجْ»
أي أكثر من عدد الزوجات يكن لك بنون يركبون الخيل فتعتز بهم.
٢٣٢٤ - «كَتَّرْ مِنِ الْفَضَايِحْ آدِي إِنْتَ رَايِحْ»
انظر: (ما دام رايح كتر م الفضايح).
۲۳۲٥ - «كُتْرِ النَّخْسْ يِعَلّمِ الْحِميرِ الرَّفْسْ»
أي الإفراط في الإساءة للحث على شيء يسيء الخلق وينتج عكس القصود. وبعضهم يرويه (كتر التنخيس يعلم الحمير التقميص) وقد تقدم والأكثر ما هنا.
٢٣٢٦ - «كُتْرِ النُّوحْ يِعَلِّم البُـكَا»
انظر: (كتر الحزن) الخ.
۲۳۲۷ - «كُتْرِ الْهَرْشْ يِطَلّعِ الْبَلَا»
الهرش: حك الجسم بالظفر. والبلا (يفتح الأول) يريدون به بثوراً خبيثة صعبة الشفاء. والمراد الإفراط في الاستشفاء قد يحدث أمراضاً ليست بالبال، فهو قريب من قولهم: (إللِّي يعاشر الحكيم يموت سقيم) وقد تقدم في الألف فراجعه.
۲۳۲۸ - «كُتْرِ الْهِزَارْ يِقَلّلِ المَقَامْ»
الهزار: المزاح. وفي معناه من أمثال العرب: (المزاحة تذهب المهابة) أي إذا عرف بها الرجل قلت هيبته. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (من كثر مزحه لم يسلم من استخفاف به أو حقد عليه) والظاهر أنه من أمثال المولدين4.
۲۳۲۹ - «كُترِ الْوِدَاعْ يِرِقْ قَلْبِ المِسَافِرْ»
معناه ظاهر.
٢٣٣٠ - «اِلْكُترَةْ تِغْلِبِ الشَّجَاعَةْ»
معناه ظاهر. والمراد بالكترة الكثرة، وقد قيل قديماً: (وضعيفان يغلبان قويا).
۲٣۳۱ - «كَتَّرُوا باللَّمَّةْ لَا بُدّْ عَنِ الْفُرَاقْ»
أي مهما يطل اجتماع الشمل فلا بدّ من الفراق.
۲۲۳۲ - «کُتْکُتْنَا وَلَا حَرِيرِ النَّاسْ»
الكتكت (بالضمّ): ما يخرج من الكتان بعد مشطه، أي نفايته. يضرب في تفضيل المملوك على ما بأيدي الناس وأن فضله قناعة به وفراراً من تحمل المنن. وفي معناه: (زيوان بلدنا ولا القمح الصليبي) و(شعيرنا ولا قمح غيرنا) وقد تقدّما.
۲۳۳۳ - «كِتِيرِ الْحَرَكةْ قَلِيلِ الْبَرَكَةْ»
أي من كثرت حركاته قلت المنفعة منه. والمراد من قصر همه على كثرة الحركة.
٢٣٣٤ - «كِتِيرِ النَّطْ قَلِيلِ الصّيدْ»
النط عندهم: القفز. والمراد هنا كثرة الحركة. يضرب لمن تكثر حركاته بلا فائدة.
٢٣٣٥ - «اِلْكَحْكَةْ فِي إِيدْ الْيَتيمْ عَجَبَةْ»
أي الكعكة على حقارتها تستغرب في يد اليتيم وتستكثر عليه. يضرب في الأمر الحقير يستكثر على الشخص الضعيف.
٢٣٣٦ - «كَدَّابْ إِللِّي يْقُولِ الدَّهْرْ دَامْ لِي الخ»
انظر في الهاء: (هي دامت لمين يا هبيل).
٢۳۲۷ - «اِلكَدَّابْ تِنْحِرِقْ دَارُهْ»
يروون في أصله: أن رجلاً كان كثير الكذب يفاجئ الناس كلّ يوم باستصراخهم لنجدته في أمر وقع فيه فإذا هبوا لإغاثته لا يجدونه صادقاً في دعواه، ثم احترقت داره يوماً واستصرخهم فلم يغيثوه لتعودهم منه الكذب فأتت النار عليها.
٢٣٣٨ - «اِلكَدَّابْ خَرَبْ بِيتِ الطَّمَّاعْ»
لأن الكذاب يلفق للطمع ويحسن له أموراً يطمعه فيها بالربح فيصدّقه لطمعه ويندفع في الإنفاق فيما لا يعود بثمرة فيخس ماله ويخرب داره ولقدأصابوا في قولهم: (الطمع يقل ما جمع) وقولهم: (عمر الطمع ما جمع) وقد تقدّما.
٢٣٣٩ - «اِلْكِدْبْ مَالوشْ رِجْلينْ»
أي ليس له رجلان يسير عليهما. والمراد الكذب لا يسير طويلاً بل يفضح عاجلاً فيمهل ويصير كالمقعد. وبعضهم يروى فيه: (الباطل) بدل الكذب، وقد تقدم في الباء الموحدة، وقد عبروا بهذا التعبير في عكس المعنى في قولهم: (الحرامي مالوش رجلين) فإنهم يريدون ليس له رجلان يقف عليهما بل يسرع في الفرار. وقد تقدم ذكره في الحاء المهملة.
٢٣٤٠ - «كِدْب مِسَاوِي وَلَا سِدْقٍ مِبَعْزَقْ»
أي كذب مقبول لا مبالغة فيه خير من صدق مبعثر، أي ليس متلائماً في أجزائه. وقالوا أيضاً: (كدب موافق ولا سدق مخالف) وانظر في الألف قولهم: (إيش عرفك إنها كدبة قال كبرها).
٢٣٤١ - «كِدْبٍ مِوَافِقْ وَلَا سِدْقٍ مِخَالِفْ»
هو في معنى: (كدب مساوي) الخ. وقد تقدم قبله.
٢٣٤٢ - «كَرَامَةِ الْمَيِّتْ تِظْهَرْ عَنْدْ غُسْلُهْ»
يضرب للمرء تظهر مآثره في آخر أمره.
٢٣٤٣ - «كَرَامَةِ الْمَيِّتْ دَفْنُهْ»
أي إكرام الميت في دفنه.
٢٣٤٤ - «اِلْكِرْشَةْ عَنْدِ الْمِقلِّينْ زَفَرْ»
الزفر، يريدون به أنواع اللحم وما طبخ بسمن ونحوه، ؟؟ي الكرش عند الفقراء تعد من ذلك. يضرب للشيء التافه يراه المحتاج عظيماً. وانظر: (الكسبة عند الفقرا حلاوة).
٢٢٤٥ - «اِلْكُسْبَةْ عَنْدِ الْفُقَرَا حَلَاوَةْ»
الكسبة (بضم فسكون): ما يبقى من الثفل بعد عصر السمسم وإخراج زيته تباع للصبيان فيستطيبونها، والمراد أنها عند الفقراء مما يتفكه به كما يتفكه غيرهم بالحلوى
يضرب في أن التافه عند أناس عظيم عند غيرهم بحسب أحوالهم في الغنى والفقر. وفي معناء عندهم: (الكرشة عند المقلين زفر) وقد تقدم.
