المنبهات على الاستعداد ليوم المعاد للنصح والوداد/العشاري



باب العشاري


قال رسول الله عليكم بالسواك فان فيه عشر خصال يطهر الفم ويرضى الرب ويسخط الشيطان ويحبه الرحمن والحفظة ويشد اللثة ويقطع البلغم ويطيب النكهة ويطفى المرة ويجلى البصر ويذهب البخرة وهو من السنة ثم قال عليه السلام الصلوة بالسواك افضل من سبعين صلوة بغير سواك * وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ما من عبد رزقه الله عشر خصال الاوقد نجا من الآفات والعاهات كلها وصار في درجة المقربين ونال درجة المتقين اولها صدق دائم معه قلب قانع والثاني صبر كامل معه شكر دائم والثالث فقر دائم معه زهد حاضر والرابع فكر دائم معه بطن جائع والخامس حزن دائم معه خوف متصل والسادس جهد دائم معه بدن متواضع والسابع رفق دائم معه رحم حاضر والثامن حب دائم معه حياء حاضر والتاسع علم نافع معه حلم دائم والعاشر ایمان دائم معه عقل ثابت * وقال عمر رضي الله عنه عشرة لا تصلح بغير عشرة لايصلح العقل بغير ورع ولا الفضل بغير علم ولا الفوز بغير خشية ولا السلطان بغير عدل ولا الحسب بغیر ادب ولاالسرور بغير أمن ولاالغنى بغير جود ولاالفقر بغير قناعة ولا الرفعة بغير تواضع ولا الجهاد بغير توفيق * وقال عثمان رضی الله عنه أضيع الاشياء عشرة عالم لا يسئل عنه وعلم لا يعمل به ورأى صواب لا يقبل وسلاح لايستعمل ومسجد لا يصلى فيه ومصحف لا يقرأ عنه ومال لا ينفق منه وخيل لا يركب وعلم الزهد في بطن من من يريد الدنيا وعمر طويل لايتزود فيه لسفره * و قال على رضى الله عنه العلم خير ميراث والادب خير حرفة والتقوى خير زاد والعبادة خير بضاعة والعمل الصالح خير قائد وحسن الخلق خير قرين والحلم خير وزير والقناعة خير غنى والتوفيق خير عون والموت خير مؤدب * وقال عليه السلام عشرة من هذه الامة هم كفار بالله العظيم ويظنون انهم المؤمنون القاتل بغير حق والساحر والديوث الذي لايغار على أهله ومانع الزكوة وشارب الخمر ومن وجب عليه الحج فلم يحج والساعي في الفتن وبائع السلاح من أهل الحرب وناكح المرأة في دبرها وناكح ذات رحم محرم ان علم هذه الافعال حلالا فقد كفر * وقال النبي لا يكون العبد في السماء ولا في الارض مؤمنا حتى يكون وصولا ولا يكون وصولا حتى يكون مسلما ولا يكون مسلما حتى يسلم الناس من يده ولسانه ولا يكون مسلما حتى يكون عالما ولا يكون عالما حتى يكون بالعلم عاملا ولا يكون بالعلم عاملا حتى يكون زاهدا ولايكون زاهدا حتى يكون ورعا ولايكون ورعا حتى يكون متواضعا ولايكون متواضعا حتى يكون عارفا بنفسه ولايكون عارفا بنفسه حتى يكون عاقلا في الكلام * وقيل رأى يحيى بن معاذ الرازی رحمه الله فقيها راغبا في الدنيا فقال يا صاحب العلم والسنة قصوركم قيصرية وبيوتكم كسروية ومساكنكم قارونية وأبوابكم طالوتية وثيابكم جالوتية ومذاهبكم شيطانية وضياعكم ماردية وولايتكم فرعونية وقضاتكم عاجيلية أصحاب رشوة غشاشية ومماتكم جاهلية فاين المحمدية * وقـال

ايها المناجي ربه بانواع الكلام
والطالب مسكنه في دار السلام
والمنسوف للنوبة عاما بعد عام
وما اريك منصفا لنفسك بين الانام
انك لو رافقت يومك ياغافل بالصيام
واحببت طول ليلك بالقيام
واقتصرت بالقليل من الماء والطعام
لكنت أمرى ان تنال شرف المقام
والكرامة العظيمة من رب الانام
والرضوان الاكبر من ذي الجلال والاكرام

