كتاب الزهد لابن المبارك/الجزء الرابع

ملاحظات: الجزء الرابع


500 أخبرنا الشيخ الجليل لصاحب العالم أبي على الحسين بن محمد بن حسين لقابض المقدسى رضي الله عنه قال قرأ الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري على الشيخ الثقة أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري ببغداد بباب المراتب حرسها الله غداة يوم الاثنين ثاني عشرين جمادي الأولى من سنة أربع وخمسين وأربعمائة وأنا حاضر وأقر به قال أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخزاز وأبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق قراءة على كل منهما وأنت حاضر تسمع قالا أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان بن عيينه عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان استعمل النعمان بن مقرن على كسكر فكتب اليه يناشده الله إلا نزعه عن كسكر وبعثه في جيش من جيوش المسلمين فانما مثله ومثل كسكر مثل مومسةتزين لى في كل يوم فنزعه وبعثه في الجيش الذي بعثه الى نهاوند .

501 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان عن سليمان عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال أنتم اليوم اطول اجتهادا واطول صلاة أو أكثر صلوة من أصحاب رسول الله وكانوا خيرا منكم فقيل لم قال كانوا أزهد منكم في الدنيا وارغب في الآخرة.

502 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير أخبره ان المسور بن مخرمه أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤى وكان شهد بدرا مع رسول الله أخبره ان رسول الله بعث أبا عبيدة بن الجراح فقدم بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله فلما صلى رسول الله صلى عليه وسلم انصرف فتعرض له فتبسم رسول الله حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء قالوا أجل رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكنى أخشى ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنأفسوها فتهلككم كما اهلكتهم أخرجه البخاري في الجزية .

503 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة وسعيد ابن المسيب ان حكيم بن حزام قال سألت رسول الله فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثلاثا ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان ليث ياكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا ارزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا وكان أبو بكر يدعو حكيما إلى العطاء فيابى أن يقبل منه ثم إن عمر دعاه للعطية فأبى أن يقبل منه شيئا فقال عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا ألفىء فيأبى أن ياخذه قال فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد رسول الله حتى توفى.

504 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعه حدثنى يزيد بن أبي حبيب ان أبا الخير حدثه ان عقبة بن عامر حدثهم أن رسول الله صلى على قتلى أحد بعد ثمانى سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر وقال انى بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض واني لأنظر اليه وأنا في مقاصي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال عقبة وكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله أخرجه البخاري من طريق زكريا.

باب التقلل من الدنيا

505 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا قيس بن الربيع عن شمر بن عطية عن المغيرة ابن سعد بن الأحزم عن أبيه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى عليه وسلم لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا قال وبالمدينة ما بالمدينة وبراذان ما براذان أخرجه الحميدي قال ابن صاعد وراذان مكان بالمدينة.

506 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري ان عبد الله بن السعدي كان يحدث وهو رجل من بنى عامر بن لوى وكان من أصحاب رسول الله بينما أنا نائم اوفيت على جبل فبينما انا عليه طلعت لى ثلة من هذه الأمة قد سدت الأفق حتى إذا دنوا منى دفعت عليهم الشعاب بكل زهرة من الدنيا فمروا ولم يلتفت اليها منهم راكب فلما جاوزوها قلصت الشعاب بما فيها فلبثت ما شاء الله أن ألبث ثم طلعت ثلة على مثلها حتى إذا بلغوا مبلغ الثلة الأولى دفعت عليهم الشعاب بكل زهرة من الدنيا قال فالآخذ والتارك وهم على ظهر حتى إذا جاوزوها قلصت الشعاب بما فيها فلبثت ما شاء الله ثم طلعت الثلة الثالثة حتى إذا بلغوا مبلغ الثلتين دفعت الشعاب بكل زهرة من الدنيا فاناخ اول راكب فلم يجاوزه راكب فنزلوا يهتالون من الدنيا فعهدى بالقوم يهتالون وقد ذهبت الركاب.

507 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال بلغنا عن الحسن انه قال قال رسول الله صلى الله عليه انما مثلى ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء لا يدرون ما قطعوا منها أكثر أم كا بقي منها فحسر ظهرهم ونفد زادهم وسقطوا بين ظهرانى المفازة فأيقنوا بالهلكة فبينا هم كذلك اذ خرج عليهم رجل في حلة يقطر رأسه فقالوا إن هذا لحديث العهد بالريف فانتهى اليهم فقال مالكم يا هؤلاء قالوا ما ترى حسر ظهرنا ونفد زادنا وسقطنا بين ظهرانى المفازة ولا ندرى ما قطعنا منها أكثر أم ما بقى علينا قال ما تجعلون لى إن اوردتكم ماءا رواءا ورياضا خضرا قالوا نجعل لك حكمك قال تجعلون لى عهودكم فالظلم ان لا تعصونى قال فجعلوا له عهودهم ومواثيقهم أن لا يعصوه فمال بهم وأوردهم رياضا خضرا وماء رواء فمكث يسيرا ثم قال هلموا إلى رياض أعشب من رياضكم وماء أروى من ماءكم هذا فقال جل القوم ما قدرنا على هذا حتى كدنا ان لا نقدر عليه وقالت طائفة منهم ألستم قد جعلتم لهذا الرجل عهودكم فالظلم ان لا تعصوه وقد صدقكم في أول حديثه فآخر حديثه مثل أوله فراح وراحوا معه فأوردهم رياضا خضرا وماء رواء وأتى الآخرين العدو من تحت ليلتهم فأصبحوا من بين قتيل وأسير.

