الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الياء


حرف الياء

٣٠٢٦ - «يَا ابْنِي یَا مْهَنِّينِي جِيتْ بِاللّيلْ وِرُحْتْ باللّيلْ»
يضرب لمن يكذّب بالشيء وهو لم يره ولم يعرف حقيقته. وأصله على ما يذكرون أن امرأة تحدثت بأمر فكذبها فيه ابنها، وكان جاءها ليلا وذهب ولم ير شيئاً.
۳۰۲۷ - «يَا أَبُو الْحِسينْ إِقْرا الْجَوَابْ قَالْ مِينْ يِقْرَا وِمِينْ يِسْمَعْ»
ويروى: (قال أهي باينه طوالعه) والأوَّل الموافق لسياق القصة، وهو مما وضعوه على لسان الحيوان، ومرادهم بأبي الحسين أبو الحصين، أي الثعلب، فرووا أنه كاد للذئب وأوهمه أن معه كتاباً له الدخول في حظيرة الغنم فلما دخلاها تركه الثعلب يعبث فيها ووقف على الحائط بعيداً، ثم جاء صاحب الغنم فأنحى على الذئب ضرباً قصد قتله فصاح الذئب بالثعلب أن يقرأ الكتاب فأجابه بذلك. والمقصود بالمثل لا حياة لمن تنادي، وقد يقتصر بعضهم في روايته على: (مين يقرأ ومين يسمع) وقد تقدَّم في الميم وما هنا أوضح معنى.
۳۰۲۸ - «يَا أَرْضِ اشْتَدِّي مَا عْليْكِي قَدِّي»
القدَّ: القدر، أي كوني يا أرض شديدة قوية تحتي لئلا تميدي من قوَّة عزمي وثقل وطأتي عليك مليس فيك مثلي. يضرب للمعجب بنفسه وقوَّته المختال بين الناس، وفي معناه قولهم: (يا أرض ما عليكي إلا أنا).
۳۰۲۹ - «يَا أَرْضِ انْشَقِّي وِابْلَعِينِي»
يضرب في حالة الحجل التي تحمل الإنسان على إخفاء نفسه.
۳۰۳۰ - «يَا أَرْضْ مَا عَليكِي إِلَّا أَنَا»
يضرب لشديد الإعجاب بنفسه الذي لا يرى لغيره مزية عليه، وهو في معنى: (يا أرض اشتدِّي ما عليكي قدِّي).
۳۰۳١ - «يَا أَشُخّْ فِي زِيرْكُمْ يَا أَرُوحْ مَا أَجِي لْكُمْ»
يا هنا بمعنى لما، أي إما أن أبول في زيركم وأكثر ماءكم وإما لا أجيء إليكم. يضرب للمتعنت في الشيء يضر سواه ولا ينفعه.
۳۰۳٢ - «يَا اللِّي بِتِغْمِزْ فِي الظَّلَامْ مِينْ حَاسِسْ بكْ»
الظلام مما يستعملونه في الأمثال ونحوها ويقولون في غيرها: الضلمة (بفتح فسكون) أي يا من يغمز بعيونه في الظلام من ترى يراك أو يستشعر بغمزك: يضرب في العمل يعمل خفية فيذهب سدى لا يراه أحد.
۳۰۳۳ - «يَا اْللِّي زَيِّنَا تَعَالُوا حيِّنَا»
أي يا من هم مثلنا، تعالوا إلى حينا، يعاشر بعضنا بعضاً، واتركوا من لا يماثلكم تريحوا أنفسكم.
٣٠٣٤ - «يَا اللِّي قَاعْدِينْ يِكْفيكُوا شَرِّ الْجَايِّينْ»
أي أيها القاعدون كفيتم شرّ الآتين؛ يضرب في القوم القادمين ينتظر منهم الشرّ.
٣٠٣٥ - «يَا أُمّْ الأَعْمَى رَقّدِي الأَعْمَى قَالِتْ أُمّْ الأَعْمَى أَخْبَرْ بِرْقَادُهْ»
يضرب فيمن يرشد إنساناً في أمر وهو أخبر منه به مستغن عن إرشاده فيه.
۳۰۳٦ - «يَا بَا عَلِّمْنِي التَّبَاتْ قَالْ تَعَ فِيْ الْهَايْفَةْ وِاصَّدَّرْ»
يا با، أي يا أبا، والمقصود يا أبي. والتبات: تبات الوجه، وهو محرف من الثبات ویریدون به سفاقة الوجه، ويروى: (علمني السداغة) وهي في معناه، وأصلها الصداغة، أي صفاقة الصدغ، ويروى: (الفارغة) يدل الهايفة ومعناهما واحد، أي الأمر التافه. وقولهم: (تع) مختصر من تعالى والمراد أن تصدر المرء واهتمامه في الأمر التافه دلالة على صفاقة وجهه.
۳۰۳۷ - «یَا بَا عَلمْنِي الرَّزَالَةْ قَالْ إللي تْقُولُهْ عِيدُهْ»
الرزالة صوابها (بالذال المعجمة) ومعناها في اللغة: الرداءة والخساسة، والعامة تريد بها الثقل والفدامة ويجعل ذالها زاياً، أي قال لأبيه: يا أبي علمني كيف أكون قدماً ثقيلاً على النفوس؟ فقال: الذي تقوله أعده يمجك السامعون. يضرب في أنّ الحديث المعاد من أثقل الأشياء على النفوس.
۳۰۳۸ - «يَا بَا قُومْ شَرَّفْنَا قَالْ لَمَّا يْمُوتِ اللِّي يِعْرَفْنَا»
يا با، أي يا أبي. وانظر معناه في: (قال يا ابويا شرفني) الخ في حرف القاف.
۳۰۳۹- «يَا بَانِيْ فِي غيرْ مْلكَكْ يَا مْرَبِّي فِي غيرْ وِلْدَكْ»
أنظر: (يا مربيّ في غير ولدك) الخ.
٣٠٤٠ - «يَا بَانِيْ يَا طَالِع يَا فَاحِتْ يَا نَازِلْ»
الطالع: الصاعد. والفاحت: الحافر، والمعنى فاعل الخير والساعي فيه للناس مثله كمثل الباني عمله في صعود. وأما فاعل الشرّ فهو كالحافر في الأرض يعمل على نزوله وانحطاطه بين الناس وبعضهم يرويه: (الباني طالع والفاحت نازل) أو (الفاحر نازل والباني طالع) وقد تقدم في الفاء.
٣٠٤١ - «يَا بَخْتْ مِنْ بَكانِي وِبَكَّى النَّاسْ عَلَيَّ وِيَاويلْ مِنْ ضَحَّكْنِي وِضَحَّكْ النَّاسْ عَلَيّ»
المراد إني أشكر من أدبني ونصحني ولو أبكاني وأبكى الناس عليّ وأبغض من أضحكني وجاراني على ما أنا فيه حتى أصل إلى حالة يضحك الناس عليّ فيها: يضرب في الحث على قبول النصيحة ولو كانت مرة وشكر الناصح. وقولهم: يا بخت يريدون ما أكثر حظ من بكاني لما يناله من حسن الذكر في الدنيا والأجر في الآخرة على ما أولانيه من النصح. والعرب تقول في أمثالها: (رهبوت خير من رحموت) ويروى: (رهبوتي خير من رحموتي) أي لأن ترهب خير من أن ترحم: وتقول أيضاً في المعنى: (فرقاً أنفع من حب) وأوّل من قال هذا الحجاج. وفي المخلاة لبهاء الدين العامليّ: (من بذل لك نصحه فاحتمل غضبه)1.
٣٠٤٢ - «يَا بَخْتْ مِنْ قِدِرْ وِعِفِي»
البخت. الحظ، أي ما أعظم حظ من قدر وعفا. يضرب للحث على العفو عنـد المقدرة: وفي معناه من الأمثال القديمة الواردة في العقد الفريد لابن عبد ربه: (أحقّ الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة)2 وفي مجمع الأمثال للميداني (خير العفو ما كان عن القدرة) وقال الشاعر:
أعف عني فقد فقد قدرت وخير الـ
عفو عفو يكون بعد اقتدار
٣٠٤٣ - «يَا بَخْتْ مِنْ كَانْ النِّقِيبْ خَالُهْ»
البخت: حسن الحظ. يضرب لمن كان له قريب عظيم ينفعه في أموره فيعلو شأنه بسببه.
٣٠٤٤ - «يَا بَخْتْ مِنْ يَاكُلْ مِنْ قُرْصُهْ وِيْآنِسِ النَّاسْ بِحسُّهْ»
البخت: الحظّ. والحسّ الصوت، أي ما أعظم حظّ من لا يشارك الناس في طعامهم ويقتصر على إيناسهم بحديثه فإنه يكون محبوباً عندهم غير ثقيل عليهم، وقد جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع وهو عيب.
