مجلة الرسالة/العدد 1012/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 1012/البريد الأدبي
الدراسات العليا لكلية اللغة العربية
ليس هناك شك في أن الدراسات العليا لا غنى عنها للحياة الدراسة في
مختلف الكليات، ذلك أنها تخلق طبقة من المفكرين والباحثين والعلماء
ونحن بحاجة ملحة اليهم، وبخاصة في هذا العهد الجديد الذي يعتبر
التجديد من أهم خصائصه ومقوماته.
وموضوع الدراسات العليا شائك أو هكذا اخذ ودرس على أنه من الصعوبة بحيث لا ينبغي له أن يمر بسهولة ولا يرى النور إلا بعد تمحيص وبحث من نوع جديد.
لقد مرت هذه الدراسات بأدوار مختلفة، واصطدمت بآراء متضاربة، وأخيراً قدر لها أن تخرج إلى عالم الحياة، كان ذلك في العام الماضي، وأسرع (الخريجون) فقدموا أوراقهم إلى قسم الدراسات العليا بالكلية، واطمأنوا إلى أنه ستتاح لهم دراسات عليا تقوم على أسس جديدة صالحة تتمشى مع روح العصر، وتحذو حذو مثيلاتها من الجامعات.
ولكن لأمر ما، أو لأمور كثيرة، لا ادري! اجل افتتاح هذه الدراسات، ووضع مشروعها على الرف كما يقولون إلى اجل غير مسمى؛ وهكذا يصل التهاون بصوالح الطلاب ومقتضيات التعليم الجامعي إلى هذا الحد المقيت.
ونحن هنا لا نريد أن نتناول موضوع الدراسات العليا الذي قدر له أن يقبر في مهد - لا نريد أن نتناوله بالنقد والتشريح، فالكلام فيه لا داعي إليه، وربما نضطر إليه في وقت قريب.
والذي نريده من أولي الأمر أن يكون هدفهم صالح الأزهر دون أن يسمحوا للرغبات الشخصية بأن تثبت وجودها في هذا الميدان الذي يتطلب صفاء القلوب وإخلاص النيات نريد دراسات عليا تكون صورة مماثلة لما يتبع في الجامعات المصرية، ويلتحق بها كل طالب تتوفر لديه الشروط المرسومة من حيث التقدير العام في السنة الرابعة.
ولا يفوتني هنا أن اقرر حقيقة واضحة، فالدراسات العليا تعتبر حقاً لطلبة الكليات، ومن الواجب على كل إنسان ألا يتغاضى عن حقه، لذا كتبت كلمتي هذه أطالب بتحقيق رغبة هي الحق الصراح، فلن يحمد لإنسان أن يعقد لسانه فلا ينطق بما يراه حقا؛ ومما يبشر بالخير أن العهد الجديديحتم علينا أن نعرف حقوقنا وواجباتنا، وبذلك نكون جنودا مخلصين للحركة المباركة.
ويضطرني الاستطراد إلى أن اذهب بعيدا فأدعو أولي الأمر إلى أن يعملوا على إلحاق أبناء كلية اللغة العربية بالدراسات العليا في كليات الآداب المصرية، ولنعتبر هذه الخطوة بعثات داخلية يستعاض بها مؤقتاً عن البعثات الخارجية.
وحرصا على مستقبل أبناء كلية اللغة أرى لزاماً على أن أشير إلى وجوب تذليل الصعوبات التي تحول دون انتساب طلبة الكلية إلى معهد اللغات الشرقية، ما داموا يدرسون هذه اللغات في كليتهم وإلا فلا فائدة ترجى منها.
وبعد فهذا إيجاز وتركيز لبعض الرغبات التي نأمل أن تتحقق في أسرع وقت في ظل العهد الجديد إن شاء الله، ولنا عودة.
أزهري عجوز
بدعة اليوم الكامل
لا زال وزير المعارف مصرا على اليوم الدراسي الكامل، برغم ثورة الرأي العام على هذا الاتجاه المعتل، وفي مقدمته المسؤولون عن سير الدراسة من المعلمين والمعلمات.
ولو كان لهذا الاتجاه حسنة واحدة لاحترمنا إصرار الوزير الذي اصبح غير قابل للتغيير، ومستحيلاً عليه التخاذل والتقهقر، وقد يرى الوزير نفسه لهذا النظام حسنات كثيرة، ولكنه لا يجد من يقره عليها، اللهم إلا شرذمة من بطانته وحاشيته، لأنه لا رأي لها مع أي وزير، فمهمتها قاصرة على التصديق والتأمين ليس إلا.
يقول وزير المعارف: إنه يهدف من وراء هذا النظام إلى إلصاق التلميذ بالمدرسة حتى ينجذب اليها، ويصقل بين جدرانها وينشأ التنشئة الصالحة فوق تربتها، ويهدف أيضا من وراء هذا النظام إلى إيجاد فسحة كبيرة ليستجم خلالها الطالب، ويتخلص من الإرهاق الذي كان يعانيه من جراء تكديس الدروس دفعة واحدة دون راحة أو استجمام.
