رجوع الشيخ إلى صباه/الجزء الثاني/الباب السادس والعشرون

​رجوع الشيخ إلى صباه​ المؤلف ابن كمال باشا
الباب السادس والعشرون فى قواعـد آداب النكــاح


ينبغـى قبـل كـل شئ أن يعـلم الرجـل أنه لايشتهـى من المرأه إلا وهـى تشتهـى منـه مثله وأن الغـايـه منهمـا أن يستغرقـا مافيهمـا من المـاء الذى جمعته غلمتهمـا فإذا بلغا ذلك إنقضى أربهمـا وإنكسرت شهـوتهمـا حتى تمكنـهما العــوده فمهمـا قامت لهمـا الشهـوه فهمـا فى ســرور وحتى يصير إلى حـال الفـراغ والفتور وطـول المتعه بينهمـا أحب إليهمـا فإن عجـل أحـدهمـا بالإنزال قبل صــاحبـه بقية لذة الآخــر منقطعـه وأعقبـه غمــار وتطلـع إلى عـودة ينـال بهـا مانـال من صاحبـه فإن وقعت العـوده كـان المنقطتع أكثر تعباً ولعلـه مع ذلك لايبلغ أن يستقصى لذة الآخــر وكـان هـذا مختلفاً مكـروهـاً لمـا يدخل فيه من الأذى وإذا إنقضى الإرب منهـما جميعـاً فى وقت واحـد كـان ذلك أوفق لهمـا وأثبت لحـالهمـا وأدوم لمحبتهمـا ووجـه إقـامـة ذلك من قبل المعـرفه بالمواضـع التى يكتفى من الزهــره فيهـا بسير الحــركـه ثم هـو بعـد ذلك بالخيـار فى قـرب الإنزال وبعـده فقـد بينـا أن لاتنبت شهـوه إلا بفضل حــراره زائده وريح هـائجـه تحرك المـاء الذى أنضجتـه الطبيعـه ثم الإستعـانـه بعـد ذلك بذكر الباه والفكـر فيـه واللذه التى تأتى فيـه وأصـل ذلك فراغ القلب من الهـموم ودخولـه فى حـال الســرور فعنـد ذلك يستطير من القلب حرارة يحمـى لهـا الماء فى موضعـه وتحركـه ريح الشهـوه فيجرى فى مجاريـه وينبغـى أن يمثل العـاشق نفســه فى قلب معشــوقـه بالصـور التى يكبرهـا المعشـوق أو الصورة التى يكبرانهـا جميعـاً فإذا صـور نفســه فى قلب معشـوقـه بإحدى هـذه الصـور دامت محبتـه لصــاحبـه فلذلك قــال الهـندى ينبغـى أن يجمـل الرجـل نفسـه عنـد المرأه بأحسن هيئه ويتطيب بكـل مايمكنـه ولايوحشهـا بمطـالبـة الجمـاع فى أول مجلس بل يباسطهـا بكل مايجد سبيلاً إليـه ويستعمـل معهـا المزاح واللعب ويكثر بـه ســرورهـا وأن يحـذر مباشـرتهـا وهـو محـزوم الوسط ولامعقـد الشعــر للرأس ولا اللحيـه بل يســرحهمـا ويأخـذ من شــاربـه حتى تظهـر شفتــاه ويطيب جســده ورأسـه ولحيتـه ويمكنهـا من جسـده لتعمـل مـاشـاءت وجميـع الأخـــلاق التى تحبهـا النســاء فى الرجــال فإن العمـل بهـا والتخلق بهـا من آداب البـــاه ، قــال ومن عـادة نســاء العــرب فى أول ليلة عرس الجـاريـه أن تمنـع زوجهـا من إفضاضهـا أشـد المنـع فإن تم ذلك قـالو باتت بليله حــره وإن غلبهـا قــالو باتت بليله شيباً وكـان ذلك عنـدهم ذمـاً وكـان فى أول ليله إذا طيبـو المرأه قـالو للرجـل لاتطيب حتى تجد ريح المرأه طيباً وأمـا مـا وصى بـه من إستعمـال الطيب فإن أول مايتفقـده المتنـاكحــان من أنفسهمـا الطيب إذ بـه كمال مروءتهما وبـه يغتفر لهمـا مـا سـواه وخـاصـة الأمـاكن كثيرة العـرق قــال بعضهـم لإبنتـه قبـل أن يهـديها زوجهـا إحـذرى موضـع أنفه وقـالو أطيب الطيب المــاء وأجمـل الجمــال الكحـل .