النقد الأدبي (1954)/العمل الأدبي


العمل الأدبي

العمل الأدبي هو موضوع النقد الأدبي. فالحديث عنه المقدمة الطبيعية للحديث عن النقد. وسنجد بعد قليل أن هذه المقدمة ليست خارجة عن الموضوع، بل ربما كانت هي ذات الموضوع. فتحديد معنى العمل الأدبي، وغايته، وقيمه الشعورية والتعبيرية، والكلام عن أدواته، وطرائق أدائه، وفنونه، هي نفسها «النقد الأدبي» في أخص میادینه.

* * *

فما العمل الأدب؟ إنه «التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية».

ومع أن التعريفات - وبخاصة في الأدب - لا تفي بالدلالة على جميع خصائص المعرف، ولا تصل إلى أن تكون ما يسمى «التعريف الجامع المانع» فإننا نرجو أن يكون هذا التعريف للعمل الأدبي، أو في ما يكون بالدلالة على جميع خصائصه المشتركة في فنون الأدب جميعًا.

فكلمة «تعبیر» تصور لنا طبيعة العمل ونوعه «وتجربة شعورية» تبين لنا مادته وموضوعه و «صورة موحية» تحدد لنا شرطه وغايته.

«فالتجربة الشعورية» هي العنصر الذي يدفع إلى التعبير، ولكنها بذاتها العمل الأدبي، لأنها مادامت مضمرة في النفس، لم تظهر في صورة لفظية معينة، فهي إحساس أو انفعال، لا يتحقق به وجود العمل الأدبي.

«والتعبير» - في اللغة - يشمل كل صورة لفظية ذات دلالة. ولكنه لا يصبح عملًا أدبيًا إلا حين يتناول «تجربة شعورية» معينة. وبعضهم يميل إلى اعتبار كل تعبير جمیل - ولو عن حقائق العلوم البحتة - داخلا في باب الأدب1. صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/12 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/13 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/14 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/15 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/16 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/17 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/18 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/19 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/20 صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/21 وقد اضطررت أن أجعل أمثلني هنا من الشعر. لأن الاقتباس من الشعر ممكن، لا لأنه وحده الدليل على أن الأدب يفتح للإنسانية عوالم جديدة من الشعور - ففي القصة والتمثيلية والأقصوصة وتراجم الشخصيات ... إلخ نجد هذه العوالم. ولكنها تفقد قيمتها بالتلخيص والاختصار.

وما دمنا قادرين على أن نعيش تجارب هؤلاء الأدباء - مرة أخرى - وننفعل بها كما انفعل أصحابها، فإن هذا رصيد يضاف إلى أعمارنا. والحياة أثمن شيء في هذا الوجود!




  1. لاسل آبركرمبي في کتاب «قواعد النقد» ترجمة عوض. والشايب فی کتاب «أصول النقد الأدبي» و«لانسون» في فصل - منهج البحث في الأدب. ترجمة مندور.