رجوع الشيخ إلى صباه/الجزء الثاني/الباب الرابع والعشرون

​رجوع الشيخ إلى صباه​ المؤلف ابن كمال باشا
الباب الرابع والعشرون فيمـا تحبــه النســـاء من أخــــلاق الرجـال


الذى تحبـه النســاء من أخــلاق الرجـال أن يكـون سخياً شجـاعـاً صدوقاً حلو المنطق بصير بالجد والهزل وفياً بالعهـد والوعـد حليمـاً متجملاً لما يرد عليه من تلونهـن وأن يكون ظريفاً فى ملبسـه ومطعمـه ومشربـه وأن يكـون نظيف الخلقـه ليس فى جســـده عيب وأن يكـون كثير الإخـوان معتنياً بقضـاء حوائجهـن غير متكره لذلك ولاضيق الصــدر وأن يكـون متجنباًُ لمعـاشرة الأوضــاع والسفل ومن لاخير فيـه بل من يشاكلـه فى الظرف والزى والخلق ومن دواعـى الموده منهـن أن يكـون الرجـل نظيف الثغــر ويتفقـد ذلك بالسـواك والأشيـاء المطيبـه للنكـه نظيف اليدين والرجلين والأظافر يقلمهمـا حسن الثياب طيب الرائحه فإذا إجتمع مع هـذه الصفـات كثرة المـال والئكرم فذاك الكـامل عنـدهـم المحبـوب إليهـن وقيل إن ممـا يزيـد فى الشهـوات ويحبب بعضهـم إلى بعض المذاكـرة والمحـادثـه والعمـده فى هـذا كلـه فراغ القلب وإدخـال الســرور عليـه وقيـل أن الذى يحـرك شهـوة الرجـال للنســاء تحريكهـا عجيرتهـا وتغنجهـا فى كلامهـا وترجيعهـا بطرفيهـا وضربهـا بكفيهـا عـلى ذكر الرجل وعركه ونخـرهـا عنـد ذلك وكشف حـرهـا وأخذ يد الرجـل ووضعهـا عليه وكشف محـاسن بدنهـا وإسبال شعرهـا وتقبيلـهـا لـه وغنجهـا لـه وأمـا تحريك الشهـوه للرجـال فأقر بهـا وأقواهـا إذا أبصرت إير الرجـل قائمـاً منتصباً فإن حرهـا يختلج ويضرب عليهـا فإذا جستـه ولعبت بـه إسترخت مفاصلهـا وذابت وهـدأت حركتهـا وإذا أخذته بيدهـا تفتقت شقاشقهـا من داخـل رحمهـا وقد قـال بعض أهـل المعـرفـه ماخلا رجـل بإمرأه قط مـالم تكـن من محـارمـه إلا وإضطربت كل شعـره فى أبدانهـا بعضهمـا البعض ، وأعلم أن كل مـايحــرك الرجـل من النظـر والكــلام واللمس يحــرك من المرأه أضعـاف ذلك قالت إمرأه لإبنتهـا كيف تحبين أن يأخذك زوجك قالت إذا قدم من سفـــره وقد تشوق شعــر عـانته فيدخل على ويغلق الباب ويرخى الستور ويدخل إيره فى حــرى ولســانه فى فمى وإصبعـه فى دبرى فيكـون ياأمى قـد ناكنى فى ثــلاثـه مواضع فقـالت إسكتى يابنيـه فأمك قد بالت من الشهـوة ، وقـد قـال أفلاطـون أن عقـول الرجـال فى أدمغتهـم وعقـول النسـاء فى أسافلهـن ولذلك سمـاهم الحكمـاء المتقدمـون العـالم المعكـوس حتى أنه من سبق إلى شهـوتهن منأسود وأبيض وعـاقل وجـاهل تابعته إلى مـراده من خطـابـه ووداده وخـــلاف الجميـل فى سيـاستهـن أولى بطباعهـن ومنـه قـول الرسـول رضـاهـن فى أزواجهـن وقـولـه أيضاً طـاعـة النسـاء نـدامـه وقالت الحكمــاء طباع النساء بخـــلاف الرجـال ولذلك إختلف مرادهـن لأنهـن عـلى غير الإعتدال ودليله أنهـن مانهـين عـن شئ قط إلا أتينـه وفعلنـه وقـال بعض الشعــراء :- إ ن النســاء كأشجـار ضبطن معـا * * * * * فيهـن مر وبعض المر مأكـول

إن النساء متى ينهين عـن خلقــن * * * * * فإنـه واقــع لاشــك مفعــول

وقـد قـال بعض الحكمـاء المرأه بخـــلاف الرجـل فى كـل أمـورة وأفعـاله إن أحبتـه أكلته وكـدته وقطعته من لـذاته وباعدتـه من أهلـه وقراباته وإن أبغضتـه كدرت حياته ونغصت أوقــاته فإحزم مـاعوملت بـه من دوام الأدب قـال الحكيم ومن خــلاف تركيب المرأه أن الرجـل إذا كبر زاد حياؤه والمرأه إذا كبرت قل حياؤهـا والرجـل إذا كبر يكمل عقلـه وتضعف شهـوته والمرأه ينقص عقلهـا وتقوى شهـوتها فالأجـدر بالعـاقل البعـد عنهـا .