مجلة الرسالة/العدد 1008/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 1008/البريد الأدبي
(الله ويردى)
حضرة الأستاذ رئيس تحرير مجلة (الرسالة)
قرأت في الرسالة الغراء ما كتبه الأستاذ عبد اللطيف محمود الصعيدي عن (ميشيل الله ويردى) ناظم (وحي البردة) ويقول الأستاذ عبد السلام إن (اسم النظم أشبه بأسماء المسيحيين). وعائلة الله ويردى هي عائلة أرمنية مسيحية كاثوليكية لها صلة قريبة بعائلة المرحوم يعقوب أرتين باشا ابن المرحوم أرتين بك الذي كان من وزراء محمد علي الكبير.
علمت ذلك من المرحومة كريمة أرتين باشا عندما أرادت أن توقف أملاكها قبل وفاتها، إذ استدعتني ذات يوم وطلبت مني أن أتولى تحرير مشروع عقد الوقف وطلبت النص على تعيين حصة لإحدى السيدات سمتها بسم (الله ويردى) فسألتها ومن هي هذه السيدة؟ فقالت إنها سيدة مقيمة في باريس ومن ذوي قرابة والدتها (بنت عمة أو بنت خالة) على ما أذكر. فهل هذا الشاعر ميشيل الله (ويردى) ينتسب إلى هذه العائلة؟ الله أعلم فليسأل!
عزيز خانكي
إلى الدكتور أحمد فؤاد الأهواني
عندي سؤال تحيرني الإجابة عنه، وقد رأيت أن أعرضه على صفحات الرسالة لعل الأستاذ الدكتور الأهواني أو أحد زملائه من أساتذة علم النفس يتفضلون بالإجابة عنه في وقت سريع.
وخلاصة ما أود أن أقوله: أنني مدرس أديب، أقرأ جيدا، وأكتب جيدا، معبرا عن خواطري في دقة ووضوح، وقد
أخذت أشعر منذ عام بحدث غريب يقطع علي متعة القراءة؛ فما أكاد أطالع بضع صفحات من كتاب أو صحيفة، حتى يأخذني النوم ويقع الكتاب من يدي، مع ما أشعر به من وضوح المعنى المقروء والتمتع به تمتعا زائدا، صباحا كان ذلك أو مساء. فمن يرشدني إلى التخلص من هذا النوم المفاجئ، مع أني أنام يوميا مدة طويلة تناسب سني، وتطابق الوجهة الصحية. أرجو أن تحمل لي الرسالة ردا سريعا في وقت قريب.
(متألم)
عتاب
نشر صديقنا الشاعر الأستاذ كمال نشأت مقطوعة جميلة بعنوان (حياة جديدة) بمجلة الأديب اللبنانية عدد أكتوبر لم نستسغ منها قوله:
أمشي وفي عيني ... (آلام المسيح على الصليب)
فإن الله يقول (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) يا أخي:
نحن مسلمون في بلد مسلم! والفن ينبع من المجتمع، ورسالته حتماً للمجتمع، وليس الفن للفن كما يزعمون. . .
عبد المنعم أبو سيف
رد ونقد
خطأ أحد الباحثين استعمال (تعاهدنا على تحقيق أهدافنا) وأقول أن الاستعمال صحيح وإليك النصوص اللغوية:
جاء في المصباح المنير: الغرض الهدف الذي يرمى إليه، وتقول غرضه كذا على التشبيه أي مرماه الذي يقصده اهـ.
وجاء في لسان العرب: الغرض هو الهدف الذي ينصب فيرمى. . . وغرضه كذا أي حاجته وبغيته، وفهمت غرضك أي قصدك ا. هـ.
وجاء في مستدرك شرح القاموس: ويقال: غرضه كذا أي حاجته وبغيته.
قال شيخنا: قد كثر حتى تجوزوا به عن الفائدة المقصودة من الشيء وهو حقيقة عرفية بعد الشيوع لكونه مقصداً وقبل الشيوع استعارة أو مجاز مرسل ا. هـ.
وجاء في أساس البلاغة: ومن المجاز فلان هدف لهذا الأمر وغرض له ا. هـ.
من هذا يتبين للقراء أنه لا فرق بين الهدف والغرض في جميع المعاني الحقيقية والمجازية، وأنت تقول: حققت غرضي أو مطلبي، وتحققت أغراضنا ومطالبنا، وقد أجاز الكاتب الفضل استعمال (تعاهدنا على تحقيق مطالبنا) فإذا كان هناك فرق بينهما فليبينه وقد خطأ استعمال (يهدف إلى كذا) وأقول أنه صحيح أيضا كأصله السابق لأن المعنى يتجه ويقصد ويدخل ويسرع إليه كما يتجه السهم أو المقذوف إلى هدفه.
