مجلة الرسالة/العدد 1006/شلر

مجلة الرسالة/العدد 1006/شلر

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 10 - 1952



للكاتب الكبير توماس كارليك

ترجمة الأستاذ يوسف عبد المسيح ثروت

- 2 -

كانت حياة شلر حياة أدبية بكل معنى الكلمة، حياة شخص عاش قصد التأمل، وكان مرشده في هذا المسعى لا يتعدى المثل الأعلى، وقد وجد في مثل هذه الحياة سعادته التي كان يرنو إليها. وقد امتازت هذه الحياة بالبساطة الفريدة كما اتصف بالابتعاد عن امتهان ما يتعيش به، وقد نما مقته للعمل الآلي ولم يبال بنتائجه جنباً لجنب مع نموه الروحي سنة بعد أخرى. لم يحتل شلر منصباً معينا اللهم إلا منصب الأستاذية في الجامعة، ولم يرغب في التقدم المادي ولم يكن لديه مال يذكر، ولم يظهر - طيلة حياته - عدم رضائه عن هذه الأوضاع.

وبالرغم من الآلام الجثمانية والأمراض المستمرة التي احتاطت به أن انشراحه لم يكن يفارقه وكانت الخمس عشرة سنة الأخيرة من حياته هي أحسن سني حياته، لأنها كانت أنقاها وأصفاها وأكثرها إنتاجا، فحياته كانت تشبه حياة الرهبان مع اختلاف بسيط في طراز المعيشة والمحيط، وإذا نحن عرضنا الإيمان الكاثوليكي بمثل الفن الأعلى، والقوانين الكنيسية بالقوانين الأدبية والجمالية فسيؤدي ذلك إلى اعتبار حياته أقرب ما تكون بحياة الدير، ومع أنه لم يرتبط بعهود الرهبنة الثلاثة إلا أنه ارتبط بعهود أخرى أرفع شأنا وأعلى قدرا وأثقل وطأة، وقد تحمل عناء شديدا في تنفيذها والتقيد بها والالتزام بملتزماتها.

وقد كانت هذه العهود - على شدة ثقلها - شغله الشاغل ومبعث سعادته الدائمة، فبلاد من أن يحصر نفسه في رواق الكنيسة الصخري، نراه يحصر نفسه في أروقة العقل، فاصلا بذلك نفسه من الأمور السطحية ومغرقا نفسه فيما يمكن أن ندعوه بالأمور الأهلية، فكلامه وأعماله وتأملاته وتنزهاته وكل ماله علاقة بحياته اليومية تتجه نحو تلك الوجهة. . . فكما أن مرحلة اتخاذ الرجل الديني للعهود المقدسة هي أهم مرحلة في حياته. . كذلك الحال مع شلر فيما يخض عهوده الأدبية، وبهذا لعمل يمكنه أن يتخلص من مشاغل العالم المحيرة ويكرس كل جهوده في مستقبل أيامه للحكمة والتأمل. والفترة التي تقع بين هاتين المرحلتين تمتاز بميزات مختلفة. فالأولى هي دنيوية ذات انهماك في صروف العالم. . والثانية روحية ذات اتجاه هادئ عميق الغور قصي المعاني، وقد امتاز الاتجاه الثاني بنموه الروحي وازدهاره الفكري وبالثمرات السلمية التي قدمها إلى العالم، وسنوجه هنا نظرنا بصورة رئيسية إلى المرحلة الأولى.

يمكن اعتبار شلر سعيدا بالنسبة للظروف التي أحاطت بأعوامه الأولى وخصوصاً فيما يتصل بوالديه. لم يكن والداه غنيين أو مستقلين في شؤونهما المعاشية، إلا أنهما مع ذلك لم يكونا فقيرين فقرا مدقعا، فالمحبة الحارة والأخلاق الصريحة التي تبلغ مبلغ التدين، يضاف إلى ذلك قابلية ذهنية منفتحة خاصة للمعرفة، مع ثقافة عقلية جيدة تجعل في الإمكان إصلاح أي خلل قد يقع بينهما.

