البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/ثم دخلت سنة ست وخمسين ومائتين



ثم دخلت سنة ست وخمسين ومائتين


في صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من المحرم قدم موسى بن بغا الكبير إلى سامرا، فدخلها في جيش هائل قد عباه ميمنة وميسرة وقلبا وجناحين، فأتوا دار الخلافة التي فيها المهتدي جالسا لكشف المظالم، فاستأذنوا عليه فأبطأ الإذن ساعة، وتأخر عنهم فظنوا في أنفسهم أن الخليفة إنما طلبهم خديعة منه ليسلط عليهم صالح بن وصيف، فدخلوا عليه هجما فجعلوا يراطنونهم بالتركي، ثم عزموا فأقاموه من مجلسه وانتهبوا ما كان فيه، ثم أخذوه مهانا إلى دار أخرى، فجعل يقول لموسى بن بغا: مالك ويحك؟

إني إنما أرسلت إليك لأتقوى بك على صالح بن وصيف.

فقال له موسى: لا بأس عليك احلف لي أنك لا تريد بي خلاف ما أظهرت.

فحلف له المهتدي، فطابت الأنفس وبايعوه بيعة ثانية مشافهة، وأخذوا عليه العهود والمواثيق أن لا يمالئ صالحا عليهم، واصطلحوا على ذلك.

ثم بعثوا إلى صالح بن وصيف ليحضرهم للمناظرة في أمر المعتز ومن قتله صالح بن وصيف من الكتاب وغيرهم، فوعدهم أن يأتيهم، ثم اجتمع بجماعة من الأمراء من أصحابه وأخذ يتأهب لجمع الجيوش عليهم، ثم اختفى من ليلته لا يدري أحد أين ذهب في تلك الساعة، فبعثوا المنادية تنادي عليه في أرجاء البلد وتهددوا من أخفاه، فلم يزل مختفيا إلى آخر صفر على ما سنذكر، ورد سليمان بن عبد الله بن طاهر إلى نيابة بغداد، وسلم الوزير عبد الله بن محمد بن يزداد إلى الحسن بن مخلد الذي كان أراد صالح بن وصيف قتله مع ذينك الرجلين، فبقي في السجن حتى رجع إلى الوزارة.

ولما أبطأ خبر صالح بن وصيف على موسى بن بغا وأصحابه قال بعضهم لبعض: اخلعوا هذا الرجل - يعني الخليفة -.

فقال بعضهم: أتقتلون رجلا صواما قواما، لا يشرب الخمر، ولا يأتي الفواحش؟

والله إن هذا ليس كغيره من الخلفاء، ولا تطاوعكم الناس عليه، وبلغ ذلك الخليفة فخرج إلى الناس وهو متقلد سيفا، فجلس على السرير واستدعى بموسى بن بغا وأصحابه فقال: قد بلغني ما تمالأتم عليه من أمري، وإني والله ما خرجت إليكم إلا وأنا متحنط وقد أوصيت أخي بولدي، وهذا سيفي، والله لأضربن به ما استمسك قائمه بيدي، والله لئن سقط من شعري شعرة ليهلكن بدلها منكم، أو ليذهبن بها أكثركم، أما دين؟ أما حياء؟

أما تستحيون؟ كم يكون هذا الإقدام على الخلفاء، والجرأة على الله عز وجل، وأنتم لا تبصرون؟

سواء عليكم من قصد الإبقاء عليكم والسيرة الصالحة فيكم، ومن كان يدعو بأرطال الشراب المسكر فيشربها بين أظهركم وأنتم لا تنكرون ذلك، ثم يستأثر بالأموال عنكم وعن الضعفاء، هذا منزلي فاذهبوا فانظروا فيه وفي منازل إخوتي ومن يتصل بي، هل ترون فيها من آلات الخلافة شيئا، أو من فرشها أو غير ذلك؟

وإنما في بيوتنا ما في بيوت آحاد الناس، ويقولون: إني أعلم علم صالح بن وصيف، وهل هو إلا واحد منكم؟

فاذهبوا فاعلموا علمه فابلغوا شفاء نفوسكم فيه، وأما أنا فلست أعلم علمه.

قالوا: فاحلف لنا على ذلك، قال: أما اليمين فإني أبذلها لكم، ولكن أدخرها لكم حتى تكون بحضرة الهاشميين والقضاة والمعدلين وأصحاب المراتب في غد إذا صليت صلاة الجمعة.

قال: فكأنهم لانوا لذلك قليلا.

فلما كان يوم الأحد لثمان بقين من صفر ظفروا بصالح بن وصيف فقتل وجيء برأسه إلى المهتدي بالله، وقد انفتل من صلاة المغرب، فلم يزد على أن قال: واروه.

ثم أخذ في تسبيحه وذكره.

ولما أصبح الصباح من يوم الاثنين رفع الرأس على رمح ونودي عليه في أرجاء البلد.

هذا جزاء من قتل مولاه.

وما زال الأمر مضطربا متفاقما، وعظم الخطب حتى أفضى إلى خلع الخليفة المهتدي وقتله - رحمه الله -.

خلع المهتدي بالله وولاية المعتمد أحمد بن المتوكل

لما بلغ موسى بن بغا أن مساور الشاري قد عاث بتلك الناحية فسادا، ركب إليه في جيش كثيف ومعه مفلح وبايكباك التركي، فاقتتلوا هم ومساور الخارجي ولم يظفروا به بل هرب منهم وأعجزهم، وكان قد فعل قبل مجيئهم الأفاعيل المنكرة فرجعوا ولم يقدروا عليه، ثم إن الخليفة أراد أن يخالف بين كلمة الأتراك فكتب إلى بايكباك أن يتسلم الجيش من موسى بن بغا ويكون هو الأمير على الناس وأن يقبل بهم إلى سامرا، فلما وصل إليه الكتاب أقرأه موسى بن بغا فاشتد غضبه على المهتدي، واتفقا عليه وقصدا إليه إلى سامرا، وتركا ما كانا فيه. فلما بلغ المهتدي ذلك استخدم من فوره جندا من المغاربة والفراغنة والأشروسية والأرزكشبية والأتراك أيضا، وركب في جيش كثيف فلما سمعوا به رجع موسى بن بغا إلى طريق خراسان، وأظهر بايكباك السمع والطاعة، فدخل في ثاني عشر رجب إلى الخليفة سامعا مطيعا، فلما أوقف بين يديه وحوله الأمراء والسادة من بني هاشم شاورهم في قتله فقال له صالح بن علي بن يعقوب بن أبي جعفر المنصور: يا أمير المؤمنين لم يبلغ أحد من الخلفاء في الشجاعة ما بلغت، وقد كان أبو مسلم الخراساني شرا من هذا وأكثر جندا، ولما قتله المنصور سكنت الفتنة وخمد صوت أصحابه.

