مجلة البيان للبرقوقي/العدد 53/العودة إلى الحياة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 53/العودة إلى الحياة

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 3 - 1920



بعد عشرة آلاف سنة

الحيوانات التي ينتظر العلم خلقها

أخيراً أحد أبطال العلم في أوروبا في هذه الأيام الأخيرة وهو العلامة جوليان هيكسلي أن يعلن أنه قد يستطيع أن يعيد إلى الحياة مخلوقاً من العدم منذ عشرة آلاف سنة فضج عالم العلماء لهذا الخبر. وأخذت ندوات العلماء تبحث في هذا الأمر وتنقب وقد قال هيكسلي بعد ذلك في هذا لأمر بنفسه - قد اكتشفنا منذ أشهر إننا إذا وضعنا قليلاً من سائل الشيرويد على بيض ضفدع وهو في حالة الجمود قبل أن تتحرك فيه الحياة، مشى فإذا هو ضفدعة تامة التكوين. نامية ألأجزاء. وأننا إذا استخرجنا تلك العصارة من ذلك البيض منعناه الحياة فظل جامداً لا يحور حيواناً متحركاً.

وقد استطاع هذا العالم أن يحدث كذلك طائفة من الضباب (جمع ضب) والجراذين (جمع جرزون).

وقد ختم العلامة هيكسلي بحثه بقوله: -

على أن العلم الذي اهتدينا إليه اليوم ليس شيئاً مذكوراً يخول لنا حق ارتقاب الشيء الكثير. وإنني الآن لا أستطيع أن أظن أن الشيوخ قد يمكن أن يعادوا إلى الشباب، وتسترد عهد الصبا. وغاية ما يستطيعه العلم الحديث اليوم أن يرد القوى إلى طائفة من وظائف الجسم. ونحن نعلم أن باستخدام طائفة معينة من الغدد قد يمكن تغيير أعضاء البدن وعملها. على أنني أرجو أن أوفق إلى خلق مخلوقات حية لم تكن في عالم الحياة من قبل. وقد تمكنت من استخراج حرباوات كثيرة وقد استمدها كثيرون من أصدقائي العلماء ليروا رأيهم في تركيبها وتكوينها: فهي لا تختلف عن الحرباوات الأخرى في شيء.

على أنه لا ينبغي أن يظن الناس أنني أستطيع بذلك أني أدعي المقدرة على أني أستخرج من القردة أناسا يتكلمون وإنما نحن العلماء نستطيع أن نرقي العضويات في حدودها الواجبة. ونعمل على تنميتها إن أمكن.

وقد أيد أبحاثه العلامة السير لانكستر المشهور في التاريخ الطبيعي فقال: إن هذه الاكتشافات ولا ريب ستفتح باباً لكثير من الممكنات المدهشة. وإن كان ينبغي لنا أن نغالي في التكهن عما يكون من ورائها. ويصح لنا القول بأن إحداث تلك الضفادع من الكائنات الجامدة إنما كان من جراء سرعة العمل على نموها بقوة الحرارة والغذاء.