٢٣٤٦ - «کُشْکارٍ دَايِمْ وَلَا عَلَامَةٍ مَقْطُوعَةْ»
الكشكار: الخشكار، وهو الدقيق الخشن. والعلامة: الدقيق الحوّاري والمراد الخبز المتخذ منهما. يضرب في تفضيل الرديء الدائم على الجيد الذي لا يدوم بل ينال غباً. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهي بلفظه في المستطرف5. وقريب منه قولهم: (بيضتها أحسن من ليلتها) وقد تقدم في الباء الموحدة.
٢٣٤٧ - «كَفّْ بُلِطي يَاَخُدْ مَا يِعْطِي»
وبعضهم يروي فيه: (يدي) بدل يعطي وهو في معناه وأصله أدى يؤدي. والبلطي (بضم فسكون): نوع من السمك كثير الشوك في جانبيه يتعب من يقطعه عند الطبخ، فكأنه لا يعطى القياد من نفسه إلا بعد عناء، فشبهوا به کف المسك، هكدا يفسره بعضهم، والصواب أنه من التبليط، وهو عندهم: القعود عن الحق والماطلة فيه، وكان الوجه أن يقولوا كف بلطية لأن الكف مؤنثة وهي مما أخطأوا في تذكيره. يضرب لمن هذا دأبه، ومثله المماطل في وفاء الدين.
٢٢٤٨- «كَفَرْ زُعْرُبْ»
زعرب (بضم فسكون فضم): اسم لا يريدون به شخصاً معيناً. يضرب لشدة إنكار شخص على آخر إذا سمع منه، أو رأى شيئاً لم يعجبه فكأنه عنده بمنزلة كفر.
٢٣٤٩ - «كلْ أكْل الْجِمَالْ وقُومْ قَبْلِ الرِّجَالْ»
أي لا عار عليك إذا أكلت كثيراً بشرط أن تسبق غيرك إلى العمل.
٢٣٥٠ - «كلْ إِنْسَانْ بَرْبُورُهْ عَلَى حَنَكهْ حِلْوْ»
البربور: ما سال من المخاط من الأنف. والحنك (بفتحتين): الفم، أي الإنسان يستحسن من نفسه ملا يستحسن.
٢٣٥١ - «كلّْ إِنْسَانْ فِي نَفْسُهْ سُلْطَانْ»
أي كل إنسان لنفسه كرامة عنده، فليس من العدل احتقار شخص لفقره أو لضعفه.
۲۳٥٢ - «كلْ بِدُقّةْ فِي الْأَزِقّةْ وِتِخْفِي الْفَرْخَةْ إللِّي وَرَاهَا المْشِقَّةْ»
الدقة (بضم الأول): إدام يعمل من الملح والتمتع الجاف أو غيره. ومعنى تخفي: دعاء على الدجاجة بأن تخفى وتذهب، أي لا جاءت الدجاجة التي وراء مجيئها المشقة ولا كانت؛ فإن التأدّم بالدقة خير منها. والمثل قديم في العامية أورده الأبشيهيّ في المستطرف برواية: (أكل الدقة والنوم في الأزقة ولا دجاجة محمرة يعقبها مشقة)6 وذكر في موضع آخر مثلاً بمعناه وهو: (لقمة بدقة ولا خروف بزقة)7.
٢٣٥٣ - «كلّْ بَرْغُوتْ عَلَى قَدّْ دَمُّهْ»
أي كل برغوث يحمل من الأحمال بمقدار مافيه من الدم. والمراد لا يخلو أحد من الهم سواء كان غنياً أو فقيراً، وإنما لكل واحد هم بمقداره. وقد قالوا في معناه: (كل قناية مدايقة بميتها) وسيأتي.
٢٣٥٤ - «كلّْ بِرْكَةْ وِلْهَا بَلَشُونْ»
البلشون: طائر يألف الماء، والمراد كل صقع له سكان ألفوه.
٢٣٥٥ - «كلّْ بِيرْ قُصَادُهْ بَلَّاعَةْ»
البئر مؤنثة وقد تذكر على إرادة القليب، والعامة تذكرها مطلقاً. وقصاده: أمامه، والبلاعة: القناة يجرى فيها الماء وهي فصيحة، ويقال فيها عند العرب: البلوعة أيضاً، أي كل بئر أمامها بلاعة يذهب فيها ما يخرج من مائها إذا أريق على الأرض، والمراد كل دخل أمامه خرج ينفق فيه، فهو في معنى قولهم: (كل مطلب عليه مهلك) الآتي.
٢٣٥٦ - «كلّْ تَأْخِيرَةْ وِفِهَا خِيْرَةْ»
أي رب تأخير في أمر حسنت به عواقبه.
٢٣٥٧ - «كلِّ الْجِمَالْ بِتْعَارِكْ إِلّا جَمَلْنَا الْبَارِكْ»
يضرب فيمن يسكن ويستكنّ في أمر يقتضي نهوضه وقد نهض له الناس.
۲۳٥۸ - «كلّْ حَارَةْ وِلهَا غَجَرْ»
الحارة: الطريق دون الشارع الأعظم والمراد هنا المحلة. والغجر (بفتحتين): طائفة معروفة يقال لهم أيضاً: النور. والمراد هنا الذين يشبهونهم في السفالة والبذاءة، يضرب في أنّ كل مكان به الصالح والطالح، وأن وجود الطالح ليس بدليل على رداءة كل من به
٢٣٥٩ - «كلّْ حُجْرَةْ وَلَهَا أُجْرَةْ»
الحجرة لا يستعملونها إلا في الأمثال ونحوها من الحكم، أي لكل شيء قيمة.
٢٣٦٠ - «كلِّ حْمَارَةٍ سَاِبتْ وَدُّوهَا بيتَ أَبُو نَابِتْ»
ودّى بمعنى ذهب به وأصله من أدى. وأبو نابت ليس مقصوداً به شخص هذا اسمه، أي كل حارة أطلقت يذهبون بها إلى دار أبي نابت. يضرب للشخص يقصده كل عاطل.
٢٣٦٩ - «كلّ حُمُومَةْ بِليفَة أَخيرْ مِنْ فَرْخَةْ بَتكْتِيفَةْ»
أخير (بالإمالة) يريدون به التفضيل، أي كل استحمام بالليف والصابون خير لصحة المرء من دجاجة مكتفة يأكلها لأن الطعام لا يفيد مع قذارة الجسم. يضرب للحث على النظافة. والمراد بالتكتيفة أنهم في طبخ الدجاج إذا لم يفصلوا أجزاءها يضمونها بعضها إلى بعض فتكون كالمكتوف.
