النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية/الفصل الأول



الفصل الأول

في مذاهب النصارى واعتقادهم


يقولون إن الله – سبحانه وتعالى – جوهر واحد وثلاثة أقانيم: أقنوم الأب وأقنوم الابن وأقنوم روح القدس. وأنها واحدة في الجوهر مختلفة الأقانيم. وقال بعضهم إنها أشخاص وذوات. وقال بعضهم إنها خواص. وقال بعضهم إنها صفات.

وقال بعضهم إن أقنوم الأب هو الذات، وأقنوم الابن هو الكلمة وهي العلم وأنها لم تزل متولدة من الأب لا على سبيل التناسل بل كتولد ضياء الشمس من الشمس، وأن أقنوم روح القدس هو الحياة وأنها لم تزل فايضة بين الأب والابن.

والأقنوم عندهم هو الشخص.

مذاهب النصارى

والنصارى ثلاثة مذاهب: اليعقوبية والملكية والنسطورية.

[اليعقوبية]

أما اليعقوبية فإنهم فرق كثيرة، وهم يقولون إن المسيح – عليه السلام – طبيعة واحدة من طبيعتين: إحداهما طبيعة اللاهوت والأخرى طبيعة الناسوت؛ 1 فإن هاتين الطبيعتين تركتبا كما تركبت النفس مع البدن واتحدتا فصارتا إنسانا واحدا وجوهرا واحدا وإلها واحدا؛ وإن هذه الطبيعة الواحدة والشخص الواحد هو المسيح، وهو إله كله وإنسان كله، وهو شخص واحد وطبيعة واحدة من طبيعتين. ومنهم من يقول إنه بمعنى الممازجة، فصار منها شيء ثالث كما تمتزج النار بالفحمة فيصير منها جمرة، والجمرة ليست نارا خالصة ولا فحمة خالصة، وهذا موافق لما في تسبيحة إيمانهم 2 من قولهم: « نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنسانا » ولذلك قالوا: المسيح جوهر من جوهرين وأقنوم من أقنومين.

ويقولون 3: إن مريم ولدت الله عز وجل وأنه تألم وصلت متجسدا ودقت المسامير في يديه ورجليه ومات ودُفن وقامن من بين الأموات بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء.

[النسطورية]

أما النسطورية فإنهم فرقة واحدة، وظاهر قولهم أن الاتحاد على معنى المساكبة وأن الكلمة جعلته محلا ادرعته ادراعا، وكذلك قالوا إن المسيح جوهران وأقنومان. وقال بعضهم إن الاتحاد وقع به كما اتحد نقش الفص بالشمع وصورة الوجه بالمرآة من غير أن يكون قد انتقل النقش من الفص إلى الشمع أو الوجه إلى المرآة. وقال بعضهم: اتحاد الكلمة هي أن ظهرت على يديه بإظهار المعجزات عليه.

وقالوا أيضا: إن المسيح شخصان وطبيعتان لهما مشيئة واحدة وإن طبيعة اللاهوت التي للمسيح هي غير طبيعة الناسوت، وإن طبيعة اللاهوت لما اتحدت بالناسوت وبالكلمة صارت الطبيعتان بجهة واحدة وإرادة واحدة، واللاهوت لا يقبل زيادة ولا نقصان ولا يمتزد بشيء، والناسوت يقبل الزيادة والنقصان، فكان المسيح بذلك إلها وإنسانا، وهو إله بجوهر اللاهوت الذي لا يزيد ولا ينقص، وهو إنسان بجوهر الناسوت القابل للزيادة والنقصان.

وقالوا إن مريم ولدت المسيح بناسوته، وإن اللاهوت لم يفارقه قط منذ اتحد بناسوته.