وقد كان في سلوكه ما يبشر بمستقبل عظيم، طبيعة هادئة قابلة لكل الإرشادات، يزينها عقل وقلب وومضات من الحيوية والنشاط تظهر بين الحين والآخر، وليس أدل على ذلك من حكاية الصاعقة التي نأمل أن تكون واقعية: (حدث أن عاصفة صاعقية اجتاحت المنطقة التي يسكن فيها وكانت من الشدة والقوة بحيث أثارت الخوف والرعب في جميع الناس، وكان الكل داخل بيوتهم، وقد افتقد أبو فرتز أبنه، وقد كان في دور الطفولة، فخرج الأب لا يلوي على شيء باحثا مفتشا عن ابنه، وفجأة عثر عليه قابعا بكل هدوء وسط هذه العاصفة الهوجاء في رأس شجرة وهو ينظر بدهشة واستغراب لاحتراب الطبيعة، فما كان من والده إلا أن عنفه أشد التعنيف. ولكن الولد بدلا من إصغائه إلى هذا التعنيف أجاب (إن البرق جميل جدا ولكنه يريد أن يرى من أين أقبل هذا البرق). . .)

درس شلر الكتب الكلاسيكية باعتناء زائد ولكن بدون رغبة، إلا أنه درس الكتاب المقدس بلذة بالغة في البيت، وقد شغف حبا بالأنبياء العبرانيين وبجلال كتاباتهم الرمزية، وقد كان لطبيعته الورعة - مضافا إليها تقوى والديه - تأثير في دفعه إلى الكهنوت، ولكن الكنيسة التي أراد التعلق بها كانت الكنيسة الشاملة الحقيقية وليست الكنيسة الرومية المزيفة. وفي سن التاسعة شاهد بدهشة مفرحة ولأول مرة (عجائب مسرح لودفيكزبرغ) وقد كان لهذه المشاهدة تأثير عميق في ذاكرته. وبذا يكون قد ألقى أول نظرة على العالم الذي قدر له - عرضا أو بعامل الطبيعة نفسها - أن يظهر فيه عبقريته ويحرز أنبل انتصاراته بارزا بذلك أقرانه ومعاصريه جميعا.

وبعد نهاية عهد صباه بدأت فترة قاسية مريرة، اختلفت فيها تربيته وتطورت قابلياته تطورا خاصا، وذلك بتحمله للاضطهاد ومعاناته العزلة وبتحطيم أجل أيام حياته وتشويهها تشويها شنيعا. ومع ذلك فإنه استفاد في هذه الحالة فوائد جمة، فقد حولت سيمياء عبقريته المعادن التافهة إلى ذهب إبريز، واستخلصت من التألم قوة ومن الخطأ حكمة وضاءة من كل شيء أحسنه وأرقاه.

أسس دوق ورتمبرك مدرسة عالية حرة لبعض فروع التعليم المهني في (سولتيرد) في مركز إقامته في الريف، ثم حولها إلى (سنتغارد) بعد أن أدخل عليها بعض التحسينات، وقد سماها مدرسة كارلز. وقد رأى الدوق أن يعطي الأفضلية في الدخول إلى هذه المدرسة لأبناء الضباط، ولما كان لدى الدوق فكرة حسنة عن شلر وأبيه طلب من الأول اهتبال هذه الفرصة السانحة.

وقد صاف هذا العرض حيرة لأول وهلة من قبل الشاب والوالدين على السواء؛ لأن الأخيرين كانا راغبين في إدخال الشاب إلى حظيرة الكنيسة، ولما اطلع الدوق على رغبتهما الخاصة طلب منهما التأني قبل إعطاء القرار النهائي، وأخيرا قبل هذا الطلب بعد إحجام ونتيجة للخوف. وهكذا سجل شلر نفسه في هذه المدرسة سنة 1773 وبذا انتقل من الحرية والآمال العريضة إلى اليونانية والعزلة والقانون.