٢٣٦٢ - «كلّْ حَيّ يِلْبِسْ من سَنْدُوقُهْ»
أي إنما يظهر على المرء ما في سندوقه من الثياب، فهو قريب من كل إناء بالذي فيه ينضح ويرويه بعضهم: (كل واحد من سندوقه يلبس) ويرويه آخرون (كلّ حي من سندوقه يلبس) ويزيد فيه بعضهم: (وكلّ منهو ربنا يجازيه) أي يجازيه على نيته.
٢٣٦٣ - «كلّْ خَرَابَةْ لَنَا فِيهَا عَفْرِيتْ»
انظر: (له في كل خرابة عفريت).
٢٣٦٤ - «كلّْ دَقْنْ وِلْهَا مِشْطْ»
الدقن، يريدون بها اللحية، أي لكل شيء ما يناسبه. ومثله قولهم: (كلّ شارب له مقصّ).
٢٣٦٥ - «كلّْ دِيكْ عَلَى مَزْبَلْتُهْ صَيَّاحْ»
المراد له شأن وصوت يجرأ على رفعه، فهو: (الكلب في بيته سلطان) ومن أمثال العرب: (كل كلب بيابه نباح).
٢٣٦٦ - «كلْ دينْ وِاشْرَبْ دينْ وِإِنْ جَهْ صَاحِبْ الْحَقْ خَزَّقْ لهْ عينْ»
خزق عينه، يريدون به أتلفها وأقلمها بإدخال أصبح فيها أو عود. والمراد بالمثل لا تهتم بشيء في الدنيا.
٢٣٦٧ - «كلّْ رَاسْ مِطَاطِيَّةْ تَحْتَهَا أَلْفْ بَلِيَّةْ»
أي إذا رأيت شخصا يطأطيء رأسه إظهاراً للتواضع وطيب الخلق فلا تغتر به فكم تحت هذه الرءوس المطأطأة ألوف من أنواع الأذى والبلاء والمكر، يضرب في عدم الاغترار بالظاهر، وفي معناه قولهم: (الساهي تحت راسه دواهي).
٢٣٦٨ - «كلّْ سَاقْطَةْ وِلَهَا لَاقْطَةْ»
تريد به العامة لكل شيء طالب، فللجيد طالب، وللرديء طالب. وفي معناه قولهم: (كل فوله ولها كيال). وأصله من قول العرب: (لكل ساقطة لاقطة) أي لكل كلمة ساقطة أذن لاقطة، فهر عندهم مضروب للتحفظ عند النطق، وقد تريد به العامة ذلك إلا أنها تضربه في الغالب في المعنى المتقدم. وقالت العامة أيضاً: (قاعد للساقطة واللاقطة) وهو معنى آخر تقدم الكلام عليه في القاف.
٢٣٦٩ - «كلّْ سَجَرَةْ إِلّا وْهَزَّهَا الرِّيحْ»
معناه كل إنسان أصيب والأكثر فيه: (ولا سجرة إلا وهزها الريح) وسيأتي في الواو.
۲۳۷۰ - «كلّْ شَارِبْ لُهْ مِقَصّْ»
في غير الأمثال ونحوها يقولون للشارب: شنب. والمعنى لكل شيء ما يناسبه. ومثله قولهم: (كل دقن ولها مشط) وبعضهم يرويه بلفظ: (كل شنب وله مقص) وبعضهم يروي: (قصة) أو (قص) بدل مقصّ.
۲۳۷۱ - «كلْ شِنْ لهْ يِشْبِهنْ لهْ»
هكذا ينطقون به. وأصله كلّ شن، أي كل شيء له، ثم أدخلوا التنوين على الفعل فقالوا: يشبه للازدواج، ويريدون يشبه له، أيّ يشبهه، والمراد أن كلّ شيء له يشبهه في الرداءة لأن الرديء لا يختار إلا الرديء، ويريدون أيضاً كل أفعاله وأحواله تشبهه، أي موافقة لمـا فطر عليه فلا يصدر من مثله إلا ما ترى. ومن أمثال فصحاء المولدين في هذا المعنى: (ما أشبه السفينة بالملاح).
۲۳۷۲ - «كلّْ شيءْ بِأَوَانْ»
أي لا تقلق ولا تيأس فالأمور مرهونة بأوقاتها.
۲۳۷۳ - «كلّْ شيءْ بِالْبَخْت إلَّا الْقُلْقَاسْ مَيَّة وَفَحْتْ»
أي كل شيء ينال بالحظ إلا النبات المعروف بالقلقاس فإنه بسقيه وحرث أرضه، وهو مبالغة في احتياج القلقاس إلى تعب شديد في زرعه وعناية.
٢٣٧٤ - «كلّْ شيءْ بِالنَّظَرْ إِلَّا الدُّخّانْ بِالْحَجرْ»
المراد بالدخان هنا الذي يدخن به في القصب فإنه يحرق في حجر يوضع في طرق القصبة، أي كل شيء يعرف جيده من رديئه بالنظر إلا الدخان لا يظهر منه ذلك إلا عند التدخين به في الحجر فيعرف بطعمه في الفم.
٢٣٧٥ - «كلّْ شيءْ تِزْرَعُهُ تِقْلَعُهُ إلّا أَبْو رَاسْ سُودَهْ تِزْرَعُهُ يِقْلَعَكْ»
أبو راس سوداء الإنسان، أي كل زرع تغرسه فإنك تقلعه ولكنك إذا زرعت إنساناً في مكان، أي تسببت له في عمل أو نحوه فإنه يسعى في قلعك، وذلك لعدم الوفاء في غالب الناس. وبعضهم يرويه: (إزرع ابن آدم يقلعك) وقد تقدم في الألف. (نظم ما هنا في مطلع زجل ص ٣٤ من المجموعة رقم ٦٦٧ شعر).
٢٣٧٦ - «كلّْ شيءْ دَوَاهِ الصَّبْرْ لَكِنْ قِلِّةِ الصَّبْرْ مَا لْهَاشْ دَوَا»
أي بالصبر يعالج المرء الأمور ويقوى عليها، ولكن إذا كان بلاؤه قلة الصبر فقد مني بما لا دواء له. ومن الأمثال القديمة الواردة في كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (المصيبة بالصبر أعظم المصيبتين8).
۲۳۷۷ – «كلّْ شيءْ عَادَةْ حَتَّى الْعِبَادَةْ»
يضرب في تأثير العادة في الناس.
۲۳۷۸ - «كلّْ شيءْ عِنْدِ الْعَطَّارْ إِلّا حِبِّنِي غَصْبْ»
العطار، يريدون به الصيدلاني بائع العقاقير، وإذا أرادوا بائع العطر قالوا فيه: المواردي. والمراد كل شيء يشترى إلا المحبة فإنها عن ميل من النفوس لا تتأتى بالإكراه. وانظر في معناه قولهم: (حبني وخد لك زعبوط قال هيّ المحبة بالنبوت) وقولهم: (القلوب ما تسخرش) وقد تقدّما في الحاء المهملة والقاف.
۲۳۷۹ – «كلّْ شيءْ فِي أَوِّلهْ صَعْبْ»
وذلك لعدم التعود عليه والجهل بما يحتاج إليه فيه ثم يهون بعد ذلك بالتعود والممارسة. وفي معناه قولهم: (أول شيلة في الحج تقيلة).