[الملكية]

وأما الملكية 4، وهم الروم وغيرهم، فيقولون: إن الابن الأزلي الذي هو الكلمة، وإن الكلمة هي الحائلة والمصورة والمفصلة للمعاني التي بها يكون التعقل، ليس هي الكلمة الصوتية ولا النطق الجرمي، تجسد من مريم تجسدا كاملا كسائر أجساد الناس وركب في ذلك الجسد نفسا كاملا بالعقل والمعرفة والعلم كسائر أنفس الناس، وإنه صار إنسانا بالنفس والجسد اللذين هما من جوهر الناسوت، وإلها بجوهر اللاهوت كمثل أبيه لم يزل، وهو إنسان، وهو الناسوت، مثل إبراهيم وداود عليهما السلام. وهو شخص واحد لم يزد عدده، وطبيعتان، ولكل واحد من الطبيعتين مشيئة كاملة، فله بالاهوتية مشيئة الأب والروح القدس، وله بناسوته مشيئة إبراهيم وداود.

وقالوا إن مريم ولدت إلها وإن المسيح هو اسم يجمع اللاهوت والناسوت، والناسوت مات. وقالوا إن الله لم يمت، وإن الذي ولدته مريم مات بجوهر ناسوته وله مشيئة اللاهوت والناسوت، وهو شخص واحد، لا نقول شخصين لئلا يلزمنا القول بأربعة أقانيم. 5 فأتوا من القول أيضا بمثل ما أتت به اليعقوبية في ولادة مريم الله - عز وعلا وتنزه عما يقوله المبطلون.

وقالوا إن المسيح اسم لا يشك كافة النصارى أنه واقع على اللاهوت والناسوت، والناسوت مات، وإن الله لم يمت. فكيف يكون ميتا لم يمت؟ وقائما قاعدا في حال واحد؟ وهل في المقالتين إلا ما اختلفوا فيه من الطبائع؟ فهذه جملة قولهم وخلاصته.

فصل في مناقشة عقائدهم ودحضها

أما من قال إن الأقانيم ذوات وآلهة قديمة، فقوله مردود بما يبطل به من قال بأزيد من قديم واحد. ولا يخلو أن تكون الآلهة الثلاثة متساوية في العلم والقدرة والحكمة أو متفاضلين، فيعلم بعضهم أو يقدر على أجناس لا يقدر عليها الآخر. فإن تساووا كان ما زاد عن الواحد فضلا غير محتاج إليه. ومن تبصر مقالتهم لا يجيز أن يكون في الحوادث – فضلا عن القدماء – ما لا معنى في وجوده. وإن تفاضلوا كان المفضول ناقصا، ولا يسوغ إدخال النقص على الآلهة.

وقولهم في تسبيحة إيمانهم "إن الابن من جوهر أبيه" وإذا كان الأب والابن قد اشتركا في أمر جوهري عمهما عموم طبيعته، فبم انفصل أحدهما عن الآخر؟

لا يخلو أن يقولوا انفصل؛ فلا فرق بين الأب والابن ولم كان الأب مولدا بأولى أن يكون الابن مولدا للأب؟

وإن قالوا انفصل بفصال؛ أثبتوا التركيب لكل واحد منهما، وهم يأبون ذلك، ولا يلزمنا نحن مثل ذلك لأنا لا نقول إن الباري – سبحانه وتعالى – من جنس شيء آخر فيحتاج إذا انفصل عن ذلك الشيء كان مركبا، وإذا جاز أن يتولد عن الأب ذات فيما لم يزل، مثل تولد ضياء الشمس عن الشمس، ولا يكون متقدما عنه بزمان، جاز أن يكون العالم بأسره متولدا عن الأب على هذه الجهة، وفي ذلك قدم العالم والاستغناء عن تولد ابن ليخلق العالم كما قالوا في تسبيحة إيمانهم: « الذي بيده أتقنت العوالم كلها، وليس بمصنوع، إله حق من إله حق، من جوهر أبيه ».

وأما من قال إن الأقانيم خواص وصفات، فإنهم إذا قالوا إنها ثلاث صفات لا بد لها من موصوف، وفي ذلك قدم أربعة.

وأما قولهم في الاتحاد فهو أشنع المذاهب وأفحشها، ولو أن قوما أسبلوا قناع الخزي على وجوههم بفحش مذاهبهم لكان النصارى في قولهم بالاتحاد.

