رسالة ابن فضلان (ت. سامي الدهان) /في فارس

















[العجــم والاتراك ]
٢

فرحلنا من مدينة السلام » يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة [في فارس] خلت من صفر سنة تسع وثلاثمائة١. فأقمنا « بالنهروان»٢ يوماً واحداً ورحلنا تجدين حتى وافينا « السكرة»٣ فأقمنا بها ثلاثة أيام . ثم رحلنا قاصدين لا نلوي٤ على شيء حتى صرنا إلى «حلوان»٥ فأقمنا بها يومين .

وَسِرْنا منها إلى « قرميسين»٦ فأقمنا بها يومين . ثم رحلنا فسرنا حتى وصلنا إلى « همذان»٧ فأقمنا بها ثلاثة أيام . ٧٤ » 2LI BI رحلة ابن فضلان - في فارس ثم سرنا حتى قدمنا « ساوة » (۱) فأقمنا بها يومين ؛ ومنها إلى الري ) ، فأقمنا بها أحد عشر يوماً ، تنتظر أحمد بن علي أخـا (٤) صعلوك (٣) لأنه كان « بخُوار الرى ) ثم رحلنا إلى « خُوار الري ، فأقمنا بها ثلاثة أيام . ثم رحلنا إلى سمنان » (ه) . ثم منها إلى « الدَّامغان ) ، وصادفنا بها « ابن قارن (1) من قبل « الداعي ، فتنكرنا في القافلة ، وسرنا مُجدين حتى (A) (۱) ساوة : ذكرها ياقوت ٣ / ٢٤ ، وقال انها مدينة حسنة بين الري و همذان ، في وسط ؛ بينها وبين كل واحده من همذان والري ثلاثون فرسخاً (۲) الري : ذكرها ياقوت ۲/ ۸۹۲ ، وقال انها قصبة بلاد الجبال ، بينها وبين نيسابور ١٦٠ فرسخاً ، وهي من أعلام المدن ، محط الحاج على طريق السابلة ، قرب « طهران » الحالية . (۳) جاء في التواريخ أنه أحمد بن علي صعلوك ، قلد أعمال المعاون بأصبهان وقم ، وكان يلى الري ، انظر تجارب الامم ٥٠/٥ وصلة عريب ۲۷ ، وابن جرير الطبري ١٢ / ٢٧ . (٤) خوار : بضم أوله - ذكرها ياقوت ٢/ ٤٧٩ ، وقال انها مدينة كبيرة من أعمال الري ، بينها وبين سنان للقاصد إلى خراسان ، بينها وبين الري نحو عشرين فرسخاً . (۰) سمنان : بكسر الدين عند أهل الحديث ، ذكرها ياقوت ٣ / ١٤١ ، وقال انها بلدة بين الري و دامغان وبعضهم يجعلها من قومس ، كثيرة الأشجار والأنهار والبساتين (1) دامغان : بفتح الميم والنين ، ذكرها ياقوت ٢ / ٥٣٩ كثيرة الفواكه - انظر كذلك ابن حوقل ۲/ ۰۳۸۰ ، . وقال انها بلد كبير بين الري وقومس ، (۷) في الأصل : « ابن فارق » بالقاف في آخره ، وقد ذكر المؤرخون أحد أجداده وهو الامازيار بن قارن ، وهو هنا العباس بن فارن - انظر ياقوت ۳/ ۲۸۳ ، و الطبري ٣ / ١٥٧٥ طبعة أوربة . (۸) هو الحسن بن القاسم الحسنى الداعي ، ذكرته المصادر لأهميته ، ومنها مروج الذهب ، طبعة باريس ٦/٩ ، وابن الأثير ط المنيرية ٦ / ١٤٨ ، ودائرة المعارف الاسلامية ، وتجارب الأمم ٥ / ٣٦ ، وزامباور ، . بالترجمة العربية ٢ / ٢٩٣ رحلة ابن فضلات - في فارس § (۲) قدمنا « نيسابور ) ، وقد قتل « لَيْلى بنُ نُمان » ) فأصبنا بها حمویه» «كوسا صاحب جيش خراسان » ثم رحلنا إلى | « سرخس ) ثم