العقد الفريد (1953)/الجزء الأول/كتاب اللؤلؤة في السلطان/نصيحة السلطان ولزوم طاعته


نصيحة السلطان و لزوم طاعته

قال الله تبارك تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.

وقال أبو هريرة: لما نزلت هذه الآية أمرنا بطاعة الأئمة. وطاعتهم من طاعة الله، وعصيانهم من عصيان الله.

من العقد الفريد ۷ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من فارق الجماعة أو خلع بدأ من طاعة مات النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة . قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : له ولرسوله ولأولى الأمر منكم. فصح الإمام ولزوم طاعته فرض واجب وأمر لازم ، ولا يتم إيمان إلا به ، ولا أبت إسلام إلا عليه . الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال لي أبي : أرى هذا الرجل - یعنی عمر بن الخطاب يستفهمك ويقدمك على الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وإني و صك بخلال أربع : لا تفشين له سرا، ولا من عليك كذبا ، ولا تطوعنه نصيحة ، ولا تنتابن عنده أحدا قال الشعي : فقلت لابن عباس : كل واحدة خير من ألف . قال : إي والله ، ما ودي 4 العباس ابنه حين قله عن ۱۰ و من عشرة آلاف. (۱) ) 10 6 وفي كتاب للهند": أن رجلا دخل على بعض ملوكهم فقال : أيها الملك ، إن الرجل من الهند نصيحتك واجية في الصغير الحقير والكبير الخطير ، ولولا الثقة بفضيلة رأيك ، واحتمالك ما يشق" موقعه [ من الأسماع والقلوب " ] في جنب صلاح العامة و تلافي الخاصة ، لكان خرقا مني أن أقول ؛ ولكيا إذا رجعنا إلى أن بقاء نا موصول بقائك ، وأنفسنا متعلقة بنفسك ، لم نجد بدا من أداء الحق إلك وإن أنت لم تسلى ذلك ، فإنه يقال : من كتم السلطان نصيحه ، والأطباء مره والإخوان به ، فقد أخل بنفسه ؛ وأنا أعلم أن كل كلام يكرهه سامعه لا يتشجع عليه قاتله ، إلا أن يثق بعقل الأقول له : فإنه إذا كان عاقلا أحتمل ذلك ؛ لأنه (1) بريد د كايلة ودمنة ، وهذا ما يعنيه ابن عبد ربه في أكثر من موضع من العقد (۲) في عيون الأخبار وما يسوء (۳) التكملة من عيون الأخبار (4) في بعض الأصول هنثه، والبث والنش بهن ، وقيل : النث أن تنشر حديثا كتمه أولى (4) ما كان فيه من تفع فهو للسامع دون القائل . وإنك أيها الملك ذو فضيلة في الرأي و تصرف في العالم، ويشجعني ذلك على أن أخبرك بما نكره ، واثقة معرفتك نصيحتي لك وإيثاري إياك على نفسي .

این عتبة ينصح الوليد

وقال عمرو بن عتبة للوليد حين تغير الناس عليه : يا أمير المؤمنين ، إنه ينطقی ونصح الوليد الأنس بك، وسكتني الهيبة لك۳) ، وأراك تأمن أشياء أخافها عليك ، أفأسكت طبعا أم أقول مشفقا ؛ قال : كل مقبول منك ، وله فينا علم غیب نحن صارون إليه . فقتل بعد ذلك بأيام .

لابن صفوان في خالصة السلطان

وقال خالد بن صفوان : من صحب السلطان بالصحة والتصيحة أكثر عدوا من صحيه بالغش والخيانة ؛ لأنه تجتمع على الناصح عدو السلطان و صديقه بالعداوة والحسد ، فصديق السلطان ينافسه في مرتبته ، وعدوه رفضه لنصيحته .