فاليعقوبية إذا قالوا إن المسيح جوهر من جوهرين وأقنوم من أقنومين لا يخلو أن يقولوا إن أحدهما أبطل الآخر وأخرجه عما كان عليه عند الاتحاد أو كان واحد منهما بحاله لم يتغير ولم يبطل الآخر، فإن قالوا إن كل واحد منهما لم يتغير عما كان عليه خرجوا عن قولهم إلى قول النسطورية في أنهما باقيان بحالهما جوهران وأقنوما بعد الاتحاد. وإن قالوا أحدهما قد غير الآخر وأبطله، كانوا قد أقروا ببطلان الإله ولزمهم أن يكون المسيح لا قديما ولا محدثا ولا إلها ولا غير إله، إذا كان كل واحد منهما قد خرج عما كان عليه إلى مشابهة الآخر، والعيان شاهد بأن ناسوت المسيح كان على ما كان عليه ناسوت غيره من الناس.

وإن قالوا إن اللاهوت أبطل الناسوت، كان العيان يبطل قولهم. فإن ناسوت المسيح مثل ناسوت غيره في الجسمية واللحمية.

وإن قالوا الناسوت أبطل اللاهوت، لزمهم أن يكون المحدث يبطل القديم، ولئن جاز ها جاز أن يبطل الأب المحدث.

وأما النسطورية في قولهم "إن المسيح جوهران وأقنومان" لا يخلو أن يقولوا إن الجوهرين قديمان أو محدثان أو أحدهما قديم والآخر محدث. فإن كانا قديمين فقد أثبتوا قديما رابعا هو ناسوت المسيح؛ وإن كانا محدثين كانوا قد قالوا بحدوث الابن الأزلي وعبدوا ما ليس بإله لأنهم يعبدون المسيح. وإن قالوا أحدهما قديم والآخر محدث، كانوا قد عبدوا القديم والمحدث لأنهم يعبدون المسيح وهو عندهم مجموع الجوهرين القديم والحادث.

وقولهم إن الابن اتحد بعيسى دون الأب على سبيل الممازجة والمساكبة لا يتم إلا مع كون الأب والابن ذاتين غيرين، وقد تقدم الكلام عليهم إذ قالوا بالذوات الثلاث، وعليهم شاهد من أنفسهم لا يمكنهم دفعه.

إن شريعة إيمانهم التي ألفها رؤساؤهم من البطاركة والمطارنة والأساقفة والأحبار في دينهم وأهل العلم منهم في حضرة الملك قسطنطينوس عند اجتماعهم من آفاق الأرض بمدينة قسطنطينة لما جمعهم لأجل عمل الإنجيل وكانوا ثلاثة مائة وثمانية عشر نفرا يدل على أنهم أرادوا بالأقانيم الذوات وأن التسبيحة أنطقتهم بها روح القدس، وهم الذين لم يختلف جماعتهم عند اختفلافهم في المقالات فيها ولا يتم لهم قربان إلا بها على هذا النسق الذي أبينه في تسبيحاتهم وهو:

نؤمن بالله الأب مالك كل شيء صانع ما يرى وما لا يرى، وبالرب الواحد أيشوع المسيح ابن الله بكر الخلائق كلها وليس بمصنوع، [ إله حق من إله حق، ] من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم كلها وخلق كل شيء، ومن أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنسانا، وحُبل به وولد من مريم البتول وتألم وصلب في أيام تيطيوس وبيلاطوس ودُفن وقام في اليوم الثالث كما هو مكتوب وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه، وهو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء، ونؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذي يخرج من أبيه روح محبته، وبمعمودية واحدة لغفران الخطايا وبجماعة قديسية سليحية جاثليقية وبقيامة أبداننا والحياة الدائمة إلى أبد الآبدين.

