عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات/المقالة الأولى/النظر السادس



النظر السادس
في فلك المريخ


وهو يحده سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم، فالأعلى منهما مماس لفلك المشتري، والأدني مماس فلك الشمس، وتتم دورته التي تختص به من المغرب إلى المشرق فى سنة واحدة وعشرة أشهر واثنين وعشرين يوماً، وصورته كفلك القمر وفلك الزهرة من غير فرق ولا حاجة إلى إعادته، وكذلك فلك زُحل وعلى رأي بطليموس ثخن فلك المريخ، وهو المسافة التي بين سطحه الأعلى وسطحه الأسفل عشرون ألف ألف وثلائمائة ألف وستّة وسبعون ألفاً وتسعمائة وثمانية وتسعون ميلاً.


فصل


والمنجمون يسمون المريخ النحس الأصغر، لأنه دون زُحل في النحوسة، وأضافوا إليه البطش والقتل والقهر والغلبة، وجرم المريخ مثل جرم الأرض مرّة ونصف مرة بالتقريب، وثخن جرمه تسعمائة ألف وثمانمائة وخمسة وثمانون ميلاً، ويبقى في كل برج إذا كان مستقيماً أربعين يوماً.