منها إلى « مرو » ) ثم منها إلى [١٩٧ظ] || قشمهان ) وهي طَرَفُ مَفَازَة «آمل» (1) فأقمنا بها ثلاثة أيام ، تريح الجمال لدخول المفازة . (۱) نيسابور : بفتح النون ، مشهورة ، ذكرها ياقوت ٤ / ٨٥٧ ، وقال انها مدينة عظيمة ، بينها وبين الري ١٦٠ فرسخاً (۲) قتل ليلى بن النعمان قبل قليل ، فقد جاء في تجارب الأمم ٠ / ٧٦ ، لحوادث سنة ٣٠٩ ه : « وفيها دخل رسول صاحب خراسان برأس ليلى بن النعمان الديلي الذي خرج بطبرستان » ، وقد كان ليلى أحد قواد أولاد الأطروش العلوي ، وكانت إليه ولاية جرجان ، استعمله عليها الحسن بن القاسم الداعي سنة ٣٠٨ ٠ ، كما في ابن الأثير ٦ / ١٦٧ ط المنيرية . (۳) حويه بن علي ، ذكرته التواريخ في أكثر من مكان ، وقد حكم سمرقند سنة ٣٠١ ٥ ، كما في ابن الأثير ١٤٥/٦ ، وفي المقدسي ط أوربة من ٣٣٧ ، أنه كان صاحب جيش نصر بن أحمد بن اسماعيل وفي ابن الاثير بعد ذلك ٦ / ١٤٩ : « فتوجه إليها من بخارى حمويه بن علي في عسكر ضخم نحاربتها » . (٤) سرخس : بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الخاء ، ويقال بالتحريك - ذكرها ياقوت ٣ / ٧١ ، فقال أنها مدينة قديمة من نواحي خراسان ، كبيرة بين نيسابور ومرو ، في وسط الطريق ، بينها وبين كل واحدة منها ست مراحل . (ه) مرو : مشهورة ، ذكرها ياقوت ٥٠٧/٤ وقال انها أشهر مدن خراسان ، وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخاً ، ومنها إلى سرخس ثلاثون . (٦) قشمهان : لم تقع عليها في باقوت بهذا الضبط ، ولعلها : د کشميهين به كما ضبطها أبو الغداء في تقويم البلدان من ٤٤٦ فقال : « ومن بلاد خراسان کشميهين ، قال المهلبي وهي قرية من أعمال مرو الشاهجان على خمسة فراسخ منها على طرف المفازة » وضبطها ياقوت ٤/ ۲۷۸ فقال : « بالضم ثم السكون وفتح الميم وباء ساكنة وهاء مفتوحة ونون « كشميهن ، قرية كانت عظيمة من قرى مرو على طرف البرية آخر عمل مرو لمن يريد قصد آمل > فالفرق بينها هو الياء بعد الهاء (۷) آمل : بضم الميم والسلام - ذكرها ياقوت ٦٩/١ فقال إنها مشهورة ، في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارى من مرو ، بينها وبين شاطيء جيحون نحو ميل . ويقال لها آمل المغازة ، لأن بينها وبين مرو ومالاً صعبة المسلك ، ومفازة أشبه بالملك ) .. انظر ابن حوقل ۲ / ۳۸۱ حيث يقول إن آمل أكبر مدن طبرستان ، وهي مستقر ولاتها ، وهي أكبر من قزوين .


ثم قطعنا المفازة إلى آمل ، ثم عبر نا « جيحون » وصرنا إلى آفرير ٨ رباط طاهر بن علي .



٣

[في بخارى] ثم رحلنا إلى « بيكند»٩. ثم دخلنا « بخارا»١٠، وصرنا إلى الجيهاني١١ وهو كاتب أمير خراسان ، وهو يدعى بخراسان الشيخ العميد ، فتقدم بأخذ دار لنا ، وأقام لنا رجلاً يقضي حوائجنا ويزيح عللنا١٢ في كل ما نريد ، فأقمنا أياماً.