٢٣٨٠ - «كلّْ شيءْ يِبَانْ عَلَى حَرْفِ اللّقَّانْ»
اللقان وعاء للعجن، أي العجين يظهر اختماره على طرف هذا الوعاء لأنه يعلو حتى يبلغه. يضرب في أن كل الأمور لا بدّ من ظهورها إذا حان حينها.
۲۳۸۱ - «كلّْ شيءْ يِجِي مِنِ الصِّعِيدْ مِلِيحْ إِلّا رْجَالْهَا وِالريحْ»
وذلك لأنهم يرون في أهل الصعيد شدة في المعاملة. وأما الريح فلأن التي تهبّ من جهة الصعيد جنوبية وهي مذمومة.
٢٣٨٢ - «كلّْ شيءْ يِنْكتِبْ فِي الْوَرَقْ إلِّا الزَّلَقْ»
الزلق: الوحل. وأصل هذا المثل على ما يذكرون أنَّ رجلا أكثر من الزواج
ومارس أخلاق نسائه ومكرهنّ، فجمع فيها كتاباً يرجع إليه إذا دهى بما كرة منهنَّ ليتقي كيدها بما سطره عن مكر غيرها ثم تزوّج امرأة كان لها عشيق فأعيتها الحيلة معه للاجتماع بعشيقها، ثم عنَّ لها أن تذهب للحمام فصحبها زوجها لشدَّة حرصه، ولما خرجت مرَّا أمام دار العشيق، وكانت راسلته بما ينبغي له عمله، فأراق كثيراً من الماء أمام الدار حتى توحل الطريق، فلما اجتازت المرأة أوقعت نفسها في الوحل موهمة أنَّ قدمها زلت فنزل العشيق إليها لينجدها، وكان في ثياب النساء، وأصعدها معه إلى الدار ليصلح من شأنها وجلس الزوج منتظراً على الباب ثم لما علم الحيلة مزَّق كتابه، وقال هذا المثل.
۲۳۸۳ - «كلّْ شيءْ يِوْجَعْهُمْ إلّا مَبْلَغْهُمْ»
أي إذا دعوا للعمل توانوا واعتذروا، وإذا دعوا للأكل أسرعوا، فكأن كلّ عمل يؤذيهم و يسبب أوجاعهم إلا عمل الأكل فإنه لا يؤذي حلوقهم.
٢٣٨٤ - «كلّْ شيخْ وِلُهْ طَرِيقَةْ»
يريدون مشايخ الصوفية، والمراد لكل إنسان طريقة يسلكها في العمل.
۲۳۸٥ - «كلّْ صُدْفَة خيرْ مِنْ مِيعَادْ»
معناه ظاهر. والصواب في الصدفة: المصادفة.
٢٣٨٦ - «كلّْ طَلْعَةْ وِلَهَا نَزْلَةْ»
أي لكل صعود هبوط، والله درّ القائل:
بقدر الصعود يكون الهبوط
فإياك والرتب العالية
وكن في مكان إذا ماسقطت
تقوم ورجلاك في عافية
۲۳۸۷ - «كلّْ عُرْمةْ وِلْهَا قَصَلةْ»
القصلة (بفتحتين): ما يتخلف في البيدر من خشن الفت، أي كل عرمة لا بد أن تتخلف عنها قصلة. يضرب في أن كل شيء به جيده ورديئه.
۲۳۸۸ - «كلّْ عُقْدَةْ وِلْهَا حَلّالْ»
معناه ظاهر.
۲۳۸۹ - «كلْ عيْش حَبِيبَكْ تُسُرُّهْ وِكل عيْش عَدُوَّكْ تُضُرُّهْ»
لأن الحبيب يسرّه أن تأكل زاده بخلاف العدو.
۲۳۹۰ - «كلْ عينْ قُصَادْهَا حَاجِبْ»
المقصود بجوارها حاجب يدفع عنها ويقيها من اللطم ونحوه. وقد قالوا في معناه: (العين عليها حارس) وتقدم ذكره في العين المهملة.
۲۳۹۱ - «كلْ فُولَةْ وِلَهَا كَيَّالْ»
وقد يزيدون فيه: (أعور) والمقصود لكل شيء ما يقومه ويزنه (أورده في سحر العيون ص ١٣٤ س ٢ بلفظ كل قوله مسوسة لها كيال أعور). وانظر: (كل ساقطة ولها لاقطة).
من يقتصر على المثل كما كتب يريد لكل شيء ما يقومه ويزنه على حسب. ومن يزيد لفظ (أعور) عليه فلا بد له من أن يزيد لفظ (مسوسة) بعد (قوله)، كما أورده صاحب سحر العيون حتى يصبح المعنى، والظاهر أنه كان كذلك، فاختصره بعضهم ولم ينظر للمعنى.
۲٤۹٢- «کلْ قُرْصَكْ والْزَمْ خُصَّكْ»
الخص (بضم الأول): الكوخ يبنى من اللبن أو من أعواد تقام ويحلل بجاف النبات. والمراد هنا الزم دارك وإن حقرت. يضرب في تفضيل الوحدة والعزلة. (انظر خلاصة الأثر ج ٤ آخر ص ٢٨٥).
۲۳۹۳ - «كلّ قُرْصَةْ تِحِبِّ لْهَا رَقْصَةْ»
المراد كل رغيف يحتاج فيه إلى عمل، أي لا يكون شيء بلا تعب وجد.
٢٣٩٤ - «كلّ قَصَّة بِرَصَّةْ»
المراد هنا بالقص نتف الدجاج، أي كل نتفة من ريش الدجاجة تزيد رصة في لحمها، أي تسمنها، يضرب للأمر ينقص منه فينفعه ذلك ويزيد في طرف آخر منه، كالأشجار إذا شذبت فإن التشذيب يزيدها قوة ونموا.
٢٣٩٥ - «كلّْ قَنَايَةْ مِدَّايْقَةْ بمَيِّتْهَا»
القناية (بفتح الأول) أصلها القناة، ويريدون بها الجدول الصغير. ومدايقة: متضايقة، والمية: الماء. والمراد كل شخص له همٌّ يضايقه، فهو كقول القائل:
والناس طراً عند كل كفؤه
والهم مفترق وما أحد خلي
وفي معناه قولهم: (كل برغوت على قد دمه) وقد تقدم.
٢٣٩٦ - «كلِ كِلْمَةْ وِلَهَا مْرَدّْ»
أي لكل سؤال جواب أو لكل قول رد يقابل به.
۲۳۹۷ - «كلّ لقْمَةْ تْنَادِي أَكَّالْهَا»
أي يساق المرء لمـا هو مقسوم له من الرزق حتى كأن لقمته تناديه وتدعوه.
۲۳۹۸ - «كلّ لُقْمَةْ فِي بَطْنْ جَايِعْ أَخْيَرْ مِنْ بِنَايِةْ جَامِعْ»
يضرب للحث على إطعام الفقراء ومواساتهم، وهو من النصائح التي جرت مجرى الأمثال.
