رسالة ابن فضلان (ت. سامي الدهان) /عند الباشغرد

ملاحظات: مطبوعات المجمع العلمي العربي - دمشق (1959)، الصفحات 107–110


 

١٣


ووقفنا في بلد قوم من الأتراك يقال لهم « الباشغرد » ، فحذر ناهم الباشترد ) أشد الحذر . وذلك أنهم شر الأتراك وأقذرهم) وأشدهم إقداماً على القتل (1) كذا رسم في الأصل ، وقد حار المستشرقون في معرفة اسمه ومكانه ، فرأى بعضهم أنه فرع «جيحون» وعجز فراي عن التعليق عليه . (۲) نهر جاخا أو جاخان واسمه الآن جانان Gagan » ، كما يرى غرامي ص ۲۷ . (۳) نهر أرخز ، الله ( الفوكا Taloka » بين الأورال والفولغا Moca فرع القوانا . (٤) نهر باجاغ هو الآن موشا (ه) نهر سمور هو الآن « امار ، أو سمار Samar (1) في الأصل : «كبال » وصوابه « كنال » وهو نهر « كينل Kinel . (۷) في المخطوطة : « موح » وصوابه « سوخ » وهو « سوك Sok » (۸) في الأصل : « كنجلو » ولعله الآن « كوندورشا Qundurca) (۹) في المخطوطة عندنا : « فوقفنا » - وفي ياقوت : « ووقنا » . ( ١٠ ) في الأصل بالمعجمة ولعلها : « وأقدرهم » بالدال المهملة كما في ياقوت . 4 . يلقى الرجلُ الرجل فيفزر١ هامته ، ويأخذها ، ويتركه . وهم يحلقون لحاهم ، ويأكلون القمل ، يتتبع الواحد منهم درز٢ قُرْطَقه ، فيقرض القمل بأسنانه . ولقد كان معنا منهم واحد قد قد أسلم : ، وكان يخدمنا فرأيته وجد قملة في ثوبه ، فقصمها٣ بظفره ، ثم لحسها ؛ وقال لما رآني : « جيد٤» !

وكل واحد منهم ينحت خشبة على قدر الإحليل٥ ويعلقها عليه ، (1) فإذا أراد سفراً أو لقاء عدو٦ قبلها، وسجد لها ، وقال: « یا رب افعل بي كذا وكذا » ، فقلت للترجمان : « سل بعضهم ما حجتهم في هذا ، ولم جعله ربه ؟؟ قال : « لأني خرجت من مثله فلستُ٧ أعرف لنفسي خالقا غيره »

