العقد الفريد (1953)/الجزء الأول/كتاب اللؤلؤة في السلطان/ما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم


ما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم

قالت الحكماء: أحزم الملوك من قهر جدّه هزله: وغلب رأيه هواه، وجعل له الفكر صاحبا يحسّن له العواقب، وأعرب عن ضميره فعله، ولم يخدعه رضاه عن سخطه ولا غضبه عن كيده.

وصية عبد الملك لولي عهده الوليد

وقال عبد الملك بن مروان لابنه الوليد وكان ولي عهده: يا بنيّ، اعلم أنه ليس بين السلطان وبين أن يملك الرعية أو تملكه إلا حرفان: حزم وتوان.

لبعضهم في اليسير من الزلل

وقالوا: ينبغي للعاقل ألّا يستصغر شيئا من الخطأ والزلل، فانه متى ما استصغر الصغير يوشك أن يقع في الكبير؛ فقد رأينا الملك يؤتى من العدوّ المحتقر، ورأينا الصحة تؤتى من الدواء اليسير، ورأينا الأنهار تتدفق من الجداول الصغار.

في الذم يكون من الرعية

وقالوا: لا يكون الذم من الرعية لراعيها إلا لأحد ثلاثة: كريم قصّر به عن قدره فاحتمل لذلك ضغنا، أو لئيم بلغ به ما لا يستحق فأورثه ذلك بطرا، أو رجل منع حظّه من الإنصاف فشكا تفريطا.