۲۳٩۹ - «كلّ مَا أَقولْ يَا رَبّ توبةْ يُقولِ الشَّيْطَانْ بَسْ النُّوبَةْ»
بس هنا، يريدون بها فقط. والنوبة: المرة، أي كلما أنوي التوبة يغريني الشيطان بقوله: هذه المرة فقط ثم تب. يضرب للمتمادي في غيه.
٢٤٠٠ - «كلّ مَاعُونْ يِنْضَحْ بِمَا فِيهْ»
أي كل إناء ينضح بما فيه.
٢٤٠١ - «كلّ مَا تْقُولِ انْسَدّتْ نِلَاقِي غيرْهَا جَدِّتْ»
يضرب في الفتح لا يكاد يسده الشخص حتى يفتح عليه آخر، فهو في معنى قول الشاعر:
كم أداوي القلب قلت حيلتي
كلما داويت جرحاً سال جرح
٢٤٠٢- «كلْ مَا يِعْجِبَكْ وِالْبِسْ مَا يِعْجِبْ النَّاسْ»
لأن ما تأكله تابع لشهوة نفسك، وأما ما تلبسه فالمراد به التزين للناس فليكن
على ما يعجبهم. (انظر نظم هذا المثل في أول ص ٣١٤ من الكتاب رقم ٥٤٢ أدب. وانظر نظمه في ص ١٨٩ من قطف الأزهار رقم ٥٤٥ أدب وورد بلفظ تشتهي بدل يعجبك. وانظر نظمه فى الآداب الشرعية لابن مفلح ص ٤٠٦، وانظر نظمه في الجزء الذي عندنا من ربيع الأبرار ص ٢٠٦ وورد بلفظ: تشتهي. وانظر في ص ١٨٠ من المجموع رقم ٧٩٨ شعر: واجمل لباسك ما اشتهته الناس).
٢٤٠٣ - «كلّ مَصَّةْ مَا تِجِي إلّا بْغُصَّةْ»
أي كل شربة لا تتهياً لنا إلا بغصة. يضرب للشيء لا ينال إلا مشوباً بالأكدار.
٢٤٠٤ - «كل مَطْلَبْ عَلَيْهِ مََهْلكْ»
المطلب هنا، يريدون يه الكنز. والمراد كل دخل أمامه خرج ينفق فيه ويغني فلا تحسدن امرءًا على كثرة ماله قبل أن تعلم ما ينفقه. وفي معناه: (كل بير قصاده بلاعه).
٢٤٠٥ - «كُلّ مَفْعُولٍ جَايِزْ»
يضرب هذا المثل فى شيء فعل والظاهر أنهم يريدون به كلّ مفعول مقبول فهو مما يجوز فعله.
٢٤٠٦ - «كلّ مَقَاتَكْ وَاتْرُكْ ما فَاتَكْ»
المقات والمقاتة: المقتأة. والمعنى خذ فيما أنت فيه ولا تفكر فيما مضى.
٢٤٠٧ - «كلّ مِنْ جَانَا يِحبِّ مُرجَانَةْ»
مرجان ومرجانة من أسماء العبيد والإماء والصواب (فتح الأول) فيهما، أي من جاءنا وغشى دارنا يعشق أمتنا مرجانة. يضرب للشيء يشغف به كلّ من يراه.
٢٤٠٨ - «كلّْ مَنْهُو بيْدَوَّرْ لِقُطَّهْ عَلَى شَغَتَةْ»
أي كل إنسان يبحث لهره على شنتة ويريدون بها الرديء من اللحم الذي يلقى قيجعل طعاماً للهررة والكلاب والمراد كل إنسان يبحث عما يعينه.
٢٤٠٩ - «كلّْ مَنْهُو عُمَاصُهْ مْغَطِّي عَلَى عْينيهْ»
العماص (يضم أوّله) يريدون به الرمض، وهو الوسخ الأبيض اجتمع في الموق. والمراد كل إنسان قد غطت عيوبه عل عينيه فحجبتهما عن أن ترياها.
٢٤١٠ - «كلّ مِيةْ بدْرِي لَمَّا يْخِيبْ بَدْرِي»
البدري: الزرع المبكر فيه، وهم يمدحونه لما فيه من الفوائد، أي كل مئة زرع بكر فيه حتى يخيب واحد منه، والمقصود كل شيء يبادر لعمله في وقته. وبعضهم يزيد فيه: (وكل مية وخري لمـا يصح وخري) والوخري: الزرع المتأخر.
٢٤١١ – «كلّ نُومَةْ عَ الْقُلْقيلْ مِرْتَاحَةْ أَحْسَنْ مِنْ مِخَدَّة وْطَرَّاحَةْ»
القلقيل: ما أثاره الحرث من قطع الطين، والطرّاحة لغتهم فيها: المرتبة، أي في غير الأمثال. والمراد النوم على هذه القطع المؤلمة للجسم مع راحة البال خير من النوم على الفراش الوثير.
٢٤١٢ - «كلّ نُومَةْ وْتَمْطِيطَة أَحْسَنْ مِنْ فَرَحْ طِيطَةْ»
الفرح: العرس وطيطة (بكسر الأول) يريدون بها صوت المزامير. يضرب في تفضيل الراحة على الاشتغال بشيء حسن ولكنه لا يفيد ولو كان به سرور للنفس. ويرويه بعضهم: (أحسن من فرحتي يا طيطة) أي من سروري وانشراحي.
٢٤١٣ - «كلّ هِدْمَة تْنَادِي لَبّاسْهَا»
الهدمة (بكسر فسكون): الثوب وجمعه هدوم، والمعنى أن كل لباس ينادي من يليق له ليلبسه. يريدون لكل إنسان لباس يوافقه ويحسن عليه كما يقبح على غيره. وقد قالوا أيضاً: (اللبس ما ينطلي إلا على أصحابه) وذكر في اللام. وقولهم: تنادي، من لغة القرى. وأما في المدن فيقولون: نده، بدل ناده.
٢٤١٤ - «كلّ هّمّْ فِي الْبَلَدْ يِجِي لِقَلْبِي وِيِنْسَنَدْ»
يضرب عند توالي المصائب والبلايا على شخص. وقد قالوا فيه: ينسند: (بفتح النون الثانية والسين) ليزاوج لعظ البلد لأنهم يقولون في مثله: ينسند، بكسرها.
٢٤١٥ - «كلّ هَمّ فِي الدُّنْيَا لُه قْلبْ بِالْعِنْيَةْ»
العنية (بكسر فسكون) عندهم: القصد يقولون فعلته بالمنية أي قصداً: والمراد هنا له قلب خاص به أي خلق له والمعنى: لا يخلو قلب من همّ.
٢٤١٦ - «كلّ وَاحِدْ عَارِفْ شَمْسْ دَارُهْ تِطْلَعْ مِنينْ»
مبين (بالإمالة) أي من أين، والمراد صاحب الدار أدرى بما فيها. وانظر في معناه: (أنا أخبر بشمس بلدي) وقد تقدم في الألف.