ومنهم من يزعم أن له اثني٨ عشر ربا : للشتاء رب [ وللصيف رب ، ۱۰۹ 1 10 10 10 10. رحلة ابن فضلات . عند البارد ...ARIB BAR وللماء وللمطر رب ، وللريح رب ، وللشجر رب ، وللناس رب ، وللدواب رب | وللموت رب ؛ وللأرض رب). ولليل رب ، وللنهار رب ، رب والرب الذي في السماء أكبرهم ؛ إلا أنه (9) يجتمع مع هؤلاء باتفاق ، ويرضى كل واحد منهم بما يعمل شريكه . تعالى الله عما يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوا كَبيراً (۳). ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك ، وطائفةٌ 6 تعبد || الكراكي ) . فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوماً (؟) من أعدائهم [٢٠٣ظ] فهزموهم ، وأن الكراكي صاحت وراءهم فزعوا وانهزموا ، بعدما هزموا ، (1) فعبدوا الكراكي لذلك . وقالوا : « | هذه ربنا و ] ) هذه فعالاته . هزم أعداءنا ، فهم يعبدونها لذلك ) (۱) ذكرت نختنا ستة أرباب فحسب ، ولكن ياقوت ١ / ٤٦٩ زاد فيها حتى بافت ثلاثة عشر فقال : للشتاء رب وللصيف رب ، ولقاء رب ، ولليل رب ، والنهار رب ، ولاموت رب ، والحيات رب ، والأرض رب » فأضفنا الناقص عنه ، وافترضنا سقوط سطر من الناسخ ، لتكرر الكلمة ، وهذا كثير الوقوع عند من ينسخ مثل هذه العبارة . (۲) في المخطوطة : « لأنه يجتمع » وفي ياقوت : « إلا أنه » وهي أصوب فجعاناها في المتن . (۳) في ياقوت : « جل ربنا عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيراً » - وقد اقتبس ابن فضلان كلامه من القرآن الكريم ، ففي صورة الأسرى ١٧ / ٤٢ : « قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لا بتغوا إلى ذي العرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقلون علوا كبيراً » . - « (4) الكركي : طائر يقرب من الوز ، أبتر الذنب ، رمادي اللون ، يأوي الماء أحياناً ، جمعه كراكي . (ه) في الأصل : « أقواماً » ويرى ريتر أن تكون ، قوماً » وهي أصزب . (1) في ياقوت : « وقالوا هذه ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها لذلك ، وافترضنا سقوط هذه الجملة ، ليعود إليها ضمير « فعالاته . . (۷) ويضيف يا فوت معلقاً ٤٦٩/١ ، فيقول انه رأى من الباشفردية في حلب ، وهم شقر الشعور والوجوه جداً ، ينتمون على مذهب أبي حنيفة . وذكر موقع بلادهم وسبب اسلامهم وفي كلامه كثير من البعد عن الواقع ١١٠ فال : و سرنا من بلد هؤلاء فميرنا « نهر جرمشان٩ » ، ثم نهر « أورن ١٠ » ثم نهر « أورم » (۳هو الآن نهر « أورهم Urem » ) ثم نهر « با يناخ » ١١ ثم نهر « وتيغ » ١٢ ثم نهر « نیاسنه » ثم نهر « جاوشيز » ١٣. وبين النهر والنهر – مما ذكرنا – اليومان والثلاثة والأربعة ، وأقل من ذلك وأكثر.


* * *



  1. في المخطوطة : « منور » بغير نقط ، ولعلها : « ليفزر » كما في ياقوت وفزّر بمعنى فسخ وشق و كسر ، يقال فزر أنقه وفزر بمعنى فتت .
  2. في الأصل : « درز » - وفي باقوت : « دروز » - والدرز : الارتفاع الذي يحصل في الثوب إذا جمع طرفاه في الخياطة، فارسي معرب ، جمعه دروز ، يقال دقق الخياط الدروز ، وما تزال تسمى كذلك الى اليوم.
  3. قصع القملة بظفره أو بين ظفريه : قتلها
  4. هذه العبارة غامضة في الأصل رسمها الناسخ كما يلي : « وقال الراي حيدر » وقد اقترح فرمن هذه الرواية التي وضعناها في النص ، فهي « جيد » أو « جيدة » .
  5. في المخطوطة عندنا : « الاحليل » - وفي ياقوت : « قد نحت خشبة على قدر الأكليل » - ونسختناأصوب ، والسياق يفسر معنى الكلمة فلا حاجة بنا إلى شرحها .
  6. في نسختنا : « و لقي عدواً » - وفي ياقوت : « أو لقاء عدو » وهي أصوب ففضلناها على ماعندنا .
  7. في مخطوطتنا : « وليس أعرف » - وفي ياقوت : « فلست أعرف لنفسي موجداً غيره » .
  8. في نسختها : « ان له اثنا عشر » وهو من جهل الناسخ بالنحو
  9. في الأصل بغير نقط ، وقد ذكره فراي ص ٢٧ وجعل اسمه « نهر جرمشان Girimsan » .
  10. هو الآن نهر « أوران Uran » .
  11. يرى زكي وليدي أنه نهر « ماينا Mayna » .
  12. في الأصل بغير نقط ، وهو الآن نهر أوتكا «Utka» من الروسية Udga ، كما يری کوفالفسكي.
  13. يرى فراي أنه « أكتاي Aqtay - وهذه آخر تعليقات المستشرق فراي في مقالته عن الأنهار والمدن.