لعب العرب (الطبعة الأولى)/حرف الكاف


ك

الكُبْنَةُ: لعبة للأعراب، تجمع كبنا وأنشد «تدكلت بعدي وألهتها الكبن» «وتدكلت أي: تدللت».
وفي مادة دكل استشهد بالبيت ورواه:

تدكلت بعدي وألهتها الطبن
ونحن نعدو في الخبار والجرن

«يعني: الجرل فأبدل من اللام نوناً» واستشهد به أيضاً في مادة «طبن» على أن الطبن جمع طبنة وهي لعبة يقال لها بالفارسية سدرة، وقال في هذه المادة والطبن الفرق والطبن خط مستدير يلعب بها الصبيان يسمونه الرحى، قال الشاعر

من ذكر أطلال ورسم مناحي
كالطبن في مختلف الرياح

ورواه بعضهم كالطبل، وقال ابن الأعرابي الطبن والطبن هذه اللعبة التي تسمى السدر، وأنشد: (يبتن يلعبن حوالى للطبن) والطبن هنا مصدر لأنه ضرب من اللعب فهو من باب اشتمل الصماء.

وفي مادة (سدر) منه لعبة للعرب، يقال لها السدر والطبن. والسدر اللعبة التي تسمى الطبن وهو خط مستدير تلعب بها الصبيان. وفي حديث بعضهم: رأيت أبا هريرة يلعب السدر. قال ابن الأثير: هو لعبة يلعب بها، يقامر بها، وتكسر سينها وتضم. وهي فارسية معربة عن ثلاثة أبواب ومنه حديث يحيى بن أبي كثير: السدر هي الشيطانة الصغرى، يعني أنها من أمر الشيطان.

وقد تكلم في هذه المادة قبل ذلك عن السدير وأنه معرب (سه دله) بالفارسية. أي ثلاث شعب أو ثلاث مداخلات. وفي شرح القاموس عن السدر، أن شيخه نقل عن أبي حيان أنها بالفتح كبقم.

وفي مادة (قرق) من اللسان: القرق الذي يلعب به. عن كراع التهذيب. والقرق لعب السدر. وقرق إذا لعب بالسدر. ومن كلامهم استوى القرق فقوموا بنا. أي استوينا في اللعب. فلم يقر واحد منا صاحبه. وقيل القرق لعبة للصبيان يخطون في الأرض خطاً ويأخذون حصيات فيصفونها. قال ابن أبي الصلت:

وإعلان الكواكب مرسلات
كحبل القرق غايتها النصاب

(وكتب المصحح بالحاشية قوله كحبل القرق هكذا في الأصل وفي هامش نسخة صحيحة من النهاية: كخيل القرق، وفسرها بقوله: خيلها هي الحصيات التي تصف).

(قلت مثل شارح القاموس في مادة (علط) عن الصاغاني أن الليث صحف هذا البيت وأن الصواب: كخيل الخ.)

وقد شبه النجوم بهذه الحصيات التي تصف وغايتها النصاب أي المغرب التي تغرب فيه، وقال أبو إسحق الحربي في القرق الذي جاء في حديث أبي هريرة إنه كان ربما يراهم يلعبون بالقرق فلا ينهاهم. قال القرق بكسر القاف لعبة يلعب بها أهل الحجاز وهو خط مربع في وسط خط مربع في وسطه خط مربع ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول إلى الخط الثالث وبين كل زاويتين خط فيصير أربعة وعشرين خطاً. وقال أبو إسحق هو شيء يلعب به. قال وسمعت الأربعة عشر. (وكتب المصحح بالحاشية قوله: وسمعت الأربعة عشر كذا في الأصل).

وفي القاموس: القرق بالكسر، لعبة السدر يخطون أربعاً وعشرين خطاً ويصفون فيه حصيات. وفي كتاب المعرب والدخيل لمصطفى المدني ما نصه: (القرف بكسر القاف وسكون الراء. وحكى الرافعي عن خط القاضي الروياني فتحها ويسمى شطرنج المغاربة. بأن يخط على الأرض خط مربع ويجعل في وسطه خطان كالصليب ويجعل على رأس الخطوط حصاً صغار يلعب بها. كذا في الزواجر لابن حجر.)

