مجلة البيان للبرقوقي/العدد 32/باب تدبير الصحة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 32/باب تدبير الصحة

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 2 - 1917



اللسان

ودلالته على المرض

اللسان يدل دلالة صريحة على حالة الجهاز الهضمي وتتغير حالته تغيراً مدهشاً مختلفاً في كثير من الأمراض فمن أحمر رطب نظيف إلى ما يأتي من الأشكال.

(1) في النزلة المعدية المزمنة - باهت اللون رخو مغطى بطبقة بيضاء ومحاط بانخفاضات من ضغط الأسنان.

(2) في الإمساك المزمن - مغطى بطبقة سميكة ضاربة إلى الصفرة.

(3) في القلاع (من أمراض الفم) - مغطى بنقط بيضاء.

(4) في الحميات - جاف ومغطى بطبقة.

(5) في القرمزية (حمى طفحية) - في لون الشليك وشكله.

(6) في التيفودية - رطب في الأول وعلى جانبه سلك أبيض بجوار حافتيه الحمراوين وفي الأيام الأخيرة يجف اللسان ويتشقق.

(7) في البول السكري - متسع وذو لون كلون اللحم العجالي.

(8) في الإدمان على الخمر والشلل العام الجنوبي مرتعش بلطف إذا مد.

(9) في التجمد المنتشر (مرض عصبي) وفي الرقص الزنجي - مرتجف بشدة إذا مد.

(10) في الكربتنزم (ضعف في النمو) اللسان كبير بالنسبة للفم.

(11) في الشلل النصفي - اللسان ملقى في زاوية الفم

(12) المرض النخامي - إسوداد في اللسان.

الأسئلة الطبية وأجوبتها

السؤال الأول ما هو الدواء الناجع لمن يوجد في بوله 0. 0249 من مجموع البول من حمض البوليك وما هو الطعام الواجب استعماله أثناء الغذاء وإذا كان اللحم ممنوعاً فهل يجوز أن يستعاض منه السمك أو بعض الطيور.

السؤال الثاني هل لحمض البوليك تأثير على الأعصاب ولاسيما الأقدام، وهل يحدث ورماً في أصابع الأقدام والتهاباً كما يحدث ذلك الزلال للمصاب به؟ السؤال الثالث ما هي الأعراض الأولية التي يشعر بها المريض أول إصابته بالسل الرئوي ومم ينشأ هذا المرض وما هو العلاج الأولى الذي يلجأ إليه للوقاية منه أو لتخفيف وطأته إلى أن يعرض المريض نفسه على طبيب أخصائي؟

أحمد عبد المحسن عثمان

المخزنجي بالسكة الحديد السودانية بعطبره

السؤال الرابع شاب يتمشى في السابعة والعشرين يظنه الرائي بديناً صحيحاً بيد أنه يشعر بضعف الأعصاب ورعشة اليدين وفي بعض الأحيان تؤلمه المفاصل وهذا يجعل جثمانه يتدرج في الهزال تدرجاً غير محسوس ويتركه يئن من آلام متقطعة فما رأي حضرة الدكتور في هذا المرض؟

أحمد كامل بمديرية طنطا

الأجوبة

(1) يقول حضرة السائل أن البول يحوي 0. 0249 من مجموع البول والمفهوم من كلمة مجموع البول أنه بول 24 ساعة فإذا تقرر ذلك كان المقدار الذي يقول عنه حضرة السائل قليلاً جداً بالنسبة للحالة الطبيعية إذ يجب أن يحوي البول على الأقل من 0. 55 إلى 0. 70 جرام فيظهر جلياً أن المقدار المقول عنه إنما هو لمريض بحمض البوليك أو بالنقرس، والأدوية المفيدة التي قر عليها الرأي الطبي هي الأدوية المقوية للهضم والمساعدة للأمعاء خصوصاً الملينات الملحية (لا المسهلات) وعادة يصف الطبيب بعض أملاح البوتاسيوم والليثيوم وكذلك حمض الثيمينيك أما الببرازين الذي اعتاده الكثيرون ففي نظري لا قيمة له. أما الغذاء والعناية به فمهمة جداً فيجب أن يكون خلوا من الأطعمة النيروجينية والأطعمة السكرية العالية والتي تحوي البيورين فمن التي لا تحويه - اللبن. البيض. الزبدة. الجبن. الخبز الأبيض. الأرز. الفواكه. الكرنب. الخس أما البطاطس والفول السمك والفراخ واللحم الضان والعجالي ولحم الخنزير والكبد فتحوي مقادير مختلفة ولكن أخفها السمك فلحم الضان، كذلك يجب الإمتناع عن المشروبات الروحية بتة، ويستعاض عن السكر بالسكارين كما في البول السكري.

(2) يسأل حضرة السائل عما إذا كان لحمض البوليك تأثير على الأعصاب خصوصاً الأقدام إلخ.

ولعل حضرة السائل يقصد أن يقول تأثير على الأعضاء لأن الأقدام ليست من الأعصاب وفي كلتا الحالتين الجواب نعم له تأثير هام على سائر الأعضاء خصوصاً أصابع الأقدام وفي الغالب تكون أو مظاهره، وكذلك له تأثير على الأعصاب خصوصاً ما يتعلق منها بالنخاع الشوكي.

(3) يصعب جداً أن يعرف المريض بالسل الرئوي حقيقة أمره في المبدأ وعلى كل حال فالمرض قد يبدأ بعنف وسرعة وغضب كما قد يبدأ بلطف وبطء فبعض الحالات يبدأ بسعال وبصاق ربما كانا قليلين إلى درجة لا تدرك وبعضها يبدأ بالنفث الدموي أو بالنزيف الصدري وبعضها يبدأ بالتهاب رئوي يذهب ويترك أرضاً خصبة للسل كما أن البعض ربما بدأ عنده المرض وليس عنده من الأعراض إلا ارتفاع قليل في الحرارة بعد الظهر أو ألم متقطع بين الكتفين أو أسفل الضلوع والبعض لا يشعر بشيء إلا بضيق قليل في التنفس والبعض يهزل ولا يدري لهزاله سبباً والبعض لا يدرك شيئاً مطلقاً.

أما المرض فينشأ عن عدوى المريض بباسليوس كوخ ويساعد على ذلك التزاحم وعدم تهوية الأماكن - والجلوس في غرف ملىء بالغازات - وضعف التغذية - والشغل المتعب - والتعرض للرطوبة والبرد - والحمى التيفودية - والمشروبات الروحية - والبول السكري - والضعف الزهري - ومخالطة المصاب به - وتتطاير ذرات بصاق المسلولين متى جفت في الهواء، فإذا كانت هذه هي الأسباب أمكن التفادي منها جهد المستطاع.

(4) يلوح لي أن هذا الشاب عصبي أكثر مما هو مريض لو صح أنه مريض وأن كل ألامه هذه وتصوراته عصبية أكثر مما هي مرضية على أني أنصحه أن يبتعد عن الدخان والمشروبات الروحية والمكيفات الأخرى والعادة المضرة لو كان ممن يقترفونها فإن لم تتحسس حالته فأنا مستعد لأن يستشيرني كتابةً أو بشخصه كلما أراد ومتطوع جهدي لهذه الإستشارة.

الدكتور محمد عبد الحي