مجلة البيان للبرقوقي/العدد 12/فصول في الزراعة
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 12/فصول في الزراعة
اللغة العربية والزراعة
بين ظهرانينا الآن أفراد مخلصون يعملون في السر ولا تعنيهم الشهرة وهم عند النصفة أولى العاملين بالشهرة والذكر لأنهم مخلصون وعاملون بحق وممن نعرف من هذه الطائفة الصالحة حضرة الأديب الفاضل أحمد أفندي الألفي أحد الذين انقطعوا لعلم الزراعة وتوفروا على ترقيته في مصر وهي لعمري أحق البلاد بهذا العلم وأولى بأن يكثر فيها العاملون عليه - وقد تحفنا حضرة الألفي أفندي بفصول عدة في الزراعة نشرناها فيما سلف من البيان لمكانها من جودة الموضوع وجودة الأسلوب واليوم ننشر لحضرته فصلين عنوان الواحد اللغة العربية والزراعة وعنوان الآخر أنواع الأرض، وهما عند أنعام النظر ينمان على قدم راسخة في الأدب والزراعة معاً - قال
التربة. ظاهر الأرض بقدر ما يثيره الحرث أي يقلبه ويعبر عنها بالأرض أو أرض الزراعة أو سطح الأرض أو الطبقة الزراعية.
الرُفدة. تحت التربة، الذي لا يصل إليه غور الحرث عادة ويعبر عنه بتحت سطح الأرض.
الثرى. التراب الندي الذي لم يصر طيناً.
التراب. مادة التربة أو الأرض التي تقوم بالرمل والطين (بالمعنى العلمي) وغيرهما.
الطين. أحد العناصر المعدنية المقوّمة للتربة أو الأرض والطين لغة التراب المجبول بالماء يقال جبل التراب إذا صبّ عليه الماء ودعكه طيناً.
الرَدَغة. ثرى وجه التربة المشبع بالماء وتسميه العامة (روبة).
الطُفَال. الطين اليابس خاصة ويقال أرض طفائية أي طينية.
المدر. قطع الطين اليابس وتسميه العامة قلقيل.
الابليز. الأرض ذات الملوحة والنز.
(وتوصف الأرض بأنها)
دمثة. إذا كانت سهلة لينة كالأرض التي تعرف بالأرض الخفيفة.
مستحصفة. إذا كانت صلبة من شدة اليبوسة خاصة.
ولازبة أو علكة أو لزجة. هذه أوصاف للأرض الطينية التي إذا ترطبت تتلزّج طينتها وإذا يبست تشتد صلابتها.
غَمِقة. الأرض المرطوبة برطوبة راكدة أي لم تصرف وهي أرض مكروهة.
غَدِقة. الأرض الندية بماء الري خاصة أو إذا كانت ريا النبت أي مروية.
(ملحوظة) استعمل معربوا كتاب الزراعة كلا من هذين اللفظين لأحد هذين المعنيين كأن اللفظين مترادفان والمعنيين متحدان وكل ذلك منهم وهم.
أريضة. إذا كانت كاملة الخصال للنبات أي إذا كانت طبائعها جيدة.
طبائع الأرض أو خصالها. يعبر عنها بقولهم صفات الأرض الطبيعية أو خواصها الطبيعية. والكلمة المستعملة في اللغة هي لفظة (خصال) يقال أرض كاملة الخصال وكذلك لفظة (طبائع) في استعمال فصحاء المعاصرين.
ويقال أرض سمينة. إذا كانت جيدة قوية على ترشيح النبت أي تربيته ويقال عنها في العرف أرض سخية.
زهاد أو شحاح. للأرض التي يسرع غيض الماء فيها ولا يعود يترشح منها.
جَلد. للأرض التي يضعف نفوذ الماء فيها لصلابتها.
ريا. للأرض الندية بماء الري خاصة.
ثرية. يقال ثريت الأرض إذا نديت ولانت يبسها. (يتلي)
أنواع الأرض
تقوم الأرض بالطين والرمل معاً وتسمى طينية إذا كان الأول هو الأغلب في تربتها.
وتسمى رملية إذا كان الثاني هو الأغلب في تربتها.
وتسمى طميية إذا كانا متعادلين ومتكافئين معاً.
وتسمى طينية رملية إذا كانا متقاربين تقارباً امتاز فيه الطين.
وتسمى رملية طينية إذا كانا متقاربين تقارباً امتاز فيه الرمل.