(قلت الظاهر أنها عامية والناس يسمون الدار صيني: قرفاً وقرفة والظاهر أنها عامية أيضاً).

قلنا لم نجد القرف بالفاء في كتب اللغة بهذا المعنى ولا يبعد أن يكون المراد القرق بقافين فتصحف على المصنف ولا يكون التصحيف من الناسخ لذكره في آخره القرفة للدارصيني وهو دليل على أنه يريده بالفاء وليحقق. (وفي مادة قرق من المصباح) قال الأزهري القرق لعبة معروفة. قال الشاعر

وإعلاط الكواكب مرسلات
كحبل القرق غايتها النصاب

وفي الموشح للمرزباني ص ١٦١ في قول العرب: قد استوت القرقة ما نصه: «قال المبرد القرقة لعبة يلعب بها على خطوط فاستواؤها انقضاؤها وهي تسمى الطبن والعامة تسميها السدر».

الكُجَّةُ: لعبة: يأخذ الصبي خرقة فيدورها كأنها كرة. وكج: لعب بها. والكجكجة لعبة تسمى است الكلبة (كما جاء في القاموس).
وجاء في شرح القاموس أن الكجكجة يقال لها في الحضر: البكسة نقلًا عن التهذيب.

وفي مادة (بكس) من القاموس: «البكسة بالضم خرقة يلعب بها تسمى الكجة». وفي نسخة الشارح خزفة. وزاد قوله: يدورها الصبيان ثم يأخذون حجراً فيدورونه كأنه كرة ثم يتقامرون بهما. ثم قال ويقال لهذه الخزفة أيضاً التون والآجرة.

وفي مادة (تون) من القاموس، التون بالضم خرقة يلعب عليها بالكجة.

وفي نسخة الشارح خرقة أيضاً ولم يتكلم عليها وهو يخالف قوله في (بكس) ويقال لهذه الخزفة أيضاً التون والآجرة فإن في ذكره الآجرة يرجح أنها خزفة لا خرقة. وفي (تون) من اللسان قول ابن الأعرابي: التون الخزفة التي يلعب عليها بالكجة. قال الأزهري: ولم أر هذا الحرف لغيره. قال وأنا واقف فيه أنه بالنون أو الزاي.

وفي القاموس (التون بالضم خشبة يلعب عليها بالكجة»، ولم يتكلم عنها شارحه).

وفي مادة (كجج) من اللسان: الكجة بالضم والتشديد لعبة للصبيان، قال ابن الأعرابي هو أن يأخذ الصبي خزفة فيدورها، ويجعلها كأنها كرة ثم يتقامرون بها. وكج الصبي: لعب الكجة. وفي حديث ابن عباس: في كل شيء قمار حتى في لعب الصبيان بالكجة، حكاه الهروي في الغريبين التهذيب، وتسمى هذه اللعبة في الحضر باسمين: والخرقة يقال لها التون. والآجرة يقال لها البكسة. ومنه يعلم أن التون ليست بآجرة وأن شارح القاموس اقتضب عبارة اللسان وجعلها من أسماء التون على أن التون خزفة. ويعلم أيضاً أن الخزفة الواردة في عبارة اللسان في مادة (تون) مصحفة من خرقة.

وفي مادة (بكس) من اللسان، البكسة خرقة يدورها الصبيان ثم يأخذون حجراً فيدورونه كأنه كرة ثم يتقامرون بها وتسمى هذه اللعبة الكجة ويقال لهذه الخرقة أيضاً التون والآجرة

ومنه يعلم أن شارح القاموس نقل العبارة من هنا لا من مادة (كجج) ويظهر أن تمامها سقط من الناسخ أو من صاحب اللسان سهواً إذ لا خلاف في أن عبارته في (كجج) تفيد أن الآجرة غير التون

الكعب: في القاموس: الكعب الذي يلعب به كالكعبة، ومثله في اللسان، وفي شرح القاموس أن المراد هنا به كعب النرد (أي ما يسمى اليوم بالزهر)

وفي المخصص: تجامح الصبيان أي رموا كعباً بكعب حتى يزيله عن موضعه، وجمخ الصبيان بالكعاب وجمحوا، وقال أبو عمرو انجمخ الكعب: انتصب وقال صاحب العين جبخوا بكعابهم أي رموا بها لينظروا أيهم يخرج فائزاً. والجبخ صوت الكعاب والقداح إذا أجلتها.