وأرشدنا الأستاذ إلى الاستعمال الصحيح الوارد في اللغة؟! وهو (استهدفه) ولم أجد استهدفه متعديا في جميع المراجع التي بين يدي. . .
علي حسن هلالي
(الرسالة) أقر المجمع اللغوي هذا الاستعمال.
جناية الحزبية على الأدب
إن الحزبية الباغية في مصر شر كلها، بل هي مزيج مركب من شرور لا حصر لها. وحسب مصر من شرورها أنها مزقت الوحدة، وفرقت الكلمة، وأصابت روابط الأخوة والمودة بالوهن، وبذرت في النفوس بذور الإحن والفرقة والبغضاء، وفي الصدور بذور الحقد والعداوة والشحناء، وغرست في تربة مصر الأنانية الممتزجة بالجهل، والمهاترة المشوبة بالتوتر.
أما جناية الحزبية البغيضة على الأدب فهي أجل من أن توصف؛ فالشباب هو التربة الصالحة للأدب والبيئة التي يجب أن تهيأ له، ومن أين لمصر الشباب الذي يتجه في حياته نحو الأدب، والحزبية البغيضة المشوهة لم تدع له فرصة للاشتغال به، ولسلوك نهجه، وللاغتراف من منهله.
وقد كان من الممكن للأدب أن يكسب أنصاراً من طلبة الجامعات العلمية وهم أجدر بنصرته، ولكن الحزبية البغيضة تسللت داخل أسوار الجامعة ولم تدع قليلا ولا كثيراً إلا ساقته في موكبها، وضمته إلى شيعتها، اللهم غلا النادر الذي لا يعتد به، والذي لا حكم له بجانب الكثرة الساحقة، التي اتخذت من الحزبية البغيضة مهنة تمتهنها، وحرفة تحترفها، وأصبحت لا تقدم لمصر إلا المهارة والمناوشة والثرثرة على ضوء التعصب للأحزاب والزعماء، وعلى حساب مصر المنكوبة في شبابها وهم عصبها وعدتها وأملها في المستقبل القريب والبعيد.
نعتقد أن حركة الجيش تعتبر نهاية للحزبية البغيضة القائمة على غير مبادئ أو أهداف، والتي يجب لأن تكون اليوم في ساعات الاحتضار الأخيرة، لتلفظ أنفاسها غير مأسوف عليها، والفرصة سانحة لأن يكفر شبابنا - ولا سيما طلبة الجامعات والمعاهد العلمية - بالحزبية البغيضة، ويودعها بألذع ما تستحقه من اللعنات، ويقبل من الآن على الأدب، وينضر إلى شيعته، فما عاشت دولة بغير أدب، وما وصلت دولة إلى نهاية المجد إلا بالأدب!
وها نحن أولاء في الانتظار. .
نفيسة الشيخ
لقد دالت دواتهم
لو حاول الإنسان أن يحصي الأمثلة على جحود الإقطاعيين واستهتارهم لأعجزه الحصر. . وحسبنا أن نسوق اليوم قصة إقطاعي بلغ الاستهتار حد الكفر - والعياذ بالله - وتلك نقمة الغنى يدفع يصاحبها أحيانا إلى حد الجنون، أو الكفر. . وكلاهما لا يرضاه إنسان لنفسه!
فقد سمعت أنإقطاعيا كان تدعو إليه فلاحا من فلاحيه ويأمره أن يدعو الله أن يهبه بقرة. . ثم يسأله الإقطاعي الأحمق في تهكم:
هل وهبك الله بقرة!؟ إذن أنا أهبك البقرة. . فيدعو الفلاح فيأمر له بالبقرة!
هذا منتهى الإجرام في حق الخالق العظيم، الذي بسط له في الرزق، إلى حد أنساه النعمة، يذكرنا بما قاله (موسى عليه السلام) عن فرعون وقومه:
(ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على أموالهم، واشدد على قلوبهم، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم).
ويذكرنا يوسف القرآن الكريم:
(ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم، كذلك نجزي الظالمين).
وبعد. . لقد دالت دولة الإقطاع، كما دالت من قبلها دول أقامت عروشها على الظلم والطغيان، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم. . . وتلك قصورهم خاوية على عروشها. . ينعق على أطلالها اليوم. . . فاعتبروا يا أولي الأبصار.
عيسى متولي