فأمر عند ذلك بضرب عنق بايكباك ثم ألقى رأسه إلى الأتراك، فلما رأوا ذلك أعظموه وأصبحوا من الغد مجتمعين على أخي بايكباك طغوتيا، فخرج إليهم الخليفة فيمن معه فلما التقوا خامرت الأتراك الذين مع الخليفة إلى أصحابهم وصاروا إلبا واحدا على الخليفة، فحمل الخليفة فقتل منهم نحوا من أربعة آلاف ثم حملوا عليه فهزموه ومن معه، فانهزم الخليفة وبيده السيف صلتا وهو ينادي: يا أيها الناس انصروا خليفتكم.

فدخل دار أحمد بن جميل صاحب المعونة، فوضع فيها سلاحه ولبس البياض وأراد أن يذهب فيختفي، فعاجله أحمد بن خاقان منها فأخذه قبل أن يذهب، ورماه بسهم وطعن في خاصرته به، وحمل على دابة وخلفة سائس وعليه قميص وسراويل حتى أدخلوه دار أحمد بن خاقان، فجعل من هناك يصفعونه ويبزقون في وجهه، وأخذ خطه بستمائة ألف دينار، وسلموه إلى رجل فلم يزل يجأ خصيتيه ويطأهما حتى مات - رحمه الله - وذلك يوم الخميس لثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب.

وكانت خلافته أقل من سنة بخمسة أيام، وكان مولده في سنة تسع عشرة، وقيل خمس عشرة ومائتين، وكان أسمر رقيقا أحنى حسن اللحية يكنى أبا عبد الله.

وصلى عليه جعفر بن عبد الواحد، ودفن بمقبرة المنتصر بن المتوكل. قال الخطيب: وكان من أحسن الخلفاء مذهبا، وأجودهم طريقة، وأكثرهم ورعا وعبادة وزهادة.

قال: وروى حديثا واحدا قال: حدثني علي بن هشام بن طراح، عن محمد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلى - وهو داود بن علي- عن أبيه عن ابن عباس قال:

قال العباس: يا رسول الله ما لنا في هذا الأمر؟

قال: «لي النبوة ولكم الخلافة، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم».

وقال للعباس: «من أحبك نالته شفاعتي، ومن أبغضك لا نالته شفاعتي».

وروى الخطيب أن رجلا استعان المهتدي على خصمه فحكم بينهما بالعدل فأنشأ الرجل يقول:

حكمتموه فقضى بينكم ** أبلج مثل القمر الزاهر

لا يقبل الرشوة في حكمه ** ولا يبالي غبن الخاسر

فقال له المهتدي: أما أنت أيها الرجل فأحسن الله مقالتك، ولست أغتر بما قلت.

وأما أنا فإني ما جلست مجلسي هذا حتى قرأت: { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء: 47] .

قال: فبكى الناس حوله فما رئي أكثر باكيا من ذلك اليوم.

وقال بعضهم: سرد المهتدي الصوم من حين تولى إلى حين قتل - رحمه الله -.

وكان يحب الاقتداء بما سلكه عمر بن عبد العزيز الأموي في خلافته من الورع والتقشف وكثرة العبادة وشدة الاحتياط، ولو عاش ووجد ناصرا لسار سيرته ما أمكنه، وكان من عزمه أن يبيد الأتراك الذين أهانوا الخلفاء وأذلوهم، وانتهكوا منصب الخلافة. وقال أحمد بن سعيد الأموي: كنا جلوسا بمكة وعندي جماعة ونحن نبحث في النحو وأشعار العرب، إذ وقف علينا رجل نظنه مجنونا فأنشأ يقول:

أما تستحيون الله يا معدن النحو ** شغلتم بذا والناس في أعظم الشغل

وإمامكم أضحى قتيلا مجندلا ** وقد أصبح الإسلام مفترق الشمل

وأنتم على الأشعار والنحو عكفا ** تصيحون بالأصوات في أحسن السبل

قال: فنظر وأرخنا ذلك اليوم، فإذا المهتدي بالله قد قتل في ذلك اليوم، وهو يوم الاثنين لأربع عشرة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين.

خلافة المعتمد على الله

وهو أحمد بن المتوكل على الله ويعرف بابن فتيان، بويع بالخلافة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب في هذه السنة في دار الأمير يارجوخ وذلك قبل خلع المهتدي بأيام، ثم كانت بيعة العامة يوم الاثنين لثمان مضت من رجب، قيل: ولعشرين بقين من رجب دخل موسى بن بغا ومفلح إلى سر من رأى، فنزل موسى في داره وسكن وخمدت الفتنة هنالك، وأما صاحب الزنج المدعى أنه علوي فهو محاصر للبصرة والجيوش الخليفية في وجهه دونها، وهو في كل يوم يقهرهم ويغنم أموالهم وما يفد إليهم في المراكب من الأطعمة وغيرها، ثم استحوذ بعد ذلك على الإبلة وعبادان وغيرهما من البلاد وخاف منه أهل البصرة خوفا شديدا، وكلما لأمره في قوة وجيوشه في زيادة، ولم يزل ذلك دأبه إلى انسلاخ هذه السنة.