وفي اللسان جمحوا بكعابهم كجبحوا وتكامح الصبيان بالكعاب إذا رموا كعبًا بكعب حتى يزيله عن موضعه.

وفي جبخ منه: جبخ القداح والكعاب، حركها وأجالها، والجبخ صوت الكعاب والقداح إذا أجلتها والجمخ مثل الجبخ في الكعاب إذا أجيلت.

وفي جمخ منه: والجمخ مثل الجبخ في الكعاب إذا أجيلت وجمخ الصبيان بالكعاب مثل جبخوا أي لعبوا متطارحين لها، وجمخ الكعب وانجمخ: انتصب.

وفي القاموس: الجبخ إجالتك الكعاب في القمار، وفي جبخ منه: جبخ القوم بكعابهم أي رموا بها لينظروا أيها يخرج فائزاً وفي المخصص قال صاحب العين: الشذق، الكعب الذي يلعب به، وقال أرتب الغلام الكعب: أثبته، ولم يذكر القاموس، ولا اللسان الشذق.

وفي اللسان: رتب رتوب الكعب أي انتصب انتصابه، ورتبه ترتيباً: أثبته.

وفي القاموس: جمح الصبي الكعب بالكعب أي رماه حتى أزاله عن مكانه

الكرة: في المخصص، الكرة معروفة وهي التي يلعب بها، وكل ما أدرت من شيء: كرة، وقد كروت بها

وفي القاموس الكرة كثبة، ما أدرت من شيء، وجمعها كرين وكرين وكرى وكرات، وكرا بِها يكرو ويكري: لعب.

وفي اللسان الكرة التي تضرب بالصولجان، وأصلها كرو والهاء عوض إلى أن قال ويجمع أيضاً على أكر، وأصله وكر مقلوب اللام إلى موضع الفاء ثم أبدلت الواو همزة لانضمامها.

وفي المخصص: المنجار لعبة للصبيان يلعبون بها، وفي القاموس: المنجار لعبة للصبيان، أو الصواب الميجار بالياء، وقد فسر المخصص الميجار بالصولجان الذي تضرب به الكرة. وفي نسخة القاموس في مادة (يحر): الميحار كميزان الصولجان، ذكره ابن سيده في ي ح ر

وقال شارحه الحاء مهملة كما هو مضبوط في سائر النسخ، ويدل عليه صنيعه فإنه أفرده من الذي قبله فلو كان بالجيم لذكرها في مادة واحدة. وضبطه صاحب اللسان بالجيم وأهمله الجوهري والصاغاني، وقد تقدم للمصنف في وجر وأجر، وقوله أفرده أي ذكره مفرداً بعد يجر. ولم يذكر المصنف شيئاً عن الميجار في أجر كما زعم الشارح وإنما ذكر المنجار في نجر والميجار في وجر وفي مادة (نجر) من اللسان: والمنجار لعبة للصبيان يلعبون بها قال:

والورد يسعى بعصم في رحالهم
كأنه لاعب يسعى بمنجار

وقال في مادة يجر: الميجار الصولجان، ولم يزد.

وفي المخصص: مقطت الكرة مقطاً، ضربت بها الأرض ثم أخذتها، ونحوه في القاموس واللسان. وفي المخصص، تجاحف الفتيان الكرة بينهم بالصوالجة: تدافعوها أخذاً، وفي القاموس جحف الكرة خطفها، ثم قال: والجحفة اللعب بالكرة كالجحف ثم قال وتجاحفوا الكرة تخاطفوها.

وفي اللسان: تجاحفوا الكرة بينهم بمعنى دحرجوها بالصوالجة، وقال قبل ذلك الجحف والمجاحفة أخذ الشيء واجترافه والجحف شدة الجرف إلا أن الجرف للشيء الكثير والجحف للماء والكرة ونحوهما

وفي القاموس الطبطابة خشبة عريضة يلعب بها بالكرة، وهي عبارة اللسان، وزاد قوله: وفي التهذيب، يلعب الفارس بها بالكرة، وفي القاموس: واللوثة خرقة تجمع ويلعب بها وفي الشرح جمعه لوثان، ولم تذكر في اللسان فهي إذن الكرة من الخرق. وفي القاموس: مقط الكرة ضرب بها الأرض ثم أخذها

