مجلة البيان للبرقوقي/العدد 52/متفرقات
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 52/متفرقات
أسعد البلدان
في كندا بلد اسمه (مِدِسن هات) هو بلا شك أسعد بلاد العالم، وذلك لأن في جوف الأرض تحت هذا البلد خزاناً هائلاً ومعيناً لا ينضب من غاز الاستصباح وهو ليس بزيت البترول كما قد يتوهم البعض، بل هو الغاز (يشبه الهواء) الذي تضاء به الشوارع وكثير من الحوانيت عندنا. فتجد القوم هنالك ينيرون منازلهم منه ويستعملونه في تشغيل آلات المصانع التي سرعان ما أنشأوها بعد اكتشاف ذلك الكنز العظيم.
ومصابيح الشوارع لا تطفأ قد في مدرسن هات هذه. لأن أولياء الأمر هناك يرون أن من العبث وخرق الرأي والإسراف أن يدفعوا أجوراً خاصة لإشعال وإطفاء المصابيح مع أنها لا تكلفهم شيئاً.
وليس هناك من يخطر على باله أن يستعمل الفحم، فالكل يستعملون الغاز في الإضاءة والطهي وجميع ما يلزم لهم. وإذا ما زار هذا البلد زائر عظيم ذو حيثية. أكرموه بما لا يمكن أن يحظى به في أي بقعة أخرى من بقاع الأرض وذلك بأن يأمر أولياء الأمر بأن يكشف بئر من الآبار - وما أكثرها - ثم يشعلونها، فيرتقع لهيبها إلا ارتفاع شاهق ويسطع ضوؤها في اميال عديدة. فيا لها من نعمة قد خصَّ الله بها أولئك القوم!!
- * *
كثيراً ما يبحث المرء عن سعادته كما يبحث عن نظارته. حين تكون معلقة على أنفه.
جوستاف دروز
الرجل الذي لا يرضيه القليل لا يرضيه شيء.