٢٤١٧ - «كلّ وَاحِد لُهْ بِدِنْجَانْ شِكلْ»
البدنجان (بكسرتين): الباذنجان، أي كل شخص له باذنجان يخالف باذنجان غيره، وهو مبالغة في تصوير اختلاف الناس في المشارب والآراء، والمراد بالشكل هنا الشكل المغاير.
٢٤١٨ - «كلّ وَاحِدْ لهْ شِيطَانْ»
أي ما من أحد إلا له شيطان من الجن أو الإنس يغريه ويزين له الباطل، فينبغي للمرء أن يعتصم بعقله فيما يأتيه فهو المطالب به والملوم عليه لا شيطانه.
لكلّ هوى واش فإن ضعضع الهوى
فلا لا تلم الواشي ولم من أطاعه
٢٤١٩ - «كلّ وَاحِدْ مِنْ سَنْدُوقُهْ يِلْبِسْ»
انظر: (كل حيّ يلبس من سندوقه).
٢٤٢٠ – «كلّ وَاحِدْ يَاخُدْ دُورُهْ»
الدور النوبة، أي لكل شخص توبة يعلو فيها ثم تنتهي، ولكل صعود هبوط، فلا يسرك ما فيه صاحبك، ولا يؤلمك ما فيه عدوّك فكلاها إلى الزوال.
٢٤٢١ - «كلّ وَاحِدْ يِبَرَّدْ لُقْمَةْ عَلَى قَدّ بُقُّهْ»
القدّ معناه القدر، والبق (بضم الأول وتشديد القاف): الفم، أي إنما يبرد المرء اللقمة المناسبة لفمه. وانظر في الألف: (إللي يبرّد لقمة بياكلها).
٢٤٢٢ - «كلّ وَاحِدْ يِنَامْ عَلَى الْجَنْبِ اللِّي يْرَيَّحُه»
يضرب في عدم الاعتراض على من يختط حطة لنفسه يرى راحته فيها.
٢٤٢٣ - «كلْ وِسْطْ وِاْنْعَسْ طَرفْ»
أي إذا جلست على الطعام مع قوم فكن وسطهم لأن ما على جانبيك يقومون
لغسل الأيدي في آخر الأكل ويتركونك فتتضلع من الطعام، وإذا نمت بين قوم فنم في الطرف حتى لا يضايقوك إذا أردت القيام.
٢٤٢٤ - «كلِّمْ الْقُطِّ يْخَرْبِشَكْ»
يخربشك، أي يظفرك ومعناه يدميك بظفره. يضرب للشرير يقابلك بما طبع عليه من الإساءة بمجرد تكلمك منه، وأنّ الأولى البعد عنه وعدم التحرش به.
٢٤٢٥ - «اِلْكَلَامْ زَيِّ حَبْلِ الصُّوفْ كلّ مَا تْشِدُّهْ يِتْمَطّْ»
أي الكلام شجون إذا أردت الإطالة فيه طال، فهو كالحبل من الصوف إذا جذبته أمتدّ معك.
٢٤٢٦ - «اِلْكَلَامْ زَيِّ النَّحْلْ مَا يُخْرُجْشْ إلَّا بالدُّخَّانْ»
أي إذا أنكر شخص أمراً سئل عنه فلا يحمله على الإقرار إلا الشدّة، لأن الكلام كالنحل إذا أريد إخراجه من خلاياه لجني العسل فلا سبيل إلى ذلك إلا بالتدخين عليه، أي إخراجه قسراً.
٢٤٢٧ - «الْكَلَامِ الطَّيِّبْ يِنْخِي»
أي القول اللين يخضع ويحمل النفس على القبول والرضا.
٢٤٢٨ - «اِلْكَلَامْ لِكِي يَا جَارَةْ وِانْتِ حْمارَةْ»
أي التعريض موجه لك أيتها الجارة ولكنك لا تفهمين، وهو قديم أورده الأبشيهي في المستطرف في أمثال النساء برواية: (إلا انتي) ص ٤٧ ج ١ (انظر بيتا في اليتيمة ج ۱ ص ٢٣٨ فيه: اسمعي يا جارة. وانظر ص ٥١ - ٥٢ من التذكرة رقم ٤٣٥ أدب، في الإسعاف شرح شواهد الكشاف ص ۳۱۰: (إياك أعني فاسمعي یا جارة). وانظره نظمه في موشح أول ظهر ص ١١٠ من الكتاب الشعري الذي به موشحات وأزجال. في عيون التواريخ لابن شاکر ج ۱۲ ص ۲۰۷: (اسمعي يا جارة: في بيت لأبي الرقعمق).
٢٤٢٩ - «كلَامِ الليلْ مَدْهُونْ بِزِبْدَةْ يِطْلعْ عَليهْ النَّهَارْ يِسِيحْ»
يضرب في عدم الوفاء بالوعد، وتشبيه الكلام فيه بشيء دهن ليلاً بزبد فإذا
طلعت عليه الشمس سال الزبد عنه، (انظر كلام الليل يمحوه النهار، وتبارى الشعراء في تضمينه في سلك الدرر ج ۲ ص ۹۳ – ٩٤، وانظر تضمينه في ص ١٨٤ من الروض النضر والأرج العطر. وانظر مستوفى الدواوين ظهر ص ۸۳ - ٨٤، حلبة الكميت ص ٦٧ – ٦٨ مراتع الغزلان ص ۱۹۹، خلع العذار ص ٥٢ - ٥٣ مقطعات في ذلك). في ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب ص ٤٦ نظم المؤلف المثل: (كلام الليل مدهون بزبد).
٢٤٣٠- «كَلْبْ أَبْيَضْ وِكَلْبْ إِسْوِدْ قَالْ كُلُّهُمْ وِلَادْ كِلَابْ»
أي لا تفضل بين هذا وذاك ببعض الميزات مع رداءة الأصل فلعنة الله على الجميع.
٢٤٣١ - «كَلْبْ أَجْرَبْ وِانْفَتَحْ لُهْ مَطْلَب»
انظر: (أجرب وانفتح له مطلب) في الألف.
٢٤٣٢ - «الْكَلْبِ إِنْ بَص لِحَالُهْ مَا يْهِزِّشْ وِدَانُهْ»
انظر: (لو اطلع الكلب لحاله) الخ.
٢٤٣٣ - «اِلْكَلْب إِنْ طِوِلْ صُوفُهْ مَا يِنْجَزِّشْ»
أي إذا طال صوف الكلب فإنه لا يجز للغزل، أي لا فائدة منه. يضرب للشيء يكثر بلا فائدة تجتنى منه. وانظر قولهم: (هو حيلة اللي يجز الكلب صوف؟) وقولهم: (ما حوالين الصعايدة فايدة ولا جزارين الكلاب صوف).
٢٤٣٤ - «كَلْب حَيّ خيرْ مِن سَبْع مَيِّتْ»
لأنه ينتفع به وأمّا السبع الميت فقد عدمت منفعته.