وقد أثبتت الوقائع أحقية مخاوفه، فالسنوات الست التي قضاها في هذه المؤسسة تعتبر أشد السنين مضايقة لنفسه وإزعاجا لمواهبه، ويظهر أن نظام التربة في ستنغارد لم يعن مبدئيا بتربية الطبيعة البشرية وإصلاح أخطائها، بل عمل على استئصال هذه الطبيعة ووضع شيء أحسن منها في محلها. وقد كان نظام التعليم سائرا والحياة وفق خطة عسكرية شكلية جافة، كل شيء كان يجري حسب الخطة المرسومة ولم يكن ليعطي أي مجال لحرية الإدارة، ولا لإمكانية لاختلاف الطبائع والمشارب والعادات. وقد يكون لبعض الطلبة إمكانيات ممتازة، إلا أن هذه الإمكانيات كانت مجردة على السير وفق الخطة الأساسية والانصهار في البودقة ذاتها بدون تفريق أو تمييز، لأن الأوامر كانت تصدر من سلطة عليا، وهي واجبة التنفيذ على أية حال. وقد عين لكل طالب منهاج دارسته مقدما، ولم يكن ليسمح بالقراءة الخارجية مطلقا، وإذا حدث أن قرأ أحدهم كتابا خارجيا فلم يكن ذلك إلا خلسة. أما معيشتهم فكانت تدار بالأسلوب ذاته الذي تدار به حياتهم الروحية، وقد كانت هذه الحياة لا تحتوي على شيء يمكن أن يقارب المتعة أو حتى ممارسة الحرية. وقد أبعد الطلاب عن المحادثة أو حتى رؤية أي شخص ماعدا أساتذتهم. ولهم يجسر أحدهم على تخطي نطاق العبودية المضروب حولهم، ونزهتهم، فسها كانت مقيدة بالكلمة الآمرة.