فهذا اعتقاد جميع فرق النصارى، لا يختلفون في شيء منه أبدا وكلهم متفقون على هذا الإيمان ويبذلون فيه المهج وإخراج الأنفس دونه، وقد اعترفوا جميعهم بأن الرب المسيح الذي صفته على ما تقدم شرحه أنه [ الإله ] الحق نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنسانا وحبل به وولد من مريم البتول وتألم وصلب. فانظروا ما في هذا الاعتقاد من التناقض وكم قد جمع من أنواع الفساد والبطلان. قولهم "نؤمن بالله الأب مالك كل شيء صانع ما يرى وما لا يرى" قد أثبتوا أن الابن الذي يعنونه المسيح مملوك مصنوع لأنه شيء [ من ] الأشياء، فهو مملوك. 6 ولا يخلو أن يكون مما يرى أو مما لا يرى، فهو مصنوع. 7 ثم نقضوا ذلك بقولهم "وبالرب الواحد يشوع المسيح بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها". فهذا لا يعقل إلا إذا تقدمه زمان. ثم قالوا "وليس بمصنوع [ إله حق من إله حق ]" فهل في التناقض أبين من هذا – أن يقولوا مولود، وهو في معنى مفعول: مصنوع ليس بمصنوع! ثم قالوا من جوهر أبيه، وقد تقدم الكلام على أنه من جوهره. ثم قالوا "بيده أتقنت العوالم وخلق كل شيء" فهذا يلزم منه أن يكون مثلا للأب لأنهم قالوا في الأب: "صانع ما يرى وما لا يرى" وقالوا في الابن "خالق كل شيء، وهو من جوهر أبيه" فهذا يوجب التماثل من قبل الجوهر والأفعال. ومع التماثل وعدم الاتصال فما الذي أوجب كون هذا أبًا؟ فهل يستحسن عاقل أن يبقى على اعتقاد مثل هذه الأباطيل والخرافات والتناقضات أو يتبع من هذا قدر عقولهم وعلومهم واعتقاداتهم ومذاهبهم؟

الحمد لله الذي خلصني من دين هذا عقل أربابه، 8 تارة يعترفون أن مريم ولدت المسيح وهو الجامع لللاهوت والناسوت ويقولون إنه مات، فهل وقعت الولادة والموت وسائر الأفعال التي ذكر النصارى أنها فعلت بالمسيح إلا عليه؟ فكيف يصح لذي عقل عبادة المولود من امرأة بشرية قد مات ونالته العلل والآفات؟

فإن قلتم إن المصلوب هو الله عز وجل، فمريم على قولكم ولدت [ الله ]. وإن قلتم ولدت إنسانا، فإن المقتول المصلوب هو إنسان؛ ففي ذلك أجمع بطلان شريعة إيمانكم، فاختاروا أي القولين شئتم فإن فيه نقض دينكم.

وقد يجب على ذوي العقول أن يزجرهم عقلهم عن عبادة ’إله‘ ولدته امرأة بشرية آدمية ثم مكث على وجه الأرض ثلاثين سنة تجري عليه الأحكام كالآدميين من غذاء وتربية وصحة وسقم وأمن وخوف وتعلم وتعليم. ما يسعكم أن تدعوا أنه كان منه في حال من تلك الأحوال من أسباب اللاهوتية شيء، ولا مخرج له من أحوال الآدميين كلها في حاجاتهم وتصرفاتهم وضروراتهم ومهنهم ومحنهم. ثم إنه أحدث بعد هذه المدة الطويلة ما أحدثه من أمر الله تبارك وتعالى، والنبوات والآيات الباهرة المعجبة بقوة الله. وقد كان لغيره من الأنبياء مثلها بل ما هو أعلا منها. وكانت مدته في ذلك أقل من ثلاثين سنة ثم انقضى أمره كما تصفون أنه انقضى، وتنسبون إليه من حبس وضرب وقذف وتغلب. ولسوف أورد ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى، كما حكي في الأناجيل.

فهل تقبل العقول ما يقولون إن إلها نال عباده منه ما يذكرون أنه نيل منه؟

فإن قلتم إن ذلك حل بالجسم، فإن القياس لا يحتمل ذلك ما شرحناه في معنى اتحاد اللاهوت به. أفليس قد وقع بجسم اتحدت اللاهوتية به وحلت الروح فيه وقد انتخبه الله على ما تصفون لخلاص الخلق وفوض إليه القضاء بين العباد في اليوم الذي تجتمع فيه الأولون والآخرون للحساب؟