٣٠٤٥ - «یَا بَدْرْ شَمْسَكْ نُصِّ اللّيلْ»
أي يا بدر ضياؤك واضح نصف الليل كأنه ضياء الشمس. يضرب للأمر الواضح الظاهر لجميع الناس، وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهيّ في المستطرف برواية: (ظهرك عند نصف الليل3). وفي معناه: (على عينك يا تاجر). والعرب تقول في أمثالها: (ليس على الشرق طخاء يحجب) أي ليس على الشمس سحاب. يضرب في الأمر المشهور الذي لا يخفى على أحد4.
٣٠٤٦ - «يَا بَصَلْ أَحْلَى مِ الْعَسَلْ قَالْ أَهُو بِعُيون النَّاسْ»
أي قال أحدهم: هذا البصل أحلى مذاقاً من العسل، فقيل له: ها هو ذا في الأيدي ومرئي للعيون فلندع الحكم فيه للناس ونترك مجادلتك في زعمك الكاذب. يضرب في وصف شيء بخلاف حقيقته مع ظهورها للناس وعدم احتياجها إلى الجدال.
٣٠٤٧ - «يَا تَابِعِ الزُّولْ يَا خَايْبِ الرَّجَا»
أي من يجعل حكمه قاصراً على حسن المنظر والهيئة قد يخطىء اغتراراً بالظاهر.
٣٠٤٨ - «يَا جَارْ الدَّهْرْ إِحْزَنْ لِي شَهْرْ»
أي أيها المجاور لي دهراً طويلا أما كان من المروءة وحقّ الجوار أن تحزن لحزني شهراً واحداً. يضرب فيمن لا يرعى حقّ المودة والمحبة القديمة في ذلك.
٣٠٤٩ - «یَا جَالْ یَا جَالْمَدِي»
أصله من (كلمك) بالتركية بالكاف المعقودة كالجيم المصرية، وهو مصدر معناه المجيء والماضي المثبت منه (كلدي) أي جاء والمنفي (كلمدي) أي لم يجيء. ويا هنا يريدون بها إمّا، أي ذلك الشيء إما يحصل وإما لا يحصل. يضرب الشيء لا يجزم بوقوعه، يقولون فعلت كذا يا جال یا جلمدي، أي فعلته محازماً ولا أدري أيصيب سهمي ويحصل المراد أم يخطىء فلا يحصل.
۳۰٥۰ - «یَا جَايّْ باللّيلْ وِتِتْعَتَّرْ تَعَالى بالنّهارْ وشُوفْ»
أي أيها المتجشم الأهوال والآني ليلاً اهتماماً بذلك الشيء الأولى لك أن تأتي نهاراً لتراه فتعرف أنه لا يستحق كل ذلك. يضرب للشيء يهتمّ به وتركب له الصعاب وهو لا يستحقّ.
۳۰٥۱ - «يَا حَامِلْ همِّّ النَّاسْ خَلِّيتْ هَمَّكْ لِمينْ»
خليت، أي تركت. يضرب لمن يهتمّ بأمور الناس وينسى أمر نفسه.
٣٠٥٢ - «یَا حِدَّايَة الصَّقْرْ وَرَاكِي»
الحدّاية (بكسر الأول وتشديد الثاني): الحدأة: يضرب لمن يكون وراءه من يفسد عمله ويضره ويضيع عليه مغنمه.
۳۰٥۳ - «يَا حْمَارْ اِلْعِرْسْ بِيدْعِيك قَالْ يَالْسُخْرَةْ يَالْكَبِّ تْرَابْ»
أي قيل للحمار إنهم يدعونك للعرس، فقال: ما لمثلي وللعرس إنما أدعى لتسخيري لركوبهم، أو لحمل التراب والقامات وإلقائها بعيداً عنهم. يضرب للشخص المستهان به الذي لا يؤبه له ولا يلتفت إليه إلا عند الاحتياج له والانتفاع لعمله.
٣٠٥٤ - «يَا خَالْتِي خَلْخِلِينِي وِدُخّانْ بيتِك عَامِينِي»
خلخليني اشتقوه من لفظ الخالة وصاغوه كذلك، والمعنى تمنين عليّ بقرابتك وتكثرين من قولك أنا خالتك أنك لا تحسنين معاملتي، ولا ينالني منك إلا كل مكروه وامتهان حتى أعماني دخان دارك وأنا أعد لك طعامك، فما الفائدة منك إلي بالقرابة وتبجحك بها على كل حين؟ يضرب لمن يعامل أقاربه هذه العاملة.
٣٠٥٥ - «يَا خَبَرْ بِجْدِيْد قَالْ بُكْرَةْ يِبْقَى بَلَاشْ»
الجديد (بكسر أوّله والأصح فتحه) نوع من النقود كانوا يتعاملون به. وبكرة (بضمّ فسكون): غداً. وبلاش (بفتح الأوّل): بلا شيء، والمعنى من يشتري خبراً بجديد، فقيل: لا أحد لأنه غداً ينتشر ونسمعه مجاناً، أي سننتظر قليلاً حتى يأتينا به من لم تزوَّد. وفي معناه قولهم: (يا شاري الحبر بشريفي بكرة يبقى بلاش) يضرب في أن الأخبار لا تخفى فما حتى اليوم سيظهر غداً. وانطر قولهم: (يا عم يا مزين) الخ.
۳٠٥٦ - «يَا خيْبَةْ خَيِّبِيةْ قَالِتْ أدِيني بِالْجهْدْ فِيهْ»
ويروى: (حينيها) و(فيها) بالتأنيث، وعادتهم في مثل الخيبة، أي فيما هو مفتوح الأوَّل وثانيه مثناة تحتية ساكنة أن يميلوه ولكنهم أبقوا الفتحة هنا فيه ولم يميلوا، ومعنى الخيبة عندهم: البلادة والحمق، أي عكس ما يريدونه من الشطارة، والمعنى قيل للبلادة عليك به، فقالت أنا فيه بالجهد لا أحتاج لتوصية. يضرب لمن بلغ في ذلك مبلغاً عظيماً.
٣٠٥٧ - «يَا دَاخِلْ بينِ الْبَصَلَة وْقِشْرِتْهَا مَا يْنُوبَكْ إلّا صَنِّتْهَا»
يرادفه: (من تعرَّض لمـا لا يعنيه سمع ما لا يرضيه).
٣٠٥٨ - «يَا دَاخِلْ بينِ الْمِسْكْ وِالرِّيحَةْ مَا يْنُوبَكِ إلَّا الفِضِيحَةْ»
الريحة (بكسر الأول): الرائحة، والمراد من دخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه، ولعلهم يريدون بالفضيحة أنك تفتصح برائحتك أيها الزاج بنفسه بين الروائح الزكية.
٣٠٥٩ - «يَا دَاخِلْ الدَّارْ بَلَا مَشُوْرَةْ إِنْ مَا مَسْخرَكْ الرَّاجِلْ تِمَسْخَرَكِ الْمَرَةْ»
أي يا داخل دار قوم بلا إذنهم قد عرَّضت نفسك الإهانة، فإن لم تسخر منك الرجال سخرت منك النساء.
٣٠٦٠ - «يَا دخْلِتِي عَلَى اللِّي ما يْرِيدُوني لَا سَلَامَاتْ وَلا وَحَشْتُونِي»
السلامات: التحتيات، أي ما أسوأ دخولي على من لا يريدني، وأشد إيلامه لنفسي لمـا ألاقيه من إعراضه وإهماله التحية.
٣٠٦١ - «يَا دُومْ مِلّا لَكْ يُومْ»
الدوم: شجر معمر يشبه النخل له ثمر معروف يؤكل. تسميه العرب: المقل (بالضم) وملا أصلها ما هو إلا، ويستعملونها بمعنى ناهيك كقولهم: ملا راجل، أي ناهيك به من رجل، والمراد يا دوم لا يغرَّك طولك وصلابتك، فسوف يكون لك يوم ناهيك به من يوم يحطمك الزمان فيه. يضرب في أنَّ كل شيء فان.
٣٠٦٢ - «يَادِي الشيلَةْ يَادِي الْحَطَّةْ رُحْتْ عَلَى جَمَل وِجيتْ عَلَى قطَّةْ»
هو من قبيل التهكم، أي ما أعظم هذا السير وهذا النزول في المراحل، وإنك ذهبت على بعير وعدت راكباً هرَّة، أي عدت أصغر شأناً ما كنت فما كان أغناك عن كل هذا. يضرب لمن يحاول أمراً يعلو به ويجهد نفسه لنواله فيصيبه عكس ما أراد. وهو قديم في العاميّة أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: (راحت على جمل وجات على قطة قال ما لذي الشيلة إلا دي الحطة5).
٣٠٦٣ - «يَا ريتِ الطّلْقْ كَانْ مَلَانْ»
یا ریت (بالإمالة) أي ياليت. والمراد ليت الطلق الذي تكبدته كان ذا فائدة وأتيت بغلام، أو أتيت بجارية سوية الخلق، ولم يولد المولود ميتاً أو مشوَّها. وقولهم: (ملان) محرَّف عن ملآن. يضرب في الأمر الشاق تكون نتيجته الخيبة. وانظر في الألف قولهم: (إياك على الطلق ده ويكون غلام).