و قال بعض الحكماء عشر خصال يبغضها الله سبحانه وتعالى من عشرة أنفس البخل من الاغنياء والكبر من الفقراء والطمع من العلماء وقلة الحياء من النساء وحب الدنيا من الشيوخ والكسل من الشباب والجور من السلطان والجبن من الغزاه والعجب من الزهاد والرياء من العُبّاد، وقال رسول الله العافية على عشرة أوجه خمسة في الدنيا وخمسة في الآخرة فاما التي في الدنيا العلم والعبادة والرزق من الحلال والصبر على الشدة والشكر على النعمة وأما التي في الآخرة فانه ياتيه ملك الموت بالرحمة واللطف ولا يروعه منكر ونكير في القبر ويكون آمنًا في الفزع الأكبر وتمحى سيئاته وتقبل حسناته ويمر على الصراط كالبرق اللامع ويدخل الجنة في السلامة، وقال أبو الفضل رحمه الله سمى الله تعالى كتابه بعشرة أسماء قرآنا وفرقانا وكتابا وتنزيلا وهدى ونورا ورحمة وشفاء وروحا وذكرا أما القرآن والفرقان والكتاب والتنزيل فمشهور وأما الهدى والنور والرحمة والشفاء فقال الله تعالى (يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) واما الروح فقال (وكذلك اوحينا إليك روحا من امرنا) واما الذكر فقال (وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس)، وقال لقمان لابنه يا بُنَيَّ أن الحكمة أن تعمل عشرة تحيى القلب الميت وتجلس المسكين وتتقى مجالس الملوك وتشرف الوضيع وتحرر العبيد وتؤوي الغريب وتغني الفقير وتزيد لأهل الشرف شرفاََ وللسيد سوددا وهي أفضل من المال وحرز من الخوف وعدة في الحرب وبضاعة حين يربح وهي شفيعة حين يعتريه الهول وهي دليلة حين ينتهي به اليقين إلى النفس وهي سترة حين لا يستره ثوب، وقال بعض الحكماء ينبغي للعاقل إذا تاب أن يفعل عشر خصال؛ استغفار باللسان وندم بالقلب وإقلاع بالبدن والعزم على أن لا يعود أبداََ وحب الآخرة وبغض الدنيا وقلة الكلام وقلة الأكل والشرب حتى يتفرغ للعلم والعبادة وقلة النوم قال الله تعالى (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)، وقال انس بن مالك رضي الله عنه أن الأرض تنادي كل يوم بعشر كلمات وتقول يا ابن آدم تسعى على ظهرى ومصيرك في بطني وتعصى على ظهرى وتعذب في بطني وتضحك على ظهرى وتبكي في بطني وتفرح على ظهرى وتحزن في بطني وتجمع المال على ظهري وتندم في بطني وتأكل الحرام على ظهري وتأكلك الديدان في بطني وتختال على ظهرى وتذل في بطني وتمشى مسرورا على ظهري وتقع حزينا في بطني وتمشي في نور على ظهري وتقع في الظلمات في بطني وتمشى على المجامع على ظهري وتقع وحيدا في بطني، قال رسول الله : (من كثر ضحكه عوقب بعشر عقوبات يموت قلبه ويذهب الماء عن وجهه ويشمت به الشيطان ويغضب عليه الرحمن ويناقش به يوم القيمة ويعرض عنه النبي يوم القيمة وتلعنه الملائكة ويبغضه أهل السموت والأرضين وينسى كل شيء ويفتضح يوم القيمة)، وقال الحسن البصري رحمه الله: (يوما بينما أنا أطوف في أزقة البصرة وفي أسواقها مع شاب عابد فإذا أنّا بلغنا بطبيب وهو جالس على الكرسي بين يديه رجال ونساء وصبيان بأيديهم قوارير فيها ماء وكل واحد منهم يستوصف دواء لدائه فقال فتقدم الشاب إلى الطبيب فقال أيها الطبيب هل عندك دواء يغسل الذنوب ويشفى مرض القلوب فقال نعم فقال هات فقال خذ مني عشرة أشياء قال خذ عروق شجرة الفقر مع عروق شجرة التواضع واجعل فيها هَليلَج التوبة واطرحه في هاون الرضاء واسحقه بمنجار القناعة واجعله في قدر التقى وصب عليه ماء الحياء وَاَغِلَّهُ بنار المحبة واجعله في قدح الشكر ورَوِّحْه بمروحة الرجاء وأشر به بملعقة الحمد فانك أن فعلت ذلك فانه ينفعك من كل داءِ وبلاء في الدنيا والآخرة، وقيل جمع بعض الملوك خمسة من العلماءِ والحكماء فأمرهم أن يتكلم كل واحد منهم بحكمة فتكلم كل واحد منم بحكمتين