رجوع الشيخ إلى صباه/الجزء الثاني/الباب التاسع والعشرون
وأعلم أن جهـال المطببين قـد نقصـوا على الناس لذاتهم وزعموا أن الجمــاع عظيم الضرر سبب السقم والهــرم هـذا باطل عقلاُ وشرعـاً لأنا رأينـا مشــايخ طــاعنين فى السـن نحـو المائة سنـه ولايفـوته الجماع ليله ولـه من الحـواس والحـدس والبطش مـايفـوقـون بـه عـلى كثير من الشبــاب ، ورأينـا جمـاعـه لم يجــامعـوا قط اســرع إلى الهــرم بل الموت إمـا لضعف تركيبهـم أو لأسبــاب أخــر والحق أن نقــول أن الجمــاع ضــار بالمشــايخ والمرضى ومن كـان ضعيف التركيب ويضر إذا إستعمــل بأكثر من المقــدار والواجب ونحن نقــدر مـاينبغـى للنـاس الإقتصــار عليـه مع وجـود الصحـه والعـافيـه الكـاملـه فنقـول إذا كـان الفتى مابين البلوغ وبين إثنتين وعشــرين أنـه يضرة الإكثــار وأن مـابين الستين والسبعـين بحكم أن يكـون صحيح المزاج قوى التركيب فإنـه يتحمـل ذلك فى كل شهر ثلاث مرات ومـن كــان فيمـا بين السبعـين والخمسـه والسبعين فيجوز لـه المره والمرتـان بحسب قوتـه ومـايجده من نفسـه ومن النشــاط ومن وصــل إلى الثمــانين أوقــاربهـا فلا يحتمـل أكثر من مرة أو مـرتـان فى السنـه ومن ت‘تدى الثمــانين لايصلــح لـه البــاه أصــلاً ة وسبيلـه أن يهـجره ، وأمـا من كـان تركيبه قوياً وأعضــاؤه قويـه وبأســه شـــديد فإنـه يجـوزلـه مـاكـان من أبنــاء الستين وعـلى هـذا القياس ممـا ذكرنـاه فأمـاالذين يضرهـم البـاه الذى يجـد صــداعـاً عقب البـاه وخفقـان فى قلبـه وصفــره فى لـونـه ومـن يغلب عـلى عينيـه اليبس ومن كـان غير كـامل الصحـه ومن كـان يعتــاده النقرص أو وجـع الكلى فإن البـاه فإنـه يضــره ، وأم اللذين ينفعهـم الباه فالشباب والأصحــاء ومن كـان الشـوق والشبق غــالباً عليـه ومن قـد بعـد عهده بـه من الشباب ومن قـد قــارب أليفاً أو محبوباً أو العـاشقات التى يعـرض لهـن المرض المعـروف بإختنـاق الرحم .