٣٠٦٤ - «يَا رِيتِ الْفِجْلْ يِهْضِمْ رُوحُهْ»
يا ريت (بالإمالة) محرَّفة عن يا ليت. والفجل معروف يسبب الجشاء لمن أكله فيزعمون أنه يهضم الطعام. والمعنى ليت الفجل هضم نفسه ولم يتعبنا فذلك يكفينا منه. ولسنا طامعين في هضمه لغيره من الأطعمة. يضرب لخيبة الأمل فيما يظنَّ به النفع فيتمنى النجاة من ضرره. والصواب في هذا المثل: (ليت الفجل يهضم نفسه) وهو من أمثال فصحاء المولدين التي أوردها الميداني في مجمع الأمثال.
٣٠٦٥ - «يَا زَايْرِینْ بيهْ وِانْتُوا تِشْتِهُوهْ أُقعُدُوا جَنْبِ الْحِيطَانْ وْكُلُوهْ»
بيه يريدون (به) فأشبعوا الكسرة، أي أيها الزائرون بالهدية وأنتم تشتهونها الأولى بكم أن تأكلوها فلسنا في حاجة إليها. يضرب لمن يهب شيئاً ونفسه تشتهيه.
٣٠٦٦ - «يَا سِيدْنَا دَمَوِيَّة تْقَدِّدْ لُوحَكْ بِدَالْ مَا تْعَدِّلْ عَ النَّاسْ عَدِّلْ عَلَى رُوحَكْ»
الدموية ويسمونها بضربة الدم: مرض مميت. وتقدم معناه تصلب. واللوح يراد به: الجسم. وبدال (بكسر الأول) محرف عن بدل. وتعدل: تنتقد. والروح: النفس، أي أرجو أن تصاب بمرض يميتك. والمراد الدعاء عليه لسوء فعله. لأنه ينتقد الناس وفيه أعظم مما فيهم. يضرب للفضولي المنتقد، وهو غير سالم مما يعيب الناس به.
٣٠٦٧ - «یَا شَارِي الْخَبَرْ بِشْرِيفِي بُكْرَةْ يِبْقَى بَلَاشْ»
الشريفي: (بكسرتين وصوابه الفتح الأول) محرف عن الأشرفي، وهو نقد كانوا يتعاملون به منسوب للملك الأشرف، والمعنى:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبــــــار من لم تزود
وفي معناه قولهم: (يا خبر بجديد قال بكرة يبقى بلاش)، وانظر قولهم: (يا عم يا مزين) الخ.
٣٠٦٨ - «يَا شَايِفْ الْجَدَعْ وِتَزْويقُهْ يَا تَرَى هُوَّ فِطِرْ وَاْلَّا عَلَى رِيقُهْ»
الجدع: الشاب. والشوف: الرؤية، أي لا يغرك ما تراه من زينته ومظهره وابحث عنه فلعله لم يجد طعاماً يسد به جوعه. يضرب للحسن الظاهر وهو على فاقة. ويروى: (ما يعجبك الباب وتزويقه صاحبه فطر والا على ريقه) وقد تقدم في الميم.
٣٠٦٩ - «یَا طَابْ يَا اتْنينْ عُورْ»
انظر: (طاب ولا اتنين عور).
۳۰٧٠ - «یَا طَالِبْ الْعُلَا يَا خَايِبْ الرَّجَا»
المقصود ما دام رجاؤك خائباً فلا تتشبث بطلب المعالي.
۳۰۷۱ - «يَا عُقْرْ جِمِّیزْ يَا طَرْحِ الشِّتَا»
يريدون بعقر الجميز ثمره الذي يأتي عليه الشتاء فيضمر، ويعبرون عن ضموره بقولهم: جرمز. يضرب للضئيل الضامر الذي أنهكه المرض.
۳۰۷۲ - «يَا عَمّْ يَا مْزَيِّنْ شَعْرْ رَاسِي إِسْوَدّْ وَاْلّا ابْيَضْ قَالْ دِي الْوَقْتْ يِنْزِلْ عَلِيكْ وِتْشُوفُهْ»
المقصود ما تعجلك في سؤال الحلاق عن لون شعرك وبعد قليل سيقع عليك بعد قصه وتراه. يضرب في أن ما لابد من ظهوره سيظهر. وانظر قولهم: (يا خبر بجديد) الخ وقولهم: (يا شاري الخبر بشريفي) الخ.
۳۰۷۳ - «يَا عينْ إِنْ شُفْتِي مَا رِيتِي وِإِنْ شَهِّدُوكِي قُولِي كُنْتْ فِي بِيتِي»
الشوف: الرؤية والنظر، أي يا عيني إن كنت رأيت شيئاً فكوني كمن لم يره وإذا استشهدوك عليه قولي كنت في داري ولم أحضره. يضرب في عدم التعرض لشؤون الناس وتجنب القيل والقال.
٣٠٧٤ - «يَا عينُهْ يَا حَوَاجْبُهْ قَالْ أَهُو عَلَى دِكِّةِ الْمِغْسِّلْ»
أي لا تطروه وتذكروا محاسنه فإنه لم يزل على سرير الغسل بعد، فانظروه قبل أن يقبر، وذلك أن عادة الناس مدح من مات، وهو أمر مشهور، قالت العامة فيه: (بعد ما راح المقبرة بقي في حنكه سكرة) وقد تقدم في الموحدة. وقالت أيضاً: (يموت الجبان يبقى فارس خيل) وسيأتي. وبعضهم يرويه: (يا عيونه يا حواجبه قال على دكة المغسل يبان) والرواية الأولى أدل على المعنى.
۳۰۷٥ - «يَا غْرَابْ هَاتْ بَلَحَةْ قَالْ دَا قِسَمْ قَالْ قِسْمِتِي بينِ إِيديكْ»
أي يا غراب أعطني تمرة مما تأكله فقال: هذه قسم لا يأخذها إلا من قسمت له، فقال وهذه قسمتي بين يدك فأعطيتها. يضرب لمن يعتذر بعذر غير مقبول. وبعضهم يروي: لقح بدل هات ويريدون بها إرم.
٣٠٧٦ - «يَا فَاحِتْ الْبِيرْ وِمْغَطِّيةْ لَا بُدّْ مِنْ وُقُوعَكْ فِيهْ»
ويروى (وموطيه) بدل مغطيه وكلاهما صحيح، أي من حفر بئراً لأخيه وقع فيها، والمقصود من سعى في إيذائه ونصب له المكايد، ويرادفه من الأمثال العربية: (من حفر مغوَّاة وقع فيها) والمغوّاة (بضم ففتح مع تشديد الواو): بئر تحفر وتغطى للضبع والذئب ويجعل فيها جدي وتجمع على مغويات. ولبعضهم في المعنى:
قل الذي يحفر بئر الردى
هيء لرجليك مراقيها
أي لا بد من وقوعك فيها فلا تنس تهيئة مراق بها تصمد عليها. وقال آخر:
ومن يحتفر في الشر بئراً لغيره
يبت وهو فيها لا محالة واقع6
۳۰۷۷ - «يَا فَرْحَانَةْ بِالْهِدِيَّةْ يَاكُلْ مَلْهِيَّةْ»
أي أيتها المسرورة بالهدية لقد ألهاك الفرح بها عما تقتضيه من إهداء مثلها يوماً لمن أهداها. يضرب لمن يلهيه الظفر بالشيء عما وراءه.
۳۰۷۸ - «يَا فَرْحِةِ الْعِوَلَا بَلمِّ الزَّرَّعْ لِأصْحَابُهْ»
العولا (بكسر ففتح): جمع عويل (بفتح فكسر) وهو عندهم الوضيع العالة على الناس، أي ما أشدّ فرح مثله بما ليس له من فضوله.
۳۰٧٩ - «يَا فَرْحَةٍ مَا تَمِّتْ خَدْهَا الْغُرَابْ وطَارْ»
يضرب في نوال شيء والسرور به ثم سرعة ذهابه وفقده، وللشيخ أحمد الزرقاني شيخ أدباء العصر من نوع المواليا:
ليه كل ما نصطلح ونصرّف الأكدار
تعمل معايا عمايل تدهش الأفكار
كنا فرحنا وقلنا نبلغ الأوطار
أهو الحبيب اصطلح والوقت ساعدنا
والدهر أصبح بطيب الصفو واعدنا
لحظه وشفنا حبيب القلب باعدنا
یا فرحة ما بدت خدها الغراب وطار
إلا أنه غير (تمت) ببدت للوزن.
۳۰٨٠ - «يَا فَرْعُونْ مِينْ فَرْعَنَكْ قَالْ مَا لَقْيتْشْ حَدِّ يْرُدِّنِي»
الفرعنة عندهم: التجبر والعتوّ. أي قيل لفرعون موسى من ساعدك على جبروتك وعترك حتى ادعيت أنك الرب الأعلى؟ فقال: لم أجد أحداً يردّني في أوّّل الأمر فتماديت؛ يضرب على أن عدم الناصح في أوّل الأمر مما يحمل على التمادي فيه.
٣۰۸۱ - «يَا فِي الْخَشَبْ يَا فِي السَّلَبْ»
الخشب يريدون به هنا: الجمال: والسلب: جمع سلبة (بفتحتين) وهي الحبل تربط به الأحمال، أي إما أن تقع المصيبة في الجمال فتميتها، أو في الحبال فتقطعها، فإذا أصابت الحبال فاحمد الله على أخف الضررين.
٣٠٨٢ - «یَا قَارِي الْعِلْمْ عَنْدِ الْجَاهِلِينْ حَرَامْ»
ليس المقصود النهي عن تعليم الجاهل وإرشاده، وإنما المقصود أنّ مذاكرته بما لا يعلم مضيعة للعلم وللوقت.
۳۰۸۳ - «یَا قَاعْدِينْ يِكْفِيكُوا شَرِّ الْجَايِّينْ»
انظر: (يا اللي قاعدين) الخ.
٣٠٨٤- «يَا فَانِيْ الأَرْوَاحْ كُونْ عَليهْ نَوَّاحْ»
هكذا يقولون (عليه) مع أن الأرواح جمع، أي يا من يتخذ الحيوان ويقتنيه كن شفوقاً عليه وتعهده بالمأكل والمشرب.
۳۰۸٥ - «يَا قَلْبْ يَا قَفَصْ يَا مَا فِيكْ مِنْ غُصَصْ»
أي لئن سكت على ما أرى مقلبي كالقفص المقفل منطو على غصص منه. وفي معناه: (یا قلب يا كتاكت ياما فيك وأنت ساكت) وسيأتي. يضرب في السكوت على ما يغضّ.
٣٠٨٦ - «يَا قَلْبْ یَا کَتَاكِتْ يَامَا فِيكْ وِانْتَ سَاكِتْ»
كتاكت: لفظ أتوا به للسجع، أي يا قلب ما أكثر ما فيك من القصص وأنت ساكت لا تشكو ولا تتكلم. ويروى: (يا قلب يا كتكت إسمع الكلام واسكت) أي اسمع واصبر على غيظك. ويروي بعضهم فيه: (ياما أنت شايف وبتسكت) أي ما أكثر ما تراه ثم تسكت. يضرب في السكوت والصبر على ما يغضِّ. وفي معناه قولهم: (يا قلب يا قفص ياما فيك من غصص) وقد تقدّم.
۳۰۸۷ - «يَا قَلْبْ یَا كُتْكُتْ إِسْمَعْ الْكَلَامْ وِاسْكُتْ»
انظر: (يا قلب يا كتاكت) الخ.
۳۰۸۸ - «يَا قَنْدِيلينْ وِشَمْعَةْ يَا فِي الضَّلْمَةْ جُمْعَةْ»
يا هنا بمعنى إما أي إما أن يوقد قندلين وشمعة، وإما أن يبقى في الظلمة ولو يمضى عليه أسبوع فيها. يضرب للأخرق المتعنت الذي يحرم نفسه من الشيء إذا لم يظفر بالكثير منه. ويضرب أيضاً للأخرق الذي لا يلائم بين أحواله فيسرف أحياناً ويمسك أحيانا بلا سبب.
۳۰۸۹ - «يَا قومْ لُكُمُ يُومْ»
أي لا تغترّوا بما أنتم فيه فالأحوال تتبدَّل.
۳۰۹٠ - «يَاكلْ خيرُهْ وِيِعْبِدْ غيرُهْ»
يضرب لمن يسيء فضل المفضل ويطيع غيره.
۳۰۹۱ - «يَاكلْ وِيِشْرَبْ وِوَقْتِ الْحَاجَةْ يِهْرَبْ»
معناه ظاهر، ومثله: (في الأكل سوسة وفي الحاجة متعوسة) وقد تقدَّم في الفاء.
۳۰۹۲ - «يَاكْلُوا الْهِدِيَّةْ وِيِكْسَرُوا الزِّبْدِيَّةْ»
انظر: (أكلوا الهدية) الخ في الألف.
۳۰۹٣ - «يَا كْنِيسْةِ الرَّبْ إللِّي فِي الْقَلْبْ فِي الْقَلْبْ»
انظر في الألف: (اللي في القلب في القلب يا كنيسة).
۳٠٩٤ - «يَامَا أَرْخَصَكْ يَا كُورْ عَنْدِ اللِّي اشْتَرَاكْ»
يضرب فيمن يملك شيئاً لا يعرف قيمته لجهله به. وسبب المثل على ما يروون: أنّ حداداً كان له كير قديم مهمل في ناحية من حانوته، فكان يضع فيه ما يقتصده من ربحه، ثمَّ غاب عن الحانوت يوماً فباعه أجيره بثمن بخس وظنَّ أنه أحسن عملا ببيعه لعدم الحاجة إليه، فوجد الحدَّاد وجداً عظيما على ضياع نقوده، وصـار من دأبه أن يتغنى في عمله بقوله مسلياً لنفسه: (اترك الهم ينساك وإن افتكرته ضناك ياما أرخصك يا كور عند اللي اشتراك) ثمَّ يقول للغلام: انفخ يا ولد.
۳۰۹٥ - «يَا مْآمْنَةْ لِلرِّجَالْ يَا مْآمْنَةْ لِلْمَيَّةْ فِي الْغُرْبَالْ»
أي المآمنة للرجال في وفائهم لنسائهم كالتي تأمن على الماء في الغربال، وهو من أمثال النساء يضربنه في عدم الركون إلى ما يظهره أزواجهنَّ من الوفاء لهنَّ. وانظر في الشين المعجمة: (شال المية بالغربال).
٣٠٩٦ - «يَامَا تِحْتِ السَّوَاهِي دَوَاهِي»
انظر (الساهي تحت راسه دواهي).
۳۰۹۷ - «يَامَا جَابِ الْغُرَابْ لأُمُّهْ»
هذا مثل يقصدون به التهكم بالولد المدَّعي البرّ بوالديه لأن الغراب لا يأتي لأمّه بشيء.
۳۰۹۸ - «يَامَا الْحِجّْ مَرْبُوطْ لُهْ جِمَالْ»
الحج (بكسر الأول صوابه فتحه). يضرب للشيء يتوقع حصوله وقد استعدوا له.
۳۰۹۹ - «يَامَا شِي عَلَى السِّكَّة وْمِتْعَنِّي مَا انتَ عَارِفْ إِيهْ يِنْبي عَنِّي»
أي أيها السائر على الطريق قصداً واستطلاعاً لأحوال الناس، إنك لا تعلم شيئاً ينبئك عن حقيقة ما أنا عليه. ومتعني معناه: قاصد. ويقولون: فلان عمل الشيء بالعنية (بكسر فسكون) أي فعله قصداً. يضرب في أن الكثير من حقيقة الناس تخفى، أي ربَّ ظاهر لا يدَّل على باطن.
۳۱۰٠ - «يَامَا فِي الْجَرَابْ يَا حَاوي»
الحاوي: الحوَّاء المشعبذ، وهو عادة يخفى في جرابه أداوي شعبذته وما معه من الحيات فيخرج منها ما يشاء وقت لعبه، أي ما أكثر ما في جرابك أيها الحواء وإن كان خافياً عنا. يضرب لمن يحوز الكثير ويخفيه فلا يظهر منه إلا ما يريده في وقته، وقد يراد به العلم والاطلاع وحسن الرأي، أو المكر والخديعة تكون خافية في الشخص ثم يبدو منها ما يناسب مقتضى الحال.
۲۱۰۱ - «يَامَا في الْحَبْسْ مِنْ مَظَالِيمْ»
أي ما أكثر من يسجنون ظلماً وهم أبرياء. يضرب في ذلك وعند اتهام شخص بشيء لم يفعله أو قول لم يقله.
۳۱۰۲ - «يَامَا قُدَّامْـكُمْ يَا حِجَّاجْ»
أي: ما أكثر ما هو أمامكم من المتاعب والعقبات في طريقكم يا حجاج فلا تغتروا بما ترونه من سهولة السفر في أوّله. يضرب للشيء تستسهل أوائله وفيه متاعب مقبلة.
۳۱۰۳ - «يَامَا يْجِدّْ يَا وْلَادْ جِدّْ»
الجد (بكسر الأول والصواب فتحه). أبو الأب والأم أي ما أكثر ما يأتينا منكم مع الأيام أيها الأقرباء أو الأصحاب والمراد من المكروه والإساءة.
٣١٠٤ - «يَا مَحْلَى طُولَكْ فِي اللِّي مَا هُو لَكْ، كَمَانْ شُوَيَّةْ يِقَلَّعُولَكْ»
هو تهكم؛ أي: ما أحلى قوامك في ثوب العارية، ولكن بعد قليل يخلعه عنك صاحبه. ولفظ كمان (بفتح الأوّل) معناها عندهم: أيضًا، ويريدون بها هنا: بعد. يُضرَب للمختال المتفاخر بعارية لا يملكها. ويرويه بعضهم: (اللي ما هو لك كمان شوية يقلعولك). وتقدم ذكره في الألف. والعرب تقول في أمثالها: (شرّ المال القلعة) بسكون اللام وفتحها، ومعناها: المال الذي لا يثبت مع صاحبه، مثل العارية والمستأجر.
۳۱۰٥ - «يَا مْدَارِي عْمَاصِ النَّاسْ دَارِي عْمَاصَكْ»
العماص (بضم أوّله) يريدون به: الرمص، وهو الوسخ الأبيض المجتمع في موق العين، وداري معناه: واري؛ أي: أيها المواري عيوب الناس، ابدأ بنفسك ووار عيوبها، ثمّ انظر في إخفاء عيوب غيرك.
٣١٠٦ - «يَا مْدَاوِي خِيلِ النَّاسْ حُصَانَكْ مِنْ عَنْدِ زِرُّهْ عَايِبْ»
أي أيها المشتغل بمداواة خيل الناس كان الأولى بك مداواة فرسك وعيبه ظاهر من مشيه؛ لأنه في زرّه. ومعنى الزرّ عندهم عجب الذنب. يضرب لمن يهتم بأمور الناس ويظهر المهارة فيها ويهمل أمور نفسه. وانظر قولهم: (عليل وعامل مداوي) والعرب تقول في أمثالها: (يا طبيب طب لنفسك).
۳۱٠٧ - «يَا مْرَبِّي فِي غِيرْ وِلْدَكْ يَا بَانِي فِي غِيرْ مِلْكَكْ»
أي الذي يربي غير أولاده كالباني في غير ما يملك؛ لأنّ مصيره لغيره، وبعضهم يعكس فيقول: (يا باني في غير ملكك يا مربي غير ولدك) والصواب ما هنا.
۳۱۰۸ - «يَا مْزَكِّي حَالَكْ يِبَكِّي»
الزكاة معروفة، وهي ما يخرجه الإنسان من ماله ليطهره به. والمعنى أيها المتصدق المظهر الغنى، إنّ ما تخفيه من فقرك وعوزك يبكي. يضرب في حسن الظاهر الغرار.
۳۱۰۹ - «يَا مِسْتِخَبِّيَّهْ صُوتِكْ خَرَقْ وِدْنَيَّهْ»
أي: يَا أيتها المتحجبة إظهاراً للصون والحياء، قد أفسدت تحجبك هذا بصياحك وجلبتك حتى كاد صوتك يخرق أذنيّ، فأين ما تدعين من الحياء؟ والودن (بكسر
فسكون): الأذن، وقد ثنوها هنا رعاية للسجع، والأغلب عندهم جمعها على (ودان) ولو كان المراد التثنية. يضرب فيمن يتظاهر بأمر ويأتي بنقيضه.
۳۱۱۰ - «يَا مِسْتَكْتَرْ اِلزَّمَانَ أكْتَرْ»
أي يا مستكثر ما هو ماله عليه على الأيام، لا تغتر بذلك، فالأيام أكثر، وستفنيه كما أفنت غيره.
۳۱۱۱- «يَا مْعَزِّي بَعْدْ سَنَهْ يَا مْجَدِّدِ الْأَحْزَانْ»
يضرب للشيء يعمل بعد فوات أوانه، وقريب منه قولهم: (بعد سنة وست اشهر جت المعددة تشخر) وقد تقدم في الباء. وانظر أيضاً: (بعد العيد ما ينفتلش كحك).
٣١١٢ - «يَا مِيلْتِي جَاتْنِي دْرِيرْتِي»
الميلة (بالإمالة)، ويريدون بها ميل الحال واعوجاجه، والدريرة (بالإمالة أيضاً) تصغير درة، والمراد بها الضرة (بفتح الأول)، ويريدون بها في المثل البنت؛ وذلك لأنها تحب التشبه بأمها في كل ما تفعل، وتريد مثل ما عندها من ملبوس وحلي وغيرهما حتى كأنها ضرة لها لا تدعها تنفرد بشيء. وهو من أمثال النساء؛ أي ما أميل حالي وأسوأ حظي، كنت أظنها بنتاً جاءتني، فإذا بها ضرة تحاكيني وترهقني بما تطلب. يضرب للتأفف من هذه الحالة.
۳۱۱۳ - «يَا هَارِبْ مِنْ قَضَايَا مَا لَكْ رَب سِوَايَا»
أي يا محاول الهرب من القضاء. يضرب في الرضا بما قدر وقضي. وبعضهم يرويه: (يا خارج) الخ والأول أكثر.
٣١١٤ - «يَا هَرُّهْ يَا مَرُّهْ»7
۳۱۱٥ - «يَا وَاخِدِ الصُّغَيَّرْ يَا حَرَامِي السُّوقْ»
الحرامي: اللص، ويُرْوَى بدله: (يا سارق السوق)؛ وذلك لأن الدابة الصغيرة رخيصة الثمن، وهي مع ذلك مقبلة بخلاف الكبيرة فإنها مولية، فالذي يشتري الصغير من الدواب وغيرها فكأنما سرق السوق.
٣١١٦ – «يَا وَاخِدِ الْقِرْدْ عَلَى كُتْرْ مَالُهْ اِلْمَالْ يِفْنَى وِالْقِرْدْ يِفْضَلْ عَلَى حَالُهْ»
ويروى (قاعد) بدل يفضل. يضرب في أنَّ العبرة بقيمة الشخص في نفسه لا بثرائه الفاني.
۳۱۱۷ - «يَا وَاخِدْ مَغْزِلْ جَارَكْ، رَاحْ تِغْزِلْ بُهْ فِينْ»
أي أيها السارق مغزل جارك، أين تريد أن تغزل به وهو يراك لقربه منك؟ وقد قالوا في معناه: (الحرامي الشاطر ما يسرقش من حارته). وقد تقدَّم في الحاء المهملة.
۳۱۱۸ – «يَا وَاخِدْ نِدَّكْ عَلَى قَدَّكْ يَا طَالِعْ بَطَّالْ»
يا هنا بمعنى إمَّا؛ أي إمَّا أن تتخذ رفيقك وتختاره من أندادك فتحمد صحبته، وإمَّا ألَّا تفعل فتساء في الصحبة. وبعضهم يروي فيه: (يا طالع بلاش) أي بلا شيء، وفي معناه: (من عاشر غير بنكه دقّ الهمّ سدره) وبعضهم يقتصر في المثل على قوله (خد ندك على قدك) وانظر قولهم: (ماشي ندّك وامشي على قدَّك).
۳۱۱۹ - «يَا وَاخْدَهْ جُوزِ الْمَرَهْ يَا مَسْخَرَةْ»
أي أيتها المغرية الرجل على التزوج بها وهو متزوج بأخرى، لقد جعلت نفسك سخرية بين النساء، وكان لك مندوحة عنه في الأعزاب الخالين، وهو من أمثال النساء.
۳۱۲۰ – «يَا وَاخْدُهْ كُلُّهْ يَا فَايْتُهْ كُلُّهْ»
أي يا آخذ الشيء جميعه ومستحوذاً عليه، إنك ستتركه كله بعد حين كذلك، ولا يتبعك شيء منه إلى القبر.
۲۱۲۱ - «يَا وِحْشَهْ كُونِي نِغْشَهْ»
الوحشة (بكسر فسكون): القبيحة والنغشة بهذا الوزن: المداعبة الكثيرة المغازلة؛ أي إذا كنت قبيحة الوجه لا يقبل عليك أحد فكوني حسنة الدعابة كثيرة المغازلة تجتذبي إليك القلوب. يُضرَب للدميم يستعيض عن الحُسْن بالدعابة وخفة الروح للقبول عند الناس.
۳۱۲۲ - «يَا وِدْنْ طِنِّي كُل سَاعَهْ خَبَرْ»
الودن (بكسر فسكون): الأذن؛ أي طني يا أذن بالصوت، والمراد ليطنَّ بك الصوت، فإنَّ الأخبار كثيرة هذه الأيام. يضرب للأخبار الغريبة تكثر. وقد نظمه الشيخ محمد النجار قيم الزجل بمصر في مطلع زجل نظمه إبان الثورة العرابية بمصر، فقال:
العفوُ من شيم الكرام يا زمان
هو كدا يبقى جزا من صبر
أفضل أقضي العمر في كان ومان
يا ودن طني كل ساعة خبر
۳۱۲۳- «يَا وِيلْ مِنْ دَخَلِ الْأَذَى جَسَدُهْ»
الأذى (بفتحتين) يريدون به الداء الذي لا يُنْتَظَرُ شفاؤه؛ أي: ويل لمن ابتلي به.
٢١٢٤ - «يَا يِحْرِقُهْ يَا يِمْرِقُهْ»
يضرب لمن أمره بين الإفراط والتفريط؛ أي إمَّا أن يحرق الطعام بزيادة النار، وإما أن يتلفه بزيادة الماء حتى يجعله كالمرق، وهم يقولون: مرِق (بكسرتين) للشيء إذا كثر ماؤه فَلَان كالعجين ونحوه. وانظر في معناه قولهم: (يِلْبسم لما يقرَّفُمْ)إلخ.
۲۱۲٥ - «يَا يْمُوتِ الْعَبْدْ يَا يِعْتَقُهْ سِيدُهْ»
يا هنا بمعنى إمَّا، والسيد (بكسر فسكون مع التخفيف): السيد المالك، والمراد: لا بدّ للعبد من الخلاص إمّا بالعتق أو بالموت، وهو إحدى الراحتين، فليصبر على ما هو فيه. وقد قالوا في الخلاص بموت الغير: (اصبر على الجار السوء، يا يرحل يا تجي له داهية) وقد تقدَّم في الألف.
٢١٢٦ - «يِبْقَى مَالِي وَلَا يِهْنَالِي»
أي يكون الشيء ملكي والمال مالي ولا أتمتع به. يضرب فيمن يمنع عن التمتع بماله. وفي معناه: (المال مال أبونا والغرب يطردونا). وقد تقدّم في الميم.
۳۱۲۷ - «يِبِيعِ الْمَيَّهْ فِي حَارْةِ السَّقَّايِينْ»
المية: الماء. والحارة الطريق، والمراد بها هنا المحلَّة. وفي معناه قولهم: (يبيع الورد على جنّايينه) ويرادفها: (كمستبضع التمر إلى هجر)؛ يُضرَب في وضع الشيء في غير موضعه.
۳۱۲۸ - «يِبِيعِ الْوَرْدْ عَلَى جَنَّايِينُهْ»
أي يضع الشيء في غير موضعه؛ لأن من يجنون الورد ليسوا في حاجة إلى من يبيعهم إياه، وفي معناه: (يبيع الميه في حارة السقايين) وقد تقدم. يضرب فيمن يضع الشيء في غير موضعه، أو يحاول الإغراب بشيء عند من قتله علماً.
۳۱۲۹ - «يَتِّمْهُمْ وِضَرَبْ عَلَى إِيدْهُمْ مَا حَدِّشْ يِرِيدْهُمْ»
أي ضرب على أيديهم، ويريدون به كتب على جبينهم أي قدَّر عليهم. يضرب للأولاد اليتماء؛ فإنهم غالباً ينشئون سيئي الأخلاق لسوء تربيتهم بسبب إهمالهم، فيكونون مبغضين عند الناس.
۳۱۳۰ - «يِجْرَحْ وِيْدَاوِي»
يضرب لمن يسيء في قول أو فعل ثم يحسن مكراً وخديعة، وهو كقول الشاعر:
إني لأكثر مما سمعتني عجباً
يدٌ تشجّ وأخرى منك تأسوني
وأصله قول العرب في أمثالها: (يشجّ ويأسو) وفي معناه قولهم: (يكلم بيد ويأسو بأخرى) رأيته في شرح ما أورده الهمداني في كتابه من الأمثال8.
۳۱۳۱ - «يِجِيبِ الْكُوَيِّسْ لِأَحْبَابُهْ قَالْ كُل شِيءْ بِحْسَابُهْ»
يجيب، أي يأتي بكذا، والكويس مما استعملوه مصغراً، والمقصود الشيء الحسن، أي ما له يأتي بالشيء الحسن لأحبابه ويخصهم به؟ فقال: لست أخصهم به إلا لأنهم ينقدونني ثمنه الذي يستحقه، ولو فعل غيرهم فعلهم لعاملتهم هذه المعاملة. يضرب فيمن يعاتب على تخصيص أناس دون آخرين بشيء مع أن سببه ما تقدّم.
۳۱۳۲ – «يِحِبِّ الطَّرْطَرَهْ وَلَوْ عَلَى خَزُوقْ»
الطرطرة: العلو. والخازوق: خشبة كانوا يستعملونها في القصاص فيدخلونها في أسفل الرجل فتمزق أحشاءه وتميته. يضرب فيمن يحب الشهرة والعلوّ على الناس ولو كان فيه عطبه. وقد تقدّم في الزاي: (زيِّ مرزوق يحب العلو ولو على خزوق) وهي رواية أخرى.
۳۱۳۳ - «يِحْرَمْ عَلَيَّ بِيتِ الْأَهْلِيَّةْ أَحْسَنْ يُقُولُوا الْعَاوْزَهْ جَايَّهْ»
هو من قول المتزوجة التي لها دار، أي حرام عليَّ الذهاب إلى دار أهلي لئلا يقولوا:
(العاوزة) جاءت أي المحتاجة للشيء الطالبة له، والمراد لئلا يظنوا أني جئت طالبة منهم شيئاً أحمله لداري فيتأففوا مني.
٣١٣٤ - «يِحْسِدُوا الْعِرْيَانْ عَلَى شْرَايْةِ الصَّابُونْ»
أي يحسدون الفقير على الشيء الذي لا يفيده.
٣١٣٥ - «يِحْلِفْ لِي أَسَدَّقُهْ أَشُوفْ أُمُورُهْ أَسْتَعْجِبْ»
أي: يُقْسِم لي على الشيء فأصدّقه فيه، ثم أرى أموره وما هو عليه على غير ما أقسم. يضرب لمن لا يصدق في قسم أو وعد.
٣١٣٦ - «يِخَافْ مِنِ الْخُنْفِسَهْ وِيِلْعَبْ بِالتِّعْبَانْ»
الخنفسة: الخنفساء. والتعبان: الثعبان. يضرب للتعجب ممن يفْزع مما لا ضرر فيه ويلهو بما فيه الخطر.
٣١٣٧ - «يِخُش مِنِ الْعَتَبَهْ يِنَشِّفِ الرَّقَبَهْ»
يخش، أي يدخل، وينشف الرقبة، يريدون: يجفف الريق من الرقبة، أي يضايق الناس ويحرجهم، والمعنى إنه يشرع في مضايقتنا وإحراجنا من ساعة دخوله من الباب علينا، فلا كان ولا كان حضوره. يضرب للسييء الخلق المشاغب في جميع الأوقات.
٣١٣٨ - «يِخْلَقْ مِنِ الشَّبَهْ أَرْبِعِينْ»
أي يخلق الله تعالى من الأشباه كثيرين. يضرب عند التعجب من مشابهة شخص لآخر.
۲۱۳۹ - «يِخْلَقْ مِنْ ضَهْرِ الْعَالِمْ جَاهِلْ»
أي قد يخرج الله من ظهر العالم جاهلاً لا يشبه أباه في فضله. يضرب للنجيب يأتي له ولد بعكسه. وقالوا في معناه: (النار تخلف رماد). إلا أنّ هذا عام لا يختص بالعلم والجهل، بل يضرب لكلّ من يخالف أصله الطيب العالي وينحط عنه.
٣١٤٠ - «يِدِّي الْحَلَقْ لِلِّي بَلَا وْدَانْ»
يدّي: يعطي. والودان (بكسر الأوّل) الآذان. يضرب لمن ينال شيئا لا حاجة به إليه، ويحرم مستحقه منه. وفي معناه ما ذكره البلويّ في رحلته (تاج المفرق
في تحلية علماء المشرق) قال: مدح أبو الحسن بن الفضل أحد الوزراء بمراكش، وكان أقرع فلم يثبه، فقال:
أَهْديتُ مدحي للوزيرِ الذي
دعا به المجد فلم يسمع
فحامل الشعر إليه كمن
يهدي به مشطاً إِلى أقرع
٣١٤١ - «يِدِّيكِي فَرْخَهْ وِتُلْتُمِيتْ خُم»
الفرخة (بفتح فسكون): الدجاجة. والخمّ (بضمّ الأول وتشديد الميم): مكان مبيت الدجاج، أي يعطيك دجاجة واحدة وثلاثمائة خمّ، وأي فائدة من كثرة الأمكنة إذا لم يكن عندك ما يملؤها.
٣١٤٢ - «يُرْزُقِ الْهَاجِعْ وِالنَّاجِعْ وِاللِّي نَايِمْ عَلَى وِدْنُهْ»
الهاجع: النائم. والناجع: الذي خرج ينتجع ويسعى، وهما مما لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها. والودن (بكسر فسكون): الأذن، أي إن الله تعالى متكفِّل بأرزاق الناس على اختلاف أحوالهم.
٣١٤٣ - «يُرُوحِ النَّوَّارْ وِيِفْضَلِ الْقَوَّارْ»
انظر (راح النوّار) إلخ.
٣١٤٤ - «يِسَاعْدَكْ عَ الطَّلَاقْ مِنْ لَا يُحُطِّ الْحَق»
يحط؛ أي يضع، والمراد هنا يدفع مؤخر الصداق وما يلزم من النفقات، أي إنما يساعدك على تطليق امرأتك من لا شأن له في إنفاق شيء من عنده، ولو كان ملزماً بدفع شيء لعرقل السير ولم يساعدك. يضرب فيمن يساعد على عمل شيء لا يلحقه منه ضرر ولا نفقة، فلا يكترث بما يصيب سواه.
٣١٤٥ - «يِسْأَلْ عَنِ الْبِيضَهْ مِينْ بَاضْهَا»
يضرب للشديد الفحص والتنقيب عن أمور الناس الذي لا يدع صغيرة ولا كبيرة بدون سؤال، حتى البيضة يسأل عن الدجاجة التي باضتها، نعوذ بالله من شر هذا الخلق.
٣١٤٦ – «يِسِيبِ اللِّي دَبَحْ وِيِمْسِكِ اللِّي سَلَخْ»
يسيب، أي: يترك، والمراد: يترك من قتل ويمسك بمن هو أقل منه جرما.
٣١٤٧ - «يِشْكُو بِالطَّشَا وِالْبِيَاتْ بَلَا عَشَا»
الطشا: مختصر عن الطشاش، وهو ضعف البصر، وإنما فعلوا فيه ذلك ليزاوج العشا. يُضرَب لمن عادتُهُم كثرة الشكوى من حالهم بغير حق.
٢١٤٨ - «يُشُوفِ الْغَنَمْ سَارْحَهْ يُقُولْ سَأَلْنَاكُمِ الْفَاتْحَهْ»
أي يرى الغنم خارجة للمرعى فيظنها قوماً خارجين لزيارة ولي، فيسألهم أن يقرءوا له الفاتحة ويدعوا له. يضرب للضعيف البصر لا يتبين ما يراه، أو للضعيف البصيرة الأبله.
٢١٤٩ - «يِصَلِّي الْفَرْضْ وِيِنْقُبِ الْأَرْضْ»
أي يجمع بين العمل الصالح والطالح فيحافظ على الصلوات الخمس، وهو مع ذلك يغتال ما لغيره ويدأب في البحث عنه كمن يحفر في الأرض ليستخرج دفائنها.
۳۱٥۰ - «يُصُومْ يُصُومْ وِيِفْطَرْ عَلَى بَصَلَهْ»
انظر: (صام وفطر على بصلة) في الصاد المهملة.
٣١٥١ - «يِضْرَبْ فِي زَفَّهْ وِيْصَالِحْ فِي عَطْفَهْ»
العطفة (بفتح فسكون): الطريق الضيق، والغالب إطلاقها على غير النافذة، ومعنى المثل: يسيء في العلانية إلى الناس ويشاجرهم ثمّ يصالحهم في الخفاء. وقد تقدم في المثناة الفوقية: (تخانقني في زفة وتصطلح معايا في حارة) وهي رواية أخرى فيه.
٣١٥٢ - «يِطَلَّعْ مِنِ الزِّبِيبَهْ خَمَّارَهْ»
ويُروَى: (يعمل) بدل يطلع والخمارة (بفتح الأول وتشديد الميم): الحانة، أي يصنع من الزبيبة خمراً كثيراً يملأ حانة. يضرب لمن يعظم الشيء الصغير، ويستند على السبب التافه لمغاضبة سواه. ومثله: (يعمل الحبة قبة).
٣١٥٣ - «يِطْلَعُوا مِ الْخُص يِخُضُّوا اللِّي يْبُص»
الطلوع هنا: الخروج، والخص (بضم أوله) الكوخ، والمراد هنا مطلق مكان. والخض: الإِفزاع، والبص: النظر. يُضرَب للبشعي المنظر القباح الوجوه الذين إذا خرجوا من مكانهم أفزعوا من ينظر إليهم بقبح صورهم.
٣١٥٤ - «يِعَاوِدِ الطِّيرْ يُقَعْ فِي الْعَسَلْ»
الطير هنا: الذباب، وهو كثير الوقوع في العسل وشبهه، كما قالوا في مثل آخر: (الدبان وقْعِتُه في العسل كثير) يضرب في أن المتهافت على شيء إذا سلم مرة من غوائله فلا بد له من الوقوع فيها مرة أخرى.
٣١٥٥ - «يِعِدُّوا بِالْمِيَّهْ وِيْنَامُوا عَلَى الِابْرَاشْ»
انظر: (زي ضرّابين الطوب) إلخ
٣١٥٦ - «يُعْرُجْ فِي حَارْةِ الْعُرْجْ»
أي يتعارج طلباً للمساعدة في محلة العرج الذين لا يستطيعون مساعدته. يضرب لمن يتظاهر بالعجز طلباً للمساعدة أمام العاجزين عنها. وفي معناه: (تعرج قدّام مكسح).
٣١٥٧ - «يِعْطِي الضَّعِيفْ لَمَّا يِسْتَعْجِبِ الْقَوِي»
أي: يعطي الله تعالى الضعيف من القوة بعد اليأس منه حتى يعجب القوي ويحسده، فلا يأس من لطف الله.
٢١٥٨ - «يِعْمِلِ الْحَبَّهْ قُبَّهْ»
أي يعظم الشيء الصغير فيعده كبيراً ليستند عليه في مغاضبة سواه أو نحو ذلك. وانظر: (يطلع من الزبيبه خماره).
٣١٥٩ - «يِعْمِلْ مِنِ الزِّبِيبَهْ خَمَّارَهْ»
انظر: (يطلع من الزبيبه خماره).
٣١٦٠ - «يِعْمِلُوهَا الصُّغَارْ يِقَعُوا فِيهَا الْكُبَارْ»
هو قريب من: (ومعظم النار من مستصغر الشرر). ومن قول المتنبي:
وجرم جرّه سفهاء قوم
وحلّ بغير جانيه العذاب
وفي معناه قولهم: (يفتحوها الفيران يقعوا فيها التيران). وسيأتي. (انظر مجموعة المعاني رقم ١٦٦ شعر ص ١٥٣، ١٥٤، فلعل بها مرادفات شعر لهذا المثل).
٣١٦١ - «يُعُومْ وِيُحْرُسْ ثِيَابُهْ»
يضرب للمتيقظ لا يشغله شيء عن شيء، والمعنى يسبح في الماء ولا يغفل عن ثيابه في الشط.
٣١٦٢ - «يُغُورِ الْحَبْسْ وَلَوْ فِي بُسْتَانْ»
ويروى: (ولو في جنينه) وهي (بكسر الأول وإمالة النون): تصغير جنة عندهم، ويريدون بها البستان، أي ليبعد السجن ولو كان في بستان. وفي معناه: (الحبس حبس ولو في بستان) وتقدم في الحاء المهملة.
٣١٦٣ - «يُغُورِ الشَّهْدْ مِنْ وِشِّ الْقِرْدْ»
الوش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الوجه، أي ليبعد الشهد إذا كان من قرد لقبح وجهه. يضرب في الشيء الحسن يكره لأنه من قبيح الخلق والخلق.
٣١٦٤ - «يُغُورِ الْفَلَّاحْ بِزْيَارْتُهْ وِحْمَارْتُهْ»
أي ليبعد الزارع وما في زيارته من هدية وبرّ في جانب ما تأكله حمارته، فضلاً عن تقذيرها المكان. يضرب فيمن لا يفي حباؤه بما يحدثه من الضرر.
٣١٦٥ - «يِفْتَحْ عِينُهْ للدِّبَّانْ وِيْقُولْ دَا قَضَا الرَّحْمَنْ»
الدبان (بكسر الأول وتشديد الموحدة): الذباب؛ أي يعرض عينيه للذباب يقع عليها حتى إذا رمدتا قال: هذا قضاء ربي. يضرب لمن يعرض نفسه للمصائب ثم يحيل على القدر.
٣١٦٦ - «يِفْتِي عَلَى الْإِبْرَهْ وِيِبْلَعِ الْمِدْرَهْ»
المدره (بكسر فسكون): خشبة تدفع بها السفينة، وهي محرفة عن المرديّ (بضم فسكون فكسر مع شدّ المثناة التحتية). وبعضهم يروي فيه (ويبلع الجمل) والأول أكثر. والمعنى يدقق في فتواه حتى يتناول الشيء الدقيق كالإبرة فيمنع عنه ويتساهل في أخذ الرشا فتراه يبلع المرديّ مع غلظه. يضرب في هذا المعنى. وقريب منه قولهم: (قالوا للقاضي: يا سيدنا) إلخ، وقد تقدّم في القاف (نظم يفتي على الإبرة إلخ الشيخ محمد النجار في مجموعة أزجاله آخر ص ٥).
٣١٦٧ - «يِفْتَحُوهَا الْفِيرَانْ يِقَعُوا فِيهَا التِّيرَانْ»
التيران (بالمثناة التحتية): جمع طور بالطاء، وهو الثور، وذلك من غريب أمرهم في الجموع. والمعنى يحفر الفيران الحفر فتعثر فيها الثيران. وفي معناه قولهم: (يعملوها الصغار يقعوا فيها الكبار) وقد تقدّم وتكلمنا عليه في موضعه.
٣١٦٨ - «يُفُوتَكْ مِنِ الْكَدَّابْ سِدْق كْتِيرْ»
السدق: الصدق؛ أي: كثير الكذب لا بد من أن يكون صادقاً في بعض ما يروي، إذ لا يتصور أن يكذب في كل شيء، فإذا طرحت كلامه وضربت عنه صفحاً فقد يفوتك منه صدق كثير قد تكون في حاجة لمعرفته. ومن أمثال العرب: (إنّ الكذوبَ قد يَصْدُق) وفي العقد الفريد لابن عبد ربه: (من عرف بالكذب جاز صدقه)9 والذي في أمثال الميداني: (من عرف بالصدق جاز كذبه ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه) أي بعكس ما في العقد.
٣١٦٩ - «يِقْتِلِ الْقَتِيلْ وِيِمْشِي فِي جَنَازْتُهْ»
الجنازة قليلة الاستعمال عندهم إلا في نحو الأمثال، وأكثر ما يستعملون في معناها المشهد. يضرب لمن بلغ في الدهاء مبلغاً عظيماً.
٣١٧٠ - «يِقِيمْ السِّطِيحَهْ وِيْهِدِّ الشَّمْخِ الْعَالِي»
السطيحة: الشيء المسطوح. والشمخ (بفتح فسكون): الشامخ، أي الصرح العالي. والمعنى قدرة الله تعالى غير عاجزة عن أن تقيم المسطوح وتدك الشامخ، ومرادهم بالسطيحة: المريض المتناهي في الضعف، وبالشمخ الصحيح القويّ المرفوع الرأس. أي قد يسلم المريض المشرف على الهلاك ويموت السليم القويّ.
۳۱۷۱ - «يِكُبُّوا الْقَهْوَهْ مِنْ عَمَاهُمْ وِيْقُولُوا خِيرْ مِنَ الله جَاهُمْ»
الكب: الصَّبُّ والإِراقة، والعامة تستبشر إذا أريق شيء من قهوة البن على الثياب بغير قصد، ويستدلون به على خير يصيبهم. والمعنى يريقون القهوة على ثيابهم بسبب ضعف النظر، ثم يزعمون أنها أريقت بلا قصد لخير سينالهم. يُضرَب لمن يحاول ستر عثرته بأعذار باطلة.
۳۱۷۲ - «يِكْرَى عَلَى خَرْطُهْ زَيِّ الْمُلُوخِيَّهْ»
الخرط: تقطيع الخضر ونحوها بالسكين قطعًا صغيرة. والملوخية (بضمتين): نبات معروف يطبخ ويستطيب المصريون أكله، ولا يصلح إلا بتقطيع أوراقه كذلك، فمعنى المثل أن فلاناً يسعى على نفسه ويسبب لها الأذى لحماقته وقلة تبصره.
٣١٧٣ - «يِكْفَاهْ نِعِيرْهَا»
يضرب لمن ينال شهرة كاذبة ليس تحتها طائل، وسببه على ما يروونه: أنّ جحا المضحك المعروف صنع دولاباً لرفع الماء ويسمونه بالساقية، غير أنه جعله يرفع الماء من النهر ثم يصبه فيه، ودعا الناس لرؤيته مفتخراً به، فلما رأوه قال بعضهم هذه الكلمة فذهبت مثلًا، أي حسبه من الفخر نعير ساقيته. وانظر في الزاي: (زي ّبوّابة جحا).
٣١٧٤ - «يِلْبِسُمْ لَمَّا يقَرَّفُمْ وِيِغْسِلُمْ لَمَّا يِضْعَفُمْ»
أي يلبسون ثيابهم ولا يغيرونها حتى تتقزّز النفوس من قذارتهم، وإذا غسلوها أفرطوا حتى تضعف قواهم من الغسل. يضرب لمن يفرط ويفرط في أموره. وفي معناه قولهم: (يا يحرقه يا يمرقه).
٣١٧٥ - «يِلْهِي الْوِز بِالْغَرَقْ»
المقصود: يهدد ويفزع الإوز بما لا يخشى منه.
٣١٧٦ - «يِمْشِي عَلَى الْحِيطَهْ وِيْقُولْ يَا رَب سَلِّمْ»
أي يعرض نفسه للخطر ثم يسأل الله السلامة، ولو عقل لم يلق بيده إلى التهلكة. والحيطة (بالإمالة): الحائط.
۳۱۷۷ - «يُمُوتِ الْجَبَانْ يِبْقَى فَارِسْ خِيلْ»
أي من عادة الناس إطراؤهم من يموت ونسبتهم له فضائل لم تكن له. وفي معناه قولهم: (بعد ما راح المقبرة بِقِي في حنكه سكرة) وقد تقدم في الباء الموحدة، وانظر أيضاً: (يا عينه يا حواجبه) إلخ.
۳۱۷۸ - «يُمُوتِ الزَّمَّارْ وِصْبَاعُهْ يِلْعَبْ»
hلصباع (بضم أوله): الأُصبع. ومعنى المثل: من شب على شيء شاب عليه. وفي معناه: (تموت الغازية وصباعها يرقص) وقد تقدم في المثناة الفوقية.
۳۱۷۹ - «يُمُوتِ الطُّورْ وِنِفْسُهْ فِي حَكَّهْ فِي الصُّدُودْ»
الطور: الثور، والصدود: قائم كالعمود على دولاب الماء، وهما صدودان يكتنفان آلته، والثيران الدائرة في الدواليب لا تجد ما تحتك به غيره، فمعنى المثل: من شب على شيء شاب عليه. وانظر في معناه: (زي الحمار يحب شيل التلاليس).
۳۱۸۰ - «يُمُوتِ الْفَرُّوجْ وِعِينُهْ فِي الدِّشِيشَهْ»
الفروج لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، ويقولون في غيرها: الكتكوت. والدشيشة: جشيش الحب الذي يلقى للفراريج. ومعنى المثل: من شب على شيء شاب عليه. وفي معناه: (تموت الحدادي وعينها في الصيد) وقد تقدم في المثناة الفوقية.
۳۱۸۱ - «يُمُوتِ الْمِعَلِّمْ وِهُوَّ يِتْعَلِّمْ»
المعلم يريدون به الأستاذ في الصناعة، والصواب ضم أوّله لا كسره. والمراد مهما بلغ الأستاذ في صناعته أو العالم في علمه فإنه لا يزال محتاجاً لما يتعلمه. وقد جاء في الحديث الشريف: (اطلب العلم من المهد إلى اللحد).
۳۱۸۲ - «يُمُوتُوا فِي قَمَايِطْهُمْ وَلَا تِكْبَرْ مُصِيبِتْهُمْ»
القماط لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، وفي غيرها يقولون له اللفة لأن الطفل يلف بها. والمراد ليت الأطفال يموتون في صغرهم فلا تعظم فيهم المصيبة بموتهم بعد أن يشبوا.
۳۱۸۳ - «يِهِل رَجَبْ وِنْشُوفِ الْعَجَبْ»
انظر: (بكره يهلّ رجب) إلخ.
٣١٨٤ - «يُومْ عَسَلْ وِيُومْ بَصَلْ»
أي يوم لك ويوم عليك. وبعضهم يزيد في أوله: (الدنيا بدل) والأكثر ما هنا.
٣١٨٥ - «يُومْ فِي الْعَافْيَه كْتِيرَهْ»
أي: ينبغي أن يغتبط به المرء ويشكر لله تعالى إحسانه عليه به.
٣١٨٦ - «يُومْ لَكْ وِيُومْ عَلِيكْ»
معناه ظاهر، وهو من قول النمر بن تولب:
فيوما علينا ويوما لنا
ويوما نساء ويوما نسر10
۳۱۸۷ - «يُومِ النَّصْرْ مَا فِيهْشْ تَعَبْ»
أي مهما يكن فيه من التعب فإنه محتمل لا يحسّ به للذة الظفر.
٣١٨٨ - «يُومِ الْهَدَدْ مَا فِيهْش بْنَايَهْ»
أي يوم الهدم لا بناء فيه والمقصود لا تؤمل شيئاً في وقت عمل ضدّه.






انتهى كتاب «الأمثال العامية» والحمد لله أولا وآحراً




  1. ص ۸٦.
  2. ج ۱ ص ۳۳۲.
  3. المستطرف ج ۱ ص ٤٥
  4. نهاية الأرب للنویري ج ۳ ص ٥٥.
  5. ج ۱ ص ٤٤.
  6. الآداب لابن شمس الخلافة، البيت الأول آخر ص ۱۳۱ والثاني أول ص ١٣٢
  7. هكذا ورد في الأصل بدون شرح
  8. في المجموعة رقم ۱۹۹ بجاميع ص ٢٤٢.
  9. ج ١ أواخر ص ۲۳۲.
  10. نهاية الأرب للنویري ج ۳ ص ٦٧.