يمكننا أن ندرك بسهولة كم كان مفجعاً كل هذا بالنسبة للطلبة، وكم كانت الفجيعة هائلة بالنسبة لشلر، لما امتاز به من طبيعة حساسة وشعور مرهف. فتراه وقد طغى عليه التبرم ولكن حياءه منعه من أن يظهر ذلك قولا أو فعلا. وقد أوقع سجنه هذا به ألماً عميقا ولكنه كان يأنف من الشكاة. وقد حفظت بعض رسائله في هذه الفترة، وفيها نجد النضال غير المثمر لذهن متحمس مشغول وهو يحاول ستر الركوب تحت غطاء الصبر الخائف وهو يظهر ألمه على أشده. لقد انكب على قواميسه وكتب النحو وواجباته العقيمة برصانة مصطنعة، ولكن روحه كانت كروح الأسير تحن إلى العالم الحر البهيج، وتستعيد ذكريات حنان الوالدين والآمال والمتع المثيرة للسنين الخالية. إن الشباب هو فضل الحياة الزاهي، وهو كذلك ليس بما يناله أو يتخلص منه بل بما يأمله ويرجوه. وقد يظن بعضهم أن لآلام شلر أمثلة كثير فيقول: (أو ليس في قصة كل طالب من طلاب أيتون مثال حي لمثل هذه الآلام أو ليس كل هؤلاء قاسى الفرقة الجارحة والمصائب الفادحة والاضطهادات المبرحة والعزلة القاتلة؟ ولكن الصعوبات التي أضنت شلر كانت أعمق من كل هذا. . . إن أسوأ اضطهاد عاناه هو الاضطهاد الأدبي، كل هذه الأصفاد تقيد الرغائب فقط، بل إنها تعدت إلى تقييد الإرادة الحرة العاقلة، فزيادة على آلامه الخارجية أبعد ذهنه عن الهدف الذي شعر بأنه الهدف الحق وحول إلى هدف آخر مزيف ليس فيه من معاني الحياة شيء يذكر. ولم يجد في الحقوق ولا في الطب الذي اضطر على الاستعاضة به عن الحقوق ولا في أي عمل رتيب مهما علا قدره وارتفعت منزلته ما يرضي روحه وما يشعره بالسعادة والهناء، ولكن الذي كان يسعى إليه هو فعالية عاليا لم يجد لها اسماً حينذاك والتي تخليها يوما ما في الانضواء تحت لواء الكنيسة وأخيراً وجدها وكانت هي الشعر بالذات. ولم تكن هذه الرغبة رغبة صبيانية طارئة، بل كانت شوقاً ملحا عميق الجذور أخذ عليه مجامع فليه وتمثل في هدفه الذي كرس حياته للوصول إليه. مع ذلك فإن أساتذته اعتبروا ذلك منه رغبة صبيانية ليس إلا. . . فعالجوها كما يعالجون أمثالها، ولم يتمكن شاعرنا من الانتصار إلا بعد معركة ضارية ونضال عنيف انتهى بفوزه، ولم يحدث ذلك إلا بعد أن أصيب بأول لسعة فشتتت ذهنه وكادت تبعثر مستقبله لأنه فقد العون في تعاسته وشقائه، فتألم وجاهد في سبيل قضية خاسرة، وقد قال شلر نفسه فيما بعد بخصوص ذلك: (لقد جمعت الطبيعة - بسوء تقديرها - بين ميولي الشعر وبين مكان ولادتي. فكل رغبة في الشعر كانت تصطدم بقيود المدرسة التي تعلمت فيها وتناقض خطة مؤسسها. فبحماستي لمدة ثماني سنوات ناضلت ضد النظام العسكري، ولكن هيامي بالشعر كان أحد حده الحب الأول. والشيء الذي أراد النظام أن يطغيه زاده تأججاً وضراما، وقد وجدت قلبي في عالم الأفكار ملجأ للتخلص من الأوضاع التي عذبتني كثيراً، بعد أن عزلت من عالم الحقائق بالأصفاد والأغلال).

وما من شك أن حكمة شلر الخاصة علمته التوكيد على الحياة قبل توكيده على الحياة الشعرية، وقد عبر عن ذلك بقوله: (يجب أن أترك مناخ يندس واستبدله بالأرض الخضراء ذات المناخ المتجمد في النصوص العلمية المخيفة) وحالما يقضي الله أمراً كان مفعولا يصبح عمل شاعرنا الرتيب منتهياً وأمله محققاً، فوقت الفراغ الذي سيحصل عليه نتيجة لذلك سيكرس للشعر أو أي شيء آخر، وفي الحقيقة (أن بقاءه مقيداً بغزوات معلميه القساة كان أمراً غير محتمل ومهينا له، فلا عجب أن فكر شلر يائساً في وضعه، ولكن ما العمل؟ وهذا مما اضطره على أن يضع خططاً عديدة للنجاة، وقد كان يتوسل أحيانا بالهروب خلسة ليلق نظرة على العالم الحر الحي، هذا العالم الذي كان محظوراً عليه التقرب منه، وأحياناً أخرى كان يضع بعض الخطط لنبذ المكان الذي كرهه هذه الكراهية مؤملا أن ينقذه القدر). ولكن كان صغيراً، عديم التجارب، لا مساعد له ولا معين، فليس هنالك إلا تحمل ما هو واقع بصبر وأناة. يقول كاتب سيرته (إن أي روح تحيا تحت مثل هذه الظروف المنهكة والغضب المستعر، مكتوب عليها الغرق حتما في النهاية والتخلص من المطامع الدنيا والانهماك المعيب والخضوع لربقة النير والتعثر في هذا الوجود متكسر، تعباً، ومتبرما وملقياً نظرة تائقة إلى أحلام شبابه التي ليس له القوة على تحقيقها. ولكن شلر لم بكن من هذا الطراز الاعتيادي من الناس ليفعل مثل ما يفعلون. وتحت ستار المظهر الخارجي البارد الذي ليس فيه جاذبية مفتعلة، ولطفه الذي شوه نتيجة العوائق والعزلة والفاقة المؤلمة التي قاساها في حياته، أقول، تحت مثل هذا المظهر تختبئ نار متأججة ليس للعوائق قابلية على إخمادها. والظروف القاسية التي أحاطت بمستقبله عرقلت نمو ذهنه نموا طبيعيا وقلصت قابلياته ووجهتها وجهة خاطئة. على أن هذه العقبات جمعت قواه وجعلته يعتمد على نفسه. أما أفكاره التي لم يكن لها مرشد يهديها سواء السبيل فقد انحدرت إلى أعماق نفسه وفتحت مغاليق مصيره، وقل مثل هذا عن مشاعره وعواطفه التي تجمعت في أغوار ذاته حتى أصبحت كحمم البركان يحترق وينصهر ويتجمع يعنف وبقوة هائلتين استعداداً للانفجار المروع الذي لا يرد ولا يصد وذلك واقع حتما في ساعة معينة.

