علم النجوم وأصول الحركات السماوية/الفصل الرابع


الفصل الرابع

في أن كرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالمركز وقدرها عند قدر السماء كقدر النقطة من الدائرة صغراً،

أن الدليل علي أن الارض في وسط السماء هو ما تقدم ذكرة من بعد الكواكب وان جرم كل واحد منها يري في جميع نواحي السماء على قدر واحد ويدل ذلك علي أن بعد ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد فبأضطرار أن تكون الأرض في وسط السمـاء ن

وأن من أوضح ما استدل به علي ذلك أن الارض لو لم تكن في وسط السماء وكانت ألي موضع من السماء أقرب منهاألي موضع آخر لوجب أن يكون من يسكن بجبال ذلك الموضع القريب من السماء ألا أقل من نصفها أبدأ وكذلك من يسكن بجبال الموضع البعيد من السماء يظهر له من السماء أكثر من نصفها أبدأ وهذا خلاف ما يري فيها لأن جميع الناس في جميع النواحي من الأرض تظهر لهم من السماء أبدأ ستة بروج وتغيب عنهم ستة بروج، وهذا أيضاً هو الدليل علي أن الأرض في صغرهـا عند السماء مثل النقطة لأنه لو كان لها مقدار عظيم عند السماء

لكان
14

لكان جميع من علي الأرض لا يرون أبدأ من السماء ألا أقل من نصفهـا ن

وأيضـاً فأن الأرض لمـا كانت في وسط السماء كأن السطح الذي يقسم السمـاء بنصفين هو يمر بمركز الأرض الذي هو مركز السمـاء ولما كان الذي يظهر من السماء لجميع من هو علي ظهر الأرض هو نصفهـا لا يغادر ذلك بشيء محسوس دل ذلك هلي أن السطح الذي يمر فيه البصر علي ظهر الارض النواحي الأفق ليس بينه وبـيـن السطح الذي يمر بمركز الارض أختلاف يحس فلذلك لا يكون مقدار مـا بيـن مركز الأرض وبين ظهرهـا محسوساً عند قدرالسماء فبأضطرار أن تكون كرة الارض كالنقطة عند كرة السمـاء ن

وسنبين ايضـا فيمـا بعد هذا من القول عـنـد مـا نصف من مقادير مساحة الكواكب ان أصـغـر كوكب يري في السمـاء مــــــن الكواكب الثابتة البينة في النظر هو أعظم من الأرض وأصغر كواكب السماء يري كالنقطة في السماء فبالحري أن يكون جرم الارض الذي هو أصغر من أصغر الكواكب لا قدر له يحسن عند قدر السمـاء ن

فقد
فقد تبين بما وصفنا أن الأرض في وسط العالم كالمركز

والهواء محيط بها من جميع الجهات والسماء محيط بالهواء علي مثال الكرة وقدر الأرض عند قدر السمـاء كقدر النقطة من الدايرة صغراً ن