أما إلصاق التلميذ بالمدرسة، ودفعه إلى الاجتذاب إليها وصقله بين جدرانها، وتنشئته التنشئة الصالحة فوق تربتها، فهو من الخيال الرائع المحكم، إذ ليست المدارس في مصر مهيئة ولا مستعدة لتحقيق هذا الخيال الرائع المحكم، فهل في مدارس مصر حدائق غناء يستجم الطلاب بين أشجارها؟ وهل في مدارس مصر من المسليات الكافية لجذب التلاميذ إليها؟ يستطيع الوزير الهمام أن يجيب عن هذين السؤالين بسهولة، ولا سيما وأنه قد زار مدارس الأقاليم التي هي اقرب إلى الأكواخ والقبور.
أما الفسحة الكبيرة التي أطالت حياة اليوم الدراسي، فإن الطلبة يقتطعون منها خمس دقائق فحسب، يتناولون خلالها (السندوتش) من الباعة المتجولين، أما الباقي مناه، فإن البعض منهم يجري خلالها في الفناء، والبعض الآخر يفترش الأرض ليمرق بعينه الجدران والأبواب!
لنعمد إلى خلق المدرسة المصرية خلقا آخر، ولنقلب أوضاعها من جديد، ولنهيئها حتى تصبح مستعدة لاستقبال الطالب يوما كاملا، وليكن بعد ذلك الإكرام والتقدير لهذا الاتجاه - أما أنحتم على الطالب أن يظل من مطلع الشمس إلى مغربها بين جدران أربعة، فلن يكون إلا من قبيل العناد، والعناد - كما يقول الرسول عليه السلام - كاد أن يكون كفراً ,.
نفيسة الشيخ
إلى الأستاذ علي الطنطاوي
يا سيدي لي بنات طالبات أجهدت نفسي في سد ما بينهن وبين الفساد فلم اتركهن للمجتمع المنحل، والملهى الرخيص، والكتاب الداعر.
ولكن فساد المجتمع ما لبث أن نفذ إلى (برضا) من جهاز الراد ومن رفيقه المدرسة، ومن مثيرات الطريق.
. . وبدأت أنكر أن بناتي ومن أوضاعهن ما ينكر الرجل الغيور من بنات العصر وأوضاعهن وإن لم يصل الأمر إلى هذا الحد الكريه.
وحاولت أن أقوم ما اعوج واصلح ما فسد بالمنطق الواضح والحجة البينة فكان رأيهن مع رأيي ولكن بقيت عواطفهن منفصلة عن هذا الرأي متصلة بالفساد المستشري إلى أن شاء الله لي الرحمة ولهن الستر فاتصل ما بينهن وبين رسالة (الزيات) جزاه الله عنا كل خير.
وفي الرسالة لقينك يا أستاذ فقرأن معجبات أول الأمر ثم متأثرات.
لق استطعت يا أستاذ بأدبك البارع، وروحك القوية ما عجزت عنه أنا، استطعت أن تنفذ إلى ما وراء الفكر، إلى أعماق الشعور فتكونهن تكويناً وجدانياً جديداً وإذا هن في طريق جديد نهايته - إن شاء الله - التقاء الفكر والشعور على الفضيلة والخير.
وقد قلت كتابتك في الرسالة أخيراً وتركت ذلك النوع من القصص الذي كان يقطع ما بيننا وبين هذه الدنيا ليضعنا في دنيا ثانية لا سبيل إلى وصفها.
فهل لك يا أستاذ إن تتابع الكتابة وفي هذا الصنف من القصص خاصة. . إنك لو دريت كم تبني من نفوس وكم تجنح من همم وكم تنقذ به أرواحاً من الإسفاف لقبلت أن تحمل في سبيله أقسى المشقات.
القاهرة
أب غيور
هي مسالة خلافية
قال الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر (في الأهرام 27 - 01 - 1952) بعد أن أورد حديثين ضعيفين في إباحة الوجه واليدين: وعنى هذا أن المرأة المسلمة لا يجوز لها أن تظهر لغير محارمها إلا بمثل ما تكون عليه في صلاتها هذا هو الدين.
وقال الإمام القرطبي في تفسيره (ج 12 ص 237): اجمع المسلمون على أن المرأة كلها عورة إلا وجهها ويديها فإنهم اختلفوا فيها وقال في تفسيره سورة النور: ثم استثنى ما يظهر من الزينة، واختلف الناس في قدر ذلك، قال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء، فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه أو إصلاح شأن ونحو ذلك.
محمود مصطفى عليبة
عطارد
يصدر أول ديسمبر العدد الأول من مجلة (عطارد) التي يصدرها لفيف من الشباب المثقف ويشترك فيها الأستاذ أنور الجندي. وستكون شاملة لفصول حارة جريئة من السياسة والأدب والاجتماع.