۴۳ في الموه عليه من في الفرس ولادة فيه الأوفرة فيه من العقد الفريد وفي كتاب الهند : خير الملوك من أشه النسر حوله الجيف لا من أشبه الجيف من كلام الهند حولها النسور. ) وقيل الك شلب ملکه : ما الذي سلك ملكك ؟ قال : دفع شغل اليوم إلى الملك ساب ملكه غد ، و التماس دة بتضييع غدد ، واستكفاء كل مخدوع عن عقله . والمخدوع عن بلغ قدرا لا يستحقه ، وأثبت ثوابا لا يستوجبه وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : انتهزوا هذه الفرص فإنها تمر مر لابن أبي طالب السحاب ، ولا تطلبوا أثرا بعد عين .. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أحزم الخلفاء ، وكانت عائشة رضي الله عنها شيء عن عمر إذا ذكر نحمر نقول : كان والله أخوزيا نسيج وحده ، قد أعد للأمور أقرانها . وقال المغيرة بن شعبة : ما رأيت أحدا هو أحزم من عمر : كان والله له فضل يمنعه أن يخدع ، وعقل يمنعه أن يخدع . وقال عمر : لست خب والحب لاتخدعنى . العمر في نفسه ومرت عمر بنيان يني ، بأجر وجص ، فقال : لمن هذا ؟ قيل : العاملك على البحرين . فقال : أبي الدراهم إلا أن تخرج أعناقها ، فأرسل إليه قشاطره ماله . وكان سعد بن أبي وقاص يقال له المستجاب ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : اتقوا دعوة سعد . فلما شااره عمر ماله ، قال له سول : لقد هممت . قال له عمر أني وقع بأن تدعو على . قال : نعم . قال إذا لاتجدني بدعاء رب شقيا وهما رجل من الشعراء سعد بن أبي وقاص یوم القادسية ، فقال ابن أبي وقاص و شاعر هماه أعلم أن الله أظهر دينه، وسعد باب القادسية غصه تر أبنا وقد آمن نساء كثيرة و ونسوة سعد ليس فيهن أيم فقال سعد : اللهم اكفنى يده ولسانه . فقطعت يده وبكم لسانه . ولا عزل عمر أبا موسى الأشعري عن البصرة وشاطره ماله وعزل أبا هريرة عمر وأبو موسی عن البحرين وشاداره ماله ، وعزل الحارث بن کعب بن وهب و شاطره ماله ، دعها وأبو هريرة (1) الاحوزی : الحسن السياق الأمور وفيه بعض النفار (ه) هو وعاء الأشهری والمارت الجزء الأول و ۳ ؟ أبا موسى فقال له : ماجار يتان بلغني أنهما عندك ، إحداهما تدعي عقيلة والأخرى من بنات الملوك ؟ قال : أما عقيلة جارية بيني و بين الناس ، وأما التي هي من بنات الملوك فإني أردت بها لا، الفداء . قال : فما جفنتان تعملان عندك ؟ قال : رزقي شأة في كل يوم ، فيعمل يصله ها غدوة ونصفها عشية . قال : فيا منالان بلنی أنهما عندك : قال : أما أحدهما أوتي أدلى به ودینی ، وأما الآخر فيتعامل الناس به . قال : أدفع لنا عقيلة ، والله إنك لمؤمن لا تغل أو فاجر مبل : ارجع إلى عملك عاقصة بتنك معا بتبك : والله إن بلغني عنك أمر لم أعدك ثم دعا أبا هريرة فقال له : هل علمت من حين أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسة بألف دينار وستمائة دينار ؟ قال : كانت لنا أفراس تناتجت ، وتطايا تلاحقت . قال قدحات لك رزقك و مؤونتك وهذا فضل فأه . قال : ليس لك ذلك . قال : بلى والله وأوجع ظهرك ! ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه ، ثم قال : إيت بها . قال : احتسبتها عند الله . قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر بالبحرين بجي الناس لك لاله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الخمر . وأميمة أم أبي هريرة . وفي حديث أبي هريرة قال : : لما عزلتي عبر عن البحرين قال لي : يا عدو الله و عدو کتابه ، سرقت مال الله ؟ قال : فقالت : ما أنا عدو الله ولا عدو کتابه ، ولكني عدو من عاداهما ، وما سرقت مال الله . قال : فمن أين أجتمعت لك عشر آلاف ؟ قالت : خيل تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت . قال : فقبضها مني ، فلما صليت الصبح آستغفرت لأمير المؤمنين . فقال لي بعد ذلك : ألا تعمل ؟ قلت لا. قال : قد عمل من هو خير منك يوسف صلوات الله عليه 10 (1) لا تغل : لا تخون . والميل : الخبيث الداهية ، أو الغالب يحجنه . (۲) القرن : من الشعر . وعنصه : عقده وليه . والاكتساع بالذنب : إدخاله بین الأرجل . أراد بالعبارتين : الذلة والمهانة . (۳) في الأصول : عاداك ، وما أثبتنا رواية عيون الأخبار . ۲۵ YO o عبد الله گیری الأهلي وابن من العقد الفريد قلت : يوسف ني وأنا ابن أميمة ، أخشى أن يتم عرض ، ويضرب ظهري و بنزع مالی . قال : ثم دعا عمر الحارث بن وهب ، فقال : ماقلاص وأعيد بها بمانی دینار ؟ قال : خرجت بتفقة معي فجرت فيها . فتمان : أما والله ما بعثنا کم الجروا في أموال المسلمين ، أما . فقال : أما والله لا عن علا بعدها ؛ قال - أنتظر حتى أستعملك ! وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص . وكان عامله على مصر : من بن الخطاب إلى عمرو بن العاص ، سلام عليك ، ، أما بعد . فإنه بلغني أنه قشت لك فاشية من خيل وإبل وغنم وبقر وعبيد ، وعهدی بلك قبل ذلك أن لا مال لك. فاكتب إلى من أين أصل هذا المال ولا تكتمه فكتب إليه : من عمرو بن العاص إلى عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد : فإنه أتاني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه ما شا لي ، وأنه يعرفني قبل ذلك لا مال لى . وإني أعلم أمير المؤمنين أني بأرض السعر فيه رخيص ، وأني أعاج من الحرية والزراعة ما يعالج أهله ، وفي رزق أمير المؤمنين عة . والله لو رأيت خيانتك حلالا ماخنتك : وأقصر أيها الرجل ، فإن لنا أحايا هي خير من العمل لك ، إن رجعنا إليها عشنا بها ، ولعمري إن عندك من لا يذم معاشته ولا تذم له وذكرت أن عندك من المهاجرين الأولين من هو خير منى » ] فأني كان ذلك ولم أفتح لك ولم تشر كك في عملك ؟ فكتب إليه عمر : أما بعد ، فإني والله ما أنا من أساطير التي تسيطر ونسقاك الكلام في غير مرجع ، وما يغني عنك أن تنگی نفسك . وقد بعثت إليك محمد ابن مسلمة شاطره مالك : فإنكم أيها الرهط الأمراء جلست على عيون المال ، (1) التكملة من شرح نهج البلاغه (۱۸۰۱) . (1) الجزء الأول ۳۶ بن مسلمة هه له ته گیرو لم يعوزكم عذر ، تجمعون لأبنائكم ، وتمهدون لأنفسكم . أما إنكم تجمعون العار وتورثون النار . والسلام . ولا اقدم عليه حمل صنع له عمر و طعاما كثيرا . فأني مترد أن يأكل منه شيئا . فقال له عمرو : أتحرمون طعامنا ؟ فقال : لو قدمت إلى طعام الضيف أكله ، ولكنك قدمت إلى اجاما هر قدمة شر . والله لا أشرب عندك ماء. فاكتب لي كل شيء هو لك ولا تكتمه . فشاطره ماله بأجمعه ، حتى بقيت نعلاه ، فأخذ إحداهما وترك الأخرى ! فنضرب عمرو بن العاص فقال : يا محمد بن المسلية ، قبح الله زمان بن العاص لعمر بن الخطاب فيه عامل . والله إني الأعرف الخطاب يحمل فوق رأسه حزمة من الحطب وعلى أبنه مثلها ، وما منهما إلا في مرة " لا تبلغ فيه ؛ والله ما كان العاص بن وائل يرضى أن يلبس الديباج مزورا " بالذهب . قال له محمد : اسكت ، والله إن عمر خير منك ، وأما أبوك وأبوه في النار والله لولا الزمان الذي سبقك به الألفيت مقتعد شاة يسرك ها (۳) ويسوءك بگؤها ) . فقال عمرو : هي عندك بأمانة الله ، فلم يخبر بها عمر عمر وأبو سفیان ومن حديث زيد بن أسلم عن أبيه قال : بعث معاوية إلى في مال وأدهم وهو على الشام بمال وأدهم ، وكتب إلى أيه أبي سفيان أن يدفع ذلك إلى بالأدهم القيد - وكتب إلى عمر يقول : إني وجدت في حصون الروم جماعة من أسارى المسلمين مقيدين بقیود حديد - أنه ذت منها هذا ليراه أمير المؤمنین ۔ وكانت العرب قبل ذلك تقيد بالقيد . قال جرير : ....... أو لجدل الأداهم ۱۰ ( ( (9) Talavella x not بن الخطاب ۱۵ عیدیں یعنی (3) ۲۰ (1) النمرة : بردة من صوفي تلبسها الأعراب. (۲) مزو را : هزينا . (3) غزرها : درها (4) بسكوها : قلة لبنها. (۰) البيت : هو الفين وابن القين لا قين مثله لبطح المساحي أو لجدل الأداه) To من العقد الفريد ۳۷ قال حول فرج الرسول حتى قدم على أبي سفيان بالمال والأدهم . قال : فذهب أبو سفيان بالأدهم والكتاب إلى عمر وآحتباس المال لنفسه . فلما قرأ عمر الكتاب ، قال : فأين المال يا أساسيان ؟ قال : كان علينا دین و معربة ، ولا في بيت المال حق ، فإذا أخرجت لنا شيء قاص میرنا به ، فقال عمر : اطرحوه في الأدهم حتى يأتي بالمال . قال : فأرسل أبو مغريان من أتاه بالمال. فأمر عمراد بإطلاقه من الأدهم ، قال : فلما قدم الرسول على معاوية قال له : رأيت أمير المؤمنين أنجيب بالأدهم ؟ قال : نعم ، وطرح فيه أباك . قال : ولم ؟ قال : جاءه بالأدم وحبس المال ؛ قال : إي والله ، والخطاب لوكان لطرحه فيه ! زار أبو سفیان معاوية بالشام ، فلما رجع من عنده دخل على عمر فقال : عمر وأبو سفيان أجزنا أبا سفيان ، قال : ما أصبنا شيئا جزك به. فأخنه عمر خاتمه فبعث به إلى هند، وقال للرسول : قال لها: يقول لك أبو سفيان : انظري إلى الخرجين اللذين جئ بهما فأحضور بهما . فيا ليث عمر أن أتى بخرجين فيهما عشرة آلاف درهم ، فطرحهما عمر في بيت المال . فلما ولى عثمان ردهما عليه . فقال أبو سفيان : ما كنت لأخذ مالا عابه على ولما ولى عمر بن الخطاب عتبة بن أبي سفيان الطابت و حه ل قوامها ثم عزله ، عمر وعتبة في تلقاه في بعض الطريق ، فوجد معه ثلاثين ألفا ، فقال : أني لك هذا ؟ قال : والله ما هر لك ولا للمسلمين ، ولكنه مال خرجت به لضيعة أشتريها . فقال عمر : عاملنا وجدنا معه مالا ، ما سبيله إلا بدت المال . ورفعه ! فلما ولى عثمان قال العتبة : هل لك في هذا المال ، فإني لم أر الأخله ابن الخطاب فيه وجها ؟ قال : والله إن بنا إليه لحاجة ، ولكن لا ترد على من قبلك ويرد عليك من بعدك . القدم (۱) قال رب عمر رجلا بالدرة ، فنادى : يا أقصى ! فقال أبو سفيان : عمر وأبو سفيان يابن أخي ، لو قبل اليوم نادي قصا لأتيك منها الغطاريف . فقال له عمر في رجل دعا بناء الجاهلية اسكت لا أبا لك . قال أبو سفيان : ها ، ووضع سباته على فيه . . ۱۰ ..لي وحيد د به ۳۰ في