وفيها خرج رجل آخر في الكوفة يقال له: علي بن زيد الطالبي، وجاء جيش من جهة الخليفة فكسره الطالبي واستفحل أمره بالكوفة وقويت شوكته، وتفاقم أمره.

وفيها وثب محمد بن واصل التميمي على نائب الأهواز الحارث بن سيما الشرابي، فقتله واستحوذ على بلاد الأهواز.

وفي رمضان منها تغلب الحسن بن زيد الطالبي على بلاد الري فتوجه إليه موسى بن بغا في شوال، وخرج الخليفة لتوديعه.

وفيها كانت وقعة عظيمة على باب دمشق بين أماجور نائب دمشق - ولم يكن معه إلا قريب من أربعمائة فارس - وبين ابن عيسى بن الشيخ، وهو في قريب من عشرين ألفا، فهزمه أماجور وجاءت ولاية من الخليفة لابن الشيخ على بلاد أرمينية على أن يترك أهل الشام، فقبل ذلك وانصرف عنهم.

وفيها حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور، وكان في جملة من حج أو أحمد بن المتوكل.

فتعجل وعجل السير إلى سامرا فدخلها ليلة الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة من هذه السنة.

وفيها توفي المهتدي بالله الخليفة كما تقدم - رحمه الله تعالى -.

الزبير بن بكار

ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الزبيري قاضي مكة.

قدم بغداد وحدث بها، وله كتاب أنساب قريش، وكان من أهل العلم بذلك، وكتابه في ذلك حافل جدا.

وقدر روى عنه ابن ماجة وغيره، ووثقه الدارقطني والخطيب وأثنى عليه وعلى كتابه، وتوفي بمكة عن أربع وثمانين سنة في ذي القعدة من هذه السنة.

الإمام محمد بن إسماعيل البخاري

صاحب الصحيح، وقد ذكرنا له ترجمة حافلة في أول شرحنا لصحيحه، ولنذكر هاهنا نبذة يسيرة من ذلك فنقول: هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن يزدزبه الجعفي مولاهم أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه، وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام، وأجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه، وكذلك سائر أهل الإسلام، ولد البخاري - رحمه الله - في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر أمه فألهمه الله حفظ الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشر سنة حتى قيل: إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سردا، وحج وعمره ثماني عشرة سنة.

فأقام بمكة يطلب بها الحديث، ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرحلة إليها، وكتب عن أكثر من ألف شيخ.

وروى عنه خلائق وأمم.

وقد روى الخطيب البغدادي عن الفربري أنه قال: سمع الصحيح من البخاري معي نحو من سبعين ألفا لم يبق منهم أحد غيري.

وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم من طريقه، وحماد بن شاكر وإبراهيم بن معقل وطاهر بن مخلد. وآخر من حدث عنه أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البردي النسفي؛ وقد توفي النسفي هذا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ووثقه الأمير أبو نصر بن ماكولا.

وممن روى عن البخاري مسلم في غير الصحيح، وكان مسلم يتلمذ له ويعظمه، وروى عنه الترمذي في جامعه، والنسائي في سننه في قول بعضهم.

وقد دخل بغداد ثمان مرات، وفي كل منها يجتمع بالإمام أحمد، فيحثه أحمد على المقام ببغداد ويلومه على الإقامة بخراسان.

وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج، ويكتب الفائدة تمر بخاطرة ثم يطفئ سراجه، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة. وقد كان أصيب بصره وهو صغير فرأت أمه إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - فقال: يا هذه قد رد الله على ولدك بصره بكثرة دعائك، أو قال: بكائك، فأصبح وهو بصير.

وقال البخاري: فكرت البارحة فإذا أنا قد كتبت لي مصنفات نحوا من مائتي ألف حديث مسندة.

وكان يحفظها كلها.

ودخل مرة إلى سمرقند فاجتمع بأربعمائة من علماء الحديث بها، فركبوا أسانيد وأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وخلطوا الرجال في الأسانيد وجعلوا متون الأحاديث على غير أسانيدها، ثم قرؤوها على البخاري فرد كل حديث إلى إسناده، وقوم تلك الأحاديث والأسانيد كلها، وما تعنتوا عليه فيها، ولم يقدروا أن يعلفوا عليه سقطة في إسناد ولا متن.

وكذلك صنع في بغداد.

وقد ذكروا أنه كان ينظر في الكتاب مرة واحدة فيحفظه من نظرة واحدة.

والأخبار عنه في ذلك كثيرة.

وقد أثنى عليه علماء زمانه من شيوخه وأقرانه.

فقال الإمام أحمد: ما أخرجت خراسان مثله.

وقال علي بن المديني: لم ير البخاري مثل نفسه.

وقال إسحاق بن راهويه: لو كان في زمن الحسن لاحتاج الناس إليه في الحديث ومعرفته وفقهه.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير: ما رأينا مثله.

وقال علي بن حجر: لا أعلم مثله.

وقال محمود بن النظر بن سهل الشافعي: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها، كلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فضلوه على أنفسهم.

وقال أبو العباس الدعولي: كتب أهل بغداد إلى البخاري:

المسلمون بخير ما حييت لهم ** وليس بعدك خير حين تفتقد

وقال الفلاس: كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث.

وقال أبو نعيم أحمد بن حماد: هو فقيه هذه الأمة.

وكذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي.

ومنهم من فضله في الفقه والحديث على الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

وقال قتيبة بن سعيد: رحل إلي من شرق الأرض وغر بها خلق، فما رحل إلى مثل محمد بن إسماعيل البخاري.

وقال مرجى بن رجاء: فضل البخاري على العلماء كفضل الرجال على النساء - يعني في زمانه - وأما قبل زمانه مثل قرب الصحابة والتابعين فلا.

وقال: هو آية من آيات الله تمشي على الأرض.

وقال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدرامي: محمد بن إسماعيل البخاري أفقهنا وأعلمنا وأغوصنا وأكثرنا طلبا.