باب هوان الدنيا على الله عز وجل

508 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا مجالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد احد بني فهر قال كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه على السخلة الميتة فقال رسول الله أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها قالوا من هوانها ألقوها يا رسول الله قال فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها أخرجه الترمذي عن سويد .

509 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا إسماعيل بن عياش قال حدثنى عثمان بن عبيد الله بن رافع ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه حدثوا أن رسول الله صلى الله عليه قال لو ان الدنيا كانت تعدل ثم الله جناح في الخير بعوضه ما أعطى منها كافرا شيئا.

510 أخبركم أبو عمر بن حيويه وابو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول أدركت اقواما كانت الدنيا تعرض لأحدهم حلالا فيدعها فيقول والله ما أدري على ما أنا من هذه إذا صارت في يدى.

511 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن مطرف قال حدثنا أبو حازم عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن مالك الدار أن عمر بن الخطاب اخذ أربع مائة دينار فجعلها في صرة ثم قال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حوائجك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالى يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها فرجع الغلام إلى عمر بن الخطاب فأخبره ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر إلى ما يصنع فذهب بها اليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذا في حاجتك فقال وصله ورحمه تعالى يا جارية اذهبي إلى فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ فقالت ونحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة الا ديناران فدحا بهما اليها فرجع الغلام إلى عمر بذلك عمر وقال إنهم إخوة بعضهم من بعض أخرجه أبو نعيم في الحلية.

512 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان بن عيينه عن موسى بن أبي عيسى قال أتى عمر بن الخطاب مشربة بنى حارثه فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر كيف تراني يا محمد فقال أراك والله كما احب وكما يحب من يحب لك الخير أراك قويا على جمع المال عفيفا عنه عادلا في قسمه ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف فقال عمر هاه فقال لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف فقال عمر الحمد الله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني.

513 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو يكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن رافع قال بلغ عمر بن الخطاب ان سعدا اتخذا قصرا وجعل عليه بابا وقال انقطع الصويت فأرسل عمر محمد بن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه فقال له إيت سعدا فأحرق عليه بابه فقدم الكوفة فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى نارا ثم أحرق الباب فأتى سعد فأخبر ووصف له صفتة فعرفه فخرج إليه سعد فقال محمد إنه بلغ أمير المومنين أنك قلت انقطع الصويت فحلف سعد بالله ما قال ذلك فقال محمد بن مسلمه نفعل الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول ثم ركب راحلته فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله به أعلم فأبصر غنما فارسل غلامه بعمامته فقال اذهب فاتبع منها شاة فجاء الغلام بشاة وهو يصلى فاراد ذبحها فأشار اليه أن يكف فلما قضى صلوته قال اذهب فان كانت مملوكة مسلمة فاردد الشاة وخذ يباع وان كانت حرة فاردد الشاة فذهب فاذا هي مملوكة فرد الشاة وأخذ يباع وأخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلة الا خطفها حتى آواه الليل الى قوم فأتوه بخبز ولبن وقالوا لو كان عندنا شيء أفضل من هذا أتيناك به فقال بسم الله كل حلال أذهب السغب خير من مأكل السوء حتى قدم المدينة فبدأ بأهله فابترد من الماء ثم راح فلما أبصره عمر قال لو لا حسن الظن بك ما روينا انك أديت وذكر أنه أسرع السير فقال قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك قال فقال عمر هل أمر لك بشء فقال قد رأيت مكان أتامر لى قال ابن عيينه أى آخذ منه قال عمر إن أرض العراق ارض رفيعة وإن أهل المدينه يموتون حولى من الجوع فخشيت أن آمر لك فيكون لك البارد ولى الحار أما سمعت رسول الله يقول لا يشبع المؤمن دون جاره أو قال الرجل دون جاره.

514 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا محمد بن منصور الجواز بمكة قال حدثنا ابن عيينه عن عمر بن سعيد عن أبيه عن عباية ابن رفاعة بن رافع عن عمر بنحوه وذكر فيه عن النبي صلى الله عليه نحو ما ذكره.

515 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان يعنى الثورى عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن عمر بنحوه وذكر عن النبي صلى الله عليه كما ذكر.

516 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا زياد بن ايوب أبو هاشم قال حدثنا إسماعيل بن ابراهيم قال حدثنا أبو حيان التيمى عن عباية بن رفاعة بنحوه ولم يرفعه.