وفي كتاب الموجز في الطب للعلامة ابن النفيس في الكلام على الرياضة البدنية ما نصه: «واللعب بالصولجان رياضة للبدن والنفس لما يلزمه من الفرح بالغلبة والغضب بالانقهار». قال شارحه العلامة الأمشاطي: «قال ابن جميع في تنقيح القانون: قيل الطبطاب هو الشيء الذي يلعب به الفارس بالكرة ثم قال والفارس قد يلعب الكرة بالصولجان وقد فرق الرئيس بينهما وقال اللعب بالصولجان واللعب بالطبطاب قد يلعب الكرة بآلة أخرى من خشب تؤخذ بالكف ذات مقبض تلقى بها الكرة الصغيرة التي يترامى بها. ويشبه أن تكون هذه الآلة هي التي أرادها الرئيس بالطبطاب»، هذا كلام ابن جميع، قال يوسف بن محمد البغدادي في تعقبه لكلامه الطبطاب: الكرة التي يلعب بها الصبيان وقد تطلق على ما يلعب بالصولجان وعلى ما يرمى به كالتي تسميها العامة الطاب

والصولجان عندنا عبارة عن اللعب بالكرة التي يلعبها الفرسان، وهي كرة كبيرة تلقى على الأرض ويأتيها الفارس راكباً ويضربها بقضيب في رأسه قطعة خشب نحو شبر أو أكثر بقليل فإذا ضربها أسرع الفرسان نحوها يقصدون ضربها فمن سبق منهم إلى إصابتها بالقضيب الذي في يده كانت الغلبة له. ا.هـ. كلام الأمشاطي في شرحه المسمى بالمنجز شرح الموجز.

وفي آثار الأول في ترتيب الدول للعلامة حسن بن عبد الله العباسي: «واللعب بالكرة والجوكان واستعمالهما بالغدوات من أتم الرياضات وأكملها وأنفعها؛ لأن من الرياضات ما يختص بالكفوف والسواعد مثل الشياك وتناول الطابة».

وفي محاضرات الراغب الأصفهاني في مدح التغافل: «وقيل من تغافل فعقلوه ومن تكايس فطبطبوه، أي العبوا به على الطبطابة».

الكُرَّجُ: جاء في المخصص: الكرج الذي يلعب به وهو فارسي معرب.

وفي القاموس: الكرج كقبر المهر، معرب كره.
وفي اللسان: الكرج الذي يلعب به، فارسي معرب وهو بالفارسية كره. والليث الكرج. دخيل معرب لا أصل له في العربية. قال جرير:

لبست سلاحي والفرزدق لعبة
عليها وشاحًا كرج وجلاجله
وقال
أمسى الفرزدق في جلاجل كرج
بعد الأخيطل ضرة لجرير

والليث: الكرج، يتخذ مثل المهر يلعب عليه، وفي شفاء الغليل «كرخ» اسم لعبة معرب. وهو تحريف من الناسخ والصواب أنه بالجيم لا بالخاء المعجمة

وفي الروض الأفف في ذكر مخنثي المدينة «وربما لعب بعضهم بالكرج، وفي مراسيل أبي داود، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى لاعباً يلعب بالكرج فقال لولا أني رأيت هذا يلعب به على عهد النبي لنفيته من المدينة»

وفي مادة (كرك) من القاموس: «الكرك كدمل، لعبة لهم، ومنه الكركي للمخنث» وفي شرحه: «هو الكرج الذي يلعب به، ونص المحيط للجواري» وفي اللسان: «الكرك، الكرج الذي يلعب به»

الكِبكِبُ: هي اسم للعبة كما جاء في القاموس ولم يفسرها الشارح ولا ذكرها اللسان.

الكُثكَثَى: جاء في القاموس أنها لعبة بالتراب، ولم يزد الشارح إلا قوله عن الفراء: نقله الصاغاني، ولم يذكرها اللسان في كثث.
وفي مادة (ك ت ت) من القاموس: «كتكت وكتكتى غير مجزأتين، لعبة» ولم يزد الشارح إلا قوله «لهم» ولم يذكرها اللسان في (ك ت ت) أيضاً.

الكجكجة: ذكرت في الكجة.

الكرك: تراجع الكرج.