فصارت عشرة فقال الأول خوف الخالق أمن وأمنه كفر وامن المخلوق عتق وخوفه رق وقال الثاني الرجاء من لله تعالى غنى لا يضره فقر واليأس عنه فقر لا ينفع معه غني وقال الثالث لا يضر مع غنى القلب فقر الكيس ولا ينفع مع فقر القلب غنى الكيس وقال الرابع لا يزداد غنى القلب مع الجود إلا غنى ولا يزداد فقر القلب مع غني الكيس إلا فقرا وقال الخامس اخذ القليل من الخير خير من ترك الكثير من الشر وترك الجميع من الشرخير من اخذ القليل من الخير، وقال ابن عباس رضی الله تعالى عنهما عن النبي : عشرة أصناف من امتى لايدخلون الجنة الامَنْ تاب القَلّاع والجَيُوف والقَتّات والدَّبوب والديًّوث وصاحب العَرْطَبة وصاحب الكُوبة والعُتُلُّ والزَّنيم والعاقُّ لوالديه قيل يا رسول الله ما القلاع قال الذي يمشى بين يدى الأمراء وقيل ما الجيوف قال النباش وقيل ما القتات قال النمام وقيل ما الدبوب قال الذي يجمع في بيته الفَتَيات للفجور وقيل ما الديوث قال الذي لا يَغار على أهله وقيل ما صاحب العرطبة قال الذي يضرب بالطبل وقيل ما صاحب الكوبة قال الذي يضرب الطنبور وقيل ما العتـل قال الذي لا يعفو عن الذنب ولا يقبـل العذر وقيل ما الزنيم قال الذي ولد من الزنا ويقعد على قارعة الطريق فيغتاب الناس والعاق مشهور، قال النبي : عشرة نفر لن يقبل الله تعالى صلاتهم رجل صلى وحيدا بغير قراءة ورجل لا يؤدي الزكوة ورجل يؤم قوما كارهون ورجل مملوك أبق ورجل شارب الخمر مُدْمِن وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها وامرأة حرة تصلى بغير خبار وآكل الربوا والامام الجائر ورجل لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكَر لا يزداد من الله تعالى إلا بعدا، وقال النبي : ينبغى للداخل في المسجد عشر خصال أن يتعاهد خفيه أو نعليه وان يبدأ برجله اليمني وان يقول إذا دخل وسلام على رسول الله وعلى ملائكة الله اللهم افتح لنا أبواب رحمتك انك أنت الوهاب وان يسلم على أهل المسجد وان يقول إذا لم يكن فيه أحد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وان يقول اشهد أن لا اله أشهد أن لا إله إلا الله الله وأن محمدا رسول الله ولا يمرَّ بين يدى المصلى وأن لا يعمل بعمل الدنيا ولا يتكلم بكلام الدنيا وان لا يخرج حتى يصلى ركعتين وان لا يدخل إلا بوضوءٍ وان يقول إذا قام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك واتوب اليك. وعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي الصلوة عماد الدين وفيها عشر خصال زينُ الوجه ونور القلب وراحة البدن وانس في القبر ومنزل الرحمة ومفتاح السماء وثقل الميزان ومَرضاة الرب وثمن الجنة وحجاب من النار ومن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين. وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي أنه قال: إذا أراد الله تعالى أن يدخل أهل الجنة في الجنة بعث اليهم ملكا ومعه هدية وكسوة من الجنة فاذا أرادوا أن يدخلوها قال لهم الملك قِفوا ان معى هديةََ من رب العلمين قالوا وما تلك الهدية فيقول الملك هي عشرة خواتم مكتوبْ على احدها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وفي الثاني مكتوب رفعت عنكم الاحزان والهموم وفي الثالث مكتوب وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون وفي الرابع مكتوب البسناكم الحلل والحلى وفي الخامس مكتوب وزوجناهم بحور عين إنى جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون وفي السادس مكتوب هذا جزاؤكم اليوم بما فعلتم من