(يمكن اعتبار شلر لحد الآن صبيا متبرماً ضجراً وغير نافع ولكن الوقت أزف لكي يصبح هذا الصبي رجلا يمزق القيود شر ممزق بقوة امتد تأثيرها في طول أوربا وعرضها، ولم يعد للقيود المدرسية أي تأثير في تشويه قابليته وإضعاف قوة شخصيته الجبارة. إن نشر (اللصوص) يعتبر فتحاً جديدا ليس في تاريخ شلر بل في الآداب العالمية، وليس من شك أن الفضل في ذلك يعود إلى نظام مدرسة ستنغارد المشوه، ولولا هذا النظام لما رأينا هذه المأساة. بدأ شلر هذه المأساة المختلفة بصورة جلية واضحة.

ولم تمض مدة قصيرة على نشر هذا الكتاب حتى ظهرت تراجم له في جميع لغات أوربا تقريبا، وقرئ من قبل الكثيرين بمزيج من المقت والإعجاب، وذلك بالنسبة للحساسية والانطباع الوجداني لكل من درس الكتاب. لقد هبط المؤلف الصغير كشهاب على العالم مما جعله مبهوتا لا قبل له بالنقد الهادي الرصين.

وفي ضجيج النقاش الحاد الذي شمل العالم في خصوص هذا الموضوع مدح المؤلف بأكثر من قابليته الطبيعية، كما أنه ذم ذما فادحا، إلا أن الحكم العام كان في صالحه، وطبيعي أن يتعدى كل من الطرفين حدود الاعتدال ويتجاوز جادة الحق.

ولكن مأساة اللصوص أحدثت عواقب لمؤلفها من نوع أشد حساسية من هذا الحكم، لقد دعونا ظهور هذا الكتاب نقطة البدء لنجاة شلر من جور المدرسة والضغط العسكري ولكن فعلها في هذا الخصوص لم يكن مباشراً. . لقد أنهى شلر المودة الأصلية في سنة 1787 ولكن خوف الأذى اضطره أن يحفظها سرا دفيناً حتى إكمال دراسته الطبية، هذه الدراسات التي تابعها باجتهاد كاف حتى حصل على درجة الشرف سنة 1780 وأصبح جراحا في فرقة (أوجى) إحدى فرق جيش (فرتمبرغ). وهذا التقدم ساعده إلى إكمال مشروعه في طبع (اللصوص) على حسابه الخاص بعد أن حار في إيجاد من يقوم بذلك من ناشري الكتب وأصحاب المكتبات.

للكلام صلة

يوسف عبد المسيح ثروت