رجوع الشيخ إلى صباه/الجزء الثاني/الباب الثالث والعشرون

​رجوع الشيخ إلى صباه​ المؤلف ابن كمال باشا
الباب الثالث والعشرون فى الأحـوال التى يستطاب فيهـا الجمـاع


إعـلم أن للنســاء أحـوالاً توافق الرجـال مجـامعتهـن فيهـا ولهـا فضـل عـلى ســائر الأوقـات منهـا أن يجـامع المرأه إذا حميت فى إبتداء الحمى فهـو موافق للمرأه قـال العلمـاء الباه أن أوفق الأشيـاء للنســاء النيك عنـد السقم فإنـه فيـه صــلاح للأجسـامهن ومـداواة لهـا وهـو أشـد لهـن ملائمـة من الحقن وأخـــلاط الأدويـه الشــافيـه وهـو يكسب المرأه زيـاده فى العمـر ومنهـا أن يجـامع المرأه إذا فزعت بأمر دهمهـا ترتاع لـه فيسكن عنهـا ويزول وقـالو لاينبغى للرجل أن يباشر المرأه إلا بعـد إثنتى عشــرة سنـه فإنهمـا فيمـا دون ذلك من السن يضر إتيـانـه إياهـا بهـا وبـه ويضعفهمـا كمـا يضعف نزف الدم وقطع العروق فأول كمـال الجاريـه بلوغهـا هذا القدر من السن ودخولهـا ثـلاث عشــره سنـه فعنـد ذلك تنهـد وتغلظ شفتاهـا وأرنبتهـا وكلامهـا فهـى تصلح أن تعتنق الرجل من خلفـه فيصيب ظهـره بطنهـا فإن ذلك ينشطـه للنسـاء ويديم شبابه إذا إعتنقهـا هـو إلى أن تبلغ ثمان عشـرة سنـه فإذا بلغتهـا فهـى غـاية أمنيتـه ويكمـل عنـد ذلك الخفر والحياء والموافقـه إلى ثمـان وخمسين سنـه ثم يكـون منهـا الإسترخـاء الظاهـرواللبن فى اللحم والجلد والبدن والشيب وتشنج الوجـه فإذا بلغت هـذا المبلـغ من السن إنقطع الحيض وقد يكره جمـاع منقطعـه الحيض لأن ذلك لايكـون إلا من نقص فى البدن وعنـد ذلك ينقطـع الولـد ويكثر المـاء وأمـا الرجـل فإن إنقطــاع نسلـه عنـد ذهـاب شعــر بطنـه فإذا هـو ذهب إنقطـع نكـاحه ونسلـه وقـال أصحـاب علم الباه إذا طهـرت النفسـاء وتنظفت ممـا تجدعند الولاده فإعجل بمواقعتهـا فإنه أصلح لهـا وأضح لنفسهـا ولما كلدت وجاهـدت فى ولادتهـا أنفع وفى صحتهـا أبلغ وأنجع كمـا أن الجائع الخـالى البطن الصدى عطشاً إنمـا حيـاته الماء وبـه صــلاحـه وقوامـه وكذلك المرأه عنـد تلك الحال يكـون صـلاحهـا وصحتهـا الجمـاع فهو لطمثهـا أروى ولجوعهـا أسكـن وزعمت الهنـد أن المرأه الحسنـاء أرق مـا تكـون محـاسنهـا وأدق وأعتق صبحـة عرسهـا وأيام نفاسهـا وفى البطن الثانى من حملهـا ، وقـال الحرث بن كلـده طبيب العـرب إذا أردت أن تحبل منك زوجتك فمشهـا فى عـرضة الدار عشــر أشـواط فإن رحمهـا ينزل فلا يكـاد يخلف فإن المرأه تكـون أطيب خلوة وأحر جوفا فإذا غشيهـا الرجـل عنـد طول سيرهـا عـلى ظهـر دابـه وقـال البصراء بمعـرفـة البـاه إن نيك المســارقـه لذيذ لأجل أعمــال الحبلـه فيـه وطلب الإختلاس لـه وبرد ذلك عـلى الفؤاد إذا ظفر بـه وقيل لمحمـد بن زيــاده ويلك أنفقت فى مجلس هـذا المفتن خمسـه آلاف دينـار عـلى جـاريتـه وأنت تقـدر أن تشتريهـا بخمسمائه دينـار قـال يامجـانين فأين لـذة المســارقـه والمـداراه ولذة إختلاس القبل وأين نيك الدبيب وأين نيك ما تؤجر عليـه من نيك ماتأثم فيه وأين برد نيك الحــــلال وفترتـه من حرارة الحـــرام وحركتـه وأين قبلـة الإشــاره من قبلـة المباشـره وأين لـذة النيك للقيـان من نيك المالك لهـن فى موضـع القـدرة وإلا من أين عز الظفــر عـند المســابقـة والمنـافســة .