  1. ذكرنا في المقدمة أن هذا التاريخ يوافق ٢١ حزيران ( يونية ) ٩٢١ .
  2. النهروان : أكثر ما يجري على الألسنة في ضبطها بكسر النون ، وهي كورة واسعة بين بغداد رواسط من الجانب الشرقي ، كما في ياقوت ٤ / ٨٤٦
  3. الدسكرة ، في ياقوت ٢ / ٥٧٥ ، قرية كبيرة بنواحي نهر الملك من غربي بغداد .
  4. في مخطوطاتنا : « لا تكون على شيء » ولعل صوابها : « لا نلوي على شيء » وقد كرر هذا التعبير فيما بعد مرة أخرى
  5. حُلوان : ( بالضم ثم السكون ) - حلوان العراق، في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد ، كما في ياقوت ٢ / ٣١٧ .
  6. قرميسين : ( بالفتح ثم السكون ) - تعریب کرمان شاه بلد معروف بينه وبين همذان ثلاثون فرسخاً ، قرب الدينور ، وهي بين همذان وحلوان ، على طريق الحاج ، نزهة عذبة الماء ، كما في ياقوت ؛ / ٦٩ ، فابن فضلان كان يسلك طريق الحاج .
  7. همذان : مدينة بالجبل . وصفها ياقوت ٤ / ۹۸۱ ، وتحدث عن بردها الشديد في حكايات طويلة
  8. في الأصل : « آفرين » هكذا ، ولم نقع عليها بهذا الاسم ، ولعلها « أفرير » تقع على مقربة من نهر جيحون بعد آمل ، كما في كتاب بلدان الخلافة الشرقية تأليف استرنج ، في الخريطة مقابل صفحة ٤٧٦ أن من الترجمة العربية. وقد حار المستشرقون قبلنا في ضبطها وفي مكانها ، فاقترح المستشرق « فراي » تكون « آفريبار » ، ورأى غيره أن تكون « آفر ندين ؟ وفي ابن حوقل ٢ / ٣٨٤ : من الري إلى أفريدين مرحلة
  9. بیکند : بالكسر وفتح الكاف وسكون النون - ذكرها ياقوت ۷۹۷/۱ وقال : إنها بلدة بين بخارا وجيحون على مرحلة من بخارا ، كانت كبيرة ، وبها رباطات كثيرة نحو ألف ، خريث منذ زمان
  10. بخارا : من أعظم المدن ، ذكرها ياقوت ١/٥٧١، قال انه يعبر إليها من آمل الشط، بينها وبين جيحون يومان وكانت قاعدة ملك الامانية بينها و بين سمرقند سبعة أيام. وبينها وبين مرو ١٢ مرحلة.
    وهي اليوم من أشهر المدن في أوزبكستان من الولايات السوفيتية
  11. أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيباني ، ذكره ابن العديم في كتابه بغية الطلب المخطوط ، ۲۱/۱ قال : «هو وزیر صاحب خراسان، كان له كتاب المسالك والمالك ضاع ، وقام مكاله كتاب البلدان لابن الفقيه الهمذاني كما يقول ابن النديم سلحه من كتابه» - وذكره غيره ، فانظر في احسن التقاسيم لمقدسي ۳۳۷ ، وفي ابن الأثير ط أوربة ۸ / ۲۸۳ ، وفي ياقوت ارشاد الأريب ٢ /٥٩ ، وذكره بروكلمن ١ / ٢٢٨ والذيل ١ / ٤٠٧ وقال انه أحمد بن محمد، وزر في بخاری ۲۷۹ ه - ۲۹٥ ه ، النصر بن أحمد الساماني .
  12. أزاح العلة : تقال خاصة في الجنود الذين يحتاجون الى أمر فتقضي حاجاتهم .