517 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا عمرو بن على قال أخبرنا يحيى بن سعيد قال أخبرنا أبو حيان التيمي قال أخبرنى بإيهام ابن رفاعة بن رافع عن عمر بنحوه ولم يرفعه.

518 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا عمرو بن على قال أخبرنا يحيى بن سعيد قال أخبرنا أبو حيان التيمي قال أخبرني بإيهام ابن رفاعة عن عمر بنحوه ولم يرفعه.

519 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري قال أخبرني ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف انه قدم وافدا على معاوية في خلافته قال فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل الشام ثم جلست فقال لي رجل منهم من أنت يا فتى قلت أنا ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال يرحم الله أباك أخبرني فلان لرجل سماه أنه قال والله لألحقن بأصحاب رسول الله فلا حدثن بهم عهدا ولاكلمنهم قال فقدمت المدينة في خلافة عثمان بن عفان فلقيتهم الا عبد الرحمن بن عوف أخبرت انه بأرض له بالجرف فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده فلما رآني استحيي مني فألقي المسحاة وأخذ رداءه فسلمت عليه رجاء له جئتك لأمر وقد رأيت أعجب منه هل جاءكم الا ما جاءنا وهل علمتم الا ما علمنا فقال عبد الرحمن لم يأتنا الا ما قد جاءكم ولم نعلم الا ما قد علمتم قلت فما لنا نزهد في الدنيا وترغبون ونخف في الجهاد وتتثاقلون وأنتم سلفنا وخيارنا وأصحاب رآه فقال عبد الرحمن لم يأتنا الا ما قد جاءكم ولم نعلم الا ما قد علمتم ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر .

520 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن الزهري قال تصدق عبد الرحمن ابن عوف على عهد رسول الله بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين الف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم حمل على ألف وخمس مائة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة أخرجه أبو نعيم في الحلية.

521 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا شعبة بن الحجاج عن سعد بن ابراهيم عن أبيه ان عبد الرحمن بن عوف أتى بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني وكفن في بردته إن غطى رأسه بدت رجلاه وان غطت رجلاه بدا رأسه وأراه قال وقتل حمزة وهو خير منى ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال إعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت لنا ثم جعل يبكى حتى ترك الطعام أخرجه في البخاري عن محمد بن مقاتل.

522 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال حدثنا مسعر قال حدثني قيس بن مسلم عن طارق ابن شهاب قال عاد خبابا بقايا من أصحاب رسول الله فقالوا أبشر أبا عبد الله

إخوانك تقدم عليهم غدا فبكى فقالوا له عليها من الحال فقال أما إنه ليس به جزع لكنكم ذكرتموني اقواما وسميتموهم لي اخوانا وان اولئك قد مضوا باجورهم كما هي واني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أصبنا بعدهم أخرجه الحميدي عن ابن عينيه.

523 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان بن عيينة قال الحسين وأخبرناه سفيان أيضا عن أمي المرادى قال قال أبو العبيدين لعبد الله بن مسعود يا أصحاب محمد لا تختلفوا فتشقوا علينا فقال يرحمك الله أبا العبيدين إنما أصحاب محمد الذين دفنوا معه في البرد.

524 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا اسماعيل بن عياش قال حدثني محمد بن زياد عن أبي عنبة الخولاني أنه كان في مجلس خولان في المسجد جالسا فخرج عبد الله ابن عبدالملك هاربا من الطاعون فسأل عنه فقالوا خرج يتزحزح هاربا من الطاعون فقال إنا لله وأنا إليه راجعون ما كنت أرى أني أبقي حتى أسمع بمثل هذا أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم اولها لقاء الله كان أحب اليهم من الشهد والثانية لم يكونوا يخافون عدوا قلوا او كثروا والثالثة لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا كانوا واثقين بالله أن يرزقهم والرابعة إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضى الله فيهم ما قضى.

كتاب الزهد لابن المبارك

الجزء الأول | الجزء الأول - 1 | الجزء الأول - 2 | الجزء الأول - 3 | الجزء الثاني | الجزء الثاني - 1 | الجزء الثاني - 2 | الجزء الثاني - 3 | الجزء الثالث | الجزء الثالث - 1 | الجزء الثالث - 2 | الجزء الثالث - 3 | الجزء الرابع | الجزء الرابع - 1 | الجزء الرابع - 2 | الجزء الرابع - 3 | الجزء الخامس | الجزء الخامس - 1 | الجزء الخامس - 2 | الجزء الخامس - 3 | الجزء السادس | الجزء السادس - 1 | الجزء السادس - 2 | الجزء السابع | الجزء السابع - 1 | الجزء السابع - 2 | الجزء الثامن | الجزء الثامن - 1 | الجزء الثامن - 2 | الجزء التاسع | الجزء التاسع - 1 | الجزء التاسع - 2 | الجزء العاشر | الجزء العاشر - 1