(۱) هو الوليد بن هشام القحذمي

كتاب يزيد إلى مروان يأمره بالبيعة

خليفة بن خياط قال: كتب يزيد بن الوليد المعروف بالناقص- وإنما قيل له الناقص لفرط كماله- إلى مروان بن محمد- وبلغه عنه تلكؤ في بيعته-: أما بعد، فإني أراك تقدّم رجلا وتؤخر أخرى. فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت والسلام. فأتته بيعته.

أبو غسان وأهل مرو حين منعوا المال

ولما منع أهل مرو أبا غسان الماء وزوجّته «3» إلى الصحارى، كتب إليهم أبو غسان: إلى بني الأستاه من أهل مرو؛ ليمسيني الماء أو لتصبّحنكم الخيل. فما أمسى حتى أتاه الماء. فقال: الصدق ينبيء عنك لا الوعيد.

كتاب ابن طاهر إلى الحسن التغلبي

وكتب عبد الله بن طاهر الخراسانيّ إلى الحسن بن عمر التغلبيّ: أما بعد، فقد بلغني ما كان من قطع الفسقة الطريق ما بلغ، فلا الطريق تحمي، ولا اللصوص تكفي، ولا الرعية ترضي، وتطمع بعد هذا في الزيادة! إنك لمفسح الأمل. وايم الله لتكفيني من قبلك أو لأوجّهن إليك رجالا لا تعرف مرّة من جهم1 ولا عديّ من رهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كتاب الحجاج إلى قتيبة في أمر وكيع

وكتب الحجاج بن يوسف إلى قتيبة بن مسلم واليه بخراسان: أما بعد، فإن وكيع ابن حسان كان بالبصرة منه ما كان، ثم صار لصا بسجستان، ثم صار إلى خراسان، فإذا أتاك كتابي هذا: فاهدم بناءه، واحلل لواءه. وكان على شرطة قتيبة فعزله.

وولى الضّبيّ عمّ مسعود بن الخطاب.

كتاب الحجاج إلى قوم يفسدون في الأرض

وبلغ الحجاج أن قوما من الأعراب يفسدون الطريق، فكتب إليهم: أما بعد: فإنكم قد استخفّتكم الفتنة، فلا عن حق تقاتلون. ولا عن منكر تنهون، وإني أهم أن ترد عليكم مني خيل تنسف الطارف والتالد «1» ، وتدع النساء أيامى والأبناء يتامى والديار خرابا! فلما أتاهم كتابه كفّوا عن الطريق.


  1. في نهاية الأرب «جشم»