وقد رويتم أن أقواما تعرضوا للتوابيت التي فيها صلحاؤكم فجفت أيديهم. فهل نال أحد من الجزع والهلع والقلق والتضرع إلى الله تعالى في إزالة ما حل به مثل ما حكيتموه في الأناجيل أنه ناله؟

وقد وجدنا في قصص القديسين والشهداء أنه نال جماعة كثيرة يطول ذكرهم من الجور والعذاب الشديد والقتل والحرق والنشر بالمناشير والطحن وتقطيع الأعضاء من الجمل، ما فعل بأشموني وأولادها السبعة، مما لم يسمع أحد بمثله. ونال خلقا كثيرا من تلاميذه أيضا عذاب عظيم لما كان الملوك المجاورون لهم يسومونهم إياه لإرجاعهم من دينهم إلى الكفر الذي كان أولئك عليه، ولم يهربوا من الموت. وقد كان يمكنهم الهرب والاستتار. وما أظهروا في حال من تلك الأحوال جزعا ولا هلعا، وهم بعض الآدميين. ولا سألوا أن يخفف عنهم ما كانوا فيه من العذاب.

[تقديسهم الصليب]

ثم إنكم تتخذون الصليب من المعادن أو النباتات وتعظمونه كتعظيم المسيح وتضعونه في قبلتكم على منبر عال وتحته الثياب الفاخرة وفي خدمته جماعة من الكهنة قد كشفوا رؤسهم ولبسوا الطيلسانات وشدوا أواسطهم بالزنانير ومعهم البخور والشمع المشعول وهم يهللون بأعلى أصواتهم، وينقاد إلى خدمته الجماعات على تلك الحال أيضا ويقبلون الأرض بين يديه ويلثمونه.

[الصور والتماثيل]

ثم إنكم تتخذون الصور من المعادن وغيرها وتجعلونها في بيوتكم وبيوت عباداتكم وتعطونها أوفى حظ ونصيب من الإكرام والإعزاز الاحترام. وما رأينا أعجب من حال من يقف قدام ما تعمله الأيادي ويسأله قضاء حوائجه ونجاح أموره! ومع هذا تجحدون أنكم عباد الأوثان والأصنام.

[القربان]

ثم إنكم على اختلاف اعتقاداتكم تتقربون في كل يوم أحد وفي كل عيد بقربان تتخذونه من دقيق الحنطة وتعجنونه بالماء والزيت وتخبزونه، ويكون الصانع الذي صنعه مكشوف الرأس مشدود الوسط بالزنار ويتلو أشياء من مزامير داود النبي عليه السلام. وتتخذون شيئا من الخمور وشيئا من الخبز وتضعونه في بيت البيعة وتسمونه المذبح. وهو عندكم بمنزلة بيت المقدس لا يدخله إلا الكهنة منكم – لا غير – وهو متأهبون ورؤسهم مكشوفة، فيضعونه على دكة في ذلك البيت ويضعون على تلك الدكة الصور والصلبان والأناجيل. ثم يقف جماعة من الكهنة بالبخور والشمع المشعول يقدسونه بأرفع الأصوات ثم يقسمونه على الشعب. ويزعمون أن الخبز لحم المسيح والخمر دمه، وما يتخلف منه ولم يقدس فهو جسد مريم عليها السلام.


هامش

  1. اللاهوت من إله بمعنى الإلوهية وكونه إلها على زعمهم، والناسوت من ناس أي إنسانيته وكونه بشرا.
  2. أي قانون إيمانهم ويسمونها أيضا الأمانة.
  3. أي اليعقوبية.
  4. أو الملكانية، الذين على مذهب ملك أي إمبراطور الروم.
  5. لأن معنى أقنوم شخص.
  6. عبد
  7. مخلوق
  8. أصحابه


النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية
مقدمة المؤلف | الفصل الأول في مذاهب النصارى واعتقادهم | الفصل الثاني في دعاويهم وتناقض كلامهم واختلاف أقوالهم | الفصل الثالث فيما ذكروه من معجزات المسيح عليه السلام وادعائهم فيه الألوهية، وذكر ما كان لغيره من الأنبياء من المعجزات | الفصل الرابع في الدلائل على نبوة سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد من التوراة والإنجيل