٢٤٣٥ - «كَلْبْ سَايِبْ وَلَا سَبْعْ مَرْبُوطْ»
وذلك لأن الأسد المربوط مأسور لا يسطيع الصيال بخلاف الكتاب المطلق، والمراد لأن أكون كلباً مطلقاً خير لي من أن أكون أسداً مأسوراً. وقد يريدون به أنّ المطلق أنفع لأنه يسعى لنفع نفسه ويستطيع نفع غيره. والعرب تقول في أمثالها: (كلب عس خير من كلب ربض) ويروى: (خير من أسد رابض) وهو قريب من معنى المثل العامي على التفسير الثاني، ورواه جعفر بن شمس الخلافة
في كتاب الآداب: (كلب جوال خير من أسد رابض9) والذي في العقد الفريد: (كلب طواف خير من أسد رابض) ونسبه للعامة في زمنه10. وفي المخلاة لبهاء الدين العاملي11: (سنور طائف خير من أسد رابط).
٢٤٣٦ - «اِلْكَلْب فِي بيتهْ سَبْع»
أي الكلب في داره أسد لأنه يعتزّ بها وبمن فيها أو يرى نفسه كذلك. وقريب منه قولهم: (أبو جعران في بيته سلطان) وقد تقدم في الألف. وانظر أيضاً (كل ديك على مزبلته صياح) ففيه شيء من معناه.
٢٤٣٧ - «اِلْكَلْب كلبْ وَلوْ كَانْ طُوقُهْ دَهَبْ»
يضرب في أن المحلى واللباس لا ترفع الخسيس ولا تكبر نفسه، وهو من قول القائل:
السبع سبع وإن كلت مخالبه
والكلب كلب وإن طوقته ذهبا
٢٤٣٨ - «اِلْكَلْب مَا يِشَّطّرْش إلّا عَلَى بَابْ جُحْرُهْ»
يشطر، أي يتشطر، والمراد يظهر المهارة والشجاعة وأنه لا يفعل ذلك إلا وهو في جحره لأنه معتز به. يضرب لمن لا يفعل ذلك إلا في داره وبين قومه ويجين في غيرها.
٢٤٣٩ - «الْكَلْبْ مَا يْعُضِّشْ فِي وِدْنَ أَخُوُه»
يضرب في أن الشخص لا يؤذي الذي من جنسه.
٢٤٤٠ - «الْكَلبْ وِرَاحْتُهْ وَلَا فْلَاحْتُهْ»
أي لأن يقال: كلب مع الراحة خير من التعب والمشقة في العمل، وإنما يقوله من حمل ما لا يطيق وأرهقه العمل، وإلا فغالب أمثالهم في هذه الحالة تحث على غير ذلك، وتفضل العمل مع العزة على الراحة مع الذلة.
٢٤٤١ - «كَلْبِ يْجُرُّوهْ لِلصّيد ما يِصْطَادْ»
أي إذا أجبروه على ذلك بلا رغبة منه فإنه لا يصطاد وإذا اصطاد لا يعمل بالنشاط
اللازم. وقريب منه قولهم: (غزّ الكرا ما يحاربوش) وقولهم: (عساكر الكرا ما تضربش بارود).
٢٤٤٢ - «كلْبْ يِنْبَحْ مَا يْعُضِّشْ»
أي الكلب النباح لا يعض، والمقصود كثير السفاهة والشتم جبان لا يخشى منه.
٢٤٤٣ - «كِلمَةْ بَاطِلْ تُجْبُرْ الْخَاطِرْ»
أي كلمة ولو تكون باطلة تجيب بها من يكلمك فتجبر خاطره أولى من إطراحه والإعراض عنه، أو كلمة طيبة تقولها لمن هو دونك تسره وتجبر كسره ولو تكون كاذباً فيها، وإذا كانوا أرادوا التسجيع فقد جمعوا بين اللام والراء وهو عيب.
٢٤٤٤ - «كِلْمِةْ بُكْرَة أَعْطِيكْ يَامَا طَوَتْ أَيَّامْ»
أي الإحالة على الغد لا حد لها. وقالوا في معناه: (كلمة بكرة زرعوها ما طلعتش) وقالوا أيضاً: (قولة بكرة ما تنقضيش) وقد تقدم في القاف.
٢٤٤٥ - «كِلْمِةْ بُكْرَة زَرَعُوهَا مَا طِلْعِتْشْ»
أي الإحالة على الغد قد زرعوها فلم تنبت، والمراد لا ثقة بالوعد. وقد قالوا أيضاً: (كلمة بكرة أعطيك ياما طوت أيام) و(وقولة بكرة ما تنقضيش).
٢٤٤٦ - «كِلْمِةْ تْجِيْبُه وِكِلْمَة تْوَدِّيهْ»
أي كلمة تجيء به، وكلمة تذهب به. يضرب للضعيف الرأي المتقلب الذي يتأثر بكل ما يسمعه ويتابع في الشيء ونقيضه.
٢٤٤٧ - «كِلْمِةْ الْحَقّْ تُقَفْ فِي الزُّورْ»
يضرب عند السكوت من قول الحق في الشهادة، أي كأنّ كلمة الحقّ تنشب في الحلق فلا تخرج.
٢٤٤٨ - «كِلمِةِ الْفمّْ سَلَفْ وَلَوْ بَعْد حِينْ»
أي الكلمة التي تخرج من الفم كالدين سترد لصاحبها عاجلا أو آجلا. والمراد من قال خيراً أو شراً فسيجازي بمثله ولو بعد حين، والأكثر ضربه في مقالة الشرّ
كأن يغتاب شخص شخصاً أو يرميه بما ليس فيه فيجازى بمثله. وانظر قولهم: (كلمة الفم في قناني) الخ. وقولهم: (كله سلف ودين) الخ:
مقالة السوء إلى أهلها
أسرع من منحدر سائل
٢٤٤٩ - «كِلمِةِ الْفمْ فِي قَنَانِي لِدِرِّيَّةِ الدَّرَارِي»
هو في معنى: (كلمة الفمّ سلف ولو بعد حين) وقد تقدّم فليراجع. والمراد هنا أنّ القائل إن لم يلق جزاءه بما قال في نفسه فإنه سيلقاه في ذراريه، فكأن كلمته حفظت في قنينة لهم.
٢٤٥٠ - «كِلمِةْ يَاريتْ مَا عَمّرِتْ وَلَا بيتْ»
ياريت (بالإمالة) يريدون بها يا ليت، أي التمني لا تعمر به الدور. والمراد لا يفيد. وانظر قولهم: (قولة لو كان تودّي المرستان) وقولهم: (زرعت شجرة لو كان وسقيتها بمية ياريت طرحت ما يجيش منه) راجع ما كتب في زرعت شجرة لو كان وانقل من هنا ما يتعلق بليت.
٢٤٥١ - «كلنَا خَرُّوبْنَا وِانْتَنَى عَرْقُوبْنَا»
الخرّوب (بفتح فضمّ مع تشديد الراء) الخرنوب، وهو ثمر معروف. وانتنى أى انثنى. والعرقوب (بفتح أوّله) وصوابه الضم، يريدون به أسفل الرجل. والمعنى استوفينا مالنا وانقضى زماننا بما كان فيه، وصرنا لا نصلح لهذا الزمن.