الطاعة وفي السابع مكتوب صرتم شبابا لا تهرمون أبدا وفي الثامن مكتوب صرتم آمنين ولا تخافون أبدا وفي التاسع مكتوب رافقتم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وفي العاشر مكتوب سكنتم في جوار الرحمن ذي العرش الكريم ثم يقول الملك ادخلوها بسلام آمنين فيدخلون الجنة ويقولون الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن أن ربنا لغفور شكور الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثَنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين وإذا أراد الله أن يدخل أهل النار في النار بعث اليهم ملكا ومعه عشرة خواتم في أولها مكتوب ادخلوها لا تموتون فيها أبداََ ولا تحيون ولا تُخْرَجون وفي الثاني مكتوب خوضوا في العذاب لا راحة لكم وفي الثالث مكتوب يئسوا من رحمتي وفي الرابع مكتوب ادخلوها في الهم والغم والحزن أبدا وفي الخامس مكتوب لباسكم النار وطعامكم الزقوم وشرابكم الحميم ومهادكم النار وغواشيكم النار وفي السادس مكتوب هذا جزاؤُكم اليوم بما فعلتم من معصيتي وفي السابع مكتوب سخطي عليكم في النار أبدا وفي الثامن مكتوب عليكم اللعنة بما تعمَّدتم من الذنوب الكبائر ولم تتوبوا ولم تندموا وفي التاسع مكتوب قُرَناؤُكم الشياطين في النار أبدا وفي العاشر مكتوب اتَّبعتم الشيطان واردتم الدنيا وتركتم الآخرة فهذا جزاؤُكم، وعن بعض الحكماء طلبت عشرة في عشرةِ مواطن فوجدتها في عشرةِِ أخرى طلبت الرفعة في التكبر فوجدتها في التواضع وطلبت العبادة في الصلوة فوجدتها في الورع وطلبت الراحة في الحرص فوجدتها في الزهد وطلبت نور القلب في صلوة النهار جهرا فوجدته في صلوة الليل سرا وطلبت نور القيمة في الجود والسخاوة فوجدته في العطش في الصوم وطلبت الجواز على الصراط في الأضحية فوجدتها في الصدقة وطلبت النجاة من النار في ترك المباحات فوجدتها في ترك الشهوات وطلبت حب الله تعالى في ترك الدنيا فوجدتها في ذكر الله تعالى وطلبت العافية في المجامع فوجدتها في العزلة وطلبت نور القلب في المواعظ وقراءة القرآن فوجدتها في التفكر والبكاء، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (وإذا ابتلى ابراهیم ربه بكلمات فأتمهن) قال عشر خصال من السنة خمس في الرأس وخمس في البدن فأما الخمس التي في الرأس فالسواك والمضمضة والاستنشاق وقص الشارب وحلق الرأس وأما التي في البدن فنتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة والختانُ والاستنجاءُ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من صلى على النبي واحدة صلى الله عليه عشرة ومن سبه مرة سب الله عليه عشر مرات إلا ترى لقوله تعالى للوليد ابن مغيرة لعنة الله عليه حين سب النبي مرة واحدة سبه الله عشر مرات فقال (ولا تطع كل خلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى علیه ایتنا قال أساطير الأولين) يعني يكذّب بالقرآن، وقال إبراهيم بن ادھم رحمه الله حين سَالوه عن قوله تعالى (ادعونی استجب لكم) وانّا ندعو فلم يستجب لنا فقال ماتت قلوبكم من عشرة أشياء انكم عرفتم الله ولم تؤدوا حقه وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به وادعيتم عداوة إبليس وواليتموه وادعيتم حب الرسول وتركتم اثره وسنته وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب انفسكم وتأكلون رزق الله ولا تشكرونه وتدفنون موتاكم ولا تعتبرون، وقال النبي ما من عبد وامة دعا بهذا الدعاء في ليلة عرفة الف مرة وهي عشر كلمات يسئل الله شيئا إلا اعطاه ما لم يدعُ بقطيعةرحم