علم النجوم وأصول الحركات السماوية/الفصل الثالث
وكذلك أجمعت العلماء علي أن الأرض أيضاً بجميع أجزأيها من البر والبحر علي مثال الكرة والدليل علي ذلك أن الشمس والقمر وساير الكواكب لا يوجد طلوعها ولا غروبها علي جميع من في نواحي الارض في وقت واحد بل يري طلوعها علي المواضع المشرقية من الارض قبل طلوعها علي المواضع المغربية وغيبوبتها عن المشرقية أيضاً قبل غيبوبتها عن المغربية، وذلك يتبين من قبل الاحداث التي يعرض في العلو فأنه يري وقت الحادث الواحد مختلفاً في نواحي الأرض مثل كسوف القمر فأنه أذأ رصد في بلدين متباعدين بين المشرق والمغرب فوجد وقت كسوفه في البلد الشرقي منها علي ثلث ساعات من الليل مثلاً أقول وجد ذلك في البلد الغربي علي أقل من ثلث ساعات بقدر المسـافـة بـيـن البلدين فتدل زيادة الساعات في البلد الشرقي علي أن الشمس غابت عنه قبل غيبوبتهـا عن البلد الغربي ن
وكذلك لو نظر في وقت أنقضاض كوكب عظيم
فعرف وقته في بلذين متباعدين علي مثل ما وصفنـا وجدت ساعات البلد الشرقي أكثر من ساعات الغربي ويوجد هذا الأختلاف في الأوقات في جميع مـا يسكن من الأرض فيما بين المشرق والمغرب يكون علي حسب مسافة ما بين المواضع الارض لا يغادر شيأ ن
وكذلك أيضاً يوجد فيما بين المواضع المتباعدة ألي الشمال والجنوب فأنه أن سار ساير في الأرض من ناحية الجنوب ألي الشمال رأي أنه يظهر له من ناحية الشمال بعض الكواكب التي كان لهـا غروب فيصير أبدي الظهور وبحسب ذلك يخفي عنه من ناحية الجنوب بعض الكواكب التي كأن لها طلوع فيصـيـر أبدي الخفاء على ترتيب واحد ن
فیدل جميع ما وصفنا علي أن بسيط الأرض مستدير وأن الارض علي مثال الكرة، وبعد فلو كانت الارض مسطحة لم يعرض شيء مما وصفنا وكأن طلوع الكواكب علي جميع نواحي الأرض في وقت واحد ولم يكن من يسير في الارض فيما بين الشمال والجنوب يخفي عنه شيء من الكواكب الأبدية الظهور ولا يظهر له شيء من الكواكب الابدية الخفـاء ن