مجلة البيان للبرقوقي/العدد 12/نوادر الأطباء

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 12/نوادر الأطباء

ملاحظات: بتاريخ: 5 - 5 - 1913



حدّث طبيب من الإنجليز عن النوادر التي تقع بين الأطباء وبين مرضاهم قال:

خلق فريق من الناس والمزاح طبيعتهم وأن أحدهم ليقهقه بالنكتة فى أرهب المواقف وأدعاها للسكوت كالرجل الذي قال له طبيبه إن سعالك لم يتحسن اليوم فأجابه إنه لم يفهم لأنه كان يتمرن على السعال طول الليل! أو كالآخر الذى وضع الطبيب على جسمه النحيف (لبخة) من (الماسترد) فما كان منه إلا أن قال (كثير من الماسترد على قليل من اللحم!).

وقد قال لى بعض المرضى لما رأونى أفحص عليلين معاً أنني كنت أقتل عصفورين بحجر!

والجمهور يعطى الأطباء ميزة في القتل. مثال ذلك أن ثلاثة من الأطباء دنوا من فراش مريض فصرخ قائلاً وهو يقول كلا. دعونى أموت موتة طبيعية. وسئل ولد ما علة المرحوم والدك؟ فأجاب لم يكن لديه طبيب. بل مات من نفسه!.

وقد دعيت مرة أنا وأحد زملائى لفحص شئ من اللحم لم يصرح به طبيب الصحة فلما كنا فى المحكمة سئل شاهد من كان حاضراً ساعة فحص اللحم؟ فأجاب الدكتور روبنسن والدكتور بورتريت و (جزارون) غيرهم.

وبعضهم يدعي أن الأطباء لا يشتغلون.

دعي طبيب وكان قد قضى الليل كله في عيادة أحد المرضي إلى فحص رئتى عليل وطريقة الفحص أن يعد العليل (واحد. اثنين) إلخ والطبيب يستمع. فجلس الطبيب بقرب سرير المريض وكان متعباً فلم يستطع أن يستعمل (سماعته) بل أدنى رأسه من صدر العليل وأمره أن يعد حتى يأذن له بالسكوت.

فبدأ المريض يعد (واحد. اثنين. ثلاثة. . .) وأخذ الطبيب النوم فلم ينتبه إلا والعليل يعد 6121، 6122، 6123!

واعتذر بعض الأطباء عن قلة مفعول أدويته إلى سيدة فقال أنت تعلمين أننى لا أستطيع أن (أصغرك) يا سيدتى فأجابته نعم. إنني أعلم ذلك ولم أرسل إليك من أجل ذلك بل جئت لتجعلني أقترب من ساحل الأبدية.

ويقال أن طبيباً من (ليدس) بإنجلترة وصلته الرسالة الآتية: أنت لا تعرفنى أيها الطبيب ولكنك كنت تعود كثيراً من أقاربى. عدت والدتى فماتت. وعدت أختي فقضت. وعدت ابنة عم لى فتوفيت. وعدت شقيق زوجتى فمات. وحماتى اليوم مريضة ونرجوك أن تأتي لتعودها!.

وأرسل شخص رقعة إلى طبيب يسأله أن يحضر ليفحص إصابة (بالجدرى) فأسرع الدكتور إلي دار العليل فوجد أن العلة هى (الروماتيزم) فسأل لم قلت أنها الجدرى؟ فكان جوابه إذا أردت الحقيقه أيها الدكتور فاعلم أننا لم نجد في البيت كله من يقدر أن يتهجى لفظة روماتيزم فظننا أن لفظة الجدرى تؤدي حتى تحضر وربما أتت بك مسرعاً.

ولا أنسى يوم سألت امرأة عن العلة التي مات بها والدها فنظرت إلى صديقها وسألته أن يخبرني فقال. مات مشنوقاً. يا سيدي! وكان أبوها من القتلة.

وعرفت رجلاً من أكثر الناس عملاً كان يحمل في جيبة قطعة من البطاطس النئ ويقول أنها تمتص (الروماتيزم).

وزارت سيدة رجلاً كان في أشد المرض فرأته في دور النقاهة وذهبت وهي تؤمل أنه سيبرأ سريعاً ولكنها زارته بعد أيام فإذا هو في فراشه فاستفسرت من زوجته فأجابتها إنه لما يئس الطبيب منه ورأى أن صحته لن تتحسن بعنا ثيابه! اه.