أو مأثم سبحان الذي في السماء عرشه سبحان الذي في الأرض ملكه وقدرته سبحان الذي في البر سبيله سبحان الذي في الهوى روحه سبحان الذي في النار سلطانه سبحان الذي في الأرحام علمه سبحان الذي في القبور قضاؤُه سبحان الذي رفع السماء بلا عمد سبحان الذي وضع الأرض سبحان الذي لا ملجا ولا منجأ منه إلا اليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال: قال رسول الله ذات يوم لإبليس عليه اللعنة كم احباؤك من امتى قال عشر نفر الامام الجائر والمتكبر والغني الذي لا يبالي من أين يكتسب المال وفي ماذا ينفق والعالم الذي صدَّق الامير على جوره والتاجر الخائن والمحتكر والزاني وآكل الربوا والبخيل الذي لا يبالى من أين يجمع المال وشارب الخمر مدمن عليها ثم قال النبي فكم أعداؤك من امتى قال عشرون نفرا اولهم أنت يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فاني ابغضك والعالم العامل بالعلم وحامل القرآن إذا عمل بما فيه والمؤذّن لله في خمس صلوات ومحب الفقراء والمساكين واليتامى وذو قلب رحيم والمتواضع للحق وشاب نشأ في طاعة الله تعالى وآكل الحلال والشابان المتحابان في الله والحريص على الصلوة في الجماعة والذي يصلى بالليل والناس نيام والذي يمسك نفسه عن الحرام والذي ينصح وفي رواية يدعو للإخوان وليس في قلبه شيء والذي يكون أبدأ على وضوء وسخى وحسن الخلق والمصدق ربه بما ضمن الله له والمحسن إلى مستورات الأرامل والمستعد للموت. وقال وهب بن منبه مكتوب في التورية من تزود في الدنيا صار يوم القيمة حبيب الله ومن ترك الغضب صار في جوار الله ومن ترك حب العيش في الدنيا صار يوم القيمة آمنا من عذاب الله ومن ترك الحسد صار يوم القيمة محمودا على رؤس الخلائق ومن ترك حب الرياسة صار يوم القيمة عزيزا عند الملك الجبار ومن ترك الفضول في الدنيا صار ناعما في الأبرار ومن ترك الخصومة في الدنيا صار يوم القيمة من الفائزين ومن ترك البخل في الدنيا صار مذكورا عند رؤس الخلائق ومن ترك الراحة في الدنيا صار يوم القيمة مسرورا ومن ترك الحرام في الدنيا صار يوم القيمة في جوار الأنبياء ومن ترك النظر في الحرام في الدنيا فرح الله عينه يوم القيمة في الجنة ومن ترك الغني في الدنيا واختار الفقر بعثه الله تعالى يوم القيمة مع الوليين والنبيين ومن قام بحوائج الناس في الدنيـا قـضى الله تعالى حوائجه في الدنيا والآخرة ومن أراد أن يكون في قبره مونس فليقم في ظلمة الليل وليصل ومن أراد أن يكون في ظل عرش الرحمن فليكن زاهدا ومن أراد أن يكون حسابه يسيرا فليكن ناصحا لنفسه وإخوانه ومن أراد أن يكون الملائكة زائرين له فليكن ورعا ومن أراد أن يسكن في بحبوحة الجنة فليكن ذاكرا لله باليل والنهار ومن أراد أن يدخل الجنة بغیر حساب فليتب إلى الله توبة نصوحا ومن أراد أن يكون غنيا فليكن راضيا بما قسم الله تعالى ومن أراد أن يكون مع الله فقيها فليكن خاشعا ومن أراد أن يكون حكيما فليكن عالما ومن أراد أن يكون سالما من الناس فلا يذكر احدا إلا بخير وليعتبر فيها من أي شيء خُلِقْتُ ولماذا خلقتُ ومن أراد الشرف في الدنيا والآخرة فليختر الآخرة على الدنيا ومن أراد الفردوس والنعيم الذي لا يفنى فلا يضع عمره في فساد الدنيا ومن أراد الجنة في الدنيا والآخرة فعليه بالسخاوة لان السخي قريب إلى الجنة وبعيد من النار ومن أراد أن ينور قلبه بالنور التام فعليه بالتفكر والاعتبار ومن أراد أن يكون له بدن صابر ولسان ذاكر وقلب خاشع فعليه بكثرة الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.