وقد تزيد ملوحة الأرض حتى تفسد تربتها فتعرف بـ الأرض الملحية ومتى نقيت من ملوحتها عرفت بنوعها الطيني أو الرملي * (الأرض الطينية وتعرف بالأرض السوداء) *
وهي صنفان ثقيلة وخفيفة فالخفيفة لينة التربة وسهلة الخدمة يرى ثراها أكدر اللون ووجها ترابي كامد.
والثقيلة أغلب طيناً وأكدر لوناً وأصعب خدمة. لزجة إذا رويت شديدة الاستحصاف إذا يبست.
- (الأرض الطينية الرملية وتعرف بالأرض الكحلاء) *
الين تربة وأسهل خدمة وأفتح لوناً من الأرض السوداء الخفيفة.
- (الأرض الطميية وتعرف بالأرض الصفراء) *
سلسلة التربة والخدمة غبراء الأديم أما ثراها فهو أغبر بصفرة خفيفة وحينما تيبس عقب الري يعلوه بياض أكثر وأزهى مما يرى في غيرها كما أنه يكون في الأرض الكحلاء أظهر منه في الأرض السوداء.
- (الأرض الرملية الطينية وتعرف بالرملية الصفراء) *
هشة التربة خفيفة الخدمة رملية اللون بغبرة وصفرة خفيفتين.
- (الأرض الرملية) *
تعرف بلونها الرملي البحت وبعدم تماسك تربتها حتى أن خدمتها لا تحتاج إلا لمجهود قليل جداً فيما عدا الري والتسميد.
- (الأرض الملحية) *
ترى ملوحة تربتها أما ذات لون أسمر أو أبيض كامدين والأولى اردأ تأثيراً وأصعب إزالة وتصير التربة صلبة علكة وتعرف بالأرض المرة بينما الثانية تصيرها رخوة.
مراتب الأرض
من حيث ريها وزراعتها
تقسم إلى
(أ) أرض رواتب وهي التي تروى دواماً وتزرع بدورة كاملة وهي أرض الدلتا أي الوجه البحري وبعض أرض الصعيد.
(ب) أرض مستجدة وهي التي عمرت حديثاً من أرض البراري ونحوها وتروى وتزرع كالأرض الرواتب ومتى تم تنويعها وتحسينها وعمرانها ألحقت بالأرض الرواتب.
(ج) أرض الحياض وهي أرض الصعيد التي تروي غمراً مدة الفيضان ولا زرع إلا زروعاً شتوية وقد تحول كثير منها شمالي الصعيد فصار من الأرض الرواتب.
(د) الأرض الموات وهي التي لم تعمر ولم تزرع كأطراف الدلتا الشمالية ومتى عمرت ألحقت بالأرض المستجدة.
من حيث موقعها
تقسم إلى
(هـ) الأرض الجنوبية العالية من الصعيد إلى جنوب الدلتا ونظراً لنقاوتها من الملوحة وازدياد عمق الرواسب النيلية فيها تعرف بالأرض العميقة الحلوة.
(و) الأرض البحرية الواطئة شمالي الدلتا.
خصب الأرض
خصب الأرض في تربتها وكميته بها كبيرة إلا أن الفعّال منه لتغذية النبات حالاً قليل. أما سائره فكامن ومستعد. وبإتقان الفلاحة تزيد مادة الخصب ويتحول الكامن مستعداً والمستعد فعالاً فيزكو خصب الأرض في جميع حالاته. أما إذا أهملت الأرض فإنها تضعف ثم تمحل.
ويختلف سمك التربة من نحو 15 سنتمتراً في الارض الضعيفة إلى ضعف ذلك في الأرض الجيدة. أما الرفدة أي تحت التربة وإن كانت مثلها تقوم بالطين والرمل معاً إلا أنها عقيمة لبعدها عن تأثيرات الفلاحة والجو ولكنها تعد وطناً تنمو فيه الجذور الطويلة ومورداً تستعد منه التربة ما استفرغه الزرع من عناصرها المعدنية فضلاً عن شأنها أي الرفدة في تقويم بعض خصال الأرض كدورة الماء مثلاً وقد تكون مفيدة للتربة إذا كانت أي الرفدة سهلة الثرى تحت تربة علكة أو كانت طينية تحت تربة رملية فإنها تعدل مزاج التربة في الحالتين ففي الحالة الأولى تساعد على تصريف رطوبة التربة وفي الحالة الثانية تمنع غيض الماء في الثرى بعيداً عن التربة وقد تكون الرفدة مضرة كما إذا كانت علكة تحت تربة سهلة فإنها تصعب دورة الماء في الأرض فتؤدي به التربة. (يتلى)