٢٤٥٢ - «كُلُّه سَلَفْ وِدينْ حَتَّى الْمَشْيْ عَلَى الرّجْلينْ»
أي ما يفعله المرأ يجازى بمثله، إن خيراً فخير وإن شراً فشرّ. وانظر قولهم: (كلمة الفمّ سلف ولو بعد حين).
٢٤٥٣ - «كلُّهْ عَنْدِ الْعَرَبْ صَابُونْ»
يضرب للجاهل لا يفرق بين شيء وشيء. والمراد بالعرب البدو أي سكان البادية (انظر نظمه في مجموعة أزجال النجار ص ۱۲ راحت رجالها والعرب عندهم) الخ.
٢٤٥٤ - «كلَّهَا عِيشةْ وِآخرْهَا الْموتْ»
أي كلّ أنواع المعايش من غنى وفقر ونعيم وبؤس آخرها الموت فلا ينبغي الإغراق في الاعتباط أو الأسف. وقالوا أيضاً: (آخر الحياة الموت).
٢٤٥٥ - «كَلْهَا لَحْمَةْ وِرَمَاهَا عَضْمَةْ»
العضمة (بالضاد): القطعة من العظم بقلب الظاء ضاداً كعادتهم. والمراد انتفع بها وبتسخيرها في خدمته لما كانت قادرة فلما عجزت أعرض عنها وطرحها.

وفي النهي عن ذلك يقول المعرّي في لزوم ما لا يلزم:

ولا تك ممن أكرم العبد شارخا
وضيعه إذ صار من كبرهما
وقد يراد به الزوج ينتفع بمال زوجته حتى إذا افتقرت أعرض عنها وطلقها.
٢٤٥٩ - «كلَّها يُومْ وِليلَةْ وَيِجِي الْحجِّ الْرُّميلَةْ»
أي كل المسافة يوم وليلة، فيصل الحجاج الرميلة، وهي بقمة أمام قلعة الجبل بالقاهرة يحتفل فيها بسفر ركب المحمل وقدومه. يضرب في معنى كل آت قريب.
٢٤٥٧ - «كَمْ مِنْ صَغِير اِتْنَشَى بَاسِ الْكِبِيرْ إِيدُهْ»
باس، أي قبّل. والإيد (بكسر الأوّل): اليد، أي كم نشأ صغير وتفوّق حتى قبّل الكبير يده والمثل موزون من البسيط، ويظهر أنه قطعة من نوع المواليا.
٢٤٥٨ – «كنَّا فِي الْبيطَرَةْ صِرْنَا فِي الْحِكْمَةْ»
أي كنا نتكلم في البيطرة فانتقلنا إلى الطبّ. يضرب في الخروج عن الموضوع في الكلام.
٢٤٥٩ - «كُنْت بِالْهَمِّ الْقَدِيمْ رَاضي جَانِيْ الْجِدِيدْ زَوِّدْ أَمْرَاضِي»
يضرب فيمن يشكو من أمر فيصاب بمـا هو أصعب منه.
٢٤٦٠ - «كُنْت عَنْد نَاسْ خِيَارِ النَّاسْ قَالْ يَا أُمَّهْ هَاتِي خْيَارَةْ»
الخيار (بكسر الأوّل): نوع من القثاء. والمراد أنّّ صبيا سمع من يقول كنت عند أناس من الخيار، ولم يفهم المقصود فقال: يا أمّاه، أريد خيارة من هذا الخيار آكلها. يضرب للأبله السيء الفهم الذي لا يدرك مناحي الكلام.
٢٤٦١ - «كُنْت فينْ يَا لَْأ لَمَّا قُلْتْ أَنَا آه»
فين (بالإمالة) أصله في أين. والمراد أين. ولأ (يفتح اللام وإسكان الهمزة في آخره) يریدن به لا. وآه (بالمدّ وإسكان الآخر)، حرف جواب بمعنى نعم، يقال
ذلك لمن اشتكى من قبوله أمراً جاز عليه ولم ينتبه له، أي لم لم تقل لا عندما قلت أنا نعم. وبعضهم يروي فيه: (آي) بدل آه، وهي بمعناها.
٢٤٦٢ - «كُنْت مِرْتَاحَةْ جِبْت لِي حَاحَة»
انظر: (كانت مرتاحة) الخ.
٢٤٦٣ - «اِلْكِنِيسَةْ تِعْرَفْ أَهْلَهَا»
المراد كل مكان يعرف أصحابه والمنتسبين إليه لترددهم عليه. يضرب للدخيل في قوم يلتصق بهم، ويظن أن أمره يخفى عليهم.
٢٤٦٤ - «اِلْكُوعْ مِدَبِّبْ وِالْوشْ مِهَبِّبْ واللِّي يُشُوفْهَا لَا يْبِيع وَلَا يِتْسَبِّبْ»
يريدون بالكوع: طرف المرفق، وهو في اللغة طرف الزند مما يلي الرسغ الذي تسميه العامة: (خنقة الإيد). ويريدون بالمدبب: الدقيق، أي الذي لا لحم عليه. والوش: الوجه. والمهبب: المطلّى بالهباب، أي سواد المداخن والمقصود وصفه بالقبح. والمراد أنها هزيلة قبيحة من رآها يصيبه شؤمها وتسد في وجهه أبواب الرزق، وهو من المبالغة. وفي معناه قولهم: (عمية وعرجة وكيمانها خارجة) وقد تقدَّم في العين المهملة.
٢٤٦٥ - «كُونْ فِي أَوِّلْ السُّوقْ يَا جُحَا وَلوْ بِقصِّ اللَّحَى»
جحا مضحك معروف، أي كن أوَّل داخل في السوق ولو قصت لحيتك لأنك بذلك تغتنم أطايب السلع قبل أن يراها غيرك، وهم لا يستعملون اللحية إلا في الأمثال ونحوها وإلا فهي عندهم الذقن.
٢٤٦٦ - «كوَيّسْ وِرْخَيِّصْ واِبْنْ نَاسْ»
كويس، أي حسن، وبعض الريفيين يقولون فيه: كويس (بفتح فكسر) وابن ناس، المقصود به الأصيل ويريدون به هنا: جيد النوع، أي هذه السلعة أو الدابة حسنة الشكل جيدة النوع على رخصها.
٢٤٦٧ - «كيدِ النِّسَا غَلَبْ كيدِ الرجَالْ»
هكذا يعتقدون ويشهدون بتفوق النساء في الخديعة والمكر على الرجال، ويروون في ذلك أقاصيص كثيرة.

  1. ص ٦٤
  2. هو ولبيتان في ص ١٣٢ من ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب.
  3. المخلاة ص ٨٦.
  4. ص ٦٧.
  5. ج ۱ ص ٤٦
  6. ج ۱ ص ٤٢
  7. ص ٤٦
  8. ص ٥٦
  9. ص ٦٠
  10. العقد ح ١ ص ٣٤٣
  11. ص ٧٨