الكافي/كتاب التوحيد/باب أنه لا يعرف إلا به
1
علي بن محمد، عمن ذكره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد حمران، عن الفضل بن السكن، عن أبي عبد الله ﵇ قال: قال أمير المؤمنين ﵇: اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان.
ومعنى قوله ﵇: «اعرفوا الله بالله» يعني أن الله خلق الأشخاص والأنوار والجواهر والأعيان، فالأعيان الأبدان، والجواهر الأرواح، وهو عز وجل لا يشبه جسماً ولا روحاً، وليس لأحد في خلق الروح الحساس الدراك أمر ولا سبب، هو المتفرد بخلق الأرواح والأجسام فإذا نفى عنه الشبهين؛ شبه الأبدان وشبه الأرواح فقد عرف الله بالله، وإذا شبهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف الله بالله.
2
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن علي ابن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله قال: سُئل أمير المؤمنين ﵇: بم عرفت ربك؟ قال: بما عرفني نفسه. قيل: وكيف عرفك نفسه؟ قال: لا يشبهه صورة ولا يُحس بالحواس ولا يُقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شيء، ولا يُقال شيء فوقه، أمام كل شيء، ولا يُقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ولكل شيء مبتدء.
3
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور ابن حازم قال: قلت لأبي عبد الله ﵇: إني ناظرتُ قوماً، فقلت لهم إن الله جل جلاله أجل وأعز وأكرم من أن يعرف بخلقه بل العباد يُعرفون بالله. فقال: رحمك الله.