وقال إسحاق بن راهويه: هو أبصر مني.

وقال أبو حاتم الرازي: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق. وقال عبد الله العجلي: رأيت أبا حاتم وأبا زرعة يجلسان إليه يسمعان ما يقول، ولم يكن مسلم يبلغه، وكان أعلم من محمد بن يحيى الذهلي بكذا وكذا، وكان حييا فاضلا يحسن كل شيء.

وقال غيره: رأيت محمد بن يحيى الذهلي يسأل البخاري عن الأسامي والكنى والعلل، وهو يمر فيه كالسهم، كأنه يقرأ قل هو الله أحد.

وقال أحمد بن حمدون القصار: رأيت مسلم بن الحجاج جاء إلى البخاري فقبل بن عينيه وقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، ثم سأله عن حديث كفارة المجلس فذكر له علته فلما فرغ قال مسلم: لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك.

وقال الترمذي: لم أر بالعراق ولا في خراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من البخاري، وكنا يوما عند عبد الله بن منير فقال للبخاري: جعلك الله زين هذه الأمة.

قال الترمذي: فاستجيب له فيه.

وقال ابن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله - - ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري.

ولو استقصينا ثناء العلماء عليه في حفظه وإتقانه وعلمه وفقهه وورعه وزهده وعبادته لطال علينا، ونحن على عجل من أجل الحوادث والله سبحانه المستعان.

وقد كان البخاري - رحمه الله - في غاية الحياء والشجاعة والسخاء والورع والزهد في الدنيا دار الفناء، والرغبة في الآخرة دار البقاء.

وقال البخاري: إني لأرجو أن ألقى الله ليس أحد يطالبني أني اغتبته.

فذكر له التاريخ وما ذكر فيه من الجرح والتعديل وغير ذلك. فقال: ليس هذا من هذا.

قال النبي - -: «إيذنوا له فلبئس أخو العشيرة».

ونحن إنما روينا ذلك رواية ولم نقله من عند أنفسنا.

وقد كان - رحمه الله - يصلي في كل ليلة ثلاث عشرة ركعة، وكان يختم القرآن في كل ليلة رمضان ختمة، وكانت له جدة ومال جيد ينفق منه سرا وجهرا، وكان يكثر الصدقة بالليل والنهار، وكان مستجاب الدعوة مسدد الرمية شريف النفس، بعث إليه بعض السلاطين ليأتيه حتى يسمع أولاده عليه فأرسل إليه: في بيته العلم والحلم يؤتى - يعني إن كنتم تريدون ذلك فهلموا إلي - وأبى أن يذهب إليهم.

والسلطان خالد بن أحمد الذهلي نائب الظاهرية ببخارى، فبقي في نفس الأمير من ذلك، فاتفق أن جاء كتاب من محمد بن يحيى الذهلي بأن البخاري يقول لفظه بالقرآن مخلوق - وكان وقد وقع بين محمد بن يحيى الذهلي وبين البخاري في ذلك كلام وصنف البخاري في ذلك كتاب أفعال العباد - فأراد أن يصرف الناس عن السماع من البخاري، وقد كان الناس يعظمونه جدا، وحين رجع إليهم نثروا على رأسه الذهب والفضة يوم دخل بخارى عائدا إلى أهله، وكان له مجلس يجلس فيه للإملاء بجامعها فلم يقبلوا من الأمير، فأمر عند ذلك بنفيه من تلك البلاد، فخرج منها ودعا على خالد بن أحمد، فلم يمض شهر حتى أمر ابن طاهر بأن ينادى على خالد بن أحمد على أتان، وزال ملكه وسجن في بغداد حتى مات، ولم يبق أحد يساعده على ذلك إلا ابتلي ببلاء شديد، فنزح البخاري من بلده إلى بلدة يقال لها: خرتنك على فرسخين من سمرقند، فنزل عند أقارب له بها وجعل يدعو الله أن يقبضه إليه حين رأى الفتن في الدين، لما جاء في الحديث: «وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين». ثم اتفق مرضه على إثر ذلك.

فكانت وفاته ليلة عيد الفطر - وكان ليلة السبت - عند صلاة العشاء وصلى عليه يوم العيد بعد الظهر من هذه السنة - أعنى سنة ست وخمسين ومائتين - وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، وفق ما أوصى به، وحين ما دفن فاحت من قبره رائحة غالية أطيب من ريح المسك، ثم دام ذلك أياما، ثم جعلت ترى سواري بيض بحذاء قبره.

وكان عمره يوم مات ثنتين وستين سنة.

وقد ترك - رحمه الله - بعده علما نافعا لجميع المسلمين، فعلمه لم ينقطع بل هو موصول بما أسداه من الصالحات في الحياة، وقد قال رسول الله - -: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، علم ينتفع به».

الحديث رواه مسلم وشرطه في صحيحه هذا أعز من شرط كل كتاب، صنف في الصحيح لا يوازيه فيه غيره، لا صحيح مسلم ولا غيره.

وما أحسن ما قال بعض الفصحاء من الشعراء:

صحيح البخاري لو أنصفوه ** لما خط إلا بماء الذهب

هو الفرق بين الهدى والعمى ** هو السد بين الفتى والعطب

أسانيد مثل نجوم السماء ** أمام متون لها كالشهب

بها قام ميزان دين الرسول ** ودان به العجم بعد العرب

حجاب من النار لا شك فيه ** يميز بين الرضى والغضب

وستر رقيق إلى المصطفى ** ونص مبين لكشف الريب

فيا عالما أجمع العالمو ** ن على فضل رتبته في الرتب

سبق الأئمة فيما جمعت ** وفزت على زعمهم بالقصب

نفيت الضعف من الناقل ** ين ومن كان متهما بالكذب

وأبرزت في حسن ترتيبه ** وتبويبه عجبا للعجب

فأعطاك مولاك ما تشتهيه ** وأجزل حظك فيما وهب

البداية والنهاية - الجزء الحادي عشر
خلافة المستعين بالله -- 249: علي بن الجهم -- 250 -- 251 -- 252: ذكر مقتل المستعين -- 253 -- 254: أبو الحسن علي الهادي -- 255: موت الخليفة المعتز بن المتوكل - خلافة المهتدي بالله - خارجي آخر ادعى أنه من أهل البيت بالبصرة - الجاحظ المتكلم المعتزلي - محمد بن كرام -- 256: خلع المهتدي بالله وولاية المعتمد أحمد بن المتوكل - خلافة المعتمد على الله - الزبير بن بكار - الإمام محمد بن إسماعيل البخاري -- 257: الحسن بن عرفة بن يزيد - علي بن خشرم -- 258 -- 259 -- 260 -- 261: ذكر شيء من ترجمة مسلم بن الحجاج النيسابوري - أبو يزيد البسطامي -- 262 -- 263 -- 264: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي -- 265: يعقوب بن الليث الصفار -- 266 -- 267: مسير أبي أحمد الموفق إلى مدينة صاحب الزنج وحصار المختارة -- 268 -- 269: إبراهيم بن منقذ الكناني - أحمد بن خلاد مولى المعتصم -- 270: أحمد بن طولون - الحسن بن زيد العلوي - وداود بن علي الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري - ابن قتيبة الدينوري -- 271 -- 272: وأبو معشر المنجم -- 273: محمد بن عبدالرحمن بن الحكم الأموي - خلف بن أحمد بن خالد - أبو أمية الطرسوسي - ابن ماجة القزويني -- 274: الحسن بن مكرم بن حسان بن علي البزار - خلف بن محمد بن عيسى أبو الحسين الواسطي - عبد الله بن روح بن عبيد الله بن أبي محمد المدائني - عبد الله بن أبي سعيد أبو محمد الوراق - محمد بن إسماعيل بن زياد أبو عبد الله -- 275: وأبو داود السجستاني -- 276: بقي بن مخلد - ابن قتيبة - عبدالملك بن محمد بن عبد الله أبو قلابة الرقاشي -- 277: إبراهيم بن صرا إسحاق بن أبي العينين - أحمد بن عيسى - أبو حاتم الرازي - محمد بن الحسن بن موسى بن الحسن أبو جعفر الكوفي الخراز المعروف بالجندي - محمد بن سعدان أبو جعفر الرازي - يعقوب بن سفيان بن حران - عريب المأمونية -- 278: ترجمة أبي أحمد الموفق - عبدة بن عبد الرحيم قبحه الله -- 279: ترجمة المعتمد على الله - البلاذري المؤرخ - خلافة المعتضد - الترمذي - محمد بن المنذر بن شكر -- 280: بناء دار الخلافة من بغداد في هذا الوقت - أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى أبو جعفر البغدادي - أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر - سيبويه أستاذ النحاة -- 281: إسحاق بن إبراهيم - أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي -- 282: إسماعيل بن إسحاق - خمارويه بن أحمد بن طولون - أبو محمد الشعراني - محمد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء البصري -- 283: ابن الرومي الشاعر - محمد بن سليمان بن الحرب أبو بكر الباغندي الواسطي - محمد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضبي المعروف بتنهام - البحتري الشاعر -- 284: أحمد بن المبارك أبو عمر المستملي -- 285: إبراهيم بن إسحاق - المبرد النحوي -- 286: ظهور أبي سعيد الجنابي رأس القرامطة - إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان - بقي بن مخلد بن يزيد - الحسن بن بشار - محمد بن يونس - يعقوب بن إسحاق بن نخبة أبو يوسف الواسطي -- 287: محمد بن زيد العلوي - أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك -- 288: بشر بن موسى بن صالح أبو علي الأسدي - عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد - هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى أبو موسى الهاشمي -- 289: الخليفة المعتضد - خلافة المكتفي بالله أبي محمد - بدر غلام المعتضد رأس الجيش - الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم بن مجرز بن إبراهيم الحافظ البغدادي -- 290: عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل - محمد بن عبد الله أبو بكر الدقاق -- 291: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار - القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير - محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد أبو عبد الله البصري -- 292: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي -- 293: أبو العباس الناشي الشاعر - عبيد بن محمد بن خلف أبو محمد البزار -- 294: ذكر مقتل زكرويه لعنه الله - صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الأسدي - محمد بن الإمام إسحاق بن راهويه - محمد بن نصر أبو عبد الله المروزي - محمد بن جرير الطبري - موسى بن هارون بن عبد الله أبو عمران -- 295: وفاة الخليفة المكتفي بالله أبو محمد ابن المعتضد - خلافة المقتدر بالله أبي الفضل جعفر بن المعتضد - أبو إسحاق المزكي - أبو الحسين النوري - إسماعيل بن أحمد بن سامان - المعمري الحافظ - أبو جعفر الترمذي محمد بن محمد بن نصر أبو جعفر الترمذي الفقيه الشافعي -- 296: أحمد بن محمد بن زكريا بن أبي عتاب أبو بكر البغدادي - أبو بكر الأثرم - خلف بن عمرو بن عبد الرحمن بن عيسى - ابن المعتز الشاعر والخليفة - محمد بن الحسين بن حبيب - محمد بن داود بن الجراح أبو عبد الله الكاتب -- 297: محمد بن داود بن علي - محمد بن عثمان بن أبي شيبة - موسى بن إسحاق - يوسف بن يعقوب -- 298: ابن الراوندي - الجنيد بن محمد بن الجنيد - سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور أبو عثمان الواعظ - سمنون بن حمزة - صافي الحربي - إسحاق بن حنين بن إسحاق - الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا -- 299: أحمد بن نصر بن إبراهيم أبو عمرو الخفاف - البهلول بن إسحاق بن البهلول - الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو علي الخرقي - محمد بن إسماعيل أبو عبد الله المغربي - محمد بن أبي بكر بن أبي خيثمة - محمد بن أحمد بن كيسان النحوي - محمد بن يحيى - فاطمة القهرمانة -- 300: الأحوص بن الفضل - عبيد الله بن عبد الله بن طاهر - الصنوبري الشاعر - إبراهيم بن أحمد بن محمد -- 301: إبراهيم بن خالد الشافعي - جعفر بن محمد - أبو سعيد الجنابي القرمطي - محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي الشوارب - أبو بكر محمد بن هارون البردعي -- 302: بشر بن نصر بن منصور - القاضي أبو زرعه محمد بن عثمان الشافعي -- 303: النسائي - الحسن بن سفيان - رويم بن أحمد - أبو علي الجبائي - أبو الحسن بن بسام الشاعر -- 304: لبيد بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح - يوسف بن الحسين بن علي - يموت بن المزرع بن يموت -- 305: محمد بن أحمد أبو موسى -- 306: إبراهيم بن أحمد بن الحارث - أحمد بن عمر بن سريج - أحمد بن يحيى - الحسن بن يوسف بن إسماعيل بن حماد بن زيد - عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد - محمد بن بابشاذ أبو عبيد الله البصري - محمد بن الحسين بن شهريار - منصور بن إسماعيل بن عمر - أبو نصر المحب -- 307: أحمد بن علي بن المثنى - إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سلمة - زكريا بن يحيى الساجي -- 308: أحمد بن الصلت - أبو عبد الله المقري النحوي التوزي -- 309: ترجمة الحلاج - أشياء من حيل الحلاج - صفة مقتل الحلاج - أبو العباس بن عطاء أحد أئمة الصوفية -- 310: أبو بشر الدولابي - أبو جعفر بن جرير الطبري -- 311: الخلال أحمد بن محمد بن هاون - أبو محمد الجريري - الزجاج صاحب معاني القرآن - بدر مولى المعتضد - حامد بن العباس - ابن خزيمة -- 312: إبراهيم بن خميس - علي بن محمد بن الفرات - محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن -- 313: علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان - أبو العباس السراج الحافظ -- 314 -- 315: ابن الجصاص الجوهري - علي بن سليمان بن المفضل -- 316: بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفرائيني - نصر الحاجب -- 317: ذكر أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى بلادهم - أحمد بن مهدي بن رستم - بدر بن الهيثم - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز - محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عثمان - الكعبي المتكلم -- 318: أحمد بن إسحاق - يحيى بن محمد بن صاعد - الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد -- 319: علي بن الحسين بن حرب بن عيسى - محمد بن سعد بن أبي الحسين الوراق -- 320: ترجمة المقتدر بالله - خلافة القاهر - أحمد بن عمير بن جوصا - أبو علي بن خيران - القاضي أبو عمر المالكي محمد بن يوسف -- 321: ابتداء أمر بني بويه وظهور دولتهم - أحمد بن محمد بن سلامة - أحمد بن محمد بن موسى بن النضر - شغب أم أمير المؤمنين المقتدر بالله الملقبة بالسيدة - عبد السلام بن محمد - محمد بن الحسن بن دُريد بن عتاهية -- 322: ذكر خلع القاهر وسمل عينيه وعذابه - خلافة الراضي بالله أبي العباس محمد بن المقتدر بالله - وفاة المهدي صاحب أفريقية - محمد بن أحمد بن القاسم أبو علي الروذباري - محمد بن إسماعيل -- 323: نفطويه النحوي -- 324: ابن مجاهد المقري - جحظة الشاعر البرمكي - ابن المغلس الفقيه الظاهري - أبو بكر بن زياد - عفان بن سليمان - أبو الحسن الأشعري -- 325: أحمد بن محمد بن الحسن -- 326 -- 327: الحسن بن القاسم بن جعفر بن دحيم - عثمان بن الخطاب - محمد بن جعفر بن محمد بن سهل - أبو محمد عبد الرحمن -- 328: أبو محمد جعفر المرتعش - أبو سعيد الأصطخري الحسن بن أحمد - علي بن محمد أبو الحسن المزين الصغير - صاحب كتاب العقد الفريد أحمد بن عبد ربه - عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب - ابن شنبوذ المقري - وهذه ترجمة ابن مقلة الوزير - أبو بكر ابن الأنباري - أم عيسى بنت إبراهيم الحربي -- 329: خلافة المتقي بالله - أحمد بن إبراهيم - بجكم التركي - أبو محمد البربهاري - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول -- 330: إسحاق بن محمد بن يعقوب النهرجوري - الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان - علي بن محمد بن سهل - وفيها توفي الشيخ أبو صالح مفلح الحنبلي -- 331: ثابت بن سنان بن قرة الصابي - محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة - محمد بن مخلد بن جعفر أبو عمر الدوري -- 332: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن - أحمد بن عامر بن بشر بن حامد المروروذي -- 333: خلافة المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي بن المعتضد -- 334: أول دولة بني بويه وحكمهم ببغداد - القبض على الخليفة المستكفي بالله وخلعه - خلافة المطيع لله - عمر بن الحسين - محمد بن عيسى - محمد بن محمد بن عبد الله - الأخشيد محمد بن عبد الله بن طغج - أبو بكر الشبلي -- 335: الحسين بن حمويه بن الحسين - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله - عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام - علي بن عيسى بن داود ابن الجراح - محمد بن إسماعيل ابن إسحاق - هارون بن محمد - أبو العباس بن القاص أحمد بن أبي أحمد الطبري -- 336: أبو الحسين بن المنادي - الصولي محمد بن عبد الله بن العباس -- 337: عبد الله بن محمد بن حمدويه - قدامة الكاتب المشهور - محمد بن علي بن عمر أبو علي المذكر - محمد بن مطهر بن عبد الله -- 338: أبو الحسن علي بن بويه - أبو جعفر النحاس النحوي - المستكفي بالله - علي بن حمشاد بن سحنون بن نصر - علي بن محمد بن أحمد بن الحسن -- 339: الحسن بن داود بن باب شاذ - محمد القاهر بالله أمير المؤمنين - محمد بن عبد الله بن أحمد - أبو نصر الفارابي -- 340: أبو الحسن الكرخي - محمد بن صالح بن يزيد -- 341: المنصور الفاطمي - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح - أحمد بن محمد بن زياد -- 342: علي بن محمد بن أبي الفهم - محمد بن إبراهيم - محمد بن موسى بن يعقوب -- 343: الحسن بن أحمد - علي بن محمد بن عقبة بن همام - محمد بن علي بن أحمد بن العباس - أبو الخير التيناني -- 344: عثمان بن أحمد - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد - محمد بن أحمد بن بطة بن إسحاق الأصبهاني - محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج - أبو بكر الحداد - أبو يعقوب الأذرعي -- 345: غلام ثعلب - محمد بن علي بن أحمد بن رستم - أحمد بن محمد بن إسماعيل -- 346: أحمد بن عبد الله بن الحسين - الحسن بن خلف بن شاذان - أبو العباس الأصم -- 347: الزبير بن عبد الرحمن - أبو سعيد بن يونس - ابن درستويه النحوي - محمد بن الحسن - محمد بن علي -- 348: إبراهيم بن شيبان القرميسيني - أبو بكر النجاد - جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم - محمد بن إبراهيم بن يوسف بن محمد - محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة - أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي -- 349: جعفر بن حرب الكاتب - أبو علي الحافظ - حسان بن محمد بن أحمد بن مروان - حمد بن إبراهيم بن الخطاب - عبد الواحد بن عمر بن محمد - أبو أحمد العسال -- 350: نوح بن عبد الملك الساماني - الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي - أبو سهل بن زياد القطان - أحمد بن محمد بن سعيد - تمام بن محمد بن عباس - الحسين بن القاسم - عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم - عتبة بن عبد الله - محمد بن أحمد بن حيان - أبو علي الخازن -- 351: الحسن بن محمد بن هارون - دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن - عبد الباقي بن قانع - أبو بكر النقاش المفسر -- 352: ترجمة النقفور ملك الأرمن واسمه الدمستق - عمر بن أكتم بن أحمد بن حيان بن بشر أبو بشر الأسدي -- 353: بكار بن أحمد - أبو إسحاق الجهمي -- 354: المتنبي الشاعر المشهور - محمد بن حبان - محمد بن الحسن بن يعقوب - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد ربه -- 355: الحسن بن دواد - محمد بن الحسين بن علي بن الحسن - أبو بكر بن الجعابي -- 356: وفاة معز الدولة بن بويه - أبو الفرج الأصبهاني - سيف الدولة - كافور الأخشيد - أبو علي القالي - أبو علي محمد بن إلياس صاحب بلاد كرمان ومعاملاتها - وفيها توفي من الملوك أيضا: الحسن بن الفيرزان -- 357: عمر بن جعفر بن عبد الله - محمد بن أحمد بن علي بن مخلد - كافور بن عبد الله الأخشيدي -- 358 -- 359: محمد بن أحمد بن الحسين - محارب بن محمد بن محارب - أبو الحسين أحمد بن محمد -- 360: سليمان بن أحمد بن أيوب - محمد بن جعفر - محمد بن الحسن بن عبد الله أبو بكر الآجري - محمد بن جعفر بن محمد - محمد بن داود أبو بكر الصوفي - محمد بن الفرحاني - أحمد بن الفتح -- 362: سعيد بن أبي سعيد الجنابي - عثمان بن عمر بن خفيف - علي بن إسحاق بن خلف - أحمد بن سهل -- 363: السري بن أحمد بن أبي السري - محمد بن هاني - إبراهيم بن محمد - سعيد بن القاسم بن خالد - محمد بن الحسن بن كوثر بن علي -- 364: خلافة الطائع وخلع المطيع - الحرب بين المعز الفاطمي والحسين - المعز الفاطمي ينتزع دمشق من القرامطة - العباس بن الحسين - أبو بكر عبد العزيز بن جعفر - علي بن محمد -- 364: ذكر أخذ دمشق من أيدي الفاطميين - سبكتكين الحاجب التركي -- 365: أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم - الحسين بن محمد بن أحمد - أبو أحمد بن عدي الحافظ - المعز الفاطمي -- 366: ابتداء ملك بني سبكتكين - أبو يعقوب يوسف - الحسين بن أحمد - إسماعيل بن نجيد - الحسن بن بويه - محمد بن إسحاق - محمد بن الحسن - القاضي منذر البلوطي - أبو الحسن علي بن أحمد -- 367: مقتل عز الدين بختيار - الملك عز الدولة بختيار بن بويه الديلمي - محمد بن عبد الرحمن -- 368: قسّام التراب يملك دمشق - العقيقي - أحمد بن جعفر - تميم بن المعز الفاطمي - أبو سعيد السيرافي - عبد الله بن إبراهيم - عبد الله بن محمد بن ورقاء - محمد بن عيسى -- 369: أحمد بن زكريا أبو الحسن اللغوي - أحمد بن عطاء بن أحمد - عبد الله بن إبراهيم - محمد بن صالح -- 370: أبو بكر الرازي الحنفي - محمد بن جعفر - ابن خالويه -- 371: الإسماعيلي - الحسن بن صالح - الحسن بن علي بن الحسن - عبد الله بن الحسين - عبد العزيز بن الحارث - علي بن إبراهيم - علي بن محمد الأحدب المزور - الشيخ أبو زيد المروزي الشافعي - محمد بن خفيف -- 372: شيء من أخبار عضد الدولة - محمد بن جعفر -- 373: بُلُكِّين بن زيري بن منادي - سعيد بن سلام - عبد الله بن محمد -- 374: الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسن - الخطيب بن نباته الحذاء -- 375: أبو علي بن أبي هريرة - الحسين بن علي ابن محمد بن يحيى أبو أحمد النيسابوري - أبو القاسم الداركي - محمد بن أحمد بن محمد حسنويه - محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح -- 376 -- 377: أحمد بن الحسين بن علي أبو حامد المروزي - إسحاق بن المقتدر بالله - جعفر بن المكتفي بالله - أبو علي الفارسي النحوي - ستيتة -- 378: الحسن بن علي بن ثابت - الخليل بن أحمد القاضي - زياد بن محمد بن زياد بن الهيثم -- 379: شرف الدولة - محمد بن جعفر بن العباس - عبد الكريم بن عبد الكريم - محمد بن المظفر -- 380: يعقوب بن يوسف -- 381: أحمد بن الحسين بن مهران - عبد الله بن أحمد بن معروف - جوهر بن عبد الله -- 382: محمد بن العباس ابن حيوة - أبو أحمد العسكري -- 383: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان بن حرب بن مهران -- 384: إبراهيم بن هلال - عبد الله بن محمد ابن نافع بن مكرم أبو العباس البستي الزاهد - علي بن عيسى بن عبيد الله - محمد بن العباس بن أحمد بن القزاز - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله -- 385: الصاحب بن عباد - الحسن بن حامد أبو محمد الأديب - ابن شاهين الواعظ - الحافظ الدارقطني - عباد بن عباس بن عباد - عقيل بن محمد بن عبد الواحد - محمد بن عبد الله بن سكرة - يوسف بن عمر بن مسرور - يوسف بن أبي سعيد -- 386: أحمد بن إبراهيم ابن محمد بن يحيى بن سحنويه - أبو طالب المكي صاحب قوت القلوب - العزيز صاحب مصر -- 387: أبو أحمد العسكري اللغوي الحسن بن عبد الله - عبد الله بن محمد بن عبد الله - ابن زولاق - ابن بطة عبيد الله بن محمد - علي بن عبد العزيز بن مدرك - فخر الدولة بن بويه - ابن سمعون الواعظ - آخر ملوك السامانية نوح بن منصور - أبو الطيب سهل بن محمد -- 388: الخطابي - الحسين بن أحمد بن عبد الله - صمصامة الدولة - عبد العزيز بن يوسف الحطان - محمد بن أحمد ابن إبراهيم أبو الفتح المعروف بغلام الشنبوذي -- 389: زاهر بن عبد الله - عبد الله بن محمد بن إسحاق -- 390: أحمد بن محمد ابن أبي موسى أبو بكر الهاشمي - عبيد الله بن عثمان بن يحيى - الحسين بن محمد بن خلف - عبد الله بن أحمد ابن علي بن أبي طالب البغدادي - عمر بن إبراهيم ابن أحمد أبو نصر المعروف بالكتاني المقري - محمد بن عبد الله بن الحسين ابن عبد الله بن هارون - محمد بن عمر بن يحيى - الأستاذ أبو الفتوح برجوان - الجريري المعروف بابن طرار - ابن فارس - أم السلامة -- 391: جعفر بن الفضل بن جعفر - ابن الحجاج الشاعر - عبد العزيز بن أحمد بن الحسن الجزري - عيسى بن الوزير علي بن عيسى -- 392: ابن جني - علي بن عبد العزيز القاضي بالري -- 393: إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو إسحاق الطبري الفقيه المالكي - الطائع لله عبد الكريم بن المطيع - محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن زكريا - محمد بن عبد الله أبو الحسن السلامي - ميمونة بنت شاقولة -- 394: أبو علي الإسكافي -- 395: محمد بن أحمد بن موسى بن جعفر - محمد بن أبي إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم أبي الحسن العلوي - أبو الحسين أحمد بن فارس ابن زكريا -- 396: أبو سعد الإسماعيلي إبراهيم بن إسماعيل أبو سعد الجرجاني - محمد بن أحمد ابن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن بحير - أبو عبد الله بن منده -- 397: عبد الصمد بن عمر بن إسحاق - أبو العباس بن واصل -- 398: قصة مصحف ابن مسعود وتحريقه - تخريب قمامة في هذه السنة - أبو محمد الباجي - عبد الله بن أحمد ابن علي بن الحسين - الببغاء الشاعر عبد الواحد بن نصر بن محمد - محمد بن يحيى أبو عبد الله الجرجاني - بديع الزمان صاحب المقامات -- 399: عبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين - محمد بن علي بن الحسين أبو مسلم كاتب الوزير بن خنزابة - أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الواحد -- 400: أبو أحمد الموسوي النقيب - الحجاج بن هرمز أبو جعفر - أبو عبد الله القمي المصري التاجر - أبو الحسن بن الرفا المقري -- 401: إبراهيم بن محمد بن عبيد - عميد الجيوش الوزير - خلف الواسطي صاحب الأطراف - أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين - علي بن محمد بن الحسين بن يوسف الكاتب -- 402: الحسن بن الحسن بن علي بن العباس ابن نوبخت - عثمان بن عيسى أبو عمرو الباقلاني - محمد بن جعفر بن محمد ابن هارون بن فروة بن ناجية - أبو الطيب سهل بن محمد -- 403: أحمد بن علي أبو الحسن الليثي - الحسن بن حامد بن علي بن مروان - الحسين بن الحسن ابن محمد بن حليم، أبو عبد الله الحليمي - فيروز أبو نصر - قابوس بن وشمكير - القاضي أبو بكر الباقلاني - محمد بن موسى بن محمد أبو بكر الخوارزمي شيخ الحنفية وفقيههم - الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن خلف العامري - الحافظ ابن الفرضي -- 404: الحسن بن أحمد أبو جعفر بن عبد الله المعروف بابن البغدادي - علي بن سعيد الاصطخري -- 405: بكر بن شاذان بن بكر - بدر بن حسنويه بن الحسين - الحسن بن الحسين بن حمكان - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم - عبد الرحمن بن محمد ابن محمد بن عبد الله بن إدريس بن سعد - أبو نصر عبد العزيز بن عمر - عